أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسن الناصر - اذا لم يكن علاوي فليكن العلوي















المزيد.....

اذا لم يكن علاوي فليكن العلوي


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 00:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



تثير الاستغراب والتهكم حالة الفزع التي أصابت المالكي وأشياعه بسبب دنو اجل سلطانهم وقد يبدو عويل أقطاب السلطة مبررا لما تضفيه السلطة من هالة وحضور وتبجيل لا يجدونه بعد المغادرة التي ستغلفهم بالنسيان كما أصابت أسلافهم .
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ .... من سره زمن ساءته أزمان
الا ان الإسهال السياسي الذي أصاب بعض الكتاب أجده يجافي الحق كون القلم الحر لا يعرف الا الإنصاف , فأي نكهة خير اعترتنا من حكومة الدعوة سوى الألم والتأخر وسوء الخدمات وفضائح السرقات بحيث جعلت العراق يتسلق قمة البلدان الفاسدة , وأي كاتب مسهل يطرح اسما واحدا واكرر واحدا فقط من زعماء الدعوة لم يغتني بصورة فاحشة في تلكم السنين الخمس الماضية سيكمم أفواهنا الى الأبد وسندين له بالاعتذار.
ورغم تحفظي على بعض الوجوه في القائمة العراقية بسبب نفسهم العنصري والطائفي الا إنها قائمة صوّت لها اغلب السنة والكثير من الشيعة ومن هنا تتأتى شرعيتها إضافة إلى توجهها العلماني الصارخ الوضوح مقارنة بالقوائم الأخرى التي خرجت من رحم الفكر الإسلامي ومازالت تنتهجه لكنها ادعت بهتانا بالعلمانية وظهر أربابها بعد ان حلقوا اللحى وصغروا الخواتم (المحابس) وخففوا وشم الجبين ليعلنوا عن علمانية مزيفة .
لم تنتج الانتخابات بما يتماهى والطموح بسبب تدني نتائج القوائم العلمانية الأخرى , لكن تقهقر القوائم الدينية يصور حالة من الوعي السياسي المتفشي في الشارع العراقي مؤخرا وان كان بنسب محدودة ومتفاوتة بين منطقة وأخرى الا انه بالمحصلة توجه صحي .
ان العويل والتباكي والهستريا التي أصابت البعض بسبب تفوق القائمة العراقية على قائمة ائتلاف دولة القانون يدل على مستوى النفعية التي حلّت على الكثيرين من أربابها وأتباعها وزبانيتها من تجار الكلمة والموقف فيما السواد الأعظم من أبناء الشعب يلوكه الأسى والحرمان ويفتك به المرض ويقتات على النفايات , ولو امتلك أي مسؤول في السلطة ذرة من الحياء ومثقال ضمير لغادر موقع المسؤولية واعتكف في داره بدل النهل المفرط من الرواتب والامتيازات لكن بريق المال والنفوذ يغشي الأبصار ويخلب الألباب.
ويتسارع أنصار المالكي هذه الأيام بالتصريح ببعض مواد الدستور الذي طالما انتهكوه باختراقات دنيئة ومتن دعواهم المادة 68 التي تستعرض شروط تولي رئيس الجمهورية ومنها عراقية الأبوين والمادة 77 الخاصة برئيس الوزراء التي تستوجب استيفاءه نفس شروط رئيس الجمهورية وذريعتهم ان والدة أياد علاوي لبنانية الجنسية والغريب ان الكثير من رموز السلطة قبل وبعد إقرار الدستور الراهن يحوزون جنسيات أجنبية , فوجه الغرابة ان تكون جنسية الأم مانعة وجنسية المتصدي للمنصب غير معنية . فقد أشارت المادة 18 / رابعا على ما يلي :
(يجوز تعدد الجنسية للعراقي , وعلى من يتولى منصبا سياديا او امنيا رفيعا , التخلي عن أية جنسية أخرى مكتسبة , وينظم ذلك بقانون).
والمعلوم ان الكثير من أصحاب المناصب السيادية والأمنية الرفيعة يمتلكون جنسيات أجنبية مكتسبة ومنهم احمد الجلبي وإبراهيم الجعفري وأياد السامرائي وطارق الهاشمي وعادل عبد المهدي وموفق الربيعي وعدنان الاسدي , والبعض يشير لكن دون توثيق الى رئيس الجمهورية جلال الطلباني أيضا, إضافة الى 50 نائبا من نواب البرلمان و14 وزيرا , كما هناك أكثر من 15 دبلوماسي بمختلف الدرجات مزدوج الجنسية تم تعيينه في نفس البلد الذي يحمل جنسيته المكتسبة مما يخلق حالة من ازدواجية الولاء .
ولو افترضنا تنحية أياد علاوي عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء رضوخا للدستور وانتقائية تطبيقه فبديله المرحب به من القائمة العراقية شخصية أدبية وقلم فذ هو الأستاذ حسن العلوي , وإطرائي لهذا الرجل يبزغ بعد انتهاء الانتخابات وفي مرحلة الإحصاء والعد لكي لا ينعت بالدعاية الانتخابية التي لم انتهجها مطلقا مثلما فعلت الكثير من الأقلام .
ينتمي العلوي الى أسرة تدور في فلك الأدب والفكر والسياسة فشقيقه هادي العلوي فيلسوف ماركسي تنحني له القامات لعبقريته وزهده وثراءه الفكري وله مؤلفات شتى سدّت شواغر في المكتبة العربية . اما حسن العلوي فلو لم ينتج من إبداع فكري سوى كتابه (الشيعة والدولة القومية) لكفاه فخرا فكيف وهو منبع ثري للكتب القيمة والأبحاث الجليلة . ويعاب على العلوي أحيانا نرجسيته الواضحة لكنها من وجهة نظري محببة وايجابية لان الكبرياء تليق بالفرسان وهو فارس من فرسان الفكر والبيان . ولا استغرب او استهجن ان شنت او ستشن عليه أقلام الدعوة وأشياعها بالتشهير والتسقيط فهم دائما يبحثون عن البوائق وان كانت في غياهب التاريخ يمتشقونها متى شاءوا حينما تتضرر مصالحهم مثلما فعلوا بنشرهم بعض صور العلوي الشخصية مع الدكتاتور صدام في حقبة زمنية لا يتنكر لها الرجل لكنه كفّر عنها بمناكفته الفاشيست البعثي وهو في أوج قوته وسلطانه لأكثر من عقدين معرضا نفسه وأسرته لمخاطر الاغتيال في المهجر , كما جلد الظالمين ومازال بقلم لا ينضب فيما كان الكثير من رموز سلطة اليوم يلتهمون الطيبات من خوان النظام السابق ويظهرون الظلامة منه الآن , وترى أكفهم مغموسة في موائد حكام اليوم فهم أحباب السلاطين في كل زمان ومكان ويتأفعون حسبما تقتضي مصالحهم .
ان العلوي برأيي من قادة الفكر التنويري في العراق المعاصر وقد حرك الكثير من مياهه الراكدة فهو أول من وضع أنامله على الجرح العراقي , وعلل الخلل في منظومته السياسية وأعرافها المتداولة في تهميش الأكثرية الشيعية في العراق , كما أناط اللثام عن ما يميز النظرية القومية كفكر عنصري مستورد تبنته بعض الأحزاب السياسية عن فكرة العروبة كثقافة قيمية وتراث يعتز به الملايين , وتنبأ عن اجتياح صدام الكويت سلفا في كتابه أسوار الطين , وما زال قلمه يصارع الطائفية الجديدة التي راجت بعد سقوط النظام السابق والتي رعت الطائفية والاثنية والفئوية بدلا من وأدها ,فهو بذلك يستحق وبجدارة لقب فولتير العراق .
ان الفكرة الأولية والافتراض الأساس الذي طرحه الفيلسوف الألماني هيغل بدايات القرن التاسع عشر مفاده ( ان العقل هو الذي يحكم العالم ويحكم حركة التاريخ) , كما استعرض في كتابه الشهير (فينو مينولوجيا الروح) فكرة الروح الوثابة او المتوقدة او العقل والفكر البشري الذي ينفح بالأمم المنهكة والمريضة نفح الحياة ويدوّر حلقة الوجود والانبعاث من العدم الذي يعده جوهر الطبيعة , وحينما شهد هذا الفيلسوف دخول نابليون مدينة (يينا) الألمانية أصابه السرور الذي احزن آخرين لأنه كان يؤمن بان نابليون يمثل هذه الروح الدافعة للامام او (روح العالم) حسب وصفه , وقد تحققت نبوءته ونجحت فراسته وقراءته الملامسة للواقع حيث أصابت أوربا حمى التطور وتسعرت الحداثة والمدنية بعد الحقبة النابليونية . ولعلي لا أبالغ بقولي ان تزعم العراق سياسي يحمل فكرا وثابا كالعلوي ان يخطو بالبلاد خطوات واسعة نحو التحضر المنشود مثلما يطمح المصريون في تولي محمد البرادعي رئاسة مصر لينتشلها من براثن الفقر والفساد والجهل والتخلف الذي ترعرع في كنف مبارك وآل مبارك , ولعمري إن ألبرادعي ليس أعلى شأنا ولا انضج فكرا ولا أكثر دراية من العلوي .
ان تولي العلوي رئاسة الوزراء التي هي أحوج إليه منه إليها يحقق مجمل غايات أهمها حياديته تجاه مسألة الدين فهو شيعي معتدل وعلماني متعقل يتماهى مع التراث ونظرته للتاريخ الإسلامي موضوعية ومتصالحة وهذا يقربه من نبض الشارع , إضافة الى الكارزما التي يتمتع بها , والحضور القوي , والخبرة الإدارية السابقة , وأحادية الجنسية العراقية , وغير ملفوظ في الوسط السني او الشيعي , ومقبول بدون أدنى شك من دول الجوار العربي ومن إيران أيضا التي طبعت الكثير من أبحاثه , وميوله القوية نحو الحداثة . لكن لا نفاجأ ان اظهر لنا الدعاة نصا دستوريا يمنع المتزوج من (لبنانية) من تبوء منصبا سياديا لكي يفصّلوه على مقاس العلوي المتزوج من ثلاث نساء إحداهن لبنانية.



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقاء الكثير من الوجوه الكالحة
- هل المالكي مقصر ام لا
- قراءة في الانتخابات العراقية القادمة
- حزب الشهداء ام حزب الاثرياء
- قدح الاسلام ونقد الاسلام السياسي وعنفية المسيحية ...الثلاثية ...
- تخلف التشريع العراقي الراهن / قانون الخدمة والتقاعد العسكري ...
- أرهابي + دلالة + مضمد + كيشواني = برلمان + حكومة
- مقارنة مجازية بين الزعيم عبد الكريم قاسم ونوري المالكي
- تخصيص اراضي محاذية لنهر دجلة للمسؤولين
- استقراء في القضية الكردية 6 / التطرف في المشروع الكردي
- تضخم كمّي وغباء نوعي
- الحظ ولعبة القدر مع المالكي
- استقراء في القضة الكردية 5 / أزمة الاتحاد الوطني الكردستاني
- همسات في غسق
- انطق ايها الحجر
- الانعطاف الاميركي
- استقراء في القضة الكردية 4
- السفيه وذو الغفلة
- استقراء في الفضية الكردية 3
- استقراء في القضية الكردية 2


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسن الناصر - اذا لم يكن علاوي فليكن العلوي