أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - ألاعتراف بإبادة ألأرمن تأشيرة دخول تركيا للإتحاد الأوربي ..















المزيد.....


ألاعتراف بإبادة ألأرمن تأشيرة دخول تركيا للإتحاد الأوربي ..


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 20:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طفا على السطح خبر تصويت الكونغرس الأمريكي ضد عمليات إبادة الأرمن التي حصلت من قبل الدولة العثمانية في حينه وقتل فيها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال , حدث مضى عليه قرن من الزمان ليطفو على السطح فجأة وتتحدث الولايات المتحدة بشأنه ويصوت عليه !! في ظل وجود العديد من الملفات الهامة الأخرى التي تشغل العالم كظاهر ألإرهاب العالمي المتفشي وخاصة من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة , وألازمه الاقتصادية العالمية والكوارث الطبيعية التي تضرب مناطق مختلفة من أصقاع الأرض محدثة أزمات حقيقية بين الفينة والأخرى .
لعل بعد تصويت الكونغرس الأمريكي ضد مجزرة الأرمن وإدانتها أعقبها تصويت الدولة السويدية وبرلمانها ضد المجزرة أيضا , الدولة التركية التي تتمتع بعلاقات قوية تجارية وسياحية مع جميع الدول الأوربية من ضمنها السويد والتي هي جزء من عملية رسم سياسة الاتحاد الأوربي ووضع الخطط والحلول واتخاذ القرارات بشأن المشاكل التي تشهدها الساحة الأوربية والعالمية , وقد نشهد التحاق دول أوربية أخرى تلحق السويد في الشأن نفسه كالنرويج وألمانيا وبلجيكا والدا نمارك .
السؤال هنا لماذا هذا التوقيت في طرح مشكلة ( إبادة الأرمن ) وما تأثير ذلك على المشهد السياسي في المنطقة ؟ في وقت نددت تركيا بذلك من خلال تصريحات السيدين أوردوغان , وعبد الله غول بتصويت الكونغرس الأمريكي والبرلمان السويدي , مما أدى إلى تفاقم الأزمة واستدعاء سفراء تلك الدول لتلوح أزمة سياسية أخرى في ألأفق القريب وهل المنطقة بحاجة إلى أزمة جديدة ؟ أم نحن بصدد تغيير حقيقي جذري نحو آفاق الحضارة والتقدم وبناء الإنسان ؟
يتناقض توقيت مسالة بحث مسألة إبادة الأرمن مع توقيت إعلان مدينة استانبول عاصمة للثقافة الأوربية , وهي سابقة لم تعهدها دول الاتحاد الأوربي طوال تاريخها , في أن تتخذ مدينة عاصمة للثقافة تقع خارج حدود وخارطة الاتحاد الأوربي , فما السر في هاذين التوقيتين وما هو الهدف في كل هذا السجال ؟
من المهم القول هنا أن تركيا دولة أصبح لها دور فعال في رسم سياسات المنطقة واتخاذ القرارات , في وقت كانت كل من إيران والسعودية قاب قوسين أو أدنى من لعب وتبني هذا الدور , ولكن تشنج وتعنت الحكومة الإيرانية بقيادة ولي الفقيه , في مسائل عدة بدأ من الملف النووي الذي بدأت الدول تفكر جديا في عزل إيران بسبب عدم رضوخها لإرادة المجتمع الدولي وقوانين مجلس الأمن , كذلك حال دون لعب إيران لذلك الدور هي أزمة الانتخابات الإيرانية وتداعياتها جعل دور إيران يبدأ بالانحسار , وتأخذ الدولة السعودية هذا الدور( ولو مؤقتا ) في ظل عدم تغافل المجتمع الدولي عن سياسات أمراء السعودية وملفات حقوق الإنسان التي تشهد تدهورا خطيرا تساهم تركيا في تكريس جزء من ذلك الدور , وبذلك فهي تقترف خطأ فادحا .
لعل من المهم القول أن الدولة التركية شهدت تطورا ملحوظا من حيث تحسين مستوى دخل الفرد التركي , والإشادة بتجربتها العلمانية التي برأيي بدأت بالتراجع , لتولي حكومة شبه إسلامية بدأت تتخبط في التعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط واتخاذ القرارات الصائبة بشأنها , بدأ من قضية فلسطين التي كما يبدو باتت تركيا توليها أهمية اكبر , ودخلت في شراكة سياسية وتناغم خطابها السياسي مع دول عربية في الضغط على دولة إسرائيل بغية الرضوخ والتنازل في بعض القضايا من قبيل إيقاف بناء بعض المستوطنات وموضوعة القدس وانتهاكات حقوق الإنسان ( حسب ما يراه الساسة الأتراك من حزب العدالة والتنمية ) , يتراءى لي أن العامل ألتأريخي والموروث القديم والدافع الديني , يدفع الساسة ألأتراك بهذا الاتجاه وليس شيئا آخر غيره , وهذا ما تؤكده المظاهرات التي خرج بها الآلاف في مدن تركية حرقوا فيها العلم الإسرائيلي ورفع الشعارات الحماسية ( نسبة لحماس) وهتفوا بإسقاط إسرائيل , وهذا يؤكد مدى تأثير الخطاب السياسي الديني في نفوس هؤلاء المتظاهرين لتصبح قضية القدس وفلسطين عامة , تجارة مربحة لقادة حماس والذين ملئت جيوبهم ( على حساب غالبية الشعب الفلسطيني الذي يتحمل جزءا كبيرا من تلك المعاناة طالما هتف لهذه الحركات الإسلامية المتطرفة) من قبل قادة الدول الإسلامية الدكتاتورية , وقد دخلت تركيا ذلك المستنقع.
لعل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة تشاركها دول الاتحاد الأوربي , تحاول تطبيق سياسة الشد والجذب واختبار تركيا في ذلك , من خلال ممارسة الضغط على صانعي القرار, في ما يعتبره الساسة الأتراك خطا احمرا لا يمكن المساس به وهو طرح مسألة إبادة الأرمن والاعتراف بذلك , في الوقت نفسه هناك خطوات تم اتخاذها من قبل دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة تصب في مصلحة الدولة التركية تتمثل في الضغط على بعض الجماعات التي تنتمي إلى حزب العمال الكردي , الذي يصنف كمنظمة إرهابية وتجلى ذلك في غلق إحدى القنوات الفضائية التي تؤيد نشاطات الحزب الإرهابية , وقد اتضح ذلك من خلال أعمال العنف الهمجية التي مورست في العاصمة بروكسل من قبل المتظاهرين الكوورد , بعيد مبادرة الحكومة البلجيكية ( مقر البرلمان الأوربي وعاصمته) .
القرار الذي اتخذته دولة بلجيكا لم يأتي من فراغ في ظل وجود وتنامي نشاط المنظمات الإرهابية الكووردية داخل الدول الأوربية وتنامي دورها في دعم عمليات عدم الاستقرار في كل من العراق وتركيا عبر تمويل وتجنيد مسلحين لرفد المقاتلين في كلتا الدولتين , وتم اعتقال عدد منهم في كل من ايطاليا وبعض الدول الأخرى , في وقت رحبت تركيا بقرار غلق القناة والضغوط الأوربية التي تمارس بغية كبح جماح هذه المنظمات الإرهابية .
إذا الموضوع كله هو اختبار حقيقي لتركيا في وقت شهدت الساحة التركية أزمة بين بعض قيادات العسكر والحكومة تمثلت في اعتقال عدد من الضباط الكبار على خلفية مخططات تستهدف الإطاحة بالحكومة الحالية وإرباك الوضع الداخلي التركي .
على ساسة الدولة التركية التنازل عن غرورهم في مسألة عدم الاعتراف بجرائم إبادة الأرمن , ولعل القاصي والداني بات يدرك ما وقع من أحداث في حقبة حكم الدولة العثمانية , وعلى تركيا الابتعاد عن أعطاء دور أكبر لدول عربية وغير عربية لها باع واليد الطويلة في دعم وتغذية ظاهرة التطرف والإرهاب العالميين , ومجال انتهاكات حقوق الإنسان , كالسعودية وسوريا وإيران , ولعل الأيام القليلة القادمة ستشهد مزيدا من الضغوطات من قبل دول أخرى على تركيا وسنشهد آجلا أم عاجلا فتح ملفات ضد الدولة السعودية ( ملف حقوق الإنسان والحريات الدينية وحرية الإعلام والصحافة وحقوق المرأة ) راعية التطرف ومصدرة الإرهاب العالمي في العراق خاصة والعالم أجمع .
إذا من الضروري أن يستغل الساسة الأتراك هذه الفرصة لو أدركوا أهميتها , وبانتظار الرد التركي الأخير بعيدا التشنج والتعصب لحقبة تاريخية ولت شهدت فظائع وجرائم , وانجازات جبارة نقرها في الوقت نفسه , ومن ثم الظفر ونيل تأشيرة الدخول الرسمية إلى دول الاتحاد الأوربي .





بقلم:
محمود غازي سعدا لدين
بلجيـــــــــكا


البريد ألإلكتروني: [email protected]



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حانة ومانة لكي لا تضيع لحيانة ..
- خذ الحكمة من أفواه المجانين.
- تعددت أسباب الموت والتطرف واحد ..
- مسيحيو البصرة تعقيب من قبل الكاتب
- مسيحيو البصرة مثال وطني حي و وفي للإمام الحسين .
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..
- المسلمون ازدواجية وتشتت في الفكر والأداء ..
- البعثيون يجري في عروقهم الدم الفاسد ..
- فريضة الحج هل هي طريق نحو ألإرهاب ؟؟
- علمانية الدولة التركية تراجع إلى الوراء ..
- إسرائيل ودروس إنسانية ..
- ضحايا ألإرهاب يبحثون عن براءتهم !!
- ماذا بعد حجب المواقع ألإباحية ؟؟
- منع ألآذان الشيعي هل هو إيذان بعودة البعث ؟؟
- ألأزمة ألإيرانية إلى أين ؟؟؟
- ألإسلام بين التنظير والتطبيق ..
- إيران بين الديمقراطية والتطرف ..
- تجربة العراق الديمقراطية ومساعي إفشالها ..
- ألاتفاقية ألأمنية و ألاختبار الصعب..
- رحلة أل 1000 مفسد بدأت بوزير..


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود غازي سعدالدين - ألاعتراف بإبادة ألأرمن تأشيرة دخول تركيا للإتحاد الأوربي ..