يوسف ليمود
الحوار المتمدن-العدد: 2957 - 2010 / 3 / 27 - 00:05
المحور:
الادب والفن
بعض المواهب لا يكفيها تحقيق ذاتها في جنس فني واحد، فتلجأ إلى التعامل مع وسائط مختلفة كي تقول عبر الصورة، مثلاً، ما لا تقدر الكلمة أن تقوله. موهبة داخل الموهبة، تسمح لصاحبها بالنظر الناعم في الشبكة الخفية المنسوجة منها الأشياء والعناصر، فتتعامل معها بلغة الوسيط المتاح. اللبنانية سمر دياب، رغم شلال الصور، النابع من سوريالية فطرية وأصيلة، في شعرها، ابتدعت عالماً بصرياً فريداً تنفذه بالفوتوشوب هو نوع من شعر مجمّد وإنْ سالت على حوائطه الأجساد وتداخلت أعضاؤها في العناصر، من حجر أو سحاب أو صحراء أو ورقة شجر... في حضورِ أفق ميتافيزيقي يغلّف هذا الكولاج العجائبي الذي يحاول أن يخفي، لكنه في الواقع يُظهر، روحاً ناعمة وحساً بللورياً ومناجاةً هادئة لعناصر الكون والجسدُ مركزها.
الجسد الذي تتعامل معه دياب مثالي الجمال، فتيّ. ولديها أيقوناتها: الموناليزا، ماريلين مونرو، فينوس بوتتشيللي... تجردهم من ملابسهم لتنثرهم في المنظر أو تعددهم في أرض كأنها القيامة. وأحيانا تتخلى عن تراكيب الكولاج وانشطاراته لتتعامل مع الفوتوغرافياً المصدومة باللحم القريب، تسدل عليه غشاءً من دكنةِ لون بارد كالأخضر، في غبش يلامس عتامة الجسم الآنية والمصيرية معاً. هذان الضدان: الجمال والموت، هما عود ثقاب الصورة المشتعل دهشةً وحدساً وقلقاً جميلاً، لشاعرة ولدت في زمن الحرب وتعيش في غربتَي الجغرافيا والعالم.
ي. ليمود
م. جسد
يتبع: عاصم شرف .. الواقع معكوساً في مرايا الرقص
رابط المادة السابقة: http://www.doroob.com/?p=42846
#يوسف_ليمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟