أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد مسلم الحسيني - سيناريوهات تشكيل حكومة عراقية جديدة















المزيد.....

سيناريوهات تشكيل حكومة عراقية جديدة


محمد مسلم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 04:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس من السهل التكهن في كيفية نشوء الحكومة العراقية الجديدة في ظل الظروف والملابسات المعقدة وتباعد الفرقاء السياسيين عن بعضهم، وبروز أربعة كتل سياسية كبيرة متباينة فيما بينها، خصوصا أن الأولى والثانية متقاربة جدا بالأصوات. عدم حصول كتلة سياسية كبرى على الأغلبية البرلمانية يعني ضرورة تحالف الكتل مع بعضها من أجل الوصول الى الأغلبية البرلمانية ومن ثم العمل على تشكيل الحكومة. هذا التحالف سوف لن يكون سهلا بين كتل سياسية مختلفة في الأهواء والإنتماءات والبرامج، كما أن كلّ كتلة منها تستأثر بكرسي رئيس الوزراء .

التنافس الشديد والتقارب الواضح في عدد أصوات الناخبين بين قائمة رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته نوري المالكي"إئتلاف دولة القانون" وقائمة رئيس وزراء العراق الأسبق أياد علاوي" القائمة العراقية" قد يشكل مشكلة في قبول الخاسر للمركز الأول لخسارته. رفض النتيجة من قبل الطرف الخاسر قد تتصاحب بمظاهر عنف وتحدي وطعن لنتائج الإنتخابات، ومثل هذه المظاهر والملابسات حصلت في أعرق بلدان الديمقراطية في العالم حينما تقاربت الأصوات، فعلينا ألاّ نستغرب حصولها في بلد حديث على الديمقراطية ويفتقد بعض قادته السياسيين للحنكة السياسية ولثقافة الديمقراطية. حسب الدستور العراقي تتكفل الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان مهام تشكيل الحكومة، وستكون هذه الكتلة هي إما كتلة إئتلاف دولة القانون أو كتلة القائمة العراقية وذلك طبقا للنتائج النهائية التي ستعلن لاحقا.

تشكيل الحكومة يعني النجاح في خلق تحالف سياسي بين كتل سياسية لها عدد من المقاعد البرلمانية الكافية التي تؤهلها للحصول على الأغلبية البرلمانية. أي أن كتلة المالكي أو كتلة أياد علاوي عليها أن تتآلف مع الكتل الكبيرة الأخرى أو أن تتآلف مع بعضها من أجل تشكيل الحكومة. التآلف بين كتلة المالكي وكتلة علاوي أمر بعيد المنال ولأسباب كثيرة أذكر منها: أن القائمة العراقية تعتقد بأن المالكي رجل فئوي وطائفي وليس له مشروع وطني حقيقي إنما له أجندات ومصالح ضيقة. كما ترى القائمة العراقية أيضا بأن المالكي يستخدم سياسة التسقيط والتهميش للخلاص من غرمائه السياسيين. فإسقاط حق عضو القائمة العراقية صالح المطلق "رئيس جبهة الحوار الوطني" للترشيح للإنتخابات وكذلك أعضاء آخرين غيره، يعتبر خطا أحمرا قد إجتازه المالكي حيث لا يمكن التعامل معه بعد هذا مهما إختلفت الأحوال. هذا من جانب ومن جانب آخر فأن من أهداف القائمة العراقية وستراتيجياتها هو التغيير الجذري للفكر والتصرف السياسي العراقي السائد، وببقاء المالكي رئيسا للوزراء أو شريكا حقيقيا في الحكم فلن يتحقق التغيير المنشود.

فوق هذا وذاك فأن المالكي سوف لن يقبل بأقل من كرسي رئاسة الوزراء في الحكومة العراقية القادمة. وهذا المطلب السياسي لن يكون مرفوضا من قبل القائمة العراقية وحدها فحسب وإنما سيكون مرفوضا أيضا من قبل القائمة الإنتخابية الكبيرة الأخرى "قائمة الإئتلاف الوطني العراقي" التي يقودها السيد عمّار الحكيم" رئيس المجلس الأعلى الإسلامي". الكثير من السياسيين المنضوين تحت هذا الإئتلاف يرفضون تربع المالكي على كرسي الحكم مرّة ثانية. حيث يعتقد هؤلاء بأن المالكي قد فاز بالمركز الأول في الحكم بعدما صعد على ظهورهم في الإنتخابات التشريعية السابقة، وبفضل الإئتلاف العراقي الموحد، الذي تأسس أنذاك من تحالف كتل سياسية ذات طابع ديني ومذهبي، إستطاع المالكي أن يقفز على سدة الحكم ويستفرد بالقرار مما أدى الى إنسحاب الكثير من أعضاء الكتل السياسية المشاركة في ذلك الإئتلاف من الحكومة بل ومن الإئتلاف نفسه، حتى إنحل الإئتلاف كليّا وتناثرت أركانه. وهكذا يستبعد المراقب السياسي ان تتكرر هذه التجربة مرة اخرى مالم يتخلى المالكي عن عزمه في قيادة الحكومة المقبلة.

التحالف بين القائمة العراقية وبين الإئتلاف الوطني العراقي يعني دمج متناقضين مع بعضهما. فهناك تباين كبير في المبدأ والستراتيجية والولاء والمفهوم والسلوك السياسي بين هاتين الكتلتين. القائمة العراقية قائمة تدعي العلمانية وترفض المزج بين الدين والسياسة، كما أن لها علاقات وصداقات مع الجانب الأمريكي دون الجانب الإيراني، وتتطلع الى منهج التغيير والحداثة وتغليب الحس الوطني على الحس الطائفي والديني وترفض سياسات التهميش والإقصاء التي تعرض ويتعرض لها وبإستمرار شرائح ومكونات في المجتمع العراقي. بينما تبقى قائمة الإئتلاف الوطني العراقي متمسكة بهويتها الدينية وبربط الدين بالدولة وبعلاقاتها المميزة مع إيران وبعدائها الصريح للبعثيين بكل أنواعهم وأشكالهم والمطالبة بمساءلتهم وملاحقتهم أينما كانوا. كما أن تحالفا كهذا سيصطدم بصخرة الكرسي الأول الذي تصبو له كلّ الأطراف وهو كرسي رئاسة الوزراء.

يتمنى الأمريكيون لو ينجح أياد علاوي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ويحثون الأكراد على التحالف معه. إلاّ أن الأكراد ورقة صعبة في التحالفات السياسية القادمة، ومن يريد أن يتحالف معهم عليه أن يدفع الثمن ولكن الثمن باهض وصعب، لا يستطيع السياسي العراقي أن يدفعه لأنه يتعلق بمسائل حساسة ومصيرية وأهمها ملف مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي يسعى الأكراد لضمها الى منطقة كردستان العراق في إطار الحكم الذاتي. أي تنازلات للأكراد من قبل أي سياسي عراقي بهذا الإعتبار يعد لعبا بالنار حيث لا يتجرأ السياسي العراقي أن يحرق نفسه بهذه النار مهما كانت المسوغات والمعطيات. كما أن القائمة العراقية كان لها القدح المعلّى بكسب أصوات مدينة كركوك، فلا يمكن لأياد علاوي أن يخذل من أنتخبه في هذه المدينة ويقدم تنازلات بشأن هذا الملف الحساس. هذا من جانب ومن جانب آخر فأن طارق الهاشمي "عضو القائمة العراقية ورئيس حركة تجديد" يعتبر منافس قوي أمام جلال الطالباني على منصب رئاسة الجمهورية في الدورة المقبلة. كلّ هذه الأمور لا تحفز الأكراد على التحالف مع القائمة العراقية على الأقل في بداية مشوار المفاوضات وبإنتظار الراية الحمراء التي قد يرفعها الأمريكيون بوجههم حينما تدق الساعة.

أما غريمة أمريكا ومنافستها العنيدة في النفوذ والهيمنة في العراق وهي إيران، فإنها تسعى دائما الى حث الأطراف الموالية لها وخصوصا الإئتلاف الوطني العراقي وإئتلاف دولة القانون الى التحالف فيما بينهما من أجل تفويت الفرصة على الطرف الآخر وتشكيل حكومة جديدة لا ترفع شعارات معادية لها ولا يمكن أن تكون ظهيرا قويّا لسياسات الأمريكيين في المنطقة. إلاّ أن تحالفا كهذا قد يجبر نوري المالكي على التخلي عن كرسي رئاسة الوزراء لأحد أعضاء الإئتلاف الوطني العراقي أو على الأقل لشخص آخر من قائمته لأنه يعتبر، ومن قبل الكثير من السياسيين في هذا الإئتلاف، شخص غير مرغوب فيه لتولي هذا المنصب مرة أخرى. تخلي المالكي عن موقعه المنشود والذي قد يحلّ المشكلة من جذورها لن تكون عملية سهلة وروتينية بل تتطلب الكثير من الجهد والوقت وضرورة تدخل الأطراف الخارجية فيها.

من خلال هذه الحقائق والوقائع السياسية فإن المحلل السياسي قد لا يرى طريقة سلسة وسهلة لتشكيل حكومة عراقية جديدة في ظل وجود مثل هذه التناقضات، الراكنة في مسرح تتضارب فيه النزعات والإرادات، والمنبثقة من مجتمع تباين فيه السياسيون كما تباينت تركيبة هذا المجتمع وأختلفت شرائح تكوينه. بل أن تباين السياسيين قد فاق وزاد على ذلك، خصوصا بوجود أقطاب خارجية تتربص الموقف وتنظر الى مصالحها المتضاربة مع بعضها.

قد لا يستبعد المتابع للأحداث وفي ظل التشاحن والتزاحم على المركز الأول والثاني بين كتلة إئتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، أن تستمر عملية جر الحبل بين الأطراف الى أجل غير مسمّى ويبقى الشعب العراقي بين الجار والمجرور فيضيع الخيط والعصفور وتضيع الديمقراطية الهشة معهما!



#محمد_مسلم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات رحلتي الى العراق
- أنصفونا قبل أن - تدمقرطونا-
- أوربا صار لها رئيسا ،فمن هو...؟
- تركيا والسلوك السياسي المزدوج.
- الإنتخابات العراقية وصراع الأقطاب
- عطش في وادي الرافدين!
- دكتوراه في سن السادسة والسبعين! : معاني ودلالات....
- أزمات العالم جذورها تكمن في فلسطين...
- جنون العظمة: مرض عقلي أم داء إجتماعي؟
- ماذا سيحصل لو هوجمت إيران؟
- السلم في الشرق الأوسط هدف من اهداف العالم المتحضر
- إنفلونزا الخنازير وباء جديد يدق ناقوس الخطر
- الأوربيون والملف النووي الإيراني
- لماذا يقتل الحاكم شعبه...!؟
- تركيا من غرب يرفضها الى شرق يصبو اليها..
- ابحث عن امرأة تكرهني اسمها دنيا....
- مصاعب في الديمقراطية...
- أوباما والدرب الطويل....
- أوربا من القيادة القوية الى القيادة الفتية في ظل الظروف الصع ...
- معاني الحرب على غزة...


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد مسلم الحسيني - سيناريوهات تشكيل حكومة عراقية جديدة