جوزيف شلال
(Schale Uoseif)
الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 03:00
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
لا وجود لتدخلات حكومية واجهزتها العسكرية والامنية والقضائية في انتخابات الدول الديمقراطية , بالرغم من مرور 7 سنوات على النظام العراقي الجديد الذي تبنى الخيار الدستوري والديمقراطي وفصل السلطات الثلاث واحترام حرية المواطن العراقي في اختيار حكومته وممثليه في قبة البرلمان , الا انه لايزال - هناك من يحاول جاهدا ومتعمدا القفز فوق هذا كله لضرب العملية الديمقراطية وافشالها من جذورها .
ان احلام سلطة الامر الواقع وحزبها الحاكم اتجهت في هذا الاتجاه منذ ان تولت السلطة في العراق قبل اربعة اعوام , صفاتها كانت التخندق والتقوقع والهيمنة والاستحواذ على الوزارات ومؤسسات ودوائر الدولة المدنية والعسكرية . . . , تم ضرب واقصاء حتى شركائها في العملية السياسية الذين تحالفوا معها اثناء العملية الانتخابية عام 2005 .
لم يشهد تاريخ العراق الحديث كتلك الاربع سنوات الماضيه التي مرت على العراقيين من فقدان للامن والتهجير والقتل والاستبداد والزج في السجون والمعتقلات والتعذيب وفقدان الخدمات وارتفاع البطالة والعاطلين عن العمل وفقدان الرعاية الصحية وخدمات الشؤون الاجتماعية ورعاية المسنين وتهميش دور المراة واركانها في الزواية المظلمة والاعتداء على الحريات الشخصية وكرامة المواطن وغلق محلاته وقطع ارزاقه وسرقة الاموال العامة وتهريب النفط وغيرها من السلبيات التي لا تعد ولا تحصى الى ان اوصلوا العراق كثاني دولة في الفساد من بين دول العالم التي هي حوالي 180 دولة .
تم تعطيل عمدا القوانين المهمة وتاجيلها كقانون الاحزاب والانتخابات وقانون النفط والغاز وعدم اجراء احصاء سكاني وبطاقة الناخب لمعرفة الاعداد الحقيقية التي ستشارك في العملية الانتخابية الديمقراطية , واعتمدت سلطة الامر الواقع ودكتاتورها الصغير والمستجد على مهزلة البطاقة التموينية المستخدمة منذ اكثر من 20 عاما ! والجميع يعرف اشكالات البطاقة وعمليات التزوير والتلاعب الذي حصل فيها . . .
قبل انتخابات 07 اذار 2010 توقعنا بان العملية الانتخابية هذه سوف لن تمر بمرور الكرام دون الاعتداء عليها وعلى الشركاء في العملية السياسية من قتل واغتيالات وابعاد واقصاء وتشويه وغير ذلك من العمليات الغير اخلاقية التي حدثت وحصلت وعرف المواطن العراقي بتفاصيلها ووقائعها .
بعد ان هبطت شعبية سلطة الامر الواقع وفقدت مؤيديها وانصارها في عقر دارها وحسب اوهامها الطائفية والمذهبية التي قسمت العراق الى كانتونات وامارات على اسس طائفية ودينية . . . , لجات الى تلك الاعمال الغير شرعية التي ذكرناها قبل قليل , قامت ايضا بتسير مسيرات ومظاهرات لتشويه سمعة الكيانات والصاق التهم كمهزلة عودة البعثيين لتخويف الشعب العراقي , ولجات ايضا الى اقصاء حتى قادة الكيانات من الذين كانوا مشاركون معها في الحكومة والبرلمان والدستور والعملية السياسية من خلال هيئة المساءلة والعدالة المشبوهة والسيئة السيط والسمعة التي يتراسها مجموعة هي بحاجة الى المحاكمة والمسائلة والمحاسبة والمعالجة النفسية . . .
توقعنا بان القائمة العراقية سيكون نصيبها اكثر من 100 مقعد في البرلمان القادم , بالرغم من كل ما تعرضت اليه القائمة العراقية سواء في داخل العراق او خارجه في 16 دولة التي سمحت بان تجري انتخابات على اراضيها , الا ان خيبة امل وهستيريا وفقدان السيطرة اصيبت بها سلطة الامر الواقع وحزبها الحاكم ودكتاتورها المستجد الذي لا يريد التسليم بالامر الواقع الجديد وما نتج من الانتخابات وهزيمة الفساد والفاسدين والطائفيين .
لاول مرة نسمع باجراء فرز يدوي للانتخابات ! , كانت المطالبة الاولى من قبلهم بان يعاد فرز الانتخابات للعراق كله , سمعنا بان هذه العملية سوف لا تخدمهم , لان فرز اصوات العراقيين لحوالي 12 مليون ناخب بطريقة بدائية يدويه هذا ضرب من الخيال ولن تقبل به لا المفوضية ولا الامم المتحده ولا دول العالم ولا اي انسان عاقل ! , قيل لهم ايضا وحسب المعلومات الواردة الينا , بان هناك اكثر من 200 الف ناخب عراقي في الخارج وان نسبة من اعطوا اصواتهم للعراقية يزيد ويفوق عن 75 % واكثر ! , اي في النهاية العملية لن تكون لصالحهم ايضا .
نحن نعرف جيدا وحق المعرفة ما حدث في الخارج من عمليات الغاء واعتداء وشطب اصوات العراقيين , سوف اضرب للقارئ الكريم وللمواطن العراقي خاصة مثالا واحدا وانا مسؤول عن هذا الكلام والتصريح : في المانيا كانت هناك 4 مراكز انتخابية خصصتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية , مركز في برلين ومركز في ميونخ ومركز في كولن والرابع في مانهايم , في 3 ايام التي جرت فيها الانتخابات من يوم الخامس والسادس والسابع من اذار تم طرد المئات في كل مركز انتخابي بحجة الاوراق بالرغم من ان لديهم اوراق وجنسيات وهويات المانية يشاركون بها حتى في الانتخابات الالمانية ! , ونحن نعرفهم حق المعرفة بانهم عراقيون 100 % , وفوق هذا تم رفض مشاركتهم في الانتخابات .
هذا من جانب , ومن جانب اخر , بعد الانتخابات واثناء عملية الفرز والعد حدث مايلي :
في مركز مانهايم فقط تم الغاء 1000 الف ظرف – صوت – انتخابي ! , قلنا لهم لماذا هذه العملية المشبوهة حصلت ! وقدمنا فيها مذكرة اعتراض واحتجاج مكتوبة ولدينا نسخ منها , قالوا لنا – تعليمات من اربيل - العراق جاءت والغت هذه الاصوات ! , هذه الاصوات وانا اقسم بالله كان اغلبها قد صوتت للعراقية !! ,
سالت في باقي المراكز الثلاثة الاخرى في المانيا عن عملية سير الانتخابات والسلبيات التي حصلت , ايضا قالوا لنا المراقبين - تم الغاء في كل مركز حوالي نفس العدد اي مابين 800 الى 1000 صوت , بحيث تم الغاء ما يقارب 5000 صوت قد انتخبوا في المانيا فقط , ناهيك عن ما تم طردهم وعدم قبولهم لكي ينتخبوا بسبب مهزلة الاوراق الثبوتية . . .
هذه العملية الخبيثة جرت امامي وكنت اراقبها , فكيف الحال في بقية الدول وهي 16 دولة !! , اذن تم رفض فكرة فرز العراق كله لاصوات الناخبين يدويا , بدانا نسمع من سلطة الامر الواقع ودكتاتورها الصغير والمستجد بان يكون الفرز في مدينة بغداد فقط , لانه بحاجة الى صوتين او ثلاثة وبهذا يتفوق على العراقية وبعد ذلك يكون قرار محكمة التمييز والسيد مدحت بان من يحصل على الاغلبية في الانتخابات عليه ان يشكل الحكومة ! وليس الاغلبية البرلمانية كما هو الان قرار المحكمة الغير شرعي والمنحاز , هذه العملية الشيطانية الخبيثة تذكرني بمثل قديم / تريد ارنب اخذ ارنب - تريد غزال اخذ ارنب / . . .
انا اعتقد بان عملية الفرز اليدوي هي اضحوكه ومهزلة , ولكن كيف يقبل المواطن وتقبل دول العالم والمنظمات الدولية الفرز البدائي واليدوي , ويرفض الكومبيوتر والعلم والتكنولوجيا وبرنامج الانتخابات المتطور الغير قابل للتلاعب والغش والتزوير , وهنا نقول / وان لله في خلقه شؤون / , واخيرا ماهو راي سلطة الامر الواقع مقابل فرز اصوات مدينة بغداد بان تفرز اصوات الخارج صوتا صوتا , ونحن نعرف بان النتيجة في النهاية ستكون لصالح العراقية كذلك .
اما موضوع تشكيل الحكومة فانه من حق ونصيب القائمة العراقية التي يتراسها الاخ المناضل الدكتور اياد علاوي ومن معه في الائتلاف وستكون حكومة وطنية يشارك فيها الجميع بعيدا عن الاقصاء والتهميش والمحاصصة والطائفية , قرار المحكمة باطل وغير قانوني وشرعي , وتم اتخاذه بضغوطات معروفة من قبل الحزب الحاكم وحاكمه الصغير , الملايين من العراقيين الشرفاء يقفون اليوم مع الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور اياد علاوي , وسوف يتم تشكيلها قريبا جدا , ومن لا يعجبه ذلك فالابواب تسع جمالا , من حق الكتلة الانتخابية الفائزة ان تشكل الحكومة وليس حسب اهواء ومزاج النفوس الضعيفة , وان لغد ناظره قريب , وسوف يرى العالم كله من هو على حق ومن على باطل , وليكن واضحا وفهوما للجميع ان القائمة العراقية ماضية في استلام الحكومة والسلطة وحسب الدستور العراقي واصوات الملايين الذين صوتوا للعراقية باسم التغيير والتخلص من الفساد والفاسدين والطائفيين . . .
#جوزيف_شلال (هاشتاغ)
Schale_Uoseif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟