أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هاتفكم مقطوع لأسباب مالية















المزيد.....

هاتفكم مقطوع لأسباب مالية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


ما ناقصنا فضايح: هاتفكم مقطوع لأسباب مالية

خبر عاجل على الشريط المتحرك "النيوز بار" للـCNN: قطع الاتصالات الهاتفية عن فلان الفلاني لمدة كذا..

ماذا سيخيل إليك عزيزي القارئ أن "فلان الفلاني"، كان قد ارتكب من انتهاك صارخ للقانون فيما لو أنك سمعت بذاك الخبر الذي يقول قطع الاتصالات الهاتفية عن فلان الفلاني لمدة أربع وعشرين ساعة؟ وماذا ستكون ردة فعلك وتخمينك؟ ألا يبدو الأمر كوقوع انقلاب عسكري/ أو كحكم قضائي مبرم غير قابل للطعن، أو عقوبة لهذا الفلان الفلاني بقطع الاتصالات الهاتفية ووضعه تحت الإقامة الجبرية وعزله عن العالم الخارجي؟ أعتقد أن التخمينات والتأويلات قد تذهب في غير مكان، واتجاه، وقد ،أيضاً، أن هذا الفلان الفلاني قد ارتكب جرم الخيانة العظمى، أو القيام بعمل إرهابي أو ما شابه ذلك والعياذ بالله، لكن شيئاً من هذا لم يحصل وسبب قطع الاتصالات الهاتفية، عن هذا المواطن "الكريم"، وعزله عن العالم الخارجي أكثر مما هو معزول، بالفطرة والغريزة، هو مجرد فاتورة هاتف، ليس إلا، فلم تستنبط كل عبقريات وزارة الاتصالات، حتى الآن، آليات تقول له متى "ستشرّف" الفاتورة المصون، حفظها الله، ومتى ستهل على العائلة كالقضاء المستعجل، ومتى تستحق، ومتى آخر موعد لذلك؟

غير أن محصلة الأمر "القطع"، وناهيك عن التداعيات المعنوية المؤلمة، هو أنه سيبدو فضيحة "مالية" أمام الجيران، والمعارف والأطفال، والأصدقاء، و"اللي يسوى واللي ما يسواش". ولا أدري إن كانت وزارة الاتصالات تدري أن إعلان إفلاس مواطن سوري على الملأ بهذه الطريقة الفضائحية، قد يؤثر على الأزمة المالية العالمية، ومؤشر الأعمال ناسداك وبورصة طوكيو. فالمواطن "الكريم"، لا تنقصه فضائح مالية مجلجلة، غير تلك التي تلاحقه، يا وزارة الاتصالات حتى يتم التشنيع به، على الطالعة والنازلة، باعتباره "لم يدفع" فاتورته. ولا أدري كيف تقوم وزارة الاتصالات هكذا بلا إحم ولا دستور بالانقضاض على هاتف مواطن "كريم" كما يقول الإعلام والتلفزيون، "وتقطعه"، من دون أن تنذره، ومن دون أن توفر في حي هذا المواطن ضاربات للودع لكي يقلن له متى ستقطع وزارة الاتصالات هاتفه الأرضي.

وحين سؤالنا عن سبب القطع واستفسارنا عن الأمر بعد أن تأكدنا بأن الأرض لم تزلزل زلزالها، ولم يقل الإنسان مالها، قالوا لنا بأن السبب هو "الأتمتة" التي تقطع أوتوماتيكياً، حين يكون هناك فاتورة غير مدفوعة. وحين ذهبنا لدفع الفاتورة، درءاً للفضائح والألسن التي ستلوكنا، وتؤثر على تصنيفنا في فوربس، قالوا لنا بأن الدوام انتهى، ولا يوجد موظفون وعليك أن تأتي غداً صباحاً، لأن سمو وصاحب العظمة الموظف المسؤول له دوام محدد، وقد غادر، ولا وجود لغيره في غير أوقات الدوام الرسمي. علماً أن من بين الأبناء طلاب جامعيون، تعتمد دراستهم بالمقام الأول على الهاتف والنت، والصغيرات الأخريات، ويا عيني عليهم، يدردشن مع صديقاتهن في هذا المكان المعزول من العالم الذي يعشن فيه، ويسألن ويستفسرن عن المواد والواجبات المدرسية؟ ولكن كل هذا ومعاناةالمواطنين لا تعني شيئاً لوزارة الاتصالات. والسؤال الآن ماذا لو قطعت وزارة الاتصالات تلفون مواطن "كريم" يوم الخميس ظهراً هل يبقى لثلاثة أيام، هي مدة العطلة الأسبوعية، معزولاً عن العالم وغير متصل به، حتى "يشرّف" الموظف المسؤول يوم الأحد صباحاً بتكشيرته وقرفه من العالم؟ وهل تعلم وزارة الاتصالات تداعيات القطع التعسفي عن "المواطن الكريم"، لاسيما بالنسبة لأولئك المواطنين "لا تنسوا الكرام"، الذين لا زالوا يعملون على النت بنظام الديال آب Dial Up البالي القديم؟(بالمناسبة حساب الديال آب هو نوع من الازدواج الضريبي حيث يدفع المواطن "الكريم"، طبعاً، ثمن دخوله للنت مرتين مرة لبطاقة الإنترنت المشتراة، ومرّة لإشغال الهاتف، وهذا غير موجود إلا عند هذه الوزارة الرائدة في خدمة المواطن "الكريم"، والمفترض في هذه الحالة أن يتم الدفع مرة واحدة وأن يكون إشغال الهاتفي مجاني في هذه الحالة كما هو معمول في الكثير من دول العالم).

وطالما أن هناك أتمتة وفخفخة وكلام كبير يا وزارة المواصلات، لماذا لا يكون هنا مواكبة للأتمتة والتطوير، عبر وجود مراكز محاسبة مناوبة أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين ساعة، كما هو معمول به في كل دول العالم وطالما أن القطع يجري بلا إحم ولا دستور؟ ولماذا لا يكون هناك طريقة للدفع في أي بنك عبر بطاقات الائتمان والاعتماد كما هو معمول في كل وزارات الاتصالات التي تحترم زبائنها ونفسها حول العالم؟ أليس من المفروض أن يكون هناك طريقة فورية وسريعة للدفع، منعاً لتعطيل مصالح المواطن "الكريم" والتنكيد عليه بدل طريقة الموظف العصملي التي ما زالت متبعة؟ هل سمعت وزارة الاتصالت بهذه الخدمة العصرية حيث يتمكن المواطن بدفع فاتورته من أي جهاز ِATM ، موصول بكومبيوترات الوزارة لتعود الخدمة أوتوماتيكياً أم أنها لا تدخل في باب الأتمتة؟ وأتمتتنا وشطارتنا، هي فقط في القطع، وليس في الوصل؟ نحن مع أتمتة القطع، ولكن أليس من المفترض أن يقابلها أتمتة فورية بالوصل بعيداً عن العصمليات المعروفة؟ وعلى أن تكون العملية كلاً لا يتجزأ، وليس مجزوءاً ومنقوصاً. لاسيما أنه بعد الدفع الذي تم لم يتم الوصل أوتوماتيكياً كما هو مفروض، واضطررنا للانتظار ساعات والاتصال لعدة مرات حتى عادت الحرارة؟ هل هه هي الأتمتة في القطع التعسفي والوصل المطول والتذللي؟

تعتبر الاتصالات واقتصاد المعرفة والتكنولوجيا المعلومات اليوم صلب الاقتصاد في الدول التي حققت قفزات اقتصادية نوعية هائلة، ويكاد وجود الإنسان، وحياته، مرتبطاً بهذه الاتصالات وبقاؤه "متصلاً"، وليس منعزلاً، مع العالم هو هدف برامج بعض الحكومات والمرشحين والأحزاب وأعضاء البرلمان، وتقديم أفضل الخدمات له في مجال الاتصالات هذا، المجال الحيوي الهام لكل من هب ودب للطالب والطبيب والمهندس ورجل الأعمال والسائح وطالب وطالبة المتعة واللهو والتسلية والكاتب والسياسي والصحفي والمعارض والموالي والمغضوب عليهم والضالين...إلخ، وإن قطع الاتصالات، بتلك الطريقة البدائية، مع عدم توفر إمكانية للدفع وتدارك القطع بطريقة قانونية، وعدم الوصل بعد الدفع على نحو أوتوماتيكي بمجرد التسديد، هو سلوك غير متحضر، وغير "أتمتي"، وغير لائق مع المواطن "الكريم"، كما تصفنا بذلك وزارة الإعلام.

وإنني هنا أجد نفسي مضطراً لتقديم اعتذار، وتوضيح، لكل الزملاء والأخوة والأصدقاء، وممن نتراسل وإياهم "نتياً"، وانقطعنا ونعتذر منهم لأمر خارج عن إرادتنا، وأؤكد لهم جميعاً بأنني لم أرتكب جرم الخيانة العظمى، ولم تقع كوارث، ولا زلازل ولا تسوناميات في القرية "المعزولة" أصلاً التي أعيش فيها، وكل القصة أنها مجرد فاتورة ستساهم في رفد الاقتصاد الوطني وتدعم وجوده، وتعمل على ازدهار حياة المواطن "الكريم".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار
- متى سيكون الرد السوري؟
- مسلسل ضاحي خلفان
- مبروك للحوار المتمدن
- هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هاتفكم مقطوع لأسباب مالية