قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 13:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يقول أوليفيه عن هيت في ذلك العام:
هيت ليست ذات شان كما كانت عليه في السابق تقع على تل مرتفع بشكل قبعة وذلك على الضفة الغربية من النهر. ويلاحظ أنها كانت تمتد بشكل كبير حول هذا المرتفع. ويعتقد بأنها غدت على ما هي عليه اليوم بسبب حروب قام بها الأهالي فيما بينهم بحيث أن معظم مدن هذه النواحي اختفت وتضررت جدا.
لا تعد اليوم أكثر من ألف ساكن جميعهم من العرب المستقرين، والمزارعين. منازلها وضيعة وذات مظهر مزر، ليس فيها سوى طابق ارضي، وهي مشيدة بالصوان مثبتة أجزاءه بالتراب.
رأينا قليلا من النخيل في أراضي هذه المدينة ،.إلا أن فيها حقولا كثيرة على ضفتي النهر، وهي مخصصة للنباتات الزراعية وبعض البقول، كان الشعير قد حصد منذ حوالي عشرة أيام، بينما الحنطة قد نضجت، وكان الرجال والنساء منهمكين في قطعها ودوسها مع التبن.
تسقى الأراضي بواسطة دولاب كبير يحركه ماء النهر وتشاهد النواعير بين مسافة وأخرى ... ويقوم على النهر طوف مخصص لعبور السكان من ضفة إلى أخرى.
تستقي نساء هيت الماء من الفرات بسلال من قصب أو بجرة مطلية بالقار وليس لهن غير ذلك للماء بين أدوات المنزل . تدوم هذه السلال والجرار مدة طويلة وتحفظ بشكل جيد السوائل التي توضع فيها.
تتكون ثياب جميع النساء اللواتي صادفناهن في المدينة كما في الأرياف من قميص ازرق (إزار) ينزل حتى أسفل الركبتين وعصابة بيضاء تغطي الرأس والحنك والفم وتترك القسم الباقي من الوجه مكشوفا، وتمتد حول الرقبة وتثبت بواسطة كلاب وينحدر إلى وسط الجسم.
وثياب الرجال الاعتيادية بسيطة هي أيضا كثياب النساء فهي صيفا قميص ابيض(دشداشة) من قماش قطني ينزل حتى الرجلين وشال(غترة) حول الرأس. ويرتدون شتاء ثوبا آخر فوقه ينزل حتى الفخذين أو أكثر من 1لك بقليل (الصاية) ويرتدون للزينة العباءة فوق الثياب كلها.
-----------------------------------
* رحلة أوليفيه إلى العراق(1794-1796) ، ترجمة يوسف حبي ، مطبعة المجمع العلمي العراقي، (بغداد، 1988)، ص209-211
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟