أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة














المزيد.....


الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 22 مارس الجاري قرأت خبراً يقول "مسلمون يحاربون الكراهية بفتح المساجد أمام غير المسلمين"
الخبر نقلته جريدة الشرق الأوسط، بيد إنني لم أجد في المتن ما يؤكد هذا، أي فتح المساجد أمام غير المسلمين!
دخات في كاتدرائيات ضخمة، وكنائس كبيرة وصغيرة، وحتى أديرة في إيطاليا يهتم القائمون عليها بصنع أنواع مختلفة من الشراب (الليكور) ويقومون بنشاطات عديدة لينفقوا على معيشتهم وديرهم.
يمكنك التميّز بين الكاثوليكية والبروتستنية من بهرجة الأولى بالفنون، وشظف الثانية، حيث الجدران عارية إلا من الزجاجيات الملونة، أما الأرثوذكسية فقليل من الفن العادي وكثير من البساطة.
في روما تكاد لا تخلو كنيسة من رسوم ذات قيمة عالية جداً، تبدأ بالمظلمات وتنتهي بأعمال عصر النهضة، والفاتيكان تحفة عظيمة في الهندسة والرسوم الداخلية والمنحوتات، تتجمع فيه أشغال رفائيل ومايكل انجلو حيث الزيت يبهر الأبصار، ويحتاج الزائر شهراً كاملاً لينتهي من دراسته، إذا كان يقصد الدرس، ويدخله الزوار بالآلاف يومياً، ومن كل الجنسيات، ولا يسأل أحد عن ديانتك، ولن تخلع حذاءك عند الباب.
كنت أقدصد الكنائس حيثما حللت، فهي بالأجمال تعبّر عن مدارس معينة في الفن، وتبهج النفس لما فيها من هدوء، وفي أيام الآحاد تنشد الفرق التراتيل مصحوبة بالأورغن (لا تخلو كنيسة من هذه الآلة الضخمة) فتقف على جانب مع الزوار تشنف أسماعك بالألحان "السماوية"
في مدينة فيينا وقفت مع زوجتي، ضمن المئات، في كنيسه صغيرة وسط المدينة، استدرجنا إليها عزف لـ (الكونتاتة) لباخ،
كان الصوت الرخيم يبلغ الشارع، ويجذب إليه الزوار، يندسون في الرحاب الضيق، نسبة الى بقية الكنائس، يجلسون في صفوف المصلين، أو يجلسون بينهم ليشاهدوا الجدران المليئة بالرسوم ويستمعون الى الموسيقى العذبة، ولن تسمع من يقول لك صلِ للربّ ما دمت دخلت! أو لماذا أنت هنا، إذا لم تكن من تبعيتنا؟ لأن الربّ، ببساطة، قنع بكبار السن، بعد أن انصرف عنه القوم الى هموم حقيقية تخص حياتهم، وشرع بيوته للزوار العابرين، المهتمين بالفن والموسيقى والهندسة، وأولئك الذين يدفعهم الطقس الجليدي الى مكان دافئ يسترجعون فيه الحرارة الى أياديهم وأرجليهم!
زرت أيضاً الجوامع في القاهرة، وجوامع السلاطين في استطنبول، ولا أذكر غيرها، لكنني لم أجد غير جدران اسمنتية، وكدت أفقد حذائي في عدة مناسبات! وشاهدت كنيسة آيا صوفيا، الذي احتلها الأتراك، ولاحظت آثار من الفن القوطي وقد خربت، ولم يبق منها سوى أجزاء من اللوحات، وفي الأعلى كتب بخط كبير: الله، محمد، علي...!
لم اعتد تشييع من أعرف، أو من الأصدقاء، اتركهم يرحلون لوحدهم!
في إحدى المرات، النادرة، ذهبت الى جامع كبير للباكستانيين والعرب في انكلترا، اساهم في التشييع. الجامع تلمع قبته من الخارج، إلا أن جدرانه في الداخل عارية، توحي بالكآبة، وتضيق منها النفس، وبارد، شديد البرودة رغم أنه يقبض معونات شهرية من الحكومة البريطانية!
بدا أن المقيمين على الجامع غير مقتنعين بمكان الجثمان، فراحوا ينقلونه من زاوية الى أخرى، حتى كذت أسمع شكواه من هذه المعاملة، والمصلين يتقاطرون لإداء صلاة الجمعة على عجل، أكثر من ألف شخص، ليكتظوا في المكان بعد أن كوموا أحذيتهم عند الباب، تكاد تشعر من نظراتهم المتطيرة أن كل واحد سيفجر نفسه بمن حوله ليذهب الى الجنّة.
عندما تهيأ الجميع للصلاة خرجت، إذ لم يعد لدي ما أقوم به.
بدون مقدمات سحبني شخص من الخلف، قال Pray! كان صومالياُ، أمرني أن أصلي بكلمة انكليزية واحدة يعرفها، Pray، وبدون تهذيب.
الصوماليون منذ انزلقوا في الإرهاب القبيح، وتشردت نساؤهم في أوربا وأمريكا وكندا، ينتابهم الإحساس بأنهم وحدهم حماة العرب والمسلمين، وإن الرسالة إذا قدر لها أن تنزل مرة أخرى، تصحيحية، فستنزل على ارض الصومال!وستكون باللغة الصومالية أيضاً!
قلت: وما شأنك أنت؟ وخرجت.
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرحل أوباما، وتبقى صواريخ إيران مسلطة على الخليج
- اصغوا الى عباس، ولا تستمعوا لغضب هنية الموعز به!
- هذه السيدة تجرح حين تردّ
- الكنيسة الكاثوليكية تهتز، والإسلام يختبئ
- الخلل الذي يسمح للإبادة بالصراخ بأعلى صوتها!
- أوباما يخرج الأرنب من القبعة
- المسؤولون الإيرانيون والكذب النووي من باب -التقية-
- صراخ نصر الله أيقظ 14 آذار من نومها
- إيران تهيئ مخالبها العربية لحرب تبعد بها الأنظار عن الداخل
- صفقة من فوق جثث زلزال هايتي
- قصيدة لبيروت كتبها العلامة السيد علي الأمين
- انظروا من يحرص على الدولة في مصر!
- طريق سريعة لشاحنات السلام
- حزب الله: الدمل الأصولي الخبيث
- لماذا منتدى الشرق الأوسط للحريات في مصر؟
- هل حق اليهود في فلسطين أقلُ من حق العرب؟
- اليوم (14 آذار) يقف اللبنانيون للدفاع عن دور لبنان الحضاري، ...
- مشاركة للتضامن مع أحرار لبنان
- دعوة المثقفين للتضامن مع حرية لبنان ودور بيروت الحضاري
- عام اختبار قوة حلفاء إيران في المنطقة العربية


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة