|
ندوة السينما العراقية في باريس
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 05:12
المحور:
الادب والفن
ندوة السينما العراقية في باريس المطالبة بسّن قانون للسينما العراقية، والحصول على دعم غير مشروط من الدولة عدنان حسين أحمد / باريس
حَضيَتْ السينما العراقية باهتمام خاص، بل الأول من نوعه في الدورة السابعة لبينالي السينما العربية في باريس هذا العام من خلال تقديم " لقطة مكبّرة " عنها تضمنت عرض " 18 " فيلماً عراقياً ينحصر إخراجها بين الأعوام 1948 و 2004. كما خصصت اللجنة المُنظمة للمهرجان ندوة خاصة عن السينما العراقية، فضلاً عن الفعاليات والأنشطة الثقافية الأخرى التي أُقيمت على هامش المهرجان. وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها السينمائيون العراقيون من الداخل والخارج ليتحدثوا عن هواجسهم السينمائية، وهمومهم الثقافية الأخرى بحرية ومن دون رقيب. وحينما نضع، نحن المتخصصين في النقد، والمتابعات، والتغطيات الصحفية، حينما نضع المشهد السينمائي العراقي أمام أنظارنا، نكتشف فقر السينما العراقية، وضآلتها، كماً ونوعاً مقارنة بالمنجز السينمائي في البلدان العربية مثل مصر، وسورية، ولبنان، والمغرب العربي برمته، وكذلك البلدين الإسلاميين المجاورين للعراق وهما تركيا وإيران اللذان قدّما منجزاً كبيراً للمكتبة السينمائية في العالم. يرى العديد من المتخصصين في السينما العراقية بأن هذه اللقطة المكبرة لم تكن أفضل ما في السينما العراقية. ويبدو أن الدمار الكبير الذي لحق بدائرة السينما والمسرح لم يُبقِ من ذاكرة السينما العراقية إلا القليل، وبالتالي فإن هذه اللقطة المكبرة صارت مقرونة بما هو متوفر من أشرطة صالحة للإستخدام جلبها المعنيون من خارج العراق، وأخص بالذكر منهم الأستاذ إنتشال التميمي، ولهذا فإن الفيلم العراقي الأول " عليا وعصام " لم تُعرض منه سوى " 32 " دقيقة لأن القائمين على المهرجان لم يتمكنوا من الحصول على النسخة الأصلية التي تبلغ مدتها ساعة ونصف الساعة. ولكي نحيط القارئ علماً بهذه اللقطة المكبرة أجد نفسي مضطراً لاستعراض هذه الأفلام المنتقاة وهي على التوالي: " عليا وعصام " 1948، إخراج الفرنسي أندريه شاتان، " الحارس " 1967، خليل شوقي، " الظامئون " 1972، محمد شكري جميل، " المنعطف " 1975، جعفر علي، " الأهوار " 1976، قاسم حول، " النهر " 1977، فيصل الياسري، " المهد " 1985، ليث عبد الأمير، " في حقول الذرة الغريبة " 1991، قاسم عبد، " المرأة العراقية صوت من المنفى " 1993، ميسون الباججي، " حياة ساكنة " 1997، قتيبة الجنابي، " الخرساء " 1999، سمير زيدان، " مدخل إلى نصب الحرية " 1999، لعدي رشيد، " شاعر القصبة " 1999، لمحمد توفيق، " جيان " 2002، لجانو روشبياني، " بغداد حاضرة غائبة " 2002، لسعد سلمان، " إنسَ بغداد " 2002 لسمير جمال الدين، " عائد إلى بابل " 2002، لعباس فاضل، " زمان رجل القصب " 2003، لعامر علوان، " 16 ساعة في بغداد " 2004، لطارق هاشم، و " نحن العراقيون " 2004 لعباس فاضل. وهذه الأفلام الثمانية عشر، على أهميتها، وإمتلاك بعضها للمواصفات الفنية العالية، لا تمثّل أفضل ما في المنجز السينمائي العراقي برمته، بل أن إختيارها كان مقروناً بتوافرها وغياب البعض الآخر منها. فهناك علامات فارقة في السينما العراقية مثل " من المسؤول " لعبد الجبار ولي، و " سعيد أفندي " لكاميران حسني، و " نبوخذ نصر " لكامل العزاوي، و " قطار الساعة 7 " لحكمت لبيب. وكان من المناسب إختيار أحد الفيلمين العراقيين اللذين بدأت بهما السينما العراقية بإنتاج مشترك مع مصر وهما " إبن الشرق " لنيازي مصطفى، و " القاهرة- بغداد " لأحمد بدر خان والتي مثلّت في كليهما الفنانة المصرية القديرة مديحة يسري التي تزامن تكريمها في هذه الدورة، وكان من المستحسن لو أنها إشتركت في الندوة السينمائية العراقية، وتحدثت عن دورها في الفيلمين آنفي الذكر. وكان من الضروري، كما أشار المخرج قاسم حول، إلى إستدعاء من تبقى من عائلة المخرج أندريه شاتان لإلقاء الضوء على ظروف وحيثيات إخراج " عليا وعصام "، وإستدعاء أرملة المصور الفرنسي جاك لامار الذي صوّر هذا الفيلم. لا نريد أن ندخل في ملابسات الأفلام المشاركة من " الداخل والخارج " فبعض المخرجين الذين أنجزوا أفلامهم في الداخل يعيشون خارج العراق مثل الفنان خليل شوقي، وبعضهم أخرجوا أفلامهم في الخارج، لكنهم يعيشون الآن في الداخل مثل جان روشبياني. ومع ذلك فقد كان تمثيل العراق في هذا المهرجان من الداخل قليلاً، إذ إقتصر هذا التمثيل على السينارست والناقد السينمائي صادق الصائغ، مدير السينما والمسرح، ومستشار وزارة الثقافة العراقية، كما حضر الفنان سامي قفطان، والفنانة شذى سالم. ولم نعرف ملابسات عدم حضور الفنان الكبير يوسف العاني الذي كان مرشحاً للمشاركة في هذا المهرجان هو والزميل المصور حاتم حسين. ندوة بلا محاور أشار المخرج قيس الزبيدي في مستهل حديثه بأنه لا يمتلك خبرة في إدارة الندوات، وأنه الشخص غير المناسب لإدارة ندوة تتعلق بالسينما العراقية كونه قد غادر العراق منذ مدة طويلة من الزمن تجاوزت الثلاثين عاماً، وبالتالي فهو بعيد عن السينما العراقية، ولم يطلّع عن كثب على مجرياتها في الداخل، ولكنه، على حد قوله، طُلب منه أن يتحدث قليلاً عن السينما العراقية، ويدير هذه الندوة التي إفتقرت مع الأسف الشديد إلى محاور محددة تتعلق في صلب السينما العراقية وجوهرها. وكان بالإمكان أن تُسفر عن نتائج جيدة لو أن القائمين على تنظيم " اللقطة المكبرة " قد كلفوا السينمائيين العراقيين، أو بعضهم، في الأقل، ممن تتوافر لديهم الخبرة في الكتابة، نقداً، وتحليلاً، وأرخنة، على إعداد أوراق ودراسات وأبحاث مطبوعة، وتحديد سقف زمني كأن يكون خمس عشرة دقيقة لكل متحدث ليقدم ملخصاً عن بحثه، أو دراسته، أو شهادته، على أن توزع نصوص البحوث والأوراق على الحاضرين، ومن ثم تُطبع في كتاب. لكن هذا الإجراء لم يتحقق، وظل كالعادة حلماً يراود المسكونين بهاجس الأرشفة. تحدث الزبيدي من دون ورقة عن أشياء كثيرة في السينما العراقية وحاول أن يستعين بالمخرج والناقد قاسم حول غير مرة كلما أراد ذكر رقم أو إحصائية لعدد صالات السينما في العراق، أو عدد الأفلام الروائية، أو عدد الجهات المنتجة للأفلام العراقية. المخرج والناقد السينمائي قاسم حول الذي يمتلك معلومات دقيقة عن تاريخ السينما العراقية، ويمكن أن يكتب عنها بمصداقية، ونزاهة بعيداً عن الإخوانيات والمجاملات الشخصية لم يتحدث كثيراً في هذه الندوة، الأمر الذي حرم الحاضرين من معلوماته القيمة، والموثقة بشكل جيد، علماً أنه كان مشاركاً في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية، وقد عرض له المهرجان فيلم " الأهوار "، كما شاهدناه ممثلاً في فيلم " الحارس " لخليل شوقي. وقد إكتفى حول ببعض المداخلات المهمة التي صحح فيها أكثر من معلومة، كما قدم بعض المقترحات الجدية، ومنها سنّ قانون للسينما العراقية، وإشتراط عدم خضوعها للدولة. كما تمنى على لجنة المهرجان لو أنها إستدعت أولاد أو أحفاد كل من المخرج الفرنسي أندرية شاتان والمصور جاك لامار للوقوف على الأسباب التي كانت وراء إختيارهما لإخراج وتصوير فيلم " عليا وعصام "، وهما فرنسيان، وليسا بريطانيين مثلاً. وتساءل قائلاً: " لماذا وقع عليهما الإختيار؟ هل لأنهما يهوديان، بغض النظر عن المعنى السلبي أو الإيجابي لهذه الكلمة؟ كما أشار حَوَل إلى " أن الشركات الإنتاجية كان يؤسسها موظفون عراقيون يشترون بالأقساط أجهزة منزلية كهربائية كالتلفزيونات والثلاجات والمجمدات، ثم يبيعونها بأسعار مخفضة، وعندما يتكون عندهم مبلغ 1000 دينار يبدأون بإنتاج فيلم ما، ثم يرهنوا هذا الفيلم في مصرف الرهون، ويظل الفيلم مرهوناً في خزانات المصرف إلى أن يسترد المصرف ديونه، وقد تتعرض أشرطة هذه الأفلام المرهونة إلى التلف لأنها مخزونة في أماكن غير مناسبة. هكذا كانت ظروف إنتاج الأفلام العراقية. " المخرج عامر علوان، المقيم في فرنسا تحدث عن الظروف الصعبة التي صوّر فيها فيلم " زمان رجل القصب " قبل سقوط النظام، وقال إن الفنان سامي قفطان قد عرّض حياته للخطر سواء في أثناء التصوير أو خلال محاولاته المتعددة لاسترجاع الكاسيتات التي صادرها النظام لأسباب أمنية. وطالب علوان الدولة القادمة بضرورة دعم كتاب السيناريو والمخرجين والممثلين والتقنيين من أجل الإرتقاء بالسينما العراقية. الفنانة مي شوقي التي صرحت بأنها مشاركتها في السينما العراقية محدودة، وأنها قررت أن تعتزل العمل الفني خلال سنوات حكم النظام البائد إلا أنها إعترضت على وجود أناس غير متخصصين في السينما في هذا المحفل السينمائي، وقالت إن وجودهم يضر بالسينما العراقية، والغريب أن كل الحاضرين، ومن دون إستثناء، كانوا إما مخرجين، أو ممثلين، أو مصورين، أو سينارست، أو نقاد، أو صحفيين محترفين دعاهم معهد العالم العربي إعتماداً على كفاءتهم ليس إلا. كما طالبت بتشكيل لجان خاصة لحماية المثقفين والفنانين العراقيين، وتمنت على القائمين على السينما والمسرح في العراق أن يفيدوا من التجارب التي أفرزتها مؤسسات الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح في البلدان الأوروبية المتحضرة. كما شددت على ضرورة الإفادة من الخبرات الفنية الشابة في الداخل والخارج، وطالبت بحفظ الأفلام العراقية التاريخية في المتاحف الأوروبية حفاظاً على الإرث السينمائي العراقي. وإقترحت على المخرجين العراقيين أن يصنعوا أفلاماً روائية تتناول شخصية المواطن العراقي الذي تعرض للظلم والإضطهاد والتهميش والمعاناة الشديدة خلال السنوات المؤسية للحكم البائد. وفي السياق ذاته هاجم المخرج عبد الهادي الراوي المؤسسة الرسمية للسينما والمسرح قائلاً: " طوال عمر السينما والمسرح لم يترأس هذه المؤسسة سينمائي واحد " وهو يعني أن كل رؤساء هذه المؤسسة كانوا من غير المتخصصين في السينما، في حين أن واقع الحال يشير إلى غير ذلك، وحتى الرئيس الحالي صادق الصائغ هو ناقد سينمائي، وسينارست، وهو الذي كتب سيناريو فيلم " المنعطف " الذي إشترك في هذا المهرجان، كما كتب الكثير من النقود السينمائية طوال عشر سنوات. أهمية الإنتاج المشترك الفنانة شذى سالم التي جاءت من العراق أكدت على أهمية الإنتاج المشترك مذكرة إيانا بأفلام مشتركة ساهم في إخراجها وتمثيلها فنانون من مختلف البلدان العربية مثل فيلم " القادسية " لصلاح أبو سيف، و" الأيام الطويلة " لتوفيق صالح، و " المسألة الكبرى "، كما توقفت عند فيلم " اليرموك " الذي لم يرَ النور بسبب بعض الخلافات الفكرية. ودعت الشركات المنتجة في العالم العربي إلى توفير الفرصة للممثل العراقي في ظل الظروف الجديدة. بينما يرى بعض المخرجين العراقيين المقيمين في الخارج بأن هذه الأفلام ذات النفس التاريخي كانت تساعد النظام الدكتاتوري السابق على تبرير حروبه العبثية التي شنها ضد إيران، مثلما يبرر فيلم " الملك غازي " غزو صدام للكويت. الدكتور سعدي يونس بحري تحدث عن تجربته الشخصية في التمثيل والإخراج وقال بأنه بدأ في التمثيل وهو في سن السابعة في أفلام " أنا العراق، ثم شارك لاحقاً في " قطار الساعة 7، والظامئون "، وقال بأن النظام السابق كان يمسك بخناق الفنان العراقي ولا يدعه يفكر إلا وفق ما يريده النظام، ولكنه متفائل بمستقبل السينما العراقية إن هي إعتمدت على نفسها وكوادرها الذاتية وتمويل الدولة غير المشروط لها. أما المخرج قاسم عبد المقيم في لندن والذي كان ينتظر تبدل الأوضاع السياسية في العراق منذ ثلاثين عاماً فقد قال" إستمعت إلى ملاحظات مهمة عن الإنتاج المشترك، وسن قانون السينما العراقية، ودعم الدولة غير المشروط، ولكنني أطالب كل السينمائيين أن يقدموا ما يستطيعون تقديمه للسينما العراقية في الداخل. علينا أن نبادر بشكل شخصي ونقدم أي شيء من دون أن ننتظر قراراً ما من الدولة. الفنان العراقي بحاجة إلى كاميرا، وكتاب جديد، وفيلم حديث، وخبرة جديدة. لقد إكتشفت أن بعض السينمائيين الذين درسوا أربع سنوات لا يعرفون كيفية إستخدام الكاميرا الديجيتال لأن الخبرة تنقصهم. ونقل عن طالبة تتدرب في معهد السينما الذي أنشأه في بغداد بعد سقوط النظام أنها بدأت تتعلم في هذا المعهد بيوم واحد ما يعادل سنتين من الدراسة! المخرج عبد الهادي الراوي أكد من جهته على ضرورة دعم الدولة للقطاع السينمائي، وإستشهد بدعم روسيا وإيران للتجربة السينمائية، وطالب بأن تنفق الدولة العراقية القادمة على السينما مثلما تنفق على الصحة والتعليم. أما الفنان سامي قفطان فقد قال " إننا عندما نلتقي نتحدث عن همومنا، ولا نتحدث عن السينما التي هي صنعة وفن. وإستشهد ببعض الآيات القرآنية التي تركز على المال قبل كل شيء في إشارة إلى أهمية المال في صناعة السينما. وأشاد بجهود الفنانين العراقيين الموجودين في الخارج الذين يفكرون مرتين، عن أنفسهم مرة، وعن سينمائييهم في الداخل مرة أخرى.
خليل شوقي. . شهد ولادة السينما العراقية وموتها أما الفنان والمخرج خليل شوقي الذي عتب على الزبيدي لأنه خصص له خمس دقائق للحديث عن السينما العراقية وهو الذي شهد ولادتها وشهد موتها كما يذهب شوقي. فما كان من الزبيدي إلا أن يمدد الوقت إلى عشر دقائق. ركز خليل شوقي على ضرورة الإعتماد على النفس، وقال بأن الطفل العراقي يعتمد على أمه التي تُعد له الطعام، وحينما يتزوج يعتمد على زوجته التي تهيئ له كل شيء، يا ترى ماذا يصنع هو إذاً؟ قال شوقي أنه دخل الإذاعة عام 1947، وإرتبط بالتلفزيون عام 1956، وعمل في المسرح ما يزيد على نصف القرن وكان يعتمد على نفسه دائماً. كما أكد على ضرورة العمل الجماعي في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، فالشعر أو التشكيل أو كتابة القصة والرواية هو عمل فردي صرف، ولكن السينما والمسرح والتلفزيون يحتاج إلى عمل جماعي. توقف شوقي عند بدايات السينما العراقية وقال أن المبادرين كانوا أحيانا أنصاف مثقفين أو أميين، ولا علاقة لهم بالسينما، ومع ذلك فقد أسسوا للسينما، ووضعوا لبناتها الأولى. ثم تحدث عن الصعوبات التي كانت تواجههم، وكيف كانوا يتغلبون عليها بالصبر والدأب والمحبة الكبيرة التي يكنونها للفن. وفي واحدة من ملاحظاته الطريفة أشار إلى أنه كان ينقل " كنبات بيته " وأدوات المطبخ كلها لأغلب الأعمال الدرامية التي كان يمثل فيها، وقد ظلت هذه الكنبات تتكرر في الأعمال التلفزيونية وسط دهشة المشاهدين الذين لا يعرفون أنها تعود لفنان ما في العمل الفني. وقبل أن يتحدث المخرج العراقي- السويسري، من أصل يهودي، عن تجربته الإخراجية قال الزبيدي بأنه لا يعرف إلى أي مدى هو عراقي أو سوري أو فلسطيني أو ألماني كونه عاش في هذه البلدان الأربعة لسنوات طوال. من هنا فقد طلب من المخرج سمير جمال الدين أن يتحدث، لكن هذا الأخير أجاب بما يشبه الإعتذار، وقال أنا جئت لكي أسمع، وأعرف ما حدث في العراق من خلال العراقيين، وإكتفى بالقول " بالإنكليزية " إننا نريد أن نبني جسراً بين العراقيين في الداخل والخارج. بينما كان الكثيرون يترقبون الحديث عن تجربته الإخراجية وبالذات عن فيلم " إنسَ بغداد " الذي حصل على العديد من الجوائز المهمة. أشار المخرج محمد توفيق أهمية الإستفادة من التجارب الأوروبية ومحاولة نقلها إلى العراق الجديد، وطالب بدعم الدولة للكادر السينمائي من أجل خلق سينما حقيقية. أما صادق الصائغ، مستشار وزارة الثقافة العراقية، فقد أوضح للحاضرين الخراب الكبير الذي لحق بمؤسسة السينما والمسرح، فلا وجود لأرشيف، ولا أثاث، ولا أبواب أو شبابيك، ولا حتى كراسٍ يجلس عليها الموظفون، فلقد نهب الرعاع كل شيء، ولكنه وعد الحاضرين خيراً بأن الدولة لابد أن تتدخل في المستقبل بصناعة السينما من خلال الدعم المادي لها، وقد طالب المؤسسات الثقافية في العالم العربي وأوروبا أن تمد يد العون للبدء بالخطوة الأولى الصحيحة من دون أن ينسى التأكيد على الفن الحر، المستقل، الذي لا تؤدلجة الدولة أو الأحزاب.
معرفة الطريق إلى التمويل ومصادر الدعم المادي أما الشاعر شوقي عبد الأمير ممثل وزارة الثقافة العراقية لدى اليونسكو فقد سلط الضوء على كيفية حصول المخرجين والمنتجين على مصادر الدعم والتمويل. وقال إن المجموعة الأوروبية لم تصرف من ميزانيتها للمنطقة العربية مبلغاً كبيراً، وقد أعادت مبلغاً بفارق 4 ملايين يورو. وحينما سألت المختصين قالوا إن المعنيين لا يعرفون كيف يتعاملوا معنا. ويفترض أنهم يعرفوا ذلك عن طريق الكومبيوتر أو الدعاية، أو ما يسمى بالمناقصة الثقافية في المجموعة الأوروبية التي تستلزم تقديم العروض والطلبات التي يجهلون صيغها على ما يبدو. أما منسق اللقطة المكبرة، والمدير الفني لمهرجان الفيلم العربي في روتردام فقد أكد على أهمية هذه اللقاءات التي تجمع السينمائيين العراقيين، وشدد في الوقت ذاته على أهمية الحصول على مصادر الدعم والتمويل من الجهات والمؤسسات الأوروبية على وجه التحديد. عاد قاسم حول معقباً على أهمية " ستوديو بغداد " الذي يعد أهم ستوديو في المنطقة العربية، وأوضح بعض الأسباب التي أدت إلى تعرضه إلى حملات إعلامية عنيفة من قبل بعض الصحف المصرية واللبنانية بحجة إنتماء بعض المساهمين اليهود إلى الحركة الصهيونية والتجسس لصالحها.
السينمات العراقية والأفلام المكشوفة أما المخرج سمير زيدان الذي عاد من العراق تواً فقد أشار إلى أن أغلب السينمات العراقية تعرض أفلاماً إباحية واستثنى منها صالات السينما الموجودة في كردستان العراق. كما إستنكر الأفعال التي تقوم بها الجهات الأصولية التي فجرت عدداً من القنابل اليدوية في بعض من صالات مدينة الموصل. وفي ختام الندوة كانت مشاركة الحاضرين محدودة وإقتصرت على بعض الملاحظات القيمة التي طرحها نقاد وصحفيون مهمون أبرزهم السيدة إنعام كجه جي التي قالت بأن العراق قد تعرض إلى زلزال كبير، وهي ترى أن هناك ضرورة قصوى لتصوير هذه الأماكن المدمرة في أغلب المحافظات العراقية ليس لأسباب إعلامية أو دعائية، وإنما لقيمتها التوثيقية، وأهميتها التأريخية. وفي ختام الندوة تساءل الزبيدي إن كانت هناك إمكانية لإصدار بيان صحفي يوضح النتائج التي توصلت إليها هذه الندوة السينمائية. انتهت الندوة، ولم يصدر عنها، كالعادة، أي شيء.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المخرجة هيفاء المنصور أنا ضد تحويل الممثل إلى آلة أو جسد ينف
...
-
برلين- بيروت لميرنا معكرون: مقاربة بصرية بين مدينتين تتكئ عل
...
-
على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكو
...
-
بنية المفارقة الفنية وآلية ترحيل الدلالة في - أحلى الأوقات -
...
-
فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي ا
...
-
الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد
...
-
في إختتام الدورة السابعة لمهرجان السينما العربية في باريس
-
الطيب لوحيشي: في السينما استطيع أن أكون واقعياً وحالماً
-
إختتام الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
-
المخرج طارق هاشم في فيلمه التسجيلي الطويل 16 ساعة في بغداد.
...
-
فوز الشاعر السوري فرج البيرقدار بجائزة - الكلمة الحرة - الهو
...
-
الكاتبة الهولندية ماريا خوس. . قناصة الجوائز، ونجمة الموسم ا
...
-
التعالق الفني بين التناص والتنصيص ..قراءة نقدية في تجربة الف
...
-
رفعت الجادرجي يسطو على تصميم لعامر فتوحي في رابعة النهار
-
بعد أربعين من صدوره يسبّب- منهاج المسلم - بترجمته الهولندية
...
-
التابو في المشهد الثقافي العربي والإسلامي إشكالية التحريم وا
...
-
مهرجان السينما العربية في باريس يحتفي بالسينما العراقية، ويك
...
-
مهرجان الحلقة التونسي في روتردام
-
حوار مع الفنانة عفيفة العيبي : العمل الفني أشبه ببناء عمارة
...
-
الفنان صادق الفراجي في معرضه الشخصي الجديد يدوّن ذكريات المد
...
المزيد.....
-
خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع
...
-
كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|