أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - وسام عبدالله الدباغ - هواجس الرئيس














المزيد.....

هواجس الرئيس


وسام عبدالله الدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:31
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


انا الرئيس مسجونا..ها ها ها..وساقدم للمحاكمة.. هاهاها.. ومن الذي يطلب محاكمتي ؟ اصحابي وشركائي السابقون.. لم اتصور بانهم سيبيعوني بهذه الطريقة..ها ها ها.. لا انها جزء من العبة وعليهم اتمامها..لكن هذه القضبان من حولي..انها حقيقةانني مسجون.. اناالرئيس مسجون؟ لا لا لا انها العبة ولن تطول اقامتي فانا الرئيس..كيف لهم ان يقتلوا الرئيس؟ واي رئيس انه انا..لا لا لا انها اللعبة انا متاكد ان الامر سينتهي قريباوكل شيئ سيكون على مايرام..انها مجرد ازمة عابرة كغيرها من الازمات التي مرة بي..لقد قمت بدوري وعلى احسن وجه واسمي ولحد الان هو مفتاح الرعب لكل المنطقة ولا احد يستطيع ان ينافسني بذلك احد والحمدلله.. لا لا لا اعتقد بان دوري قد انتهى انهم يحاولون ان يجدوا من هو اصلح لكن هيهات لهم ان يجدوا احدا لانني والحمدلله كنت قد حسبت ذلك بالحسبان وقضيت على كل من له ولو القليل من مواصفاتي الفريدة..هاهاها..انا الرئيس ولا رئيس غيري انا المخيف المرعب ولا غيري انا.. هاها..ذلك الذي في افلام الهولود لقد نسيت ما يسمونه..اوه نعم تذكرت داراكولا..نعم هاها نعم داراكولا.. انه فقط في افلامهم لكني الدالراكولا الحقيقي..انا لا زلت ورقتهم الرابحة وبدون منازع.. ها ها هاها ها..انا الرئيس.
(بعد ضحكات هستيرية ينهار على فراشه باكيا ومولولا ضاربا راسه بالحائط)
اللعنة اللعنة اللعنة..انا اغبى رائيس..انا غبي انا العوبة لقد كانوا يلعبون بي كل الوقت..اه اه اه انا لم اكن اكثر من العوبة استطاعوا ان يكشفوا كل غرائزي اللعينة وردود افعالي الغبية وعرفوا كيف ان يستغلوها جيدا..صحيح انني داراكولا لكن داراكولا غبي احمق كل اعضائي مسيرة بخيوط.. هم من يحركها وانا الغبي كنت اتصور نفسي ذكيا ودراكولا فعلا..و لكن مهلا.. لست الاحمق الوحيد..فهنالك الكثير من امثالي الحمقى لكني الاقوى والاصلح..هم الاكثر اذعانا مني ولكن قد يكونوا اذكى مني..هل الاذعان والذكاء اهم من القوة والجبروت ام العكس القوة هي بلاذعان والذكاء؟ .. هل كان علي ان اذعن مثلهم بابتذال؟..ممكن ففي المرة القادمة سافكر بالامر .. اعتقد بان هذا السجن هي مرحلة مهمة للاجابة على تساؤلاتي.. نعم بالضبط فانا مررت سابقا بايام مريرة في السجن وكانت لي نفس التسائلات وهربت من السجن بعدها لاصبح نائبا للرئيس ..اقصد رئيسا ..نعم فانا كنت الرئيس الفعلي وانا الذي بنيت اساس مملكتي..فانا لا يليق بي غير ان اكون رئيسا.. على كل حال لم انا متشائم لقد مررت سابقا بذلك والان ساتجاوز هذه ايضا واخرج اكثر قوة وخبرة بل ساكون اضافة الى قوتي ذكيا لانني الان لم اعد غبيا كالسابق بل ذكيا كما اعتقد.
(يمسح دموعه ويتلفت عسى ان لا يرى احد بكائه بكاء الدرايكولا الغبي ويستقيم في مجلسه)
لقد جعلوا مني اضحوكة هذا صحيح لكن الانسان يبقى يتعلم ..نعم لقد تعلمت الكثير من هذا الدرس القاسي ..نعم انا متاءكد بان الامر لن يطول وسينتهي ..ارجع بعدها رئيسا..ومن غيري يصلح لذلك؟..لا احد..لا احد فكل الموجودين الان عبارة عن اقزام صغيرة لا تصلح حتى لقيادة قرية صغيرة..ها ها ها..انظر كيف هم يتخبطون ولا يستطيعون ان يسيطروا على زمام الامور ها ها ها انا فرح بما يحدث الان انه احسن دليل لقادة اللعبة الرئيسيين ان يفهموا بان هذا الشعب لا رئيس له غيري انا انا فقط ولا غيري انا الوحيد الذي اعرف كيف ان اسحقهم وارعبهم..ها ها ها .. يا الاهي كم كنت عظيما.. انا ولوحدي لوحدي فقط كنت ادير كل الاشياء..هاهاها.. اذا كانوا قد لعبوا لعبتهم علي وكنت احمقا لكني كنت اعرف غرائز شعبي واعرف كيف اغلق افواههم وعقولهم واذا لزم الامر اقطعه لهم وهذا كان اءمن الامور..لم يكن الامر هينا علي واللعنة عليهم فمن حظي السيئ فانهم لا يعرفون معنى للياءس ولهم صلابة الفولاذ بالمقاومة لكنني كنت اعرف الوصول الى ضعاف النفوس منهم والكل يشهد بخبرتي بذلك حتى اعدائي يعرفون ذلك وهي مفاتيح سلطتي.
عند استلامي السلطة مرة ثانية ساكون اكثر رحمة بشعبي ..لانني وكما اعتقد بانني قد ذهبت بعيدا بظلمهم ..رغم استشهادي بتاريخ وعراقة وثقافة شعبي لكنني ومن المؤكد لم اكن افهم تلك العراقة والثقافة لاني كنت مهملا من هذا الجانب وفقيرا بقراءتي لها وهذه هي النتيجة التي حصلت عليها..هاهاها..كنت مشغولا بامور اخرى لكني ساهتم بذلك في المرة القادمة واكون اكثر رحمة بهم.
(ثم تتغير علامات وجهه ويستشيط غضبا مرة اخرى ويصرخ بصمت )
اللعنة اللعنة عليكم جميعا لا لا لا..لن ارحمكم وساءنتقم منكم جميعا ساءعلق باجسادكم امام الملئ واجعل منكم عبرة لمن اعتبر ..يا اقزام يا جبناء ..الان فقط اصبحت لكم السن واقلام تكتبون بها ضدي تعتقدون بانني انتهيت.. لا لم انتهي وساحاسبكم قريبا جدا وستندمون على ما تكتبون..وهذه المرة ساعرف كيف العب قواعد العبة كما يلعبها الكبار فانا الان اكثر خبرة وسالعب كسيد وليس كعبد غبي كالسابق..انا الرئيس انا صاحب كل الفايلات والاسرار التي لو نشرت لفتحت ابواب جهنم للاغبياء والحمقى امثالي..نعم انني الاقوى انني داراكولا الاصلح انا الرئيس انا العظيم انا .. انا..انا
(يتوقف عن الكلام ويسرح مفكرا ثم يجهش بلبكاء مرة ثانية)
انا الغبي انا الاحمق انا انتهيت

وسام عبدالله الدباغ



#وسام_عبدالله_الدباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام في قناني فارغة
- سماء السجون
- قصة كلب


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - وسام عبدالله الدباغ - هواجس الرئيس