أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القمة العربية طموح و تحدّي














المزيد.....


القمة العربية طموح و تحدّي


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لحسن الحظ، فإن قمة سرت، تنعقد في حالة غير مسبوقة من وضوح الحقائق السياسية، بحيث لا يحتاج الأمر إلى تفسيرات ولا تأويلات، ويحول دون الاختباء وراء ترتيب الكلام، أو الهروب إلى مواقع الاختلاف و الخصام.
وها هي الحقائق الموضوعية و الصادمة؟
تقول بكل بساطة، أن نتنياهو و تحالفه الإسرائيلي المتسلح بالقوة والتطرف ، لا يقبل أي مفاوضات إلا بشروطه، و شروطه تعني مفاوضات من اجل المفاوضات لا يخرج منها شيء، لهذا فإن المبادرة العربية للسلام لا تعني شيئاً من جانب واحد، لان المطلوب القبول بالسلام مع إسرائيل كما تريد، و مع الاحتلال كما هو، و مع الاستيطان و التهويد كما تحب إسرائيل وتوافق عليه، فهذا هو نمط السلام الإسرائيلي، و ها هي إسرائيل تصرخ بلا في وجه حلفائها الاستراتيجيين، فكيف بجيران حدودها العرب و بوضعهم وظروفهم الراهنة؟
و هكذا:
فإنه لا غموض ولا لبس في الموقف، بالعكس فهناك وضوح أكثر من المطلوب، و ليس هناك وجهات نظر عربية تفيد أكثر من غيرها، فكل الصيغ العربية مرفوضة، و كل الرهانات العربية أمامها أبواب وطرق مقفلة، و كل الخلافات العربية تقود إلى نفس الجدار المغلق، فماذا ننتظر؟
المطلوب من القمة العربية أن تعود إلى ذاتها،أن تعود لتجيب على الأسئلة التي طالما هربت منها، إلى الحقائق والوقائع كما هي و ليست الافتراضات الغير مقنعة، و لنأخذ مثالاً موضوعيا على كل ذلك، و هو القدس، في القدس اشتباك كبير وحقيقي من أجل البقاء، يقوم به المقدسون بشكل يومي، و لكن هؤلاء المقدسيين لا يعيشون في اللاواقع، ، أو افتراضية، إنهم هناك في قلب القدس التي لا يوجد قدس غيرها، في الحرم القدسي، في المسجد الأقصى، في قبة الصخرة، في القدس العتيقة، وعلى بوابات القدس القديمة يشتبكون مع الوجود الإسرائيلي بكل تفاصيله من أجل البقاء و الحياة و الصمود و الانتصار، و لكي ينجحوا فإنهم يحتاجون إلى مقدرات حقيقية، يريدون مساكن، و ترميم مساكنهم القديمة، التي يدفع الإسرائيليون و اليهود ثمنها ملايين، و لكن المقدسيين وبرغم ترهل البناء واستحالة الحصول على موافقات لترميمها إلا أنهم يتمسكون بها، لكنهم يحتاجون أن يتعلم أولادهم، يريدون مدارس، ويحتاجون أن يعالجوا مرضاهم، و يريدون مستشفيات، و فرص عمل و استثمار و حياة مستدامة، فإذا وفرت القمة العربية ذلك، فإنها تكون أولاً قمة عربية، و تكون قمة ناجحة، و بدون ذلك فإنها تكون قمة فاشلة بامتياز.
فإن الشعارات في وجه الحقائق الساطعة كالشمس لا قيمة لها على الإطلاق، بل القيمة هو العمل، القرارات العملية،والحقيقية فالفلسطيني الذي يقوم بالمواجهة. ضد الاستيطان و التهويد و العربدة، ليس بحاجة إلى نصائح، ولا إلى بيانات مليئة بنصائح وهو في قلب الميدان يقاتل و يشتبك؟ و ليس بحاجة إلى دروس و مزايدات و نظريات، إنه بحاجة إلى قرارات عملية، إمكانيات حقيقية، تفاصيل تدعم صموده وتجعل حياته قابلة للاستمرار والمواجهة .
أما على الصعيد الدولي:
فإن القمة العربية يجب أن تثبت للعالم المتعاطف وغيرالمتعاطف مع قضايانا على حد سواء، أننا نظام إقليمي عربي موجود و لو بالموقف الموحد، و أننا جزء من شبكة مصالح أمنية و إستراتيجية، و أننا لنا ثقل في كفة الميزان و أننا جزء من دورة الاقتصاد العالمي، و دورة الأمن العالمي، و دورة المواصلات العالمية، و أننا في قلب العالم و ليس خارجه ، و مثلما يطلب منا العالم تامين و احترام مصالحه، فيجب على العالم تأمين و احترام مصالحنا، وبهذا فإن القمة لا تطلب الكثير؟ لكن الأمر يحتاج إلى صدق مع الذات، و انحياز لهذه الأمة بدل الانحياز للعدو.

القمة طموح:
و كل عناصر الطموح موجودة، فنحن العرب قوة حقيقية و ليست وهمية، و واقع على الأرض و لسنا خيال.
القمة تحدي:
و كل أسباب و عناصر التحدي موجودة و واضحة بل هي في أشد حالاتها وضوحاً.
ندعو المؤتمرين لإنجاح القمة لأن فشلها سيكون مأساة مرتدة على العرب جميعاً.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس فوق عرش الإشتباك
- المرأة الفلسطينية في يومها العالمي
- لا تسقطوا في الفخ الإسرائيلي
- قمة طرابلس أمل بانجازات مهمة
- مفاوضات غير مباشرة... لماذا؟
- الاغتيالات جزء من سيكولوجيا العقل الإسرائيلي
- سؤال موجه للجميع
- انتبهوا انتبهو اكثر
- الاحتلال الإسرائيلي انعكاسات وأثار
- ماذا بعد قرار المجلس المركزي ؟
- الزمن العظيم وكل عام وانتم بخير
- هيا ننهي الأحزان وتعالوا نعيد العيد
- الاختراق المطلوب فلسطينياً
- رجل في حجم امة ياسر عرفات في ذكرى رحيله الخامسة
- وعد بلفور ما زالت خطيئة البريطانين مستمرة
- وسط النهر الذهبي -رحيل صخر ابو نزار
- الدفاع عن الأمل
- تداعيات وأثار الحصار
- الأسيرات ..جرح الوطن وحلم الوطن
- القتل بأثر رجعي


المزيد.....




- إيلون ماسك يصف محاربا قديما بـ -الخائن- والأخير يرد بسخرية.. ...
- سفير القاهرة في مجلس الاتحاد الروسي: -لن ننسى ما فعلته روسيا ...
- العواقب النفسية المتأخرة لدى الشباب بسبب إجراءات الإغلاق
- جنود أوكرانيون يؤكدون فقدان خطوط الإمداد في كورسك
- السيناتور -الخائن- ينتقد وقف المساعدات العسكرية والاستخبارات ...
- جباروف: قرغيزستان تدرس إمكانية استعادة رئيس البلاد الأسبق با ...
- بوتين يقترح تحديد -يوم المجد العسكري- في التاسع من أغسطس
- زاخاروفا: الاتصالات بين موسكو وواشنطن أصبحت كثيفة
- من هو ديوك بوكان الثالث ولماذا عينه ترامب سفيرا جديدا لواشنط ...
- هل تتجه سوريا لتجريم إنكار جرائم الأسد؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - القمة العربية طموح و تحدّي