بديع الآلوسي
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 21:32
المحور:
الادب والفن
منعطف ...............الأهداء الى طالب
عِبرَ سِفر المنفى تغير كثيرا ً،، ناضل بقناعاته الذاتية ،، أحس انه يندحر ،، غامر بأعز ما يملك ،شعر انه ينكسر ،، هدده القدر لكنه كان يبتسم ،، عاش العبث كسلوك للإكتشاف، قاوم ،إستمرت أيامه من عجز الى ضجر . ضحك على كل ذلك وبكى ، تذكر كل تإريخه تساءل : هل من لعنة تطاردني ؟ ..
قالت : تنقصك الجرأة .
ابتسم وأجابها : متاهات الغربة تبعث على القرف وتفقدنا التوازن.
في ذلك المساء حزم حقائبه وقاوم النفي الذي أورثه التشوش ،، مع أول الغسق أنطلق ، بدأ إنبهارا ًجديدا ً، أكثر عاطفة وحنينا ً ،وأقل ذلا ًوإنكسارا ً.
ـ أووه .. يا عاهرات الغربة الشيطانيات ، كم المنعطفات تحتاج الى قرار جريء .
مع فرصة الرجوع شعر بانتصاره على الصخب ، وأحس إنه روح أخرى داخل رحم الوطن .
...................................... تموز / جنوب فرنسا ....2009
هل ...
لست ادري ، هل اساير الموجة أم اقاوم ما هو ضار ، أسابيع ثلاثة وأنا قابع في غرفتي ، اشعر بالضيق والتوتر .
من المؤكد ان أمي تحبني ،لكنها قاسية هي الأخرى معي ،،تنعتني بالفوضوي حينا ً وحينا ً آخر بالمشاكس الشرير.
قالت: يقولون إن رجال الأمن وضعوك في الهدف .
سألتها : وماذا تريده السلطة من شخص انطوائي ؟
ـ يقولون أنك تكرههم .
ـ أمقت من يهدد تفاصيل عزلتي .
ندبت أمي حظها وسألتني : ابن الجيران قد اعتقل ، أتعتقد انه سيعود قريبا ً؟.
رددت عليها ببرود وحذر : لجارنا طريقه ولي طريقي .
لكن أمي أصرت إن تذكرني : انتبه ، ليس لي غيرك ، موتك يعني اني سأرمى في الوحل .....
بين يأس امي ومحاولاتها لإقناعي وبين مقاومتي لوحشتي وإحباطي المؤقت ، دق الباب في تلك الساعة المتأخرة من الليل ، حدقت بوجه أمي الذي احتقن بالرعب .
سألتني بذهول قبل ان يغشى عليها : هل جاءوا ؟ .
.................................... تموز / جنوب فرنسا / 2009
#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟