|
الصهيونية بين القومية والوطن التاريخي(رؤية تاريخية)
سامح محمد إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 23:25
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
" الصهيونية " حركة سياسية ظهرت في العصر الحديث، تعمل على توطين اليهود في " فلسطين " بزعم أنها أرض المعاد ، وكلمة صهيونية أخذها المفكر اليهودي " ناثان برنباوم " [Nathan Birnbaum] نسبة إلى "جبل صهيون" الذي يقع جنوب غرب " القدس " ( 1 ) ليصف بها هذا الاتجاه الجديد بين صفوف اليهود وغيرهم، وهو جديد في أنه حول النزعات " المشيحانية * اليهودية " ، والتي بدأت في الظهور منذ منتصف القرن السادس عشر كتعبير عن شقاء اليهودـ إلى حركة سياسية.( 2 ) ونجحت " الصهيونية " في انتزاع مكانة لها في سياق المراحل الأخيرة من عصر القوميات الأوربي، حيث كانت المسألة اليهودية آنذاك شديدة الوطأة على أوربا شرقاً وغرباً ، ففي الشرق كانت الدعوة إلى ترحيل اليهود تلقي صدى حتى لدى اليهود أنفسهم من الداعين للهجرة إلى " فلسطين "، وفي الغرب استنفرت أوربا للتخلص من الهجرة المتزايدة ليهود الشرق وترحيلهم إلى أي مكان يلائم مصالحهم، وشغل الفكر الأوربي بهذه المسألة طويلاً.( 3 ) أولاً: القومية اليهودية: قامت الصهيونية على اعتبار اليهود جماعة عائلية، أو ككيان متماسك يسمى يربطه رباط روحي يتمثل في التوراة ، إضافة إلى رباط عرقي، ولغة مشتركة ، وتقاليد حضارية / تاريخية مشتركة، أي يعتبرون أنفسهم جماعة دينية وقومية ، في ذات الوقت.( 4 ) ويأخذون من التوراة ما يؤكد على ضرورة الحفاظ على نقاء رابطة الدم المتوارث، فها هو النبي " إبراهيم " يشدد على ضرورة زواج ابنه " إسحاق " بواحدة من بني قومه: " وقال إبراهيم لعبده وكبير بيته المستولى على كل ما كان له، ضع يدك تحت فخذي فاستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم، بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لإبني أسحق". ( 5 ) ولكن هل يمثل اليهود حقاً مجموعة عرقية واحدة ؟ وهل ينحدر يهود اليوم من نسل يهود عصر التوراة ؟ وإلى أي مدى حافظ اليهود على قاعدة النقاء الجنسي؟ من الثابت كما يجمع علماء " الأنثروبولوجيا [ Anthroplogy ] " أن يهود عصر التوراة مجموعة سامية من سلالة البحر المتوسط بصفاتها العرقية المعروفة من سمرة في الشعر ، وتوسط في القامة ، وطول إلى توسط الرأس.( 6)، في حين أن التجمع اليهودي الروسي، والذي يعد التجمع الرئيسي لليهود في شرق أوربا يرجع أصلهم إلى عناصر مغولية جاءت إلى " روسيا " في القرن الأول الميلادي، حيث أسست مملكة "الخزر" والتي ضمت كثيراً من دول شرق أوربا، واعتنق هؤلاء الديانة اليهودية في القرن السابع الميلادي عقب اعتناق ملكهم " بولان [Polan] لها. ( 7) ويمكن أن نشاهد على مستوى العالم عدة اختلافات في الصفات العرقية لليهود، فهناك اليهود السود في " الحبشة " وجنوب " الصحراء الكبرى " واليهود الملونين في "الهند" والصفر في " التركستان "، إضافة إلى اليهود الشقر في " أوربا " ، فضلاً عن ذلك أثبتت الدراسات المختصة بفئات الدم ، ما ينفي تجانس الأصل ، كما أنه لا توجد أي علاقة بين تلك الفئات وبين فئات الدم عند اليهود " السامريين " * مما يؤكد عمق انفصالهم عن الأصل القديم.( 8) هذا وقد اكتسب اليهود، وبغض النظر عن أصلهم الأول ، الكثير من صفات الشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها منذ الشتات ، فيهود " ألمانيا " يشبهون الألمان في خصائصهم، ويهود " العراق " أشبه بالعرب ، ويهود " الحبشة " أشبه بالزنوج.( 9 ) ومن الثابت أن العبرانيين القدماء قد اختلطوا وتصاهروا مع الجماعات الأخرى، فها هو النبي " إبراهيم " يتزوج من " هاجر " المصرية، كما أن أصل زوجته " سارة " غير واضح، حيث لم تشر نصوص التوراة إلى أصلها، فهل يفهم من ذلك أن " سارة " كانت من أصل غير عبري؟ كما اختلط " بنو إسرائيل " بعد " يعقوب " بالأقوام الأخرى فقد تزوج " يوسف " من ابنة كاهن " أون " ، كما تزوج " عيسو " الأخ الأكبر ليعقوب من " محلة " إبنة " إسماعيل " إبن " هاجر " المصرية، والذي لا تعترف به التوراة كممثل للعرق اليهودي النقي.( 10 ) ، كما تم اختلاط اليهود بالشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها منذ وجودهم في مصر، ويتضح ذلك خلال مرحلة ملاحقة فرعون لهم، حيث أمر بقتل الذكور من " بني إسرائيل " وسبي النساء ، وبذلك اختلط الدم العبري السامي بالدم المصري الحامي*، حيث اتخذ أتباع فرعون من أولئك النسوة سبايا لهم ، مما أثمر عن نسل جمع بين الشعبين. ويؤكد " سفر الخروج " على تلك الوقائع : " ثم أمر فرعون جميع شعبه قائلاً : كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها" .( 11) ، كما تحدثنا نصوص العهد القديم صراحة عن زواج الملك " سليمان " بابنة فرعون مصر، "فصاهر سليمان فرعون ملك " مصر " وأخذ بنت فرعون وأتى بها إلى مدينة " داود " ( 12) ، ليس هذا فحسب، بل تجاوز الملك الأمر الإلهي بمنع الزواج من شعوب بعينها كما تقول التوراة: " وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون ، موابيات ، وعمونيات ، وأدوميات ، صيدونيات ، وحثيات ، من الأمم التي قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم ولا هم يدخلون إليكم "( 13)، وهذا الملك فما بال الرعية ! ويرصد " جمال حمدان " طريقين أساسيين لانتشار اليهودية هما : التحول الديني سواء من الوثنية أو المسيحية، والتزاوج والامتزاج الدموي، والتحول إما يكون بالجملة مثل التحولات التاريخية المعروفة، وأهمها تحول الخزر والفلاشة واليهود السود من التاميل " واليهود القرائين* في طوروس"، وإما أن يكون التحول فردياً عن طريق الزواج العلني والسري أو العلاقات الجنسية غير الشرعية.( 14 ) وأدلة التحول إلى اليهودية عديدة، فنجد يهود أنطاكية وقد نجحوا في تحويل الكثيرين إلى عقيدتهم، وأدخلوهم إلى مجتمعهم، كما اعتنق كثيرون الديانة اليهودية خاصة في القرن الثاني الميلادي، ومن الأدلة المهمة ، أولئك النسوة اليهوديات اللائي أخذن إلى مقاطعة " الراين " كزوجات أو كإماء لجنود الرومان ، وبعض هؤلاء الجنود هجروهن ، فشب أبناؤهم كيهود.( 15 )، وفي العصور الوسطى بلغ الزواج المختلط بين اليهود وغيرهم حداً أجبر المجالس الكنسية المسيحية على إصدار قرارات صارمة بمنع زواج اليهود بالمسحيين، كما فعل مجلسا " توليدو [Tolido] "عامي 538م ، 589م، ومجلس " روما [Rome]" عام 743م ، كما كان اضطهاد اليهود في أسبانيا راجعاً إلى نشاطهم التبشيري ، وإلى تفشي الزواج المختلط بينهم وبين المسيحيين .( 16)، وفي العصر الحديث تحول كثير من الهنود الحمر والزنوج في "أمريكا الوسطى" والجنوبية إلى اليهودية، ومن الأدلة المثيرة والقاطعة على مدى اختلاط اليهود مع غيرهم في العصور الحديثة، هو ما أسفرت عنه تجارب إثبات الدم الآري في " ألمانيا النازية " من أن عدداً كبيراً من الألمان ينحدرون من أجداد تجري في عروقهم الدماء اليهودية. ( 17) وبذلك يتضح لنا أن النقاوة الجنسية تفتقر إلى أبسط المقومات من حيث الشكل والمضمون، مما يسقط أي إدعاء بالنقاوة العرقية، والوحدة الجنسية لليهود، فاليهودية مجرد ديانة كأي ديانة يعتنقها الناس بغض النظر عن الجنس واللون ، ومن العبث جعلها حكراً على جنس بعينه، أو توهم وجود ذلك الجنس الذي عاش واختلط بغيره منذ عصور سحيقة. وعلى هذا فاليهود الذين خرجوا من " مصر " هم فئة اجتماعية وليسوا سلالة أو عنصراً مميزاً ، عاشوا على هامش المجتمع المصري قبل أن يختلطوا بالكنعانيين في " فلسطين " ، ولم تكن مملكة " داود " أو " سليمان " إلا دولة متعددة الجنسيات والأعراق وحين طردهم " الرومان " تشتتوا في شتى البقاع، فاليهود الصهيونيين أوربيون تماماً، وليس بينهم وبين القبائل العبرية القديمة أي روابط بيولوجية أو عرقية، ومن هنا يتضح أنه لا يوجد جنس يهودي ، أو أمة يهودية ، وإنما هناك دين يهودي.( 18 ) وفيما يتعلق باللغة المشتركة، فإن " العبرية " التي سعت الصهيونية إلى اتخاذها كلغة رسمية لها ، لم تكن آنذاك لغة حية، وإنما كان استخدامها يقتصر على الصلوات اليهودية، ولا يكاد يلم بها سوى كبار رجال الدين(19 ) ، فاليهود الذين عاشوا خارج فلسطين نسوا اللغة العبرية تماماً ، وحلت محلها عندهم لغات الشعوب التي عاشوا بينها ، ففي " مصر " ترجم اليهود نصوص التوراة إلى " الإغريقية " وفي " فلسطين " قاموا بترجمتها إلى اللغة " الآرامية " ، ومن ثم أصبحت " العبرية " في حكم اللغات الميتة في المنطقة شأنها في ذلك شأن البابلية ، باستثناء استخدامها في الطقوس الدينية بالمعابد اليهودية. ( 20) ولم يكن معظم اليهود في شرق وجنوب أوربا يستخدمون العبرية كلغة دارجة، وإنما كانوا يتكلمون لغات أخرى " كاليديش [Uiddish] " " واللادينو [Ladino]" الأولى كانت لغة اليهود في ألمانيا ووسط شرق أوربا، بينما كانت الثانية خاصة باليهود الأسبان، وكانت أشبه في تكوينها باللغة الإسبانية. ( 21)، وجدير بالذكر أنه على الرغم من أن هاتين اللغتين كانتا تكتبان بحروف "عبرية"* وتستعينان ببعض الكلمات العبرية ، إلا أنهما كانتا في الأساس من اللغات الأوربية.( 22 ) وكانت " العبرية " قد تعرضت للانقراض كلغة للتخاطب في مرحلة " النفي البابلي " لتحل محلها " الأرامية " ، وأصبحت " العبرية " في عداد اللغات الميتة في القرن الرابع قبل الميلاد.( 23)، وعند إحياء " اللغة العبرية " مع تقدم الدعوة الصهيونية احتاج الأمر إلى تبسيط تلك اللغة القديمة حتى يمكن تداولها كلغة عصرية.( 24) ولما كانت " العبرية " حتى ذلك العصر لا تستطيع أن تفي بالمتطلبات العصرية للمتكلمين بها، ظهر لنا من يطالب باللجوء إلى اللغة العربية للاقتراض منها، وعلى رأس هؤلاء " العازر بن يهودا [Elazar Ben Yehuda]" صاحب القاموس العبري الشهير، والذي تضمن العديد من الألفاظ العربية، بل واشتق ألفاظاً عبرية من كلمات عربية محاولاً عبرنة ما اقترضه.( 25) ومن الثابت أن " باركوخبا [Barkokhba]"* البطل اليهودي كان يتحدث "الأرامية" ، وأن " موسى بن ميمون " كتب معظم مؤلفاته بالعربية ، و" مارتن بوبر " [Martin Buber] كتب معظم مؤلفاته باللغة الألمانية ( 26 )والتي لم يكن " تيودور هرتزل" [Theodor Herzl] الأب الروحي للصهيونية يتحدث سواها، ومن المواقف المثيرة في هذا الإطار ما حدث في المؤتمر الصهيوني الأول، حين أراد " هرتزل " إدخال السرور على قلب الحاخامات، فحاول أن ينطق ببضع كلمات عبرية في خطابه الافتتاحي، ونظراً لجهله بالعبرية فقد كتبت له الكلمات بحروف لاتينية، وقد بذل في قراءتها جهداً كبيراً.( 27 ) وهكذا كانت العبرية لغة للعبادة فقط، وحتى عبرية الصلوات لم تكن واحدة، فالعبرية التي يتعبد بها " الأشكنار [Ashkenazim] " * تختلف عن تلك التي يتعبد بها "السفارديم [Sephardim] * ويتحدث اليهود لغات أخرى أكثر من استخدامهم للعبرية كالإنجليزية واليديشية والروسية والفرنسية والأسبانية. ( 28) ويمكن القول أن عملية إحياء اللغة العبرية قد تمت في سياق المحاولات الصهيونية لإيجاد شخصية يهودية ذات نزعة استقلالية تستطيع من خلالها الترويج للدعاوي القومية، فالاستناد على وحدة اللغة أمراً في غاية الأهمية للتأكيد على الشخصية القومية. وفيما يتعلق بدعوى النقاء الحضاري ، والتاريخ المشترك لليهود، فمن الثابت تأثر اليهود منذ القدم بالكنعانيين ، فالعبرانيون دخلوا فلسطين كبدو رحل، قبل أن يتعلموا الزراعة من الكنعانيين، كما اكتسبوا الكثير من الأفكار والطقوس والشعائر القديمة، والتي اعتبرت ضرورية من أجل الخصب ولضمان جودة المحاصيل، وتجاوز الأثر الكنعاني ذلك إلى الفن والبناء الديني عند العبرانيين، فهيكل سليمان خطط وفقاً لتخطيط معبد كنعاني، ولما كانت طقوس الهيكل تستدعي العزف على الآلات الموسيقية، فقد لزم الاستعانة بعازفين كنعانيين. ( 29 ) كما كان التأثير الفارسي والإغريقي واضحان في الفكر اليهودي، فقد كان التأثير الإغريقي طاغياً، لأن قسماً كبيراً من اليهود التقى بالإغريق في الإسكندرية ، ومن ثم تغلغلت الآراء الإغريقية في عقائد اليهود الدينية ، كما تأثر اليهود بالفلسفة اليونانية التي احتوت " الديانة الموسوية " ، حيث عًّدل اليهود كتبهم المقدسة، فشرحوها وأسهبوا في تفسير غوامضها مدخلين إليها الكثير من أراء الفلسفة اليونانية، وكذلك اقتبسوا الكثير من تعاليم " الكلدان " و " الفرس " ، وبذلك يمكن القول أن مصادر الفكر اليهودي هي : " الفكر البابلي القديم " والفكر " اليوناني الهليني " معاً. ( 30) كما يظهر تأثر نصوص التوراة خاصة سفر التكوين بتراث شعوب غرب آسيا القديمة ، فالتشابه الواضح بين ملحمة "جلجاميش" الأسطورية ، وبين سفر التكوين في روايته عن قصة الطوفان يوضح إلى أي مدى وصل تأثر اليهود بغيرهم من الأمم، خاصة إذا علمنا أن ملحمة " جلجاميش " كانت شائعة خلال القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، وهو عهد سابق على عصر موسى بقرون طويلة . ( 31) ومن المعروف كذلك أن لحن صلاة كل النذور مأخوذ* من لحن مسيحي ، وأن الهورا* هي أصلاً رقصة أوكرانية شعبية اقتبسها اليهود ، كما أن ألحان نشيد الأمل ـ هاتيكفاة * مقتبسة من أغنية شعبية رومانية ، بل أن نجمة داود الشهيرة كانت أساساً رمزاً رومانياً وجده اليهود على كنيسة في العصور الوسطى فاتخذوه شعاراً لهم.( 32) وفي الدياسبورا * تأثر اليهود بالشعوب التي عاشوا بين ظهرانيها قبل أن تفرض عليهم العزلة الإجبارية أو الاختيارية في " الجيتو [Getto] "، مما يعني استحالة احتفاظ اليهود بسمات حضارية خاصة ، وينفي وجود ما يسمى بالنقاء الحضاري لليهود، ويترتب عليه استحالة وجود تاريخ مشترك لشعب متناثر في شتى بقاع الدنيا وذلك لغياب التجانس بين أعضاء الجماعات اليهودية التي اتسمت بتنوع لغاتها وطقوسها الدينية ، فأي تاريخ مشترك هذا الذي يمكن أن يعيشه يهود ألمانيا مع يهود اليمن ، وهل يمكن حصول أي تواصل حضاري أو إنساني بين يهود فارس ويهود أسبانيا؟ ، من الواضح إذن أن القومية اليهودية مجرد خيال لا يستند إلى أية مقومات موضوعية ، فأي قومية تلك التي تفتقد إلى النقاوة العرقية ، وإلى اللغة المشتركة ، وإلى الروابط التاريخية والحضارية ! ، إذن فعبارة القومية مجرد شعار زائف يتخفى وراء مقولة " الشعب اليهودي " في محاولة للبحث عن الهوية لتوحيد الجماعات والقوميات اليهودية المتعددة وذلك بجعل اليهودية قومية ، دينية ، عرقية ، وهو قول يتناقص مع تاريخ الأقليات اليهودية في العالم عبر العصور . ثانياً: الوطن التاريخي: دائماً ما تتحدث الصهيونية عن أرض إسرائيل التاريخية [Historical Eretz Israel] كمصطلح غامض قد يعني أي مضمون، وإن كانت التوراة هي مصدره الأساسي( 33 ) فالصهيونية تدور في أساسها حول فكرة ظلت عالقة في أذهان اليهود ، ومشبوبة في صدورهم عن ماضيهم العريق الذي زال واندثر ، وأرض إسرائيل التي فقدوها ، وتشتتوا بعدها في كل مكان. وتؤكد الصهيونية أن فلسطين أرضهم التي وعدهم الله بها ، وتنبأ الأنبياء بحتمية رجوعهم إليها ، فهي الأرض الموعودة لإبراهيم ونسله حسبما تقول التوراة : " في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقاً قائلاً : لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " .( 34) وعلى المرء أن يتساءل : لماذا يحتكر اليهود ذلك الإرث وحدهم دون سائر نسل النبي إبراهيم ؟. من الثابت أن النبي إبراهيم قد تزوج من " هاجر " المصرية جارية زوجته " سارة " ـ ساري وأنجب منها ولده " إسماعيل " قبل أن تنجب له سارة ولده "إسحاق" والذي ينحدر من نسله بنو إسرائيل ، وطبقاً للتوراة فإن الله بارك " إسماعيل " الابن البكر ، وجعل من نسله أم عظيمة : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه وأثمره ، وأكثره كثيراً جداً ، اثنى عشر رائيسا ، وأجعله أمة كبيرة " .( 35)، وبذلك انقسم نسل " إسماعيل "* إلى اثنى عشرة قبيلة ، ومنه ينحدر العرب ، وليس مفهوماً على الإطلاق سبب اسئثار " بنو اسحاق " بالوعد الذي منح لجدهم " إبراهيم " دون أبناء عمهم الأكبر " إسماعيل " ، وعلى هذا ، فقد تحقق الوعد في نسل " إسماعيل " بالفتح العربي لبلاد الشام . أما بالنسبة للعلاقة التاريخية بين اليهود وأرض فلسطين ، فقد كان العبرانيون الشعب السامي الرابع الذي سكن سوريا بعد الأموريين والكنعانيين والأراميين ، وتركزوا في سوريا الجنوبية أي فلسطين ، وكان الكنعانيون يشكلون غالبية السكان عندما أتى العبرانيون من بلاد الرافدين ، كما كان الأموريون يسكنون المرتفعات ، مع وجود أقوام أقل شأناً في مناطق متفرقة وبعيدة ، وقد نزح العبرانيون إلى فلسطين بقيادة النبي إبراهيم من " أور " في بلاد الرافدين بطريق حران ، وأقام إبراهيم مؤقتاً في حبرون ( الخليل ) ، وأنجب ابنه إسحاق فتى يدعى " يعقوب " والذي وقع عليه الاختيار ليكون صاحب الشأن ، وتغير اسمه إلى " إسرائيل " ( 1 ) والذي ارتحل إلى مصر هو وبنوه وعشيرته هرباً من القحط الذي أصاب كنعان ، فأكرمهم فرعون مصر حيث كان " يوسف بن يعقوب " أميناً لمخازن "مصر" ، وكان عددهم جميعاً سبعين نفساً هم إسرائيل ـ يعقوب ـ ونساؤه وبنوه ونساؤهم وبنو بنيه الذين كانوا معه في " كنعان " . ( 36) وبذلك تكون الفترة من عبور النبي " إبراهيم " إلى فلسطين عام 1894 ق.م( 1 )تقريباً وحتى هجرة بني إسرائيل إلى مصر عام 1678 ق.م تقريباً( 37) ، تزيد بقليل على قرنين من الزمان . ويبدأ تاريخ " بني إسرائيل " الحقيقي كجماعة بالخروج من مصر في الثلث الأخير من القرن الثالث عشر ق. م ، تحت قيادة النبي " موسى " ، حيث قضوا عدة سنوات في " سيناء " وجوار قادش ، وتعرضوا في فترة التيه تلك لمتاعب كثيرة .( 37 ) وبعد موسى تولى " يوشع بن نون " * قيادة اليهود ، والذي أفلح في إخضاع بعض المدن الكنعانية في الداخل ، في حين بقي قسم كبير منها في أيدي " الكنعانيين " ، وأما الساحل فقد بقى في قبضة الفلسطينيين .( 38 ) ، وكان عدد " بنو إسرائيل " الذين ظهروا على مشارف " فلسطين " في حوالي عام 1250 ق . م لا يتجاوز ستة آلاف أو سبعة آلاف نسمة ، وكان الفلسطينيون أقوى المنافسين الذين كان على العبرانيين أن يقاتلوهم لامتلاك البلاد ، والذين نجحوا في الاستيلاء على البلاد الساحلية بعد أن فتح العبرانيون المرتفعات الوسطى بقليل ، وقد امتد الساحل الذي استولى عليه الفلسطينيون بصورة دائمة من غزة حتى جنوبي يافا ، وكانت أهم المدن التي استوطنوها غزة وعسقلان وأشدود وعقرون وجت ، وكانت ذروة قوة الفلسطينيين في النصف الثاني من القرن الحادي عشر بعدما هزموا العبرانيين حوالي عام 1050ق.م ، وأخذوا منهم تابوت العهد وحملوه إلى "أشدود" حيث كانت لهم اليد العليا آنذاك .( 39 ) وكان النبي " داود " هو المؤسس الحقيقي لمملكة بني إسرائيل ، وقد بدأ حكمه تحت سيادة الفلسطينيين ، قبل أن ينجح في تحقيق الاستقلال التام بعد سلسلة من الحروب مكنته من توسيع حدود مملكته إلى أبعد ما بلغته في أي وقت مضى( 2 ) فكانت مملكته تمتد تقريباً من جبل " الكرمل " و " دان " و" نهر اليرموك " في الشمال إلى نهر " أرنون " وحدود مصر في الجنوب ، وأما الساحل الممتد من شمال " يافا " إلى " جنوب مصر " فكان تحت سيطرة ونفوذ الفلسطينيين مع التبعية لمصر.( 40) وعلى هذا لم ينشئ بنو إسرائيل ملكاً في فلسطين إلا في عهد " داود " وأبنه "سليمان" ، ولم يدم هذا الملك سوى سنوات معدودة ، على جزء من أرض فلسطين ، حيث لم يشمل ملكهم " فلسطين " بكاملها ، بل ظل للفلسطينيين وسواهم قوة وسيطرة ونفوذ على الكثير من أجزاء البلاد .( 41) وبعد موت " سليمان " عام 923ق.م انقسمت المملكة ، حيث رفضت عشر قبائل من الاثنتى عشرة الاعتراف بتولي " رحبعام بن سليمان " للحكم ، وانتخبت "يربعام " من قبيلة " إفرايم " ملكاً عليها ، وشكلت هذه القبائل مملكة إسرائيل ، إما قبيلتا يهوذا وبنيامين فقد ظلتا على ولائهما لرحبعام وشكلتا مملكة يهوذا. ( 42 )وسرعان ما شب العداء بين الجارتين اللتين وقعتا في سياسة المضاربة بين مصر والعراق ، أو الخضوع لهما ، فتعرضت المملكة الجنوبية ـ يهوذا ـ لطرقات مصر مرتين : الأولى على يد " شيشنق " والثانية على يد " نخاو " ، أما المملكة الشمالية فقد قضي عليها نهائياً سرجون الأشوري في القرن الثامن ق.م ـ حوالي عام 721ق.م ، أما المملكة الجنوبية فقد قضى عليها " نبوخذ نصر " البابلي بعد أن دمر الهيكل في القرن السادس ق . م ـ حوالي عام 586ق .م ـ وبذلك زال الوجود السياسي لليهود في فلسطين .( 43 ) أما العرب فوجودهم في فلسطين سابق على عهد إبراهيم ، بدليل وجود أسماء لملوك وحكام عرب في التوراة عاصروا إبراهيم عليه السلام ، مثل " ملكي صادق " ملك أورشليم الذي خرج لاستقبال النبي إبراهيم : " …… وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزاً وخمراً وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال مبارك إبرام من الله العلي مالك السموات والأرض " ( 44) ، وهناك كذلك " أبي مالك " ملك جرار الذي أعاد سارة إلى "إبراهيم" بعد أسرها وعقد معه ميثاقاً : " فأخذ أبي مالك " غنما وبقراً وعبيداً وإماءاً وأعطاها لإبراهيم ورد إليه سارة امرأته"( 3 ) ، وقد سكن العرب الكنعانيون " فلسطين " منذ العصر الحجري الحديث (7000ـ 5000ق.م ) وأقاموا بها حضارة مزدهرة ، حتى سميت في عهدهم بلاد السمن والعسل كما قال عنها من بعثهم النبي موسى لاستطلاع تلك البلاد.( 45) والفلسطينيون ينحدرون من السكان الأصليين " الكنعانيين " ، ويعيشون فوق تراب فلسطين قبل الألف الخامسة قبل الميلاد ، وسميت البلاد باسمهم " فلسطين " أما بالنسبة للعبريين فقد جاءوا إلى فلسطين بالتسلل أو الغزو شأنهم في ذلك شأن الغزاة الأقدمين " كالبابليين " و " الحيثيين " و " الفرس " و " المصريين " و " الإغريق " و " الرومان " و " الأتراك " وغيرهم( 46 ) ، وعلى هذا فقد كانت إقامة اليهود في فلسطين إقامة عابرة ومؤقتة ، شأنهم في ذلك شأن الأمم التي توافدت عليها عبر العصور كحدث عارض ما يلبث أن يزول. وبعد تدمير دولة اليهود المؤقتة في فلسطين عاشوا في بابل كأسرى حرب نقلهم إليها نبوخذ نصر ، إلى أن سمح لهم الفرس بالعودة إلى أورشليم ثانية بعد نصف قرن من الأسر البابلي ، ولم يعد منهم سوى قلة ضئيلة تقدر بنحو 50 ألفاً ، في حين فضلت الأغلبية المطلقة منهم البقاء في العراق .( 47 ) أما الأقلية اليهودية التي ظلت في فلسطين، فكان عليها أن تقاوم الصبغة الهللينية لكي تحافظ على هويتها ، وانعكس ذلك على الثورات الدامية التي قاموا بها، خاصة ثورة المكاببين في القرن الثاني قبل الميلاد والتي نجحت في تحقيق الاستقلال مؤقتاً( 48 ) ، حيث اختير سمعان شقيق يهوذا كاهناً أعظم وحاكماً عام 141 ق. م، ودامت تلك الدولة ثمانين عاماً حتى مجيء الرومان .( 49 ) وفي عصر الرومان تواترت ثورات الأقلية اليهودية في فلسطين، ورد الرومان بتخريب الهيكل حيث شدد " تيتوس " الحصار على أورشليم لمدة خمسة أشهر انتهت في سبتمبر عام 70 ميلادية بمذبحة قاسية ، وبعملية تخريب شاملة ، فهدمت المدينة ، وأحرق المعبد وكان التخريب تاماً .( 50 )، غير أن بقايا اليهود عادوا إلى الثورة عام 135م ، حيث قوبلوا بمذبحة نهائية في عهد الإمبراطور " هادريان " قضت وإلى الأبد على الوجود اليهودي في فلسطين كدولة وكقومية ، وتمت تصفية بقايا اليهود بالإبادة والطرد( 51 )، وبذلك وضع الرومان فصل الختام في علاقة اليهود بأرض فلسطين وكان ذلك منذ قرابة ألفي عام . بقي أن نشير إلى تلك الشكوك التي تنتاب علماء الآثار حول السيناريو التوراتي كله ، حيث لا يملك علم الآثار أية دلائل على جولة الأباء الأوائل للعبرانيين بين "أرو" و فلسطين ، كما يؤكد " جوناثان تب [Jonathan Tubb] " والذي يشكك كذلك في قصة الخروج من مصر معتبراً إياها من قبيل الأساطير الفلكلورية. ( 52 ) إن دعوى الوطن التاريخي تستند إلى قراءة انتقائية لنصوص التوراة، فلم تأخذ منها إلا كل ما يبرر العدوان والاستعمار ، وهي كذلك قراءة منفصلة عن الإطار العام للأديان الأخرى كالمسيحية والإسلام ، فهي تنتقي ما يحلو لها من النصوص ولخدمة مصالحها وأهدافها . ( 53 ) ومع التسليم بوجود وطن تاريخي لليهود في فلسطين تواجدوا فيه منذ عصور سحيقة ، فأي منطق يعطيهم الحق في تلك الأرض في الحاضر ؟ وهل يمكن لعاقل أن يطالب بأرض تواجد بها أجداده منذ آلاف السنين إلى جوار شعوب أخرى تواجدت من قبلهم فيها ، ولو صحت العلاقة التاريخية بين اليهود وأرض فلسطين على الرغم من كل ما يشوبها من غموض وشكوك لحق للعرب اليوم أن يطالبوا بعرش " أسبانيا " ولحق أن يعيد سكان العالم الجديد أراضيهم إلى الهنود الحمر .
المصادر: ( 1 ) هيثم الكيلاني : الإرهاب يؤسس دولة: نموذج إسرائيل ، دار الشروق، القاهرة، 1997، ص32. * مشتقة من الكلمة العبرية مشح أي مسح بالزيت المقدس، ولكن معنى الكلمة تطور فيما بعد فأصبحت تشير إلى ملك من نسل إسرائيل سيأتي بعد النبي " الياهو " ليجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون، ويحطم أعداء إسرائيل ويتخذ أورشليم عاصمة له، ويعيد بناء الهيكل ويحكم بالشريعة. لمزيد من الاطلاع: ـ عبد الوهاب المسيري:[ موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية رؤية نقدية]، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام القاهرة ، 1975م، ص253. ( 2 ) عبد الوهاب المسيري: المرجع المذكور ، ص244. ( 3 ) صخر أبو فخر:السجل الدامي للإرهاب الصهيوني ، ص 17ـ 22، مجلة الطريق، العدد الثالث، مايوـ يونيو ، بيروت ، 1996، ص17ـ 22. ( 4 ) عبد الوهاب المسيري: المرجع المذكور، ص 298. ( 5 ) التكوين: 24/2 : 4. ( 6) جمال حمدان : ليهود أنثروبولوجيا ، ط 2، دار الهلال، القاهرة ، 1996، ص 123. ( 7) محمود سعيد عبد الظاهر :الصهيونية وسياسة العنف :فلاديمير جابوتنسكي وتلاميذه في السياسة الإسرائيلية، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1979،ص 26. * هم المجموعة الوحيدة من اليهود التي يتفق الجميع على أنها ظلت في " فلسطين " طوال التاريخ حتى يومنا هذا في عزلة كاملة، وتزاوج داخلي محدود، وفي نقاوة لا شك فيها، ويتركزون حالياً في إحدى قرى " نابلس"، وعددهم بضع مئات قليلة. لمزيد من الاطلاع أنظر: ـ جمال حمدان : المرجع المذكور ، ص 126 ـ 127. ( 8) جمال حمدان: المرجع المذكور ، ص 151 ـ 152. ( 9 ) 3- Europa Publicotion, (ed),[ The Middle East ],9Th edition London, 1962,p158. ( 10 ) توفيق سليمان : نقد النظرية السامية (ولادتها ـ حقيقتها في التوراة ـ أسباب وضعها) ، دار دمشق ، دمشق ، 1982، ص 127 ـ 128. * ينحدر المصريون من نسل مصرايم بن حام بن نوح ، وإليه ينسب اسم مصر. ـ غطاس عبد الملك الخشبة : رحلة بني إسرائيل إلى مصر الفرعونية والخروج ، دار الهلال ، القاهرة ، 1990 ، ص 63. ( 11) الخروج : 1/6. ( 12) الملوك الأول : 3/1. ( 13) الملوك الأول : 11 / 1 ـ 3. * طائفة يهودية أسسها عنان بن داود في العراق أواخر القرن الثامن، ويتلخص مذهبهم في جعل العهد القديم المنبع الأول والأخير للعقيدة، فهاجموا التلمود وتقاليده الحاخامية، فأعلن الحاخامات تكفيرهم ، فردوا عليهم بالمثل ، لمزيد من الاطلاع أنظر: ـ عبد الوهاب المسيري : المرجع المذكور ، ص 93. ( 14 ) جمال حمدان : المرجع المذكور ، ص 156 ـ 157. ( 15 ) المرجع نفسه : ص 158 ـ 160. ( 16) المرجع نفسه ، ص 162. ( 17) المرجع نفسه ، ص 164 ـ 166. ( 18 ) بسام محمد العبادي : الهجرة اليهودية إلى فلسطين 1880 ـ 1990 ( جذورها ـ دوافعها ـ مراحلها ـ انعكاساتها ) ، دار البشير ، عمان ، 1990 ، ص 27. (19 ) حسن فؤاد : المستوطنات اليهودية في الفكر الصهيوني ، دار المعارف ، القاهرة ، 1978، ص 11. ( 20) توفيق سليمان : المرجع المذكور ، ص 20 . ( 21) Europa Publication (ed), [ Op. Cit.],p.158. * الأبجدية العبرية تضم اثنين وعشرين حرفاً وتكتب من اليمين إلى اليسار بحروف غير متصلة، وتكتب بخطين أحدهما هو الخط المطبعي أو المربع، وهو الخط الرسمي والثاني هو الخط اليدوي، وهو الخط الدارج، والعبرية أقرب اللغات للغة العربية، ويتضح ذلك في كيفية نطق الحروف، فالعبرية تبدأ أبجديتها بالحروف ، وتنطق أليف، بيت ، جمل ، دالت ، هيه، ويقابلها بالعربية أ ، ب ، ج ، د ، هـ، لمزيد من الاطلاع أنظر: ـ محمد جلاء إدريس :[اللغة العبرية ، قواعد أساسية ونصوص مختارة] ، دار الثقافة العربية ، القاهرة ، 1998، ص 43. ( 22 ) حسن فؤاد : المرجع المذكور ، ص 11 . ( 23) محمد جلاء إدريس : المرجع المذكور ، ص 16. ( 24) حسن فؤاد : المرجع المذكور ، ص 11. ( 25) محمد جلاء إدريس : المرجع المذكور ، ص 18. * لفظة أرمية تعني أبي الكوكب أطلقها الحاخام عقبيا بن يوسف أبان الثورة اليهودية ضد الرومان عام 132م، على الشاب اليهودي " شمعون Simon " الذي أعلن الثورة، وذاع أنه الماشيح المنتظر ، ولكن بعد فشل حركته ومصرعه أطلق عليه اليهود بركوزبيا أي إبن الكذاب، لمزيد من الاطلاع أنظر: ـ محمود سعيد عبد الظاهر : المرجع المذكور ، ص 151. ( 26 ) عبد الوهاب المسيري : المرجع المذكور ، ص 267. ( 27 ) هدى عبد السميع :بعض كلاسيكيات الرفض اليهودي للصهيونية ، ص 145 ـ 160 ، عالم الفكر ، عدد إبريل ـ مايو ـ يونيو ـ الكويت ،1983، ص 46. * هم يهود روسيا وبولندا ويشكلون حوالي 88./. من يهود العالم. *هم يهود أسبانيا وحوض البحر المتوسط : لمزيد من الاطلاع أنظر : ـ عبد الوهاب المسيري: المرجع المذكور ، ص 76 ـ 77 ، 213 على الترتيب. ( 28) عبد الوهاب المسيري :المرجع المذكور، ص 268. ( 29 ) فيليب حَتى :تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ، ترجمة: جورج حداد ، عبد الكريم رافق ، جـ1 ، دار الثقافة ، بيروت ، 1958، ص 221 ـ 223. ( 30) أنور الجندي :المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية ، ط 2 ، دار الاعتصام ، القاهرة ، 1977 ، ص 24ـ 25. ( 31) توفيق سليمان : المرجع المذكور ، ص 135 ـ 137. * هي أشهر صلاة عند اليهود وتفتتح بها الطقوس الدينية في مساء عيد يوم الغفران. * رقصة شعبية يهودية وكلمة هورا ذاتها كلمة رومانية ترجع إلى الكلمة اليونانية القديمة كورس، وتؤدي الحركة الرئيسية في رقصة الهورا بحلقة تتشابك فيها أيدي الراقصين في شكل دائرة كرقصات الأعراب في الصحراء. * كلمة عبرية معناها الأمل، وهو اسم نشيد الحركة الصهيونية ونشيد إسرائيل القومي ، لمزيد من الاطلاع أنظر : ـ عبد الوهاب المسيري : المرجع المذكور ، ص 312 ، 423 ، 407. على الترتيب. ( 32) عبد الوهاب المسيري :المرجع المذكور : ص 399 ـ 400. * الدياسبورا Diaspora كلمة يونانية تعني التشتت، وتستخدم للإشارة إلى الأقليات اليهودية في العالم ـ لمزيد من الاطلاع أنظر: ـ عبد الوهاب المسيري : المرجع المذكور: ص 191. ( 33 ) Kishtainy, Khalid : [ Whither Israel? ] Astudy of Zionist Exponionism, , Palestine liberation Orgarization, Beirut, 1970,p27. ( 34) التكوين : 15 / 18. ( 35) التكوين : 17/ 20 * مواليد إسماعيل هم : نبايوت ، قيدار ، أدبئيل ، ميسام ، مسماع ، دومة ، مساء ، حداد ، تيما ، بطور ، نافيش ، قدمه ، هؤلاء بنو إسماعيل ، اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم ، لمزيد من الاطلاع أنظر : ـ غطاس عبد الملك الخشبة : المرجع المذكور ، ص 115. ( 1 ) فيليب حَتى: المرجع المذكور ، ص 190 ، 191. ( 36) غطاس عبد الملك الخشبة : المرجع المذكور ، ص 152. ( 1 ) غطاس عبد الملك الخشبة المرجع المذكور ، ص 108. ( 37) المرجع المذكور، ص 131. ( 37 ) فيليب حَتى : المرجع المذكور ، ص 193. * يشوع بن نون هو الذي خلف موسي على مركز القيادة ، وخاض معارك عديدة سفك فيها دماءاً لا حصر لها ، ويذكر أنه قتل في ليلة واحدة ما يزيد عن عشرة آلاف نسمة ، وتذكر نصوص العهد القديم أنه كان يبيد القرى ولا يبقي على إنسان بها سواء كان طفلاً أو شيخاً أو إمرأة وحتى الحيوانات أبادها ، وقد وجد أسمه مسجلاً على حجر عند نوميديا بشمال أفريقيا ، وعلى ذلك الحجر كتابة فينيقيية يقول كاتبوها : " أننا خرجنا من ديارنا لننجو بأنفسنا من قاطع الطريق يشوع بن نون " . ـ سيد محمود القمني : يهوه إله إسرائيل الدموي ، ص155ـ160 ، مجلة العربي ، ع 304 ، مارس ، 1984 ، الكويت ، ص 155 ـ 160. ( 38 ) مصطفى مراد الدباغ :بلاد فلسطين، ج 1،مكتبة الطاهر أخوان ، يافا ، 1947، ص 56. ( 39 ) فيليب حتى : المرجع المذكور، ص 194ـ 198. ( 2 ) المرجع السابق نفسه، ص 203. ( 40) مصطفى مراد الدباغ : المرجع المذكور ، ص 57 . ( 41) قسطنطين زريق : معنى النكبة ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1948، ص 71. ( 42 ) فيليب حَتى : المرجع المذكور ، ص 208. ( 43 ) جمال حمدان : المرجع المذكور ، ص 60 ـ 61 . ( 44) التكوين : 14 / 18 ـ 19. ( 3 ) التكوين : 20 / 14 . ( 45) بسام محمد العبادي : المرجع المذكور ، ص 14 . ( 46 ) المرجع المذكور، ص 18ـ 19. ( 47 ) جمال حمدان : المرجع المذكور ، ص 61 ، 62 . ( 48 ) المرجع السابق نفسه ، ص 65 ، 66. ( 49 ) فيليب حتى : المرجع المذكور ، ص 268 ، 269. ( 50 ) المرجع السابق نفسه، ص 375 ، 376. ( 51 ) جمال حمدان : المرجع المذكور ، ص 69. ( 52 ) هيثم الكيلاني : المرجع المذكور ، ص 82. ( 53 ) بسام محمد العبادي : المرجع المذكور ، ص 17 .
#سامح_محمد_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية الحديث بين الواقع والأسطورة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|