أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - اطالة الصراع على كراسي السلطة في العراق يستنزف الطاقات والامال التي فجرتها العملية الانتخابية














المزيد.....

اطالة الصراع على كراسي السلطة في العراق يستنزف الطاقات والامال التي فجرتها العملية الانتخابية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 15:40
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



تستمر الادارة الامريكية لسبع سنوات في تبرير حربها وادامة احتلالها للعراق بشعارات الديموقراطية وتقديمه مثالا لهيمنتها على العالم رغم كل ما خلفته من دمار وما مارسته من ابادة . فالانتخابات العراقية الجارية اليوم ستكون نموذجا للانتخابات التي يجري الاعداد لها في السودان وغيرها من البلدان المقاومة للهيمنة الامريكية. وميدان لتنافس المزيد من القيادات الطموحة للكراسي كادوات لنهب ثروات الشعب لقاء تقديم الخدمات للمحتلين واطاعة اوامرهم. كما انها تشغل الشعب عن قضاياه الاساسية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال، وتمرير ما يمكن تمريره من مخططات وتنضيج اخرى . والمهم اعداد حكومة تابعة تحظى بالحد الادنى من الشرعية المفبركة والشمولية المدعمة القادرة على قتل طموحات الشعب العراقي وجموحه. ولذلك عملت بمختلف السبل لاعادة البعث الى السلطة.
فمنذ ستة اشهر والصراع على كراسي البرلمان يستمر في تصاعده . وبعد عبور عواصف الدعايات الانتخابية التي لم يشهد الشعب العراقي مثيلا لها من حيث السعة والتنوع والابهار فضلا عن تكاليفها الباهضة التي فاقت التكاليف السنوية لاعادة اعمار البلد المدمر وسد الحاجات الملحة للجماهير من ماء وكهرباء، تصاعدت اثمان شراء الاصوات والمعارك الفئوية والمناطقية والتفجيرات المرعبة وصراع المليشيات وصولا الى اغتيال القيادات الفئوية ومرشحي الكتل السياسية . وتسابقت الكتل والافراد الطامحين على ارضاء المحتلين بمختلف الشعارات المفرقة لوحدة الشعب بما فيها استذكار شعار مكافحة الشيوعية . فقد اعتمدت بعض الكتل السياسية المتسترة بالدين والطائفية لاستعادة حضوتها لدى المحتلين بالتذكير بمواقفها المعادية للشيوعية. وانبرت شخصيات مستهلكة لاعادة استخدامها تتهجم على الشيوعية والشيوعيين. ومع بدء تدفق نتائج التصويت اخذت تتصاعد حمة التهديدات والمساومات وتنهار مجموعات وتزهق ارواح رهنت كل ما تملك للحصول على الكرسي الذي اصبح في ظل الاحتلال مدخلا لكنوز الثروة والجاه. واصبحت مفوضية الانتخابات فريسة لتهديدات الكتل السياسية من جهة وقوات الاحتلال المتنافسة الامريكية والايرانية والسعودية . فقد هدد المالكي باعتقال طاقمها المكون وفقا للاسس التي وضعها الحاكم الامريكي لتمزيق وحدة الشعب العراقي ، دون ان يجرأ على تنفيذ ذلك فهي محمية بقوات الاحتلال . ولجاء علاوي الى السعودية لحماية نتائج تزويره للانتخابات وهدد الحكيم بالتدخل الايراني وقوات بدر لفرض تفوقه . وهدد المالكي بالحرب الاهلية لحماية كرسيه . في حين ترقب قوات الاحتلال والسفارة الامريكية باطمئنان نتائج الانتخابات وفقا للنسب التي وضعتها من خلال هيمنتها التكنولوجية على جميع اجهزة التسجيل والعد والنتائج. ويريحها انشغال الشعب بهذه المعارك البعيدة عنها وعن قواتها في وقت تعاني الادارة الامريكية من العديد من الازمات والمشاكل الداخلية والعالمية . والمهم بالنسبة لها ان تؤدي كل هذه المعركة الى مجيء حكومة تستهل عملها بطلب تأجيل انسحاب القوات الامريكية وتثبيت الاتفاقيات الاستعبادية واقرار قانون النفط ، كما ان اطالة امدها يؤدي الى استنزاف الطاقات والامال التي فجرتها العملية الانتخابية لدى الشعب العراقي والثقة بالنفس في اختيار ممثليه بل ولاسدال ستار النسيان على الوعود الانتخابية التي اغدقها المرشحون وكتلهم السياسية .
ولذلك تعمل قوات الاحتلال بكل امكانياتها على اطالة فترة فرز الاصوات والتمهل في اعلان النتائج وادامة الصراعات وتصاعدها، على تشكيل الحكومة المقبلة رغم تهالك المرشحين على كراسييهم ليعوضوا كل ما بذلوا من اموال ويزدادوا ثراء. ولذلك يتعين على القوى الوطنية المطالبة بانهاء الحملة الانتخابية والصراعات حول نتائجها والعمل على استخلاص دروس هذه التجربة الفريدة . فلا يمكن ان تعول القوى الوطنية على نتائج انتخابات تجري في ظل الاحتلال. لاسيما وقد خاضتها بجدارة على الرغم من كل اشكال التمييز ضدها بدء بقانون الانتخابات . فقد ستفادت من الجوانب الايجابية للحملة الانتخابية ولاسيما في تحريك الجماهير التي كبلها البؤس واليأس عشرات السنين من النظام الدكتاتورية والهيمنة الامريكية . وعملت على تعزيز ثقة الجماهير بقدرتها ودورها في الانتخابات فضلا عما يؤهلها لمواصلة النضال من اجل ايفاء المنتخبين بوعودهم . وربطه بالنضال من اجل انهاء الاحتلال الذي تجسده الاتفاقية الاستراتيجية والامنية واكبر سفارة في العالم والاف الجنود والخبراء والمستشارين، المستنفرين لاعداد حكومات تابعة بكل مفاصلها لقوات الاحتلال لتنفذ مخططاتها. واذا سمحت قوات الاحتلال بتواجد عدد ضئيل وغير مؤثر من العناصر الوطنية في البرلمان السابق فلم يعد ذلك ملائما. ان الانتخابات في ظل الاحتلال لا تعكس توازن القوى على الصعيد الاجتماعي بل توازن القوى على الصعيد السياسي والعسكري الذي يفرضه الاحتلال وادواته. فعدم حصول القوى الوطنية على أي مقعد في البرلمان المقبل ليس دليلا على تضعضع مواقعها وانما على العكس، الامر الذي اضطر الحكومة التابعة الى اصدار قانون الانتخابات المشوه واستنفار كل القوى والامكانيات لتهديد مواقعها.
فعلى القوى الوطنية اليوم توجيه كل الجهود لاستثمار التحرك الجماهيري لتطوير المبادرات والانعطافات الجماهيرية الايجابية ولاسيما في تصاعد الشعور الوطني والوحدة الوطنية وانحسار التضليل الديني والطائفي في نضالات يومية من اجل تطبيق الوعود الانتخابية وربطها بالنضال من اجل تحرير الوطن من قوات الاحتلال وجميع اتفاقياتها وقواعدها.
سعاد خيري في 24/3/2010



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنجهية الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين من مظاهر احتضار العول ...
- حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض الن ...
- عاد الشعب العراقي يدهش العالم بتحديه لاعتى اعداء البشرية واخ ...
- شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة ...
- الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لت ...
- الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والد ...
- ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكي ...
- الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة ...
- تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال ...
- جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في ...
- محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم ...
- عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش ...
- الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا ...
- الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا ...
- توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية م ...
- خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراس ...
- سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا ...
- الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا، ...
- تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر ...
- الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سعاد خيري - اطالة الصراع على كراسي السلطة في العراق يستنزف الطاقات والامال التي فجرتها العملية الانتخابية