أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية














المزيد.....

التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجب ان نتذكر دائما ان الامبريالية نظام عالمى هى المرحلة الاخيرة من الاستعمار, ويجب ان تهزم بمواجهة عالمية , هذه احد اهم مأثورات المناضل الثورى الحقيقى فى عالمنا هذا ارنستو تشى جيفارا, , هو الحديث عن الحاضر بل وعن المستقبل ,لا اجترار للماضى , ولا بكاء على قيم ثمة محاولات لسحقها ,اما بيد العسكر الغربى,او باقلام تباع لمن يجزل العطاء , ولو ممن قتل ويقتل الاباء والابناء,, نعم الامبريالية هى الظلام الاوحد فى هذا العالم ولو كره المستأجرون, ولو كان الحديث حلو الكلام , ولو كانت الحروف تتزيا بعلم محور مجتزأ ؟

نعم نحن نحتاج الى التنوير فى مصر وفى العالم العربى, هكذا ببساطة وبلا تزويق ولا تقعير ولا تطويل, الدين -كل الاديان- فى بلادنا يحتاج الى المواكبة والعصرنة,هذا لا شك فيه , لكن مالا نحتاجه ابدا هو القضاء على الهوية والثقافة والتراث المحلى, نحتاج الى تنوير سياسى وثقافى واجتماعى واقتصادى وعلمى,, لكن مالا نحتاجه ابدا ان نصبح جراء ذلك التنوير المنشود ذيولا هزيلة ,لا علم لها ولا تاريخ ولا حاضر ولا أوطان.

كيف أكون تنويريا عندما يصبح التنوير مرادفا للاستبواق الغربى الرأسمالى اليمينى المحافظ على هويته المسيحية الموغلة فى الكراهية ضد الاخر؟ الذى اعرفه ويعرفه العالم بأكمله ان هذا الغربى- الذى يقدمه لنا بعض المسحوقين على انه منارة التقدم والرقى- شرد شعبا بأكمله مقابل خرافات دينية مقيتة, فهل هذا هو التنوير المطلوب؟ ان نتناغم مع اساطير العودة الدينية الغيبية لنساهم فى سحل الشعب الفلسطينى, بمزاعم قداسات الرب ؟ والا فنحن ارهابيون ووهابيون وبترو دولار واجلاف وبدو؟
اين الرقى الغربى والاستنارة الغربية فى هذه الحالة تحديدا؟ لا شك اننى لن اتى بجديد عندما اؤكد ان ما من زعيم غربى يجرؤ فى زمن الاستنارة هذا على مطالبة اسرائيل بانهاء ما يسمى بالدولة الدينية اليهودية وانشاء وطن علمانى ديموقراطى يتسع للجميع عربا ويهودا؟ ومن المأساة ان تلك الحقائق البسيطة لا تلفت انظار اولئك السادة من سدنة وكهان الاستنارة العربية المتحدة؟

الغريب ان الاخوة الاستناريين لا يخجلون ابدا من ذلك الموقف السلبى من افظع ما خلفه لنا الاستعمار الغربى فى ارض كنعان, ولكنهم وببجاحة منقطعة النظير يقدمون لنا الاسرائيلى على انه بلد متقدم ومتحضر ,استقامت فيه اليوجينيا؟ واخرون مرضى بما يسمى بالوسواس القهرى من اديان الاخر, يطلبون العون والمحبة من العدو واصدقائه الميامين؟
والاكثر ادهاشا ان كل هؤلاء يجمعون على ان حالة مصر تحديدا - كحالة ظلامية من وجهة نظرهم-بدأت فيها عصور الاظلام والعتمة الموحلة بداية من عصر حكم العسكر -كما يصفون- اى تحديدا منذ عصر ثورة يوليو؟ اى ان كل هؤلاء القوم من انصار عصر التبويق الاعلامى المستغرب, يلقون باللائمة على عصر الثورة المصرية وتحديدا ضد خط زعيمها القائد الراحل جمال عبد الناصر فيما تشهده مصر من ظلامية واسلمة وحجاب ونقاب وقران؟ وتجد فى سياق كافة كتاباتهم وفوهات ادمغتهم غمز ولمز عن الخمسين عاما الماضية وبعضهم يذكر الاربعين عاما الماضية؟ مع ان اى قارىء مبتدىء -لا مفكر- يلمس بكل يسر ان نهضة كبرى كادت تنطلق اليها مصر خلال فترة الستينيات تحديدا ,لولا تامر الولايات الغربية المتحدة وعدوانها عام سبعة وستين ,بعد عدوانها السابق عام ستة وخمسين من القرن الماضى؟ وهى بالطبع كانت غزوات استنارية غربية كانت تستهدف نهضتنا لولا صلابة رأس العسكر المصريين فى ذاك الوقت؟

الذين يحاولون اهالة التراب على تراثنا, هم انفسهم من يريدون لنا التدمير الشامل, لا تقدم ولا هوية, حاول عبد الناصر ان ينهض بمصر على طريق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والتقدم العلمى ,فتم تدمير تجربته , من قبل اعداء الانسانية , ولا تزال صبيتهم-هؤلاء الاعداء- تحاول طمس ما تبقى من اطياف تجربته, ويحاول البعض -حتى ولو اختلفنا معهم- انهاض مجتمعهم بأية ايديولوجيا مناهضة للوحش الغربى ,فتتم عمليات ابادة منهجية ضدهم على الصعيدين الفكرى والجسدى؟ لا طريق سوى امريكا ,ولا منارة سوى منارة الفاتيكان التى لها دخان ابيض واسود؟

.مرة اخرى نكرر القول بان المحاربين الحقيقيين ضد التخلف وضد الظلامية وضد الجهل وضد الاستبداد , وضد الظلم الاجتماعى والاقتصادى, هم من يحدد العدو الحقيقى صاحب المصلحة فى سيادة هذه القيم على مجتمعاتنا, ويناضلون ضده ,وهذا العدو معلوم ,وهو من احتل مصر سبعين عاما,فأورثها التخلف والفقر والجهل والمرض,وعندما غادرها وحاولت النهوض ,باشر مؤامراته وعدوانه ضدها ,لكى ياتى صبيانه الان ,ويتناسون سنى تدميره لمصر ,ويحددون اسباب تخلفها فى الخمسين سنة الماضية, اى التى تلت الاحتلال؟

النضال الحقيقى ليس ضد حجاب الفقيرات ,ولا ضد تراث دينىاجتازه الناس دون عناء فى بعض سنوات ثورة يوليو, ولا ضد بعض الثائرين على هجمات ارهابية دولية منظمة,بافعال عشوائية ردفعلية , المناضل الحقيقى والتنويرى الحقيقى والبطل بالفعل لا بالدولار ,هو من يطلق رصاص كلماته ضد كهانة العصر الحالى الارهابية,التى هى اسوأ نظام دينى ظلامى عرفه التاريخ الانسانى, ولو كان مرتديا مسوح المدنية المزيفة.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء سلطان -اشرف عبد القادر ,, نماذج تنويرية ساطعة ؟؟؟
- اين امين اسكندر وجورج اسحق؟ هل صحيح ان ماما امريكا وماما اسر ...
- الاعلام الصيفى البطيخى
- بين اسلمة - كرة القدم - والتطبيع بكرة القدم
- التغيير بالبراشوت فى مصر
- بين كمال غبريال ووفاء سلطان -من هو الغوغائى او الطائفى؟
- باى باى شلة اوكريكا فى مصر؟
- رغم الفوز بالبطولة - انا قلقان على مصر ؟
- المشكلة مع الاسلام كما كانت مع الشيوعية.
- المستشرقون الجدد , أغوات الاعلام المصرى
- مشروع قانون ادارة العبادة, لا مشروع بناء دور العبادة
- كيفية مواجهة الشبح الطائفى فى مصر؟
- اللاعبون بنيران الفتنة الطائفية فى مصر
- عمرو خالد شيخا للازهر الشريف
- فى الرد على سويسرا والجزائر
- اما الاسلام الثورى او اليسار الثورى لا حل اخر
- بلد المسخرة والبكاء
- من ملفات القتل والارهاب والازدواجية الغربية-مذبحة اكتوبر فى ...
- تنظيم الاخوان المسيحيين فى مصر
- العلمانية المرفوضة,فى مصر


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية