|
قصص وحكايات من زمن جميل فات (12)
محمد زكريا توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 13:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
فاروق الهندي كان أحد الأطفال التي تلعب معنا في الشارع. كانت له هواية غريبة لم أسمع عنها من قبل أو من بعد. كان يتسلل بالقرب من أي كلب أو قطة يجدها في طريقة، ثم يقبض على ذيلها بسرعة. يرفعها في الهواء ويظل يدور بها فاردا ذراعه الذي يحملها به. عندما يتركها، تسقط بعيدا عنه وتلوذ بالفرار وهي لا تدري ماذا حدث لها.
طفل آخر كان يربط في أحد رجليه حبل قصير ينتهي ببصلة كبيرة. يحرك الحبل لكي تدور البصلة حول رجله. عندما يمر الحبل برجله الأخرى، يقفذ من فوقه. الشطارة ألا تلمس رجله الحبل.
لعبة أخرى كنا نلعبها وكنت أحبها جدا، اسمها السبع طوبات. كنا نحفر سبع حفرات متجاورة بجوار الحائط وحفرة كبيرة مليئة بالحصى. كل منا له حفرة خاصة به بناء على قرعة معينة.
نقف على خط مستقيم على بعد معقول من الحفر. يدحرج كل منا عندما يأتي عليه الدور، كرة شراب لكي تسقط في أحد الحفر. من تسقط الكرة في حفرته، عليه أن يجري بسرعة نحو الحفر، ويلتقط الكرة ويقذفها في أحد اللاعبين. طبعا من لم تأت الكرة في حفرته، عليه أن يهرب بسرعة.
توضع حصاة في حفرة اللاعب الذي تصيبه الكرة. فإذا لم ينجح اللاعب في إصابة أحد، توضع حصاة في حفرته هو. اللاعب الذي يحصل على 7 طوبات هو اللاعب المهزوم. العقاب يكون بأن يقف المهزوم وظهره للحائط، فاردا ذراعه وكفة إلى الحائط أيضا. ليتلقى ضربات الكرة سبع مرات، يصوبها اللاعبون إلى كفه كعقاب.
الجميل في هذه اللعبة، أنها تعلم الطفل اليقظة والترقب والحذر وأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. أنت لا تستطيع أن تقترب من الحفر، لأنك في هذه الحالة ستكون هدفا سهلا تصوب إليه الكرة. ولا تستطيع أيضا أن تبتعد عن الحفر، إذ ربما تقع الكرة في حفرتك.
تقترب أو تبتعد، هذا قرارك ومسؤوليتك. لعبة تمتزج فيها الرياضة البدنية بالنشاط الذهني. يتدرب فيها الطفل منذ نعومة أظافره على تقدير المسافات وأخذ القرارات. بالإضافة إلى التريض في ضوء الشمس والهواء الطلق. العاب الكمبيوتر قد تكون مفيدة للعقل والذهن، لكنها مضرة لجسد والروح.
كانت توجد في شارعنا كلبة ليس لها صاحب. لكنها كانت صديقة لكل أطفال الشارع. مجرد أن تناديها باسمها "لَكي"، فتأتي مسرعة إليك. من نوع "المالينوس" الذكي جدا والوفي جدا والتي تستتخدم في رعي الماشية وخدمة الشرطة واقتفاء الأثر والمساعدة في البحث والإنقاذ.
نجري فتجري وراءنا. نلعب فتلعب معنا. نقف فتأتي لتحك جسمها بأجسامنا. توجد علامة في رقبتها تبدو بسبب خناقة مع كلب آخر. كل منا كان يعتبرها كلبته الوفية. نحضر لها الأكل من منازلنا فتحمله وتقف بجوار الحائط لتأكله وعيناها لا تفارقنا.
في يوم أسود حزين، وجدت أطفال الشارع تبكي. ماذا حدث؟ أجاب طفل ودموعه تسيل على خده: "والله لأموته العسكري ابن الكلب". لقد جاء العسكري المكلف بقتل الكلاب الضالة، ورمى كبابة سامة إلى الكلبة "لَكي". وظلت الكلبة تعاني من ألم السم وهي تسقط على الأرض، والأطفال حولها تبكي وتلطم وجوهها إلى أن فارقت الحياة.
لم تكن هذه أول مرة حزت فيها على فراق كلب أو حيوان أليف. كان لدينا كلبة أخرى جاءت هدية لوالدي عندما كنا نسكن في بيت له جنينة صغيرة. نشأت معنا منذ أن كانت جرو صغير، وكبرت وهي لا تعرف غيرنا.
عندما انتقل والدي من مدينة فاقوس للعمل في قرية من قري الشرقية، لم يكن هناك مكانا للكلبة في سكننا الجديد. عندما لم يجد بين أصدقائه من يقبل أن يأخذ كلبتنا، اضطر إلى تركها في الشارع. لم يستمع والدي إلى توسلاتي وبكائي. وكان يجيبني: "يا ابني مافيش مكان ليها معانا".
المشهد الذي لا أستطيع أن أنساه، كان عند زيارة والدي لمدينة فاقوس لشراء بعض الحاجات وكنت معه. بينما كنا في طريقنا لكي نركب الأوتوبيس للعودة. إذا بنا نفاجأ بكلبتنا تأتي لتلمس بجسدها ساق والدي كأنها تستسمحه لكي يعفو عنها ويأخذها ثنانية إلى أسرتها التي لا تعرف غيرها.
حاول والدي طردها وابعادها عنا دون جدوى. وأنا أبكي وأتوسل له أن يأخذها معه. لكنه كان يردد مقولته بأن لا مكان لها في بيتنا الصغير الجديد.
ذهبنا إلى موقف الأوتوبيس وهي خلفنا لا تريد مفارقتنا. جاء الأوتوبيس وركبنا. نظرت من نافذة الأوتوبيس فوجدتها تنظر لي كأنها تسترحمني لكي آخذها معنا. تحرك الأوتوبيس، فوجدتها تجري خلفه. ظللت أراقبها وهي تجري خلف الأوتوبيس إلى أن اختفت في الأفق البعيد وأنا لا أكف عن البكاء.
الكلب يتفوق عن الإنسان بميزتين. حاسة الشم وطبع الوفاء. القصة التالية تأتينا من اليابان. الأستاذ "اوينو" بجامعة طوكيو كان له كلب يسمى "هاجيكو". يرافق الكلب البروفيسور إلى محطة القطار في الصباح الباكر، وينتظر عودته وقت العصر كل يوم.
أثناء وجود البروفيسور بالجامعة، تعرض لأزمة قلبية أودت بحياته. لكن الكلب "هاجيتو" ظل ينتظر صاحبه الذي لن يعود بالمحطة، لا يريد مغادرتها.
لاحظ الناس استمرار وجود الكلب بالمحطة وعرفوا قصته. راح الكثير منهم يطعمونه. سمح مدير المحطة ببقائه وخصص له مكانا للمبيت، عندما تيقن أنه لا يؤذي الناس. بادر أحد طلاب البروفيسور المتوفي بأخذ الكلب والإعتناء به. لكن الكلب ظل على وفائه لصاحبه البروفيسور، بالذهاب إلى المحطة لإنتظار عودته وقت العصر من كل يوم.
ظل الكلب على هذا الحال مدة عشر سنوات متواصلة. في عام 1935م، وجد الكلب "هاجيكو" ميتا عند المحطة في المكان الذي تعود انتظار صاحبه فيه. لذلك، أمرت الحكومة اليابانية بتحنيط جثة الكلب وحفظها في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو.
نحن الآن في عام 1952م، وأنا في الشهادة الإبتدائية. حتى يطمئن والدي على درجة تحصيلي ومستواي التعليمي، طلب من "قطب أفندي" المدرس بالمدرسة الإلزامية إختباري في الحساب واللغة العربية.
أخذني قطب أفندي وانتحى جانبا في الشونة. جلسنا فوق كرسيين متقابلين وقت الظهيرة. فرد قطب أفندي شمسيته فوق رأسه وبادرني بالسؤال: "هات ياء مخاطبة تعرب نائب فاعل".
نظرت إلى رباطة عنقه القصيرة وعقدتها الكبيرة جدا وطربوشه الأحمر الزاهي، ثم تبسمت بدون إجابة. بادرني بسؤال آخر لا أذكره، فأجبته بإبتسامة وصمت أيضا. هو يسأل وأنا أبتسم وعيناي مثبتتان على عقدة رباطة عنقه الكبيرة. فجأة، جاءت صفعة مدوية على وجهي، دارت لها عيناي فاغرورقا بالدموع. وجاء صوت قطب أفندي: "انت بتضحك على إيه، على خيبتك؟"
ذهب قطب أفندي إلى والدي لكي يزف إلىه الأخبار الغير سارة. "ابنك يا توفيق أفندي لن ينجح في إمتحان الإبتدائية". طيب والعمل يا قطب أفندي؟ الولد لعبي جدا ولا يذاكر دروسه أبدا. كان الحل هو الدرس الخصوصي.
لحسن الحظ كان باقي على الإمتحان مدة كافية للإستعداد له. وكان ابن ناظر المدرسة الإلزامية التي يدرس بها قطب أفندي معي في الفصل ويستعد هو أيضا لإمتحان الإبتدائية. لقد كان قطب أفندي نجدة من السماء لإنقاذ مستقبلنا، أنا وابن الناظر.
قطب أفندي، بالرغم من طربوشه فاقع اللون ورباطة عنقة الغريبة وحلته الغير مكوية، إلا أنه كان عبقريا في تدريس قواعد اللغة العربية والحساب. فهو من خريجي المدارس الأزهرية. يحفظ القرآن وألفية ابن مالك.
كانت طريقته في التدريس هو أن نذهب أنا وابن الناظر إلى المدرسة الإلزامية كل يوم بعد الدراسة حتى أيام الجمع والأجازات الرسمية. يقوم قطب أفندي بالشرح. ثم نقوم نحن بحل كل التمارين الموجودة في كتاب الوزارة من الجلدة للجلدة. ما في مسألة واحدة أو سؤال واحد يمر علينا دون حل أو إجابة. كانت أجرته جنيها واحدا في الشهر.
طبعا أهملت المواد الأخرى واللغة الإنجليزية. مدرس اللغة الإنجليزية في الفصل كان يشرح لتلميذين أو ثلاثة ولا يهتم بباقي التلاميذ. الفصل كان مزدحما فوق العادة.
أخبرني صديقي ابن الناظر، الذي كنت أذاكر معه، أن والده قد حصل على نتيجة الإبتدائية من الكنترول قبل أن تذاع رسميا. أخبرني أنه قد نجح وحصل على شهادة الإبتدائية. فطلبت منه أن يكشف على اسمي أيضا.
ذهبت أنا وهو للبحث عن والده. جلست على الرصيف وانتظرته لكي يأتي بنتيجتي من والده، الذي كان يزور أحد الجيران. دخل منزل الجار. بعد فترة قصيرة بدت لي كأنها دهر طويل، خرج زميلي يجر رجليه ويخطو خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف.
نظرت إليه وأنا أخط في الرمال بعصا وجتها بجواري. وقلت لنفسي، هذه المشية ليس ورءها خير أبدا. اقترب مني وزف لي البشري الغير سارة: "اسمك غير موجود بالكشف". فقلت له يعني إيه، ساقط؟ فقال: للأسف آه".
هذه أول مرة في حياتي أشعر بمرارة الرسوب في الإمتحان. أو بمرارة الفشل بصفة عامة. عندما ذهبت مع والدي للمدرسة لمعرفة لماذا رسبت. تعجب مدرسي المدرسة الذين كانوا موجودين وقتها من حصولي على النمرة النهائية في الحساب ونمرة عالية جدا في العربي.
سبب رسوبي كان اللغة الإنجليزية. هدأ والدي عندما علم أن فرصة نجاحي في الملحق كبيرة. وقد كان. فبعد فترة قصيرة نجحت في الملحق بمساعدة مدرس خصوصي. لكن مرارة الرسوب لا تزال في حلقي حتى الآن.
ظللت طول عمري أكره شيئا اسمه الإمتحان. عندما يكون لدي امتحان، لا استطيع النوم أو الأكل أو الحياة الطبيعية. كم تمنيت لو تكتشف البشرية شيئا أفضل من نظام الإمتحانات المعمول به في كل مكان.
كان يدرس لي في معهد كورانت بمدينة نيويورك البروفيسور "بيتر" مادة الأوتوماتا. معهد كورانت انشأه العلماء الألمان بعد هروبهم من ألمانيا النازية، والعلماء الإيطاليون بعد هروبهم من حكم موسوليني. تم فيه مشروع مانهاتن لبناء القنبلة الذرية، ويعتبر من أعظم المعاهد التي تدرس فيها الرياضيات التطبيقية في العالم.
كان البروفيسور بيتر يعطينا بحثا في نهاية كل محاضرة. في نهاية "التيرم"، لا يوجد امتحان نهائي. درجت الطالب هي مجموع درجات أبحاثه مدة "التيرم".
بروفيسور آخر، لا أذكر اسمه، كان يدرس لنا مادة الإحتمالات في الإحصاء الرياضي. وكان يعطينا الإمتحان النهائي ويطلب منا أن نذهب إلى بيوتنا ونختار الوقت المناسب. ثم نبدأ في إجابة الإمتحان في وقت لا يزيد عن ساعتين.
بعد ذلك، نأخذ ورقة الإجابة ونرسلها له بالبريد للحصول على الدرجة النهائية. وكان من رأيه، إذا كان هدفك الحصول على الدرجة والنجاح فمكانك ليس هنا. الدراسات العليا في معهد مثل معهد كورانت، يجب أن تكون لمن يطلب العلم، لا لمن يطلب الشهادات.
أنا من رأيي أن فشل التعليم، سببه هو أننا ربطناه بالنجاح والدرجة العلمية والشهادة. لنتخيل أننا انشأنا مدارس وجامعات ليست بها إمتحانات ولا تعطي شهادات.
الطالب الذي يبغي شهادة فقط، لن يلتحق بهذه المؤسسات التعليمية. بذلك يكون قد أراح واستراح. أما الطالب الذي يبغي العلم حقيقة، فهو الذي سوف يحرص على الحضور والفهم. وهذا ما نريده.
من تجاربي الشخصية، إذا كانت الدراسة في ظل الإمتحانات والنجاح والرسوب، فهي تسبب ضغوطا نفسية شديدة الوطأة وشللا مريعا لقدرات العقل الجبارة. هل سمعت عن طالب ابتكر أثناء دراسته الثانوية أو الجامعية شيئا ذا قيمة؟ الإكتشافات والإبتكارات تأتي دائما من أناس خارج نظام التعليم الكلاسيكي الذي يستخدم الإمتحانات والشهادات.
يذهب التلميذ إلى المدرسة وهو في براءة الحمل الوديع. يتخرج منها وهو خبير تذوير وأستاذ في الكذب والنفاق. كان لي صديق يذهب للإمتحان وهو ملغم بالبرشام في كل جيوبه وداخل قميصه وحذائه وكل مكان في جسمه يستطيع أن يضع فيه برشامة.
ثم يقوم بعمل خريطة تبين موقع كل برشامة حسب الموضوع. هل مثل هذا الطالب ينشد العلم؟ وهل نأسف عليه إذا لم يحصل على شهادة؟
الولايات المتحدة لا تعترف بالشهادات ضمنيا. إذا خلت وظيفة في شركة كمبيوتر مثلا، وتقدم للوظيفة شخص يحمل شهادة الدكتوراة في الكمبيوتر وشخص آخر لا يحمل من الشهادات سوى الثانوية العامة، لكن لديه خبرة عملية لازمة للوظيفة، فمن منهما تقوم الشركة بتعيينه؟ صاحب الخبرة الحاصل على الثانوية العامة. لماذا؟ لأننا نبحث هنا عن العلم لا عن الشهادة.
في بلادنا، كيف نفطم الطالب عن طلب الشهادة ونجعله يطلب العلم لذات العلم؟ هذا هو التحدي الكبير الذي، لو نجحنا فيه، يجعلنا نسود باقى الأمم.
لا أعتقد أن قدماء المصريين كان لديهم نظام الشهادات. وبالرغم من ذلك برعوا في كل شئ واخترعوا تقريبا أهم الإختراعات التي عرفتها البشرية.
إذا لم يكن من السهل إلغاء الشهادات بالمرة، فعلى الأقل يجب ربطها بطلب العلم. ويجب تحبيب الطالب منذ نعومة أظافره في العلم لا في الشهادة فقط. التلميذ يأتي إلى الفصل لكي يتعلم. هذه رغبة صادقة.
لقد عشت معظم عمري داخل الفصول سواء كتلميذ أو مدرس. وأعرف جيدا ما أقول. التلميذ يريد أن يتعلم. ولكن، هل نساعده على تحقيق هذه الرغبة؟
أعرف بعض التلاميذ، بسبب طريقة التدريس الخاطئة والمناهج الغبية والكتب الرديئة، يتمنى أن يترك المدرسة اليوم قبل الغد، ويذهب لكي يشتغل سواق بيجو أو عامل في طابونة.
التعليم فى بلادنا يعتمد على الحفظ والتسميع بدون فهم. اجهاد للذاكرة, وشلل للقدرة التفكيرية, وقتل لملكات العقل التحليلية. لقد كنت اتساءل فى صباي عن جدوى تدريس نظرية تطابق المثلثات وما شابهها من نظريات فى الهندسة المستوية(الإقليدية) فى سن مبكرة.
يأتى الجواب لأن تدريب التلاميذ فى سن مبكرة على نظريات الهندسة المستوية وعلى حل تمارينها, هو خير وسيلة لتدريب العقول على التفكير المنطقي. إذا لم يكن تفكيرك فى تسلسل منطقي ومنظم, فلن تستطيع برهان شئ, أو حل أي تمرين هندسي, أو كسب أي قضية, أو الوصول إلى أي حقيقة. تدريب العقول منذ نعومة أظافرها على التفكير المنطقي, هو الذى ينهض بشعوبنا ويحل مشاكلنا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية.
الهدف بناء عقول قادرة, وليس عقول حافظة لمعلومات مكدسة لا يربطها رابط. عقول فاهمة, وليس عقول تحمل شهادات وأجازات بدون فهم. مثل الحمار الذى يحمل أسفارا, ولكنه لايعلم ما بها من معرفة.
معظم المدرسين غير أكفاء لهذه المهنة الجليلة. منهم من يقوم بصب المواد فى عقول الطلبة صبا. وكأنك تصب سائل فى قمع دون روية, ودون مراعات درجة إستيعاب كل طالب على حدة. ومنهم من يقف حجر عثرة فى طريق الفهم والتحصيل. ومن يسبب بأسلوبه وغبائه كره الطلبة لمادته ولعملية التعليم برمتها.
هل نعلم أولادنا القدرة على النقد؟ والقدرة على التمييز بين الحقائق والخرافات؟ ومعرفة أى ريح تدفع شراع المركب إلى الأمام أو الخلف؟ هل نعلمهم أن التجربة المعملية يمكن أن تثبت عدم صحة نظرية ما، لكنها لا تستطيع إثبات صحتها بصفة مطلقة.
هل نضع أمامهم المواضيع والقضايا بأوجهها المختلفلة كما هى, حتى يختاروا بأنفسهم إذا إستطاعوا؟ وإن لم يستطيعوا, هل نعلمهم القدرة على الشك؟ لأن الأغبياء فقط هم الواثقون والمتأكدون والمدافعون حتى الموت عن أول فكرة أو قضية تواجههم فى حياتهم. كما قال دانتى:" الشك يسرني كما تسرني المعرفة".
التعليم هو أهم قضية تواجه أي شعب، فأرجوا أن يقتنع بذلك من بيدهم الأمر قبل فوات الأوان.
وللحديث بقية، فإلى اللقاء.
#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (11)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (10)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (9)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (8)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (7)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (6)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (5)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (4)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (3)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات (2)
-
قصص وحكايات من زمن جميل فات
-
قصة الفلسفة الغربية: كيركجارد أبو الوجودية
-
تضامنا مع الدكتور عصفور وحرية الرأي - يا مولانا، رفقا بالقوا
...
-
قصة الفلسفة الغربية: فلسفة التاريخ عند هيجل
-
قصة الفلسفة الغربية: جدلية هيجل
-
قصة الفلسفة الغربية: عمانويل كانط
-
قصة الفلسفة الغربية: بيركيلي المؤمن، هيوم الملحد
-
قصة الفلسفة الغربية: ليبنيز العقلاني - لوك التجريبي
-
قصة الفلسفة الغربية: ديكارت، هوبز واسبينوزا
-
قصة الفلسفة في العصور الوسطي
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|