أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عباس جبر - حواسم جديدة بعد موسم الانتخابات














المزيد.....


حواسم جديدة بعد موسم الانتخابات


عباس جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 16:43
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يبدو إن هناك مشكلة كبيرة في بنية المجتمع العراقي لايفهمه إلا الراسخون في العلم ، وان كان البعض من العلماء جازف نوعا ما بتفسير بعض الظواهر الاجتماعية للمجتمع العراقي وتحذلق حينا وتفلسف حين أخر كما هو الحال في الدكتور علي الوردي ، الذي اغنى المكتبة من كتبه مثيرة للجدل ، لمحات اجتماعية ن ودراسة في طبيعة المجتمع العراق ، أو كتابه شخصية الفرد العراقي ، وكل ما كتب الوردي يعلم انه ينحت بصخر ويغرف من بحر ، في مجتمع غلب عليه الولاء للعشيرة وللطائفة ، أما الوطن فانه مفهوم متذبذب لدى العراقيين تغلب عليه المجاملات والمزايدات لحساب هذه الفئة أو تلك ، وكل ما كتبه الدكتور لا يتعدى إن يكون ألا إلقاء حجارة في ماء راكد ، ائار فيها الجدال بين المثقفين ولم يصل رحمه الله إلى إشباع لإسالته ، بل على العكس كسب العداء من رجال الدين والمثقفين على حد سواء حتى قال في حوارات خاصة انه اقسم إن لا يجادل عراقي ، لقد اعزي الازدواجية في تركيبة الفرد العراقي من طبيعة البداوة والنظام الزراعي الذي رزح عهود طويلة في ظل النظام الإقطاعي ، إذ غلب على ابن الصحراء أن يكون قاسيا وينظر إلى الأمور من جانب الغلاظة ، أما الريفي فانه ينظر إلى الأمور من جانب عاطفي وبكائي ، وقد يلجا الريفي إلى استعمال كل الوسائل للوصول إلى غايته كالمسكنة واستدرار عطف الأخر ، وكما نعلم ليس هناك ثوابت في علم المجتمعات فما يصح في مجتمع غربي قد لا يصح في مجتمع شرقي له تقاليده المتميزة التي غلب عليها القهر والظلم وتجنب السلاطين ، ولعل وسائل الاعتراض في العراقيين أيضا تختلف عن غيرها في بلدان أخرى كأمريكا ، و هذا ناجم من إن الشعب في واد والحكومة في واد وليس هناك نقطة التقاء وبهذا ضعفت المواطنة عند الشعب ، واستفحلت المخاتلة والاستئثار عند الحكام ، وما أن تضعف الحكومة ويتوقف الرقيب الأمني حتى تبرز صفة الانتقام عند الشعب المستضعف ، وأول ما يلجا إليه نهب ممتلكات الدولة حيث يعتبرها مباحة حتى وان كانت ليس ذي فائدة ، وقد شهدت السنوات القريبة الماضية ثورة الجياع والحفاة والعدوانيون على ممتلكات الدولة ، فلم يسلم مرفق تجاري أو صحي أو خدمي من الأيادي العابثة ، وقد لاحظنا كيف البعض تجاسر على المستشفيات ، وقام بسرقة ونهب الأجهزة الطبية والأسرة وكل ما خف حمله وغلى ثمنه ليكون مصيره الخراب والتلف ، اذكر أن هناك مجموعة دخلت على احد مستشفيات بغداد ، واقتحمت غرفة الطوارئ التي كانت تستضيف احد المرضى وقد زوده الطبيب بالمغذي ، إذ عملت تلك المجموعة بسلب الطبيب وكل مايملكه من سماعة فحص وبدله ، وسرير المريض الذي أصبح طريد السرير بعد إن سلب منه ، ومن هذه الظاهرة الكثير ، أين العيب وأين المشكلة ، هل بالإمكان أن نجعل الشعب إن يتصالح مع نفسه ، وهل على الحكومة إن تعزز في ولاء المواطن للمباني والمؤسسات ، ونشهد مستقبلا من يدافع عن بناياته وحاجاته ، وهل من سبيل أن نعرف الدوافع لدى هؤلاء الأفراد المخربين ، وهل هذا السلوك العدواني جزء من عمليه الاعتراض على المسئولين ، فكنا نسمع من بعض المخربين وهو يحمل الغنائم إن هذا حصته من النفط ، هل يعي المواطن حقه المغتصب ، أم أن عين الرقيب ترصد من يسرق سريرا وكرسيا ومعرضا ولا ترصد من يسرق قوت الشعب وهو يرتدي بزة الملائكة وربطة العنق الإفرنجية ، أن ما حصل بعد الانتخابات من سرقة ونهب الملصقات الحديدية والالمونية ما هو إلى حلقة في سلسلة طويلة لظاهرة اجتماعية لابد أن يتفهمها السياسيون قبل علماء الاجتماع لأنها سرعان ما تهدد حياتهم ومتاعهم وعليهم أن يتعضوا من السابقين ، إن خلق شعب متعلم وانتشال الأسر الفقيرة من الجهل والفقر كل هذا يصب في مصلحة المجتمع ويقوي أواصر العلاقة بين القاعدة والهرم .



#عباس_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ختام مهرجان المسرح العالمي ، امطرت السماء مسرحا في واد غي ...
- مسرح عراقي بواد غير ذي زرع
- الانتخابات والدعايات الاستهلاكية
- الدعاية الانتخابية بين ترف الملوك وشحة الصعاليك
- اللعبة الديمقراطية ووهم الناخبين
- صور خالدة في انتخابات اذار 2010
- عقارات الدولة مزايدات انتخابية
- تحقيقات عن المدارس القروية
- تحت ظلال المفخخات
- برلمانيون فكاهيون
- لعنة الذكرى(قصة قصيرة)
- في رحاب مدينة الرسول
- مرثية الشهداء
- مرثية لشهداء شارع المتنبي
- ماالذي حصل في شارع المتنبي
- صباح العزاوي الصعلوك الاخير
- انفلونزا الحب
- صراخ وصمت
- لقاء مؤجل
- قصة قصيرة


المزيد.....




- حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة ...
- من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2 ...
- بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس ...
- لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا ...
- 20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا ...
- من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم ...
- مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي ...
- الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
- -الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عباس جبر - حواسم جديدة بعد موسم الانتخابات