فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 00:29
المحور:
الادب والفن
حين تخونك الأشياء وتكتبك آية مستحيلة للمراوغة .
تشعرك بعهر الصداقة المدوية في زمن يحمل ذاكرة لاتشبهك ، ، فتكره نفسك لأنك وثقت بكل الأشياء .. فتستوقفك غباوة في عمر معانقة الأجفان لبعضها، غير مسجلة في أيام ميلادك ،وتختارك الهجرة لأسباب طائفية محضة ،وأغتصاب إيمانك بالوطن ، ومصادرة أعضائك التي منحك إياها الرب ،لتكون تجارة الذمم المبتورة ، فتلونك الدهشة منحازاً الى من يولي ظهره لذاكرة الوطن..فيملأك ثقل الصمت ليوقظ فيك وجيعة سقوطه .. وتتلاشى أمام عينيك تفاصيله.
قصمتني دموعها وهي تسردني وجيعتها .. قُتل زوجها بسبب أسمه الأموي، تحت شعار القتل على الهوية .
حوسبت على إنها ارملة ذاك الرجل ، قُيدَ تحت بند الأرهاب ، لتعيش خطيئة إنتمائه لوحدة الوطن في الفكر والعقيدة.
صادروا أملاكهم واحلام الطفولة وريعانة شبابها .
هُجرتْ وأطفالها ، فأوشك مافي الجيب أن ينفد ، فكرت بالعودة لعملها ..كي لاتمد يدها لأحد ، بدأت سلسة الأوجاع من هنا .. بالمقايضة والمفاوضات على الجسد.
تعود باكية ، تحتضن أولادها الثلاث ، وكأنها تحميهم من شر الجسد وشر وسواسهم الخناس .
عليها الأنتقال من بيت يحوي غرفة ،وحمام عرضه وطوله متر يحتضن مرافق من العصور الحجرية ،والمطبخ باحة السطح ، الى غرفة يتيمة بدون أي ترف حضاري مما سبق ذكره.
مرض إبنها البكر ،أصطحبتهم صديقتها الحميمة لمستشفى خيري تعمل فيه ،لتطبيب الأبن، ولم تصدق بأنهم سيتكفلون بعمليته، وبالحسابات الطبية :تكلف العملية مليون ونصف مليون دينار عراقي ، ومافي جعبتها سوى ضميرها والجسد وروحها النقية الذاوية والمتكسرة على اعقاب وطن بيع لبعض من الشراذمة ،حمدت الله على عنايتهُ بها وبولدها .
خجلة من نفسها لأنها لاتتمكن من أن تمنح الطاقم الطبي وصديقتها الحميمة ،سوى الدعاء والأمتنان ..
في غفلة من الزمن الشحيح بالأخلاق ، أصيبت البنتين بإسهال حاد ، تعاقب موتهن وموت بكرها ، فلم تكف عناية السماء عنها ، تكفلت صديقتها الحميمة مراسيم دفنهما ..
أصرت صديقتها أن تبقيها ليلة لترتاح فيها ، رفضت دعوتها الحميمة . خرجت صاغرة لأمر الله باكية ،كادت تسقط أرضاً من الإعياء ، همسها أحد العابرون لأرض الطهارة : بكم بعت أعضاء أولادك أيتها العاهرة ، والأن تبكيهم .
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟