سلمان ع الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 01:24
المحور:
الادب والفن
أيا صاحبي قد أتيتَ غريباً
تلفُّ عليك الليالي ،
ولم تذرفِ الدمع يوماً لحفنةِ قش ٍ رخيص ٍ ،
بتلكَ الكهوف الحيارى
ومنفاكَ ليلٌ ووحشٌ بغيض ٌُ ،
تمرّد من قمقم ِ البحر ِ قهراً عنيدا
وتلك المآسي على راحتيكَ تئنُ
وتبكي وليداً تناغيهِ
يُنسي الوليدا
صنعتَ الأسى في اغتراب ٍ تطول المسافاتُ في أرضه ِ دون عد ٍّ
وفي فيض قلبكَ حزنٌ عميقٌ يدوّي
ويبحر ليلاً ككلّ الغزاة السكارى
يشقُ وريداً ، ويبني سدودا
أيا صاحبي قد شُويتَ بنار ِ السعير ، فحاذر
وكن أبدَ الدهر ِ حتماً بعيدا
أيا صاحبي يا فقيه المعاني :
إذا ما توقّدتَ ناراً وأنهكتَ ليلكَ بالمعجزاتِ ،
فحاذرْ
فهذا الزمان يصبُّ على القلب زنزانة الخوفِ ،
ويصنعُ من كل هذي الضلوع ِ ،
توابيتَ يأس ٍ
ويزرع في بحر هذي الدماء الجمودا
أيا صاحبي استعذ من الشعر والفكر ، وارحلْ
ولا تقبل اليوم شيطان ليل ٍ مَريدا
ولا تقترب من غوايات جنّ ٍ
يوشوش في الأذْن ِ غيّاً
ويروي القصيدا
فذرني على غيهب التيه ِ أصلى بطوفان غيّي
وزد فوق صدري حديدا
وإنْ ثارتِ النار في الصدر جمراً
فأطفئ لظاها سلاماً وبرداً
وأطفئ وعيدا
وإن صنع القوم من ذهب الأرض عجلاً
وسنّوا العبادةَ حيناً وتاهوا
فطرْ في منافيكَ صوتاً غريباً
يغنّي
وكن في مآسيك خلْقاً جديدا
أيا صاحبي قد أتيتَ غريباً
ويبقى أساكَ على صفحة القلب ِ
سطراً يدوّي :
بأنكَ جمْعٌ يضيء الدياجي
إذا صحتَ صوتاً فريداً
وأطربتَ عزفاً ( وحيدا ) !!
* سلمان عبد الله الحبيب
#سلمان_ع_الحبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟