أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - قناة الجزيرة نبي هذا الزمان














المزيد.....

قناة الجزيرة نبي هذا الزمان


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قناة الجزيرة بحق تشبه خروج نبي جديد في هذا الزمان لو جاز لنا قول ذلك، فهي نفخة الصور الأولى في المقبرة الكبرى التي تسمى بالعالم العربي، هي كلمة البدء، وفاتحة الكتاب، ومدفع الإفطار، والرحمة المهداة، ومحطمة الأصنام، وجلاء الأبصار، وهادمة الأوثان، ومزلزلة العروش من تحت أقدام الطغاة والمستكبرين، هي من نزعت الثياب والسراويل عن عورات الزعماء العرب وجعلتهم يمشون عرايا في شوارع زحمة، هي من فتحت النوافذ في القبور ليدخل إليها النور والأوكسجين، هي من علمت الإعلاميين العرب فن الحبو ثم دفعتهم ليخطوا أولى خطواتهم نحو المشي ثم الركض، وهي أول من أطاح بـ (قيام جلالته، وقعود عظمته، ونوم فخامته، وتغوط سموه دون استنجاء).

ومن يتتبع سِيَر الأنبياء والمرسلين يجد أنه لم ينج نبي قط من عدو شيطاني يتربص به، فما من نبي بعث في قومه إلا وهوجم وعودي من القريب قبل البعيد، ويبقى التشنيع والتطير بالأنبياء هو سنة جارية يتواصى بها الطاغون وشياطينهم من ذرية أعداء الأنبياء وأشباههم، كما قال الحق سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (112_ الأنعام).

والسؤال الآن، لماذا شياطين الإنس العرب ذرية أعداء الأنبياء يكرهون قناة الجزيرة؟؟، في جوابي أرى أن أسباب الكره والعداء واضحة كوضوح الشمس في نهار صائف لا سحاب فيه، فمن هذه الأسباب وأهمها هو نكأ الجرح الفلسطيني ليل نهار وفي كل ساعة وحين على مسامع ومرائي العرب والمسلمين، فيما لا تفعله أي قناة دعارة (أخبار) عربية أخرى حكومية أو مستقلة، فلا تخلو ساعة من ساعات بث قناة الجزيرة على مدار اليوم إلا وذكرت العرب حكاما وشعوبا بفلسطين المضيعة الجريحة التي أوشكت على النسيان، فالعرب والمسلمين حكاما وشعوبا يزعجهم أيما إزعاج الحديث عن الجرح الفلسطيني الذي لا يندمل، والعرب والمسلمين حكاما وشعوبا أوشكوا أو كادوا بالفعل أن ينسوا الجرح الفلسطيني النازف، بل لقد تآمر حكام العرب وشعوبهم على استئصال هذا الجرح وبتره ومازالوا يتآمرون، بل إن من الحكام العرب من يرى فلسطين شوكة في خاصرته لا يستطيع لها نقشا، ومنهم من يتمنى أن تمحى كلمة فلسطين من أبجدياته، ومنهم من يريد أن ينام ويقوم فلا يجد شيئا على ظهر الأرض اسمه فلسطين، فجاءت قناة الجزيرة لتنكأ هذا الجرح وتنثر فوقه الملح فثار الجرح في قلوبهم وازدادت آلامه وهم يقفون عاجزين عن دوائه، هذا هو السبب الرئيسي لانزعاج العرب الخانعون الموتى من قناة الجزيرة وخاصة حكامهم وزبانيتهم من الإعلاميين المنافقين من أبواق السلاطين.

ومن الأسباب الأخرى لمناصبة ذرية أعداء الأنبياء العرب العداء لقناة الجزيرة، أن الجزيرة هي من نفخت الروح في الإعلام العربي وبعثته من بعد الموت، لكن، لم ترق قامة قناة واحدة من عشرات القنوات العربية إلى قامة الجزيرة الشامخة ولن ترق، فشَبَّت في قلوبهم نار الغيرة والحقد والحسد على قناة الجزيرة. وكذلك لِمَا يتمتع به إعلاميو الجزيرة من حرفية إعلامية عالية يشعر معها الإعلاميون العرب بالقزامة والصِغَر، ولما لا وإعلاميو الجزيرة من خريجي مدرسة (البي بي سي) العريقة الموضوعية الرائعة.

وكذلك من أسباب مناصبتها العداء تبني قناة الجزيرة الشعار القائل: (الرأي والرأي الآخر) ومارسته واقعا على الأرض، فقد استضافت الإسرائيلي كما استضافت الفلسطيني، واستضافت الدكتورة وفاء سلطان كما استضافت رجال الدين، واستضافت المعارض كما استضافت أهل السلطة، والسلطان والغلبة لمن صدى حجته أقوى، لكن العرب الذين لا يسمعون إلا صوتهم وحسب، ولا يرون إلا أنفسهم وحسب، ثارت ثائرتهم على قناة الجزيرة واتهموها بكل نقيصة، وتعامت بعض الشعوب العربية التي لا تعرف للحياء والخجل معنى ولا يحبون كشف المستور ونبش القبور من الذين يُشَهِّرون بقناة الجزيرة أن أعلام الكيان الإسرائيلي ترفرف خفاقة عالية فوق السفارات الإسرائيلية في بعض بلدانهم العربية التي أقامت معاهدات سلام مع الكيان الإسرائيلي، ونسوا كذلك أن الإسرائيليين يصولون ويجولون ويمرحون في شتى البلدان العربية وكأنهم في أوطانهم، بل ويحظون بكل وسائل الأمن والرعاية والتسهيلات التي لا يجدها المواطن العربي حتى في أحلامه.

وكذلك ثارت ثائرتهم عندما استضافت القناة الدكتورة وفاء سلطان في المرة الأخيرة فقاموا إليها ليرجموها حتى أجبروا القناة على الاعتذار عن خطأ لم ترتكبه، لأن القناة عندما استضافت الدكتورة وفاء سلطان كان في المقابل ضيف من الجهة المقابلة، فبالتالي (قناة الجزيرة) لم ترتكب خطئا لتعتذر عنه إلا حين أجبرها العرب موتوري الرأي والفكر على الاعتذار عن صواب رآه العرب خطئا وهو الممارسة الفعلية لشعار (الرأي والرأي الآخر)، مع أن هؤلاء العرب ترصد حكوماتهم جوائز بعشرات الآلاف من أموالهم للذين يسبون الله والأنبياء والمرسلين ويزدرون الأديان وخاصة الإسلام في كل كتاباتهم، وما حصول (سيد القمني) على جائزة الدولة التقديرية منا ببعيد، فلماذا إذاً ينتقدون (قناة الجزيرة) على استضافتها للإسرائيليين وللدكتورة وفاء سلطان؟؟.

فلو كانت قناة الجزيرة كما يتهمونها أنها قناة موجهة أو غير موضوعية أو إخوانية أو سلفية أو ممولة من المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية أو مخابرات موزمبيق، فيغفر لها كل ذلك أنها هي القناة العربية الأولى والوحيدة التي حقنت هرمونات الذكورة في صلب الإعلام العربي المخنث، وصدق من قال: (ولو أتى الحبيب بذنب واحد قامت محاسنه بألف شفيع)، فتحية طيبة لقناة الجزيرة ولتبق رايتها عالية خفاقة في سماء الإعلام العربي، وليذهب مبغضوها وكارهوها إلى الجحيم.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام المصري والرئيس مبارك
- الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين
- الجهل السياسي لحركة حماس هو سر مأزقها
- جماعة تكفير الأنبياء
- أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن..
- هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
- لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
- هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
- عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
- ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
- خروج الريح لا ينقض الوضوء
- آدم ليس خليفة الله في الأرض
- أعِدُكْ أني لن أفلح


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - قناة الجزيرة نبي هذا الزمان