أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - شكرا يا رفيق














المزيد.....

شكرا يا رفيق


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 17:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لو كان يوجد في اسرائيل معسكر سلام حقيقي؛ لو كانت الاغلبية الصامتة تخرج عن لامبالاتها المرضية؛ لو كان هناك مزيد من الاسرائيليين الذين يفهمون ما يقفون أمامه كجماعة وليس فقط كأفراد يتطلعون الى اجازتهم القصيرة القادمة والى متعهم القادمة؛ لو أن مزيدا من الاسرائيليين كانوا يرفضون القبول بعمى حيل السياسة والدعاية الاسرائيلية، لكان امتلأ أمس ميدان رابين بعشرات آلاف المتظاهرين. وضمن الشعارات والاعلام التي كانت سترفع هناك، في لحظة الآمال والمخاطر الكبرى هذه، كان ينبغي ان تبرز يافطة واحدة كبيرة: "شكرا يا رفيق". شكرا لصديق اسرائيل، براك اوباما.
امام موجة التشهير العابثة، امام العرض المشوه لاوباما كمن يحاول اخضاع اسرائيل واهانتها، يجب أن ينطلق صوت آخر يقول: هكذا يتصرف صديق حقيقي. نعم، هذا ضاغط بعض الشيء، ربما حتى غير لطيف. ولكن بعد 43 سنة لا يوجد اي سبيل آخر. بتأخير مؤسف لسنة، ولا يزال تحت غلاف الشك وعلامات الاستفهام الكبيرة، يوجد احتمال بأن يفعل الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة ما لم يفعله كل اسلافه؛ يوجد احتمال جدي بأن ينقذ اوباما اسرائيل من شرخها، عمل يديها دون فخار به، ويعمل على نقلها الى مستقبل جديد، تصر فيه على ما لها، ولكن فقط على ما لها حقا.
الخطوة الحقيقة الاولى مشجعة وباعثة على الامل: بين المطالب المتواضعة التي طرحها أوباما، تجميد البناء في القدس واستمرار تجميد المستوطنات، شرط أساس لكل المفاوضات بدون شروط مسبقة وشرط أساس لكل من حقا يعتزم او يقصد حل الدولتين، يبرز مطلب آخر كان ينبغي لكل الاسرائيليين ان يطرحوه منذ زمن بعيد.
اوباما يطالب نتنياهو والاسرائيليين جميعا أن يقولوا الحقيقة اخيرا. وهو يسأل نتنياهو وعبره الاسرائيليين جميعا: ماذا، بحق الجحيم، تريدون؟ كفى للاجوبة المضللة، لحظة حقيقة. كفى للاحابيل والخدع، حي آخر وتوسيع آخر، فقط قولوا: الى اين وجهتكم؟ تريدون استمرار المساعدات الامريكية، عديمة الهوادة في حجمها، تريدون أن تكونوا مقبولين اخيرا في الشرق الاوسط، تريدون محاولة الوصول الى سلام؟ هيا تفضلوا وتصرفوا بموجب ذلك – وبموجب ذلك اوقفوا كل البناء في المستوطنات، في كل مكان، لكل الزمن، وابدأوا بعملية اخلائها. كل سلوك آخر يشبه اللاءات الثلاثة للخرطوم: لا لانهاء الاحتلال، لا للسلام، لا للصداقة مع امريكا.
مطالب اوباما هي مطالب الحد الادنى. ليس فقط استمرار التجميد، بل وايضا طرح المواضيع الجوهرية، اطار زمني لسنتين للحل ومطالبة اسرائيل بقول الحقيقة، لنفسها ولغيرها، كلها أمور كان ينبغي ان تكون مفهومة من تلقاء ذاتها لو كانت وجهة اسرائيل نحو الحل.
رؤساء سابقون غفروا لاسرائيل وتنازلوا عن الأجوبة وقد أضروها بذلك. أما اوباما، المخلص حاليا للوعد الكبير الذي حمله مع انتخابه، فغير مستعد بعد الان لان يقبل الخداع. علينا الان ان نرى اذا كان سيصمد امام الضغوط ويواظب على ضغوطه. على الاسرائيليين ان يكونوا ممتنين له لقاء ذلك، على أنه وضع أمامهم مرآة وقال: هكذا يبدو خداعكم المتواصل. ليس أقل من ذلك، على الاسرائيليين ان يكونوا ممتنين على أنه كان الأول ايضا المستعد لأن يجبي ثمنا من اسرائيل على مسؤوليتها عن استمرار الوضع الراهن.
هذا تجديد أمريكي وهو يركب موجة تسود مزاجا عالميا جديدا: انتبهوا، العالم بدأ لأول مرة يطالب المسؤولية من اسرائيل على أفعالها. في دبي او في الشيخ جراح، في "رصاص مصبوب" او في رمات شلومو من امريكا او من اوروبا، حان وقت المسؤولية ودفع الثمن. بعد 43 سنة من الاحتلال الوحشي، فان هذا ايضا هو مطلب للحد الادنى.
اوباما لم يذل اسرائيل، اسرائيل هي التي اذلت نفسها على مدى سنوات جيل، التي اعتقدت فيها بأن بوسعها ان تفعل كل ما يروق لها، ان تتحدث عن السلام وأن تستوطن، ان تثبت الاحتلال وان تعتبر ديمقراطية، ان تعيش على دعم امريكا وان ترد مطالبها. مطالبه من اسرائيل كان منذ زمن بعيد يجب ان تأتي من داخل نفسها. ولما لم يكن الحال كذلك فان اوباما يتصرف كصديق في لحظة الضيق. وعلى هذا فانه جدير بالعبارة الودية: شكرا يا رفيق.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - شكرا يا رفيق