أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟















المزيد.....

ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 16:28
المحور: حقوق الانسان
    


في مسرحية " وليم شكسبير " الشهيرة " ماكبث " تمشي السيدة ماكبث وهي نائمة ، وفسر ذلك على أنه نتيجة لشعورها بالذنب نتيجة تورطها في قتل والد زوجها .
ورغم أن حالة المشي نائماً عرفت بين العام 460 – 370 ق.م كما أشار اليها رائد الطب القديم أبيقريتس . بيد أنها لم تشكل سوى حالات فردية عصابية .
لكن عندما تتحول الحالة الفردية الى مرض جماعي ، أو بالأحرى ظاهرة متفشية هنا تستدعي الظاهرة حدوث فعل يؤدي الى إيقاظ النائم قبل أن يتحول الى حالة موت سريري . سواء ككيان أو كعنصر بشري .
المنطقة عملياً ، في صورتها الراهنة جزء لا يتجزأ من عائلة السيدة " ماكبث " توارثت النوم دون أن ترث منها معنى السير. وما بين أحفاد السيدة " ماكبث " المعاصرين ، وماري إنطوانيت صاحبة التعليق الذي دخل التاريخ بقولها ، إن لم يجدوا خبزاً ليأكلوا كعكاً ..؟ يبدوعالمنا العربي محصور بين منطقين ، منطق العميان المصابين بمرض النوم ، وبين منطق الأرض وما عليها ملك آل ماري إنطوانيت وحاشيتها .
ماري إنطوانيت حكمت على نفسها بالإعدام قبل أن تحاكمها الجماهير الفرنسية الجائعة ، وقطع رأسها مع زوجها الملك لويس السادس عشر . بسبب سلوكها.
في العصر الحديث ، هناك العديد من النماذج المماثلة لما حصل في فرنسا ، كما في رومانيا ، أو في البانيا . بعضها إطلق عليها لقب " الثورة البرتقالية " وبعضه الأخر إرتدت اللون الأحمر كتايلند ، لكن في كلا الحلات وبغض النظر عن اللون ، عبر الشعب عن قراره ، وكان سباقاً على أحزابه السياسية في إتخاذ الموقف المناسب حيال ظلم نظامه السياسي . الأن هناك لون أخر هو اللون القرمزي ، أو لون النبيذ . ورغم أن هذا اللون يعجب العديد من أصدقائي ويعجبني أيضاً لأنه خارج عن المألوف . وله علاقة بنكهة الخمر ، لكن لا أحد يتوقع أن يكون لون راية التغيير في المنطقة . التي تنتظر هبة الشعب النائم من أحفاد السيدة ماكبث ضد ماري أنطوانيت وعائلتها التي حولت الأوطان الى مزارع ومشاريع خاصة .
هل هناك شعوب عربية بالمعني ( القومي ) للكلمة المستخدمة ..؟
في حقيقة الأمر نحن لسنا أحفاد صناع الحضارات القديمة . السومرية البابلية ، أو المصرية القديمة ، وحتى الفينيقية . وربما لو جرى إعداد بحث علمي حول الجينيات الوراثية لهذه الشعوب قد نكتشف أن نسبة الصلة الوراثية بالحضارات القديمة قد تكون متدنية جداً . ومحصورة في عروق معينة أو أثنيات صغيرة جداً . ربما هي نوع من الإهانة للحضارات القديمة الأدعاء القائل بصلة الحاضر مع الحضارات القديمة . فالحاضر بأديانه عموماً لا يشكل حضارة بالمعنى المتعارف عليه . والديانات عبر فجر التاريخ ، كانت أحد أسباب الفتن والحروب وتمزيق المجتمعات القديمة الى طوائف وقبائل . في سياق السعي لنهب موارد الشعوب المغلوبة . هذا قانون الغالب والمغلوب الذي حكم تاريخ المنطقة منذ عصر الديانات الديكتاتورية . الإنسان القديم الذي صنع الحضارة المصرية والسومرية والفينيقية ، عملياً شبه منقرض . ربما " أدومو" البابلي هو الذي يتحمل المسئولية لأنه إستمع الى نصيحة " الإله إنكي " ورفض تناول الطعام على مائدة " الإله آنو " إعتقاداً منه أن ذلك الطعام هو طعام الموت ، وهو في حقيقته طعام الخلود . مات الإنسان " أدومو " وضيع على نفسه فرصة الخلود .
إعتقدت ماري أنطوانيت أنها خالدة ، ونسيت أن الخالد هو الشعب ، وليس الحكام ، ترى كم ماري إنطوانيت تحكم هذه المنطقة ..؟ لا داعي للعد على أصابع اليدين والقدمين ، كيلا يحتج أحدهم أن إسمه ورد على أصبع آخر .
قال : والأرض يرثها من بعدي العلماء . ولم يقل الملوك والرؤساء ، بل إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها . حتى رؤساء القبائل الحزبية تحولوا الى ملوك .
العلماء من العلم ، بيد أن المفتي من الإفتاء ، ومن قال لا أعرف فقد أفتى ، بأنه لا يعرف ، لكن معظمهم يدعي علم الغيب وكيفية تقديم الضحية الإنسانية بدل كبش " إبراهيم " .
قبل خروج قبائل شبه الجزيرة العربية بغزواتهم ( وليس فتوحات ألم تسمى غزوة الخندق وغزوة أحد ..الخ ) المنطقة عموماً كانت تحت حكم قوتين ( الفرس والروم ) وقبلها تعرضت المنطقة لمختلف أنواع الغزو الخارجي . كل الغزاة إستباحوا المنطقة من صغيرها حتى عجائزها . وما ملكت اليمين . حتى الإستعمار التركي والفرنسي والأنكليزي والإيطالي ، والأثيوبي ، جميعهم خلفوا ورائهم جينياتهم الوراثية . وخلال إنطلاقة القبائل العربية خارج حدود الصحراء ، ذهب الرجال للقتال ، وبقيت النساء والخدم من أهالي الحبشة وغيرهم . بعض العرب إستوطن البلدان الجديدة ، وقليل منهم عاد الى مربعة . ربما قصة تغريبة " بني هلال " نموذجاً في هذا الصدد ، الجميع تزاوج وتصاهر ونتجت عروق جديدة لا يمكن بحال من الأحوال إعتبارها عرقية صافية وفق المذهب النازي . حتى كافة البلدان المطلة على المتوسط بحكم التجارة والهجرة إندمجت الشعوب وتلاقحت فيما بينها . الهجرة من بلدان فلسطين وما بين النهرين كانت أحد عوامل الإستيطان القديم في أوربا . حتى العلوم السومرية نقلت بأمانة تامة ,اصبحت ملك الغرب ، في الوقت الذي حكمتنا فيه عقلية القبائل الغازية الوافدة . ومن ينتابه شك في ذلك بإمكانه مراجعة تاريخ الحضارات القديمة وإنجازاتها . لا سيما البابلية والمصرية . قبل اسابيع إكتشف في منطقة تدعى " كلاباكا " شمال اليونان أثار حضارية تعود الى 23 ألف عام قبل الميلاد وهي لهجرات شرقية . هنا لي سؤال غالباً أعتبره مصدر قلق دائم لي ،هل الحضارة السومرية والمصرية نبت من فراغ ..؟ حتى الأن لا توجد نظريات حاسمة حول الموضوع ليس فقط حول أصولها ومن أين جاءت ؟، بل في إنجازاتها العلمية ، هل هي نتاج لحضارات أسبق تعرضت لدمار ذاتي بصورة من الصور ..؟
كما هو معروف أن حريق مكتبة الأسكنرية ، والغزو الروماني لمصر أتلف كنوزاً من الوثائق التي تؤرخ لعصر ما قبل الحضارة المصرية المعروفة حالياً ، وكذا الحضارية السومرية التي أقل ما يقال عنها أنها كانت حضارة ذات طابع علمي – فلسفي . وتعرضت وثائقها للنب والتلف والحرق والغرق في مياه دجلة على أيدي مختلف أنواع الغزاة التي تعرضت لها بلاد ما بين النهرين .
ترى كم خسرت شعوبنا الراهنة بمختلف تلاوينها وأطيافها من معرفة حضارية ..؟ وكم ساهم هذا في وأد المعرفه وحشر عقلية الشعوب عنوة في مفاهيم ومعتقدات غيرت مجرى التاريخ نحو الأسوء . نعم نحو الأسوء عندما يعتبر كل منهم أن معتقداته هي التي تملك مصداقية بينما الأخر على خطأ ..ترى هل ( الله ) مسلم أم مسيحي أم يهودي ..؟ . هناك قول جميل ليس مهما سواء أكان آية قرآنية أم حديثاً : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . جميل جداَ ومنطق متماسك . فإذا غير الناس ما في أنفسهم .. ما حاجتهم حينها الى التغيير ( الإلهي ) طالما أن التغيير حصل ..؟ وعادة التغيير دائما يكون عندما يواجه الجديد القديم ، وليس عندما يواجه القديم الجديد . هذا قانون التغيير . فالتغيير ليس طقساً عبادياً ، ولا لوناً مذهبياً . بل رقي الإنسان وحبه للخير والمعرفة والتعايش المشترك . في وسط أفريقيا يعتقدون ان ( الإله ) ولد في مزارع القصب ، وبسبب سلوك أبناءة المشين قرر الصعود الى السماء إحتجاجاً على سلوكهم الشاذ . ومن سلوكهم الشاذ كان تعاملهم مع المرأة بصورة قاسية . لذا فسكان هذه المنطقة النساء منهن هي التي تختار زوجها وليس العكس . وبعض من هذه القبيلة لا زال يسكن حوض بحيرة فيكتوريا . وبالتالي قرر ( الإله ) بإنتظار أن يغير أبناءه سلوكهم للعودة الى الأرض ، ولازال ينتظر .
شعوب نائمة ، لكن النائم قد يستيقظ فجأة إما لوحده أو بفعل خارجي ، لكن وفي كلا الحالات فإن مصير ماري إنطوانيت هو أي ساحة شبيهة بساحة الكونكورد الفرنسية وصحوة النوم تأتي من خلال الحقيقة الباقية أننا شعوب تنتمي الى ثقافات متعددة ، وأجناس بشرية مختلفة ، يجمعها المستقبل وليس الماضي سواء أكان إرث عقائدي مستهلك ، أم أساطير أو حضارات قديمة تخلت عنا وتخلينا عنها .
ترى ماذا تعني الأرض للجائع .. وماذا يعني الوطن للمظلوم .. وماذا تعني العقيدة للمرأة التي تهان وتغتصب ويقفل عليها بالشمع الأسود بحجة التعاليم ( السماوية ) ..؟ وماذا تعني العروبة عندما يحتل رجل الأمن مهمات عزرائيل ، وإشتراكية النظام عندما يتقاسم الملك لويس السادس عشر مع ماري إنطوانيت حقول النفط والغاز والأرض بما عليها من بشر ودواب .أليست حقوق الإنسان أن يعيش في وطن ، يمارس حقه الطبيعي في الحياة ، ترى هل نملك أوطاناً حرة وشعوب سعيدة ، تنعم بظل المساواة الإجتماعية ، والتسامح الديني ، والعدالة الإجتماعية..؟
ترى متى تسيقظ أحفاد السيدة " ماكبث " ... في مواجهة طغيان ظلم ماري إنطوانيت وأحفادها ..؟



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -
- إعلان- الجهاد - النووي ..؟
- هل - الملائكة - سعاة بريد / لتوزيع النصائح ..؟
- تلميذ في الإبتدائية .. مدير جمعية تعاونية ..؟
- أنت ... كافر ونص ..؟
- رقص - هز - البدن ..؟
- البحر ... يلد النساء ...
- ثقافة - صباح الورد -
- إمرأة .. وكاهنان .. ونهر ..؟
- عندما تحولت تشو يينغ تاي / الى فراشة ملونة ..؟
- جلسة تحضير أرواح / في قرية (بريفزا) ..؟
- العودة من المستقبل الى / عصر نهاية الديانات ..؟
- في حفلة زيزي حتى القطط والكلاب/ تعلمت معنى المساواة..؟
- دعوة الى صديقي الكلب المحترم / لحضور حفلة عيد ميلاد..؟
- خمرُُ في الجنة .. وشاي في الدنيا للمؤمنين..؟
- قبطي يولم في رمضان / ومسلم يحتفل بعيد الميلاد ..؟
- ثقافة الغريزة الجنسية في الجنة ..؟
- مطلوب أنسنة الأديان..وليس ثقافة الكوارث


المزيد.....




- -أفيخاي أدرعي- يعلن اعتقال -نصرالله-
- القضاء الفرنسي يصدق على مذكرة اعتقال بشار الأسد
- مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بسبب -الهجوم الكيميائي-
- المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با ...
- -التجويع-.. سياسة ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى منذ بدء الحرب ...
- بن غفير: تقليص مخصصات طعام الأسرى -إجراء ردعي-
- 20 منظمة حقوقية تدعو لبنان لوقف التعذيب وإعادة السوريين قسري ...
- حماس تدعو لمحاسبة قادة إسرائيل على جرائم التعذيب ضد الأسرى و ...
- طائرة وزارة الدفاع الروسية تقل الأسرى المحررين إلى العاصمة م ...
- شاهد.. شبح المجاعة يتربص بآلاف الفلسطينيين في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟