|
لحظة....حياة
علي ديوان
الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 23:03
المحور:
الادب والفن
لم يكن يخطر له ابدا وهو يتصفح وجه دجلة ويطيل النظر في تلك الدوامات المتكورة المتداخلة المتناوبة الازلية تحت جسر الشهداء في بغداد، وهو الذي لم يصدق انه سوف يطوف ثانية في تلك الاماكن التي لها رائحة الام في عذوبتها ودفئها، والتي تحيي في داخله قوة خفية من الثقة بالنفس والمرح، كما لو ان ذراع ابيه يطوقه حينما كان ينزله من المراجيح ايام الاعياد. لم يكن ليتوقع ابدا ان تلتقي عيناه بها وبعيونها بالذات في تلك الساعة وفي ذلك المكان بالضبط بعد فوات اكثر من عشرين عاما على فراقهما. هكذا وبكل بساطة وسهولة تقف هي امامه، وبكل صعوبة الدنيا يجاهد لكي يبقى واقفا على قدميه، ويحاول ان يستجمع وعيه وينظر في تلك العينين السوادوين الواسعتين اللتين طالما اسره سحرهما وذلك الالق المتوهج من الفرح والحيوية والجمال، كما حيره دلعها ومكرها الطفولي حينما تتلذذ في رؤية حيرته وتلعثمه عند محاولة التغزل بها وهم في طريق عودتهم من الجامعة. ارتبك وتلعثم واحتار ودارت به الارض، كيف سيتصرف في هذه اللحظة هل سيرتمي في احضانها ويدفن راسه في ليل شعرها كما كان يحلم طوال العشرون سنة الفائتة وهو في غربته التي تلونت به وتقلبت وتنوعت احداثها من مواجهات متعدده مع الموت والاخطار في بحار غريبة، وفي غابات موحشة وبعيده، الى ايام واحداث اخرى كان قد وصل فيها الى نعيم من المال والاحوال، واصبح يملك في ارقى اماكن اوربا البيوت والعقارات، وعاشر واحب الكثير من النساء وانجب في اكثر من بلد اطفاله الخمسة ومن امهات متعددة، وهو في جميع تلك الظروف والاحوال لم يكن له ان ينسى تلك العيون التي رافقته وساندته في احلك الظروف، حيث ادمن على التفكير في "سلوى" التي كانت معه وفي وجدانه اينما حط الرحال، لتصبح بعدها دائمة الحضور في فكره، في صحواته او في منامه، فهي العشيقة حينا وصديقة الصبا التي تركض معه في فضاءات وازمان لم يكن قد راها في الواقع مطلقا، واحيانا كان يراها حزينه منكسرة تنهال عليه بالملامة لانه لم يعطها الفرصة لتختار البقاء معه حين قرر ان ينهي قصة حبهما من جانبه فقط، متعذرا بالمستقبل المجهول الذي كان ينتظره، حيث لم يكن يامل كثيرا ان يفلح في الهروب من قبضة الامن اللذين حرصوا على ابقاءه تحت رحمتهم، كما حرصوا على محاولة اذلاله والسخرية منه كل مرة يستدعونه فيها، بعدما لم يعد للحزب الذي كان ينتمي اليه من وجود. وحيث يقترب يوما بعد اخر موعد تخرجه من الجامعة ليزجوا به في اتون الحرب المشتعلة على الحدود. لذا لم تكن امامه خيارات كثيرة وهو الذي تعود على التبصر في الامور وعلى التحكم الذاتي في اقصى درجاته، وعلى ان يكون حكيما جديا منذ كان صغيرا، يسخر الفتيان احيانا من فلسفته وجديته "المملة". لقد احب سلوى بكل جوارحه، واسرته هي برقتها وعذوبتها، بجمالها وحنانها ودعتها، واهم من ذلك كله بذكاءها الفطري وبساطتها وحس الدعابة التلقائي فيها، كانت تلامس روحه وتوقه الى من يفهم افكاره ودعاباته وغزله "البريء" ويغوص معه الى عالم من الوداعة والصفاء والحب الذي كان يتركه ينساب من داخله ليلتقي مع فيض احاسيسها، ويحيل المكان الى جنة من السحر والعذوبة والحلاوة والجمال يذوبون فيها وينصهر فيه الزمن .. تتلاشى الساعات تلو بعضها. وكم تندّر الاصدقاء عليهما وهما لم يغيرا من جلستهما ايام المراجعة للامتحانات حين كانوا اول من يحضر الى الجامعة في الساعة السابعة صباحا واخر المودعين قبل ان يغلق الفراش ابواب النادي في الساعة الخامسة مساءا لم يكن اقل حبا وولعا بها حين انسحب واعيا من علاقتهما، تاركا الفرصة الى زميله رياض الذي كان ثالثهما وشريكهما في الكثير من الاوقات، والذي كان يتمتع بذكاء عملي وحس تجاري، فرغم انه كان يرى بوضوح مقدار ولعه فيها، الا انه يعرف ايضا ان فقيرا وعاقلا ومتفسلفا ومتحسبا لكل صغيرة وكبيرة مثله، لا يجرؤ علي الاقدام على خطوة مثل الزواج، يلزمها الكثير من المتطلبات بدءا من الوضع المادي المريح الذي كان يتفوق به رياض، الى المستقبل الخالي من التهديد. وهو الذي لا يزال يتمسك بمبادئ وافكار لا تجلب لصاحبها الا غضب السلطة ووحشيتها، بينما ينتظر رياض الايام القليلة لكي يتسلم منصبه كضابط في الجيش حيث السلطة والوضع المالي والسيارة والبيت وكل اسباب الثراء كما ان سلوى ذات وضع خاص ايضا، حيث ان وفاة والدها وهي لم تكمل الثانية عشر جعل لعمومتها السطوة الكبيرة عليها وعلى امها، التي كافحت في وظيفتها وافنت ماتبقى من شبابها لاولادها الخمسة، وحرصت على ان تبقي العلاقة الطيبة مع الاعمام كي يسمحوا لها بالاحتفاظ بالبيت في منطقة المنصور الراقية، وتاجيل تقاسم الميراث، مما جعلهم يتدخلون في كل تفاصيل حياة سلوى واختياراتها مثل اجبارها على دراسة القانون، وتجاهل رغبتها في دراسة الادب. وهؤلاء الاعمام كلهم اعضاء في الحزب الحاكم، ولا يمكنهم ان يروا في افكاره ومبادئه تلك الا اول الاسباب لرفض اي نوع من الارتباط معه، ولم تكن ظروفه الصعبة تلك هي كل شيء، بل ان توقعاته وحدسه لما سيحدث للبلد في المستقبل يجعله فزعا من اية فكرة للاستقرار، فهو يرى لمستقبله طريقين لا ثالث لهما، اما ان ينجح يوما في الهرب الى الخارج وتخطي عتبة الحدود، او ان يودع السجن الى غير رجعة. كل ذلك جعله ينسحب رويدا رويدا وينقطع عنها الى مدينته في اقاصي الجنوب حين علم ان رياض اقدم على خطوبتها من اعمامها وتزوجها بعد شهرين من ذلك كانت تلك الايام عذاب لا يطاق له، وكانت قد طوته في وحدة مؤلمة، ورمته في عزلة تامة خصوصا وانه قد انهى دراسته، ومما خفف من تلك العزلة بعض الشيء لاحقا، هو تمكنه من رؤيتها في بيتها. فحين لم يستطع الفرار الى الخارج كما اراد، وحين استدعي للخدمة العسكرية ليرمى كما هو حال امثاله الى اتون الحرب في الجبهات الامامية، شاءت الصدف ان يكون امر السرية التي نقل اليها هو رياض، الذي هلل بدوره لذلك، واستطاع بخبث شديد ان يحاول اذلاله ويبرز "تفوقه" عليه، وان يرسله للعمل في بيته في التنظيف او اصلاح الكهربائيات او العمل في الحديقة كاي خادم من خدمته في الجيش، مقابل الاحتفاظ به ومنع نقله الى الخطوط الامامية للحرب، وبهذا فقد تمعن في محاولة ابراز عجزه واذلاله، واصبح الان ليس اسير القيم السائدة والعادات والتقاليد والمجتمع وحسب، وانما اسير رياض ايضا. على انه كان على استعداد لتحمل كل شيء من اجل رؤيتها والاطمئنان عليها، وكان يرى في كل مرة انها في امان من قسوة الظروف التي كان هو يعانيها وانها تتمتع بصحة جيدة وان ولادتها لطفلها اضاف لها جاذبية وهالة اخرى من الجمال والهدوء جعلها تشع بحنان الامومة التي تزيد من عذوبتها وتنغم صوتها بنبرة من الرقة والنعومة. كانت تستقبله بشكل لائق دائما، وحين يتواجد زوجها فان هالة من الجدية والصمت تخيم على الجميع. وكانت هي مثله ايضا تتحاشى لقاء نظراتهما، وذلك مما يريحه ويقلقه في ان، فلم يكن سهلا عليه ان يرى شرارة اللهفة والتوق اليها تذبل هذا الشكل الان، بعدما اصبحت متزوجة من زميله سابقا وامره وسيده في الجيش حاليا، كما ان عليه ايضا ان يحترم الاصول وان يتحلى بالقيم التي يفرضها المجتمع. كل ذلك فاقم شعوره بالتقزز وبالخزي من كل شيء، وكان قلقا من ان يرى نظرة احتقار في عينيها وهو الذي كان يدّعي البطولة امامها، وبانه انما يتمسك بكل تلك الافكار والمباديء اليسارية مهما كلفه ذلك من تضحيات، من اجل الدفاع عن الوطن، فكيف لها ان تصدقه او تحترم ادعاءه وهو لم يستطع حتى من الدفاع عن حبيبته، وتركها كالفار مختبئا في مدينته، في الوقت الذي كانت موافقتها الشكلية على الزواج من رياض اغتصابا خبيثا، بعدما اسقط في يدها حين تقدم بكل ثقله المادي والعائلي الى عمومتها. الا ان اكثر ما يفزعه هو معرفته القديمة بنزعة رياض الى العنف في كل شيء وهو الذي اشتهر بمجادلاته الساذجة مع بقية الطلاب في الدفاع عن الحرب وتبريرها، وكيف كان يصر على رايه ويصم اذانه عن سماع الاخرين، حيث ان النقاش بالنسبة له هو ان يطرح رايا في البداية ثم الاستمرار الابدي في الدفاع عن ذلك الراي الى ان يقنع الجميع به، وكذلك لجوءه يوما الى ضرب احد الطلاب حين تصادمت سيارتاهما في باب الجامعة ورفض الاخير دفع تكاليف التصليح للسيارتين. كان خائفا وفزعا من ان يكون ذلك العنف الذي راه يوما مع الاخرين هو ما يحسم الامور بينهما حين لا يكون الاتفاق هو ماينتهي اليه "نقاش" ما. وحين ارسل في احد الايام مع جندي اخر لاجراء بعض التصليحات في البيت، لم يستطع ان يتحمل ما راه، فقد عمدت هذه المرة الى مواجهته بما يجري، فلم تستطع ان تستمر في مدارتها لمشاعره، لتجنّبه رؤية حقيقة حالتها، وكانت اثار "نقاش" الليلة الماضية بادية على وجهها. فتعللت بتعطل مجار ي الحمامات وعرفت انه سوف يرسل لتصليحها وكانت في انتظاره في المرجوحة المنصوبة تحت شجرة البرتقال، وحين لمحها هناك ارسل الجندي الاخر الى الحمام وتوجه لها ليلقي تحية الصباح وفكر بان يتجرا هذه المرة وينظر لعينيها ولو للحظات، ليتفاجا بعمق الجرح تحت عينها اليسرى، مما جعله يتسمر في مكانه.. فلم يكن يريد ان يصدق ما كان يشك به دائما، فصرخ بغير وعي: كيف لذلك الوغد ان يتجرا على ذلك؟؟؟ فاجابته بتهكم وعتب وبرود: لا تقلق، فانا مثل البعض لا اميز بين الامور احيانا لذا فانني اتعثر دائما. وغادرت الى الطابق العلوي.... لم يشا ان يضاعف من الامها ويريها ما يختبا تحت قميصه من اورام وكدمات من اثار الكيبل الذي نال حصته الشهرية منه في مقر الاستخبارات قبل يومين. فلم تنته معاناته بالتهديد والاذلال في غرف الامن والاستخبارات بعدما نقله رياض معه، بل كانت الاستدعاءات للتحقيق مستمرة طوال السنوات وان الضرب والانتهاكات مستمر في كل استدعاء. وهو لايرى الاجرام في شخص رياض وحده فقط، بل انه يعرف ان السلطة والمجتمع عامة ينحدر نحو هذا المنحى، وكان ذلك منبع الاسى العميق في داخله لم يكن يتوقع بعدها ان يتحول العالم في تلك الساعة بعد مغادرته بيتها الى الخلاء ..الى اللاشيء.. فكل تلك الطرقات الكثيرة الطويلة التي مشاها.. كل ذلك الزحام.. السيارات والاسواق والكراجات، كانت تضج جميعا بالصمت ..افواه تتحرك .. بائعون يشيرون الى الناس.. سائقوا شاحنات وعربات.. حمالون وبائعوا الارصفة.. منادون للمسافرين ..اطفال صغار يستجدون واخرون يتعلقون بالمارة من اجل بيع زوج جوارب او اشياء اخرى.. كل شيء كان يرن بالصمت، لا يتذكر كيف صعد الحافلة الى صديقه في كردستان لايعرف كم ساعة او كم يوم بعدها، لا يتذكر اذا ما كان قد اكل وماذا قال لكل تلك السيطرات العسكرية على الطريق .. كيف استطاع تدبير مال تذكرة الحافلة ومن اي مكان.. . وحين التقاه صديقة عمر كان قد صعق بما راى، فلم يكن ما فقده من وزن وما اكتسى وجهه من سمرة الشمس او بعض التجاعيد هو السبب، بل ذلك الفراغ الهائل الذي يطل من عينيه مثل ثقب اسود عميق... فهو الذي كان يشع دائما بالحيوية والثقة بالنفس، وهو الذي يجمع العالم كله بين جنبيه ويهضم كل ماسي التاريخ والانسانية في افكاره وطروحاته، بات الان لا يرى امل في اي شيء، وعاجز حتى عن التفكير في اي جدوى في الحياة. لقد كانت تلك الايام هي اخر ما ودّع فيه الوطن انطلاقا في رحلته التي جسدت حنين وتوق من نوع اخر، الى الحرية، الى الخارج، ذلك المجهول الساحر الذي حلم به دائما.. مودعا كل المعاناة والمخاوف والعذابات، الا سلوى وعينيها، فقد ظلا رفيقي دربه اينما حل وظلت هي صديقته الازلية التي لاتفارقه، واصبحت طيفها خليله في كل مكان وزمان. وها هو الان في اول عودته للوطن وفي اول زيارة لجسر الشهداء وفي قمة لهفته ليراها ثانية تقف هي بالفعل امامه، وفي الحقيقة فانه لم يندهش كثيرا، ولم يكن صعب عليه معرفتها في الحال فالفضل لعينيها ذات النور السماوي التي كانت تمده بالامل حين تشتد عليه الصعاب، وتمده بالطاقة اللامتناهية حين ينهمك في مهمة ما، وكانت الحلم الدافيء الذي يغمره بالحنان حين تشتد عليه الوحدة، وخصوصا سنوات الغربة الاولى، وهي ذاتها امامه الان بعينيها الواسعتين الجميلتين، رغم اكتساءها بحزن عميق، وفقدانها لذلك البريق الذي كان يظهر ذكاءا حادا ودعابة مشاكسة، الا ان ذلك الحزن كان يوشي ايضا بحكمة وقوة شكيمة وفهم جديد وعميق للحياة، تنبض بامل وتصميم على المستقبل . لقد تسمر مكانه حين التقاها، رغم ان احساسه الداخلي كان يخبره انه سوف يراها هناك، وحين هم باحتضانها واخذها بين ذرايه ويدفن راسه بين عنقها وكتفها كما تخيل دائما.. رجعت هي خطوة الى الوراء حابسة فرحة المفاجاة، وبابتسامة سريعة لتنبهه انهم في هذا المكان وهي بعباءتها السوداء تلف جسدها الذي تحاول ان تخفيه عن عيون الرجال النهمة، والذين لم يعودوا كما كانوا عليه من قبل، حيث هنا وفي ساحة الشهداء بالذات وطوال ساعات اليوم كانت هي وبنات الجامعات تتجول بملابس الجامعه الانيقة الساحرة بقميصها الابيض الشفاف وتنورتها الرصاصية الفاتحة، وكذلك الموظفات من الاذاعة والتلفزيون ومن المصرف العقاري ومصرف الرافدين والدوائر الاخرى، كانت من مختلف الاعمار والاشكال والاماكن تنتشر كالفراشات الجميلة حاملة الحقائب الملونة التي كانت تحرص على ان تكون بنفس لون الحذاء والحزام، واحيانا حاملات الشعر وغيرها من الاكسسوارات الجميلة. وكان الشباب يملاون المكان وهم يؤدون نقاشاتهم باصوات عالية، ومنهم من لا يخفي محاولاته لغزل بعض البنات او محاولة تبادل ارقام التلفونات معهن، وكانت تلك المحاولات تقابل باستهجان احيانا وبابتسامه لطيفة احيانا اخرى قبل ولوج الجميع في الباصات الحكومية ذات الطابقين. والان فان المكان لا يحمل من اثار الماضي الكثير...فقد غير الاحتلال واثاره الكثير، وساحة الشهداء الان تخلو من الباصات الانيقة الجميلة، والنساء لاتجرؤ كثيرا على السير هناك الا بعض الصغيرات مع جّداتهن اللواتي يتلحفن باشكال مختلفة من الملابس الغامقة الالوان الطويلة، التي تحبس الجسد وتمنع وصول الهواء له حتى في ايام القيض اللاهفة. والبنايات تبرز جراحها واثار القنابل والرصاص في كل خاصرة منها، واصبحت الطرقات محاطة بالجدران الاسمنتية الرمادية الغليظة العالية، ولا ترى اثر لباعة للمحلات القديمة ذات البضائع المتنوعة والالوان الزاهية، والجسر يقفل بغير مواعيد او سابق انذار، والصيادون لا ياتون باسماكهم في الصباحات كما كانوا يفعلوا من قبل. وهي مع كل ذلك دائمة الحنين الى ساحة الشهداء القديمة، لم تقطع الامل في ان تراه يوما هنا حيث تعرف كم يحمل هذا المكان من ذكرياتهم، حيث في كل مرة تمّر من هنا كانت تتناهى الى ذاكرتها قهقهاتهم البريئة، حين كانوا يمشون من الجامعة الى شارع المتنبي ثم الى هنا، حين يمرون بباعة الكتب الذين يعرفونه جميعا وحيث يحدثها في كل مرة اما عن رواية يقتنص منها بعض نقاط الذروة، او عن موضوع فكري او نقدي وكانت هي لا تمل النظر والاستماع اليه، وخصوصا الى حبكته وجمال سرده وفي ربط كل ما تمر عليه عيناه وافكاره بالواقع وبالتطور وبالانسان وطبائعه وميوله، وتحليله لما يتمخض عن تلك التفاعلات والاحتمالات، وما يمكن ان ينتج عنها، كما كانت تستمتع اكثر باحاديثه عن الادب والشعر، ونوادر الادباء وكل الحكايات الصغيرة المرتبطة بالقصائد. وها هي الان تراه امامها لم يغير الزمن منه الكثير فلا زالت تحس بان فؤاده ينبض بذات الاحساس، ولا زالت تستطيع سماع خفقان قلبه ولهفته لها ولم يتغير ارتباكه كثيرا عن ذي قبل عند رؤيتها، ولم يتغير ذلك الخفر والحياء في عينيه، ومازال حبهما ولهفتهما مثلما كانت قبل عشرين عاما
#علي_ديوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول تصريح السيد نوري المالكي حول اللاجئين
-
ترجمة الخطاب الذي القي امام السفارة العراقية في كوبنهاكن يوم
...
-
ازمة غزة والاعلام الالكتروني
-
ضرب الرئيس الاميركي بيل كلنتون بالاحذية العراقية والدنماركية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|