سامي جاسم آل خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 2962 - 2010 / 4 / 1 - 00:39
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
كل ما تبقى من العروبة وشرفها نقاط دم تراق بين جنبات فخذين عاريين تعقبها نشوة رجولة كاذبة واطمئنان لقلب فتاة كانت تترقب نتيجة تخرجها من جامعة شريفات العرب على فراش اللذة والعهر المقدس للحياة الزوجية .
تلك الثقافة الشكلية للعرب قرأتها الصناعة الصينية وكشفت زيفها وحددت أبعادها فأخذت ببيع غشاء البكارة بثمن بخس قدره خمسة عشر دولارا ليضاف هذا المنتج لبضائع كثيرة تزخر بها الأسواق العربية لاسيما في دول الخليج وزيارة واحدة لأحد أسواق ( أبو عشرة ) ( أبو ريالين ) وغيرها نجد الغزو الصيني لكل جوانب حياتنا وكلها بأسعار تافهة بتفاهة أبناء العروبة الذين يهتمون بالشكل الخارجي حتى في أجسادهم فالدين لحية وثوب قصير والفكر أن تشرب بول البعير مع حليب الناقة والمرأة مجرد آلة استقبال لشهوة حارقة عليها أن تمنح الشرف بعضا من قطرات دم نجس لا تختلف عن نجاسة ثور يضاجعها ثم ينام بعد أن استراح من هيجانه ثم ماذا ؟ لا شيء ........
لسنا بحاجة إلى غشاء بكارة بصناعة صينية لو أننا تصالحنا مع أنفسنا وعالجنا ما تحمله أنفسنا من أمراض وأوهام وابتعدنا عن الشكليات فبعد أن استوردنا البكيني والمايوه الصيني ولم نعد قادرين على استباحة نهر العاصي ليلا استوردنا الجنسنغ الصيني حتى نظهر بصورة الرجل أمام شهرزاد وها نحن نستورد غشاء البكارة في تكرار ممل للصور والشكليات في حياتنا .......
أعتقد أن الصينيين فهموا واقعنا أكثر منا فصدروا لنا الشكليات والمناظر الخلابة التي سرعان ما نكتشف زيفها بعد استخدامها بلحظات ونعرف أنها لا تساوي حتى الثمن الزهيد الذي اشتريناها به وها هي اليوم تصدر لنا الشرف الذي راح ضحيته آلاف الفتيات وعُلقت على أبوابه ستائر الرجولة السوداء في تفكيرها وضيق أفقها ولم يبق لنا غير البكاء والتباكي على أطلال عروبة أكبر أمانيها أن تريق ماء رجولتها على دم عذريتها .
#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟