احلام بن عمران
الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 16:58
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
صوت يائس
قد يؤدي التفاعل المبالغ فيه مع الحياة سواء كان بطريقة سلبية أو إيجابية إلى نتيجة واحدة، وضريبة واحدة، يكون بنو البشر هم الضحية فيها. يتلقون الضربات جيلا بعد جيل، وحدهم من يدفعون الثمن، ثمن وجودهم وثمن أحلامهم وأفكارهم وكذلك قدراتهم.
يجعل الإنسان يتخبط كمن يسكنه جن، في كل دقيقة على حال، فينكسر قلبه ويزداد حزنه وألمه، إلا حلمه يبقى مشتعلا يبعث به إلى أحلى النغمات و نشوة المسرات يدفع به من عمق أحزانه وفشله إلى شاطيء الأمل فيخبره بصوت خافت " ما زالت الحياة، ولا تزال الأمنيات بانتظارك أيها المعتوه الفاشل!!!» فيسمع قلبه ذلك النداء لا بل يسمع نصفه الأول ويتغاضى عن النصف الثاني.
ولأنه إنسان يحب الحياة ويعشق الأمل ولأنه مرادف لكل حياة، سرعان ما تمشي الدماء في عروقه من جديد، وتجبر انكساراته فيرمي وراء ظهره حزنه آملا في يوم جديد و صبح سعيد يستمع قواه ويخفق قلبه فيحمل تراب وطنه بين كفيه ليشتم أصالته ليشتم ريح صدر أمه التي أضاعها منذ سنين.لأنه إنسان يشعل شمعة لأحلامه في حين أن قلبه ينزف مرارة ويداه ترتعشان مما قد يحمله معه اليوم الجديد من سم قاتل قد يقضي هذه المرة على أنفاسه ولا يتبقى له سوى جسم عليل يحتار فيه ويعجز عن حمله، ومع هذا كله فإنه يأمل في صبح منير ينفض عنه غبار السنين ويطبطب عليه ويطمئنه ويمده بالأمان على الأقل قدرا من الزمن عاما أو نصف يوم يستطيع من خلاله أن يسترجع أنفاسه ليحقق أحلامه فيشتم من جديد عطر أمه عطر الروح والريحان الذي عرفه ذات مرة منذ كان رضيع، لكن دون جدوى فالأيام نفسها والزمن يبعث نفسه في دائرة مغلقة تحدد خطواته وتمنعه من الانطلاقة، تمنعه من رؤية سماء صافية أو حتى مغيمة المهم أن تكون غير محدودة تمنع روحه من أن تستنشق هواء جديدا كل صباح.
فالوجود عذاب ألم وانتظار والقدر كلمة صغيرة لكنها تحمل معاني قد تعجز الكواكب على حملها والنجوم على فهمها وفي هذا كله لا يجد ذلك الصوت اليائس المسكين بدا إلا الاستسلام إلى أحزانه وقتل أحلامه قبل أن يكون ضحية تفاعله اللامحدود مع الحياة.
#احلام_بن_عمران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟