لطفي الهمامي
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 11:59
المحور:
الادب والفن
ظبيةٌ بريّةٌ، ثائرةٌ تراقب
برقيّة قبل المحاكمة: إلى عفاف بالنّاصر والفاهم بوكدّوس
- 1 -
رأيتُكَ هذا الصّباح، مُصافحا للقادمين
رأيتكَ طالعًا، كفجر على النائمين
رأيتُ وجهها، شاحبًا، كَلَيْلٍ على الياسمين
زيتونةٌ أنتَ في الجنوب
غُصُونك عندي في الشّمال، مهتزّة من الحنين
يُحاكمك العدلُ الذي لا عدلَ فيه، للطائر الحُرّ، للواقف على الجَمر
العدلُ الذي لا عدلَ فيه للثائرين
رأيتكَ هذا الصّباح، مُصافحًا للقادمين
- 2 -
رأيتُ وجهها شاحبا
زهرةٌ للرّيح تُغالب
ظبية بريّة، لصيّادها تراقب
خاطرها غاضب
يا حضرة الكاتب
اترُكهُ اللّيلة عندها
إنّه نصفها
اترُكهُ في شوارع المدينة محارب
يا حضرة الكاتب
اقلب الأوزان
أم تراك فقدتَ كُلّ المناقب
رأيتُ وجهها هذا الصّباح شاحبا
خاطرها غاضب
ظبية بريّة، لصيّادها تراقب
- 3 -
أغلقُوا الأبواب
نطق الرئيس "محكمة"، بالمبنى العسكري
ارتجَفَ كُتاّبُهُ والحاكم المدنيّ
فتحُوا الدّفاتر
رتّبُوا المحاضر
محضر الأمن العام
محضر السّوابق القادمة
محضر الأفعال الرافضة والعاطلون
محضر الانتفاضة والرافضون
رتّبُوا الحلبة
فصول القضية أكثر من أربعة
- 4 -
رأيتُ لسان الدّفاع
وُجوههم قلاع
أوراقهم بلّلها عرق السفر
حناجرهم، مدفعيّة في الفضاء
مئذنة في الخلاء
لسان الدفاع غريب،غراب وسط السّباع
ليس لديه خلايا هجوم
ليس لديه أجنحة الخداع
لسانُ الدّفاع
وجوههم قلاع
- 5 -
بعد حين
يا مسافر
يَضحكُ شبلُكَ المُغامر
بعد حين
يا مسافر
عائدٌ طيركَ المُهاجر
بعد حين
طائرٌ أليفٌ، كاسرٌ، يجرّ سرب الحمام
يَحُطُّ عندكَ
بعد حين
يا مسافر
والرّبيعُ
بعد حين
ظبيةٌ، بريّةٌ، ثائرةٌ، تفكُّهُ من مخالب مجرمين
بعد حين
يا مسافر
عائدٌ نهرُ المدينة
بعد حين
23 مارس 2010
#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟