وأد البنات - بين العامل الاقتصادي والشرف القبلي - الحقيقة أين

قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 11:50
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

وأد البنات - بين العامل الاقتصادي والشرف القبلي


يقول الشاعر العربي

لكل أب بنت يرجى بقاؤها ثلاثة أصهار اذا ذكر الصهر
فبيت يغطيها وبعل يصونها وقبر يواريها وخيرهم القبر

ويذكر شاعر اخر - أحب اصهاري الي القير
لأن القانون السائد في حينه هو {{ دفن البنات من المكرمات }}
يختلف المجتمع البدوي في كثير من ملامحه عن بقية المجتمعات البشرية بفعل البيئة الصحراوية التي تشكل حاضنة بيئية ساكنه مما جعلته مجتمعا ساكنا خاليا من اي حراك اجتماعي والتي طبعتهم بقواعد اخلاقية ميزتهم عن غيرهم من سكان الارياف او الحواضر فقوام حياة البدو هو الرعي والمراعي لاتنبت بفعل الانسان بل هي تعتمد على الطبيعة وما تجود به من امطار ووظيفة البدو لكي يحصلوا على قوتهم وقوت انعامهم هو التنقل بين هذه المراعي مما يقود قبائل البدو الى الصراع والتنازع للحصول على هذه المراعي وهي بفعل الصحراء المجدبة لاتكاد تكفي الا لعدد معين من الناس فلهذا اصبحت حياة البدو حياة صراع وحرب وغزو وأمام تجذر هذا النمط من الحياة اصبح البدوي يحس بالعار ان يكسب رزقه بكد يده وعرق جبينه لكون ذلك يخدش رجولته ويثلم كرامته وأصبح العرف السائد هو ان يحصل رزقه بحد سيفه واصبح وصف ابن خلدون للبدو {{ ان رزقهم في ظلال رماحهم} وصفا صحيحا ورائعا ومن هنا اصبح البدو يطلقون اسم { المهنة } على كل حرفة او اي عمل يدوي والتسمية اشتقاق من المهانة وبسبب قسوة الحياة في الصحراء وصعوبة تحصيل الاقوات فيها والتنازع الدائم بين القبائل والذي يحتاج الى قوة جسمانية لهذا يتحول الفتى تلقائيا الى عامل من عوامل الانتاج وبنفس الوقت مقاتل ضمن ملاك الدفاع عن القبيلة ومصالحها في خضم هذا التنازع القبلي أصبح الرجل هو الذي يأتي بالقوت ووظيفة المرأة هي استهلاك هذا الطعام وبالتاي اصبح الرجل حاكما والمرأة محكومة كل هذه العوامل الاقتصادية والخوف من الفقر وجلافة الطبع البدوي الذي طبعته به ظروفه الاقتصادية والبيئية ظهرت قضية وأد البنات كظاهرة اجتماعية افرزتها العوامل الاقتصادية وأن التبريرات التي طرحها بعض المؤرخون من أن مسألة {{ وأد البنات}} في الجاهلية هي من الخوف من العار التي يخاف منها الاعراب من أن تقع نسائهم في الاسر او خشية التزوج بغير الكفء او ذبحهن قرابين للالهة هي مجرد تشكيل واجهة اخلاقية زائفة لغرض الدفاع عن هكذا جريمة بشعة ولتصبح هذه التبريرات كلاما لامعنى له لهذا يصرح القران { ولاتقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم } - الانعام 151 { ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم وأياكم ، ان قتلهم كان خطئا كبيرا } - الاسراء 31 وبالتالي فأن القران يشدد على ان وراء ذلك غايتين أولهما بيان السبب الحقيقي لهذه الجريمة بحق البنت وفضحها وتعريتها من الادعاءات الكاذبة التي تبرر فعلها بأسم الشرف والاخلاق وثانيا كشف السبب الحقيقي وراء ارتكابها الا وهو العامل الاقتصادي الناشيء من الطمع والخوف من الفقر  

#قاسم_السيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات