حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 21:36
المحور:
الادب والفن
هل تفكّر بالانتحار!
*
قطفت غصن مشمش مزهر.
أبيض, وقلب أحمر
كأنه بدون رائحة.
أشجار المشمش على طرفي الطريق_نزلة مستوصف بسنادا
اليوم 11 آذار, مساء ناعم
عدّة نجوم مبعثرة,ترى بالعين حتى لقصارى النظر مثلي
أحلام وأفكار......كثيرة
بزّاقة قرب قدمي_ كدت أدعسها
_تمرّ سيارة وتنتهي دورة حياة بأكملها
_ يمرّ أحدهم,بدافع التسلية أو الضجر...أو, ويسحقها
أتذكّر بوذا
أتذكّر تشيخوف
أتذكّر سوزان
.
.
.
الدودة أجمل من الفراشة
*
تحت النجوم
أصلي
لاله لا أعرفه ولا يعرفني
تحت النجوم أعدّ أصابعي
هذه أمي
الثانية أبي الميّت
الثالثة صديقي
متعبون وحزانى
.
.
أستطيع أن أعدّد أسمائهم واحدا بعد آخر
أستطيع إستعادة ملامحهم في خيالي, العلامات الفارقة
أعجز عن التسامح
*
ما الذي يخجلك أن تطلبيه منيّ_مباشرة وبلا مداورة؟
*
عدت إلى الكأس والسيجارة
صديقاي.............. في الخمسين وأبدأ من الصفر العربي السوري
2
أمام مقهى الحكيم في الشيخ ضاهر أتوقف. أشعل سيجارة
أستعرض أسماء الأطباء.....
أستاذ بكلية الطب_جامعة اللاذقية
أخصائي في الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية والجنسية
دكتوراه في الطب النفسي
أتوقف
أشعل سيجارة ثانية
.
.
آخذ نفسا عميقا
وأتذكّر منظر النجوم
المشهد في إكتماله
*
بلحظة ,تجري مقارنة سريعة في عقلي بين طبيب الأسنان والطبيب النفسي.
لأوقف الألم. لأفعل ما بوسعي. لأطلب المساعدة, المشورة....
ينزّ العرق من تحت أظافري
.
.
أصعد الدرج بتباطؤ
ألهو بتفصيلات تافهة كنت لأهملها, وآمل بمحوها في ظروف مختلفة.
أعيد قراءة الاسم والتخصص, وأتمهّل مع الخطّ والمساحات بين الحروف
ضباب يغشى عيوني, لا ارى ولا أسمع
حالة تشبه تعطيل الحواسّ..........
3
كل صباح
أتناول تفاحة وملعقة عسل وحبة زولوسير
4
كيف تبدأ من الصفر وأنت في الخمسين!
مشكلة في السكن
مشكلة في العمل
مشكلة في العلاقات الاجتماعية_ أقارب وأصدقاءو.......و سط ثقافي
مشكلات من فوق ومشاكل من تحت ومن الجنبين
مشكلة منع السفر
مشكلة.......هل يعقل أن تصير حياة أحدنا_أحدهم بهذا البؤس؟
تنظر في المرآة
أهذا هو الوعد!
في الخمسين
5
في ساحة الشيخ ضاهر, اشعل سيجارة
وأشعر بالارتياح الغامر, لتأجيل المواجهة مع الطبيب النفسي
ثلاثة أسئلة تدور قي رأسي:
_هل أختبرت تجربة العجز, ولأكثر من مرة, يا دكتور؟
_هل تستطيع معالجة حالة ليس لديك خبرة شخصية عنها؟
_ هل تقول لمريضك أومراجعك, عن مشكلة أو حالة( لا أعرف)؟
6
أتنفس ببطء, وأحلم وأنام
كدت أغرق
7
هل الحياة نعمة!
كررت السؤال على نفسي مئات المرات, وأكثر
.
.
هي تجربة.
نظرت إلى حبة الدواء. قسمتها نصفين,حسب رأي الطبيب, تناولت النصف وتركت الثاني للغد.
لا خيار
إما الموت أو الجنون وإما التعاون مع الطبيب النفسي
8
كنت أريد لحياتي أن تكون مليئة بالاثارة والجديد. أن أنتقل كل سنة _بل كل يوم, من نجاح إلى آخر.
9
أخيرا استسلم وأبدأ بتغيير عقلي. لا الكتب افادت ولا الأفكار ولا الشعر ولا الأحلام.
العقاقير_ التغيير الكيميائي للمخّ.
الأفكار النائمة في أعماقي, كيف أكشفها للطبيب النفسي؟
خلال أربعين سنة لم يسألني أحدهم مابك_ سؤال يحمل الاهتمام والرغبة بالاستماع.
حياتي السابقة لوائح غير منتهية من الأوامر والعقوبات. لا تفعل. إحذر. زجر وتهديد. إهانات ومذلّة.
اليوم الخامس بعد تناول الدواء. تغير ملموس في المشاعر. صارت أفكاري اكثر وضوحا. خفت القلق إلى درجة لا أعرفها من قبل. ادرك بوضوح ساطع أنني لا أرغب في الموت ولا أشتهيه, والمشكلة مع الألم وسوء الفهم وليست مع الحياة.
شدة الحاجة إلى المرأة هبطت بدرجة كبيرة. أشعر بالاسترخاء فعليا. كأنني أحب عزلتي.
ربما امضي بقية حياتي وحيدا وبرغبتي.
10
تمطر في الخارج
إنها تمطر
بيتنا من زجاج
· * *
اسم بارد
ملاحظات الأصدقاء على حق,كيف سمحت لنفسي بالانحدار إلى هذا الدرك!
أكتب عبارات وجمل سخيفة,صفحات من الهذر والكلمات المبتذلة, وفي الحالات النادرة التي أعود فيها إلى صحوي, أمحوها..... وأمحو معها آثار جريمتي.
لكن ماذا بوسعي أن أفعل!
كل السبل جربتها. حاولت تعلم مهارات جديدة....حاولت وأسعى بكل جهدي للخروج من هذه المتاهة. كيف!
كنت لأكتفي بالسياحة والفرجة على البشر والمدن والأماكن والعلاقات...وأصير بوذا
كنت لأغرق في الكحول ومع بنات الهوى.....
قدراتي متواضعة,حياتي قليلة وبائسة, وكلما فتحت أمامي نافذة أغلقت في وجهي أبواب.
حاجة قهرية تدفعني إلى الكتابة
*
وجهة نظر/ مقاطع محذوفة
إطلاق الأحكام مهنة الحمقى
_كيف تشرح موعظتك؟
لا أعرف. لم أفكّر في هذا السؤال من قبل. وأنت هل إعتراضك على موقف(أللا أحكام) أم صيغة الفكرة ما تسميه موعظة؟
لم أكمل المحاورة. استغرقتني الأخيلة....
هل يمكن العيش في موقف المتفرّج الحيادي!
أليس الموقع الذي نجح تشيخوف في الوصول إليه,وربما هو سرّ تشيخوف الفردي والفريد.
روايتي تشبه بيت قديم تناوبت على سكناه أجيال عديدة, وكل قادم جديد يضيف ويمحو_ ما يلائم وضعه الشخصي
_لست سوى أحد العابرين(الغرباء)
*
أنا اليوم في منتصف العمر. 35 سنة وثلاثة أشهر و17 يوما
الساعة والدقيقة.....في اللحظة يكون الماضي.
عمر المسيح 33 سنة
أهمّ فرد في التاريخ اكتفى من الحياة ب 33 سنة
وقال مالا يقال
*
ماذا لو وصلت إلى العمر مئة. واحد وصفرين!
_أي رعب_أية نعمة!
كيف لتكون نظرتك إلى الوجود الذاتي والخارجي؟
هو تمرين أو عادة نفسية تحولت إلى إدمان.
البداية كانت لعبة ذهنية.
أرغب بشدّة أن ينقضي ذلك الوقت(المحدود) لأعبر إلى حالة ووضعية جديدتين.
والهدف تخفيف التوتّر أو الوصول إلى متعة.
كم ثانية تستطيع التوقف عن التنفّس؟
_ أول مرة أنتبه إلى أنني لا أستطيع العيش دقيقة واحدة بدون هواء!
(مقاطع محذوفة)
*
أنت لا تستطيع أن تعرف أي وضعية لم تختبرها بنفسك.
*
_التمرين الذهني(العدّ العكسي من المئة إلى الصفر
_سيرورة الحداد الناقص_ تحوّل الحياة إلى سيناريو مكر ومعاد في حلقة مفرغة
_شكل الحكاية وروايتها....
الموضوع الملكي( كفاحي هتلر
الأسلوب الملكي(بيسوا
*
الطريق إلى الماضي
بداية شبابي وجدت الحبّ وضيّعته
_ في نهاية شبابي لا أعرف ما هو الحبّ! أين! كيف!
شروط وأسوار أم هبة وفضاء
.
.
.
أؤمن بالهوية الفردية.
(مقاطع محذوفة)
_هل أنت متسامح مع الحبيبة/ الشريكة؟ كيف ترسم الحدود؟
ثلاثة اسباب للقطيعة النهائية_فقط لا غير
1_ ما يخصّني, ألا أوضع في موقع المستغفل(المخدوع)_ لا أحتمل الخديعة ولا الغدر.
2_ الحبيبة/ الشريكة,أن يكون من تختاره وتشاركه العلاقة العاطفية, يقبلها لنفسه من الجهة المقابلة بدون ولكن.
3:
_لا أستطيع احترام امرأة تقيم علاقة مع رجل لا يرضى لزوجته/شريكته بالمثل.
_لا أستطيع احترام رجل يقيم علاقة مع امرأة لا ترضى لزوجها/شريكها بالمثل.
نهاية العلاقة_من حقّ الطرفين بالتساوي, تكفيني كلمة....ولن أكون في موقف المتطفّل.
(فقرة محذوفة)
نعم. كنت وغدا.
الماضي انتهى ولا يمكن تصحيحه ولا استعادته....كيف تحلّها
تحمّل المسؤولية. تحمّل المسؤولية. تحمّل المسؤولية.
*
أحيانا,السرعة فنّ
_اليوم شربت الثمالة
وأحببتها؟
هذا منتصف آذار 2010
تكتب وتمحو وتكرر
الخوف أعمق من الحب
*
لماذا نعيش التعاسة...كان سؤال فيلم السهرة ,يتحدّث عن قصة مجموعة من الرهبان البوذيين في دير فترة مباراة كأس العالم في فرنسا, أحداث الفيلم مقتبسة عن قصة حقيقية.
الراهب الأكبر يسأل كيف ننتصر على مختلف الأعداء؟
بالانتصار على الكراهية داخل أنفسنا.
الثانية بعد منتصف ليل_ فجر 18 آذار
شعرت أن العبارة أضائتني. هذا ما احتاجه بالضبط. الانتصار على الكراهية وإطفائها.
كيف؟ بالكتابة!
وليكن
الكتابة تحرر الكتابة تفتح الأمل الكتابة وجود مقاوم للعدم
أليست الكتابة حياة ثانية
الكتابة أعمق صيع التواصل الانساني
ونقلا عن سوزان عن ابن سناء الملك"معجزة أن يحب إنسان انسانا"
*
حياة موازية
أقرأ كثيرا هذه الأيام.....تشيخوف صديقي الأقرب,حياته,رسائله,زواجه وموته
تورغينيف وتولستوي. أعيش في روسيا أكثر من اللاذقية
سلسلة غير منتهية من الأنصاف كانت حياتي وتبقى
نصف شاعر نصف عاشق نصف مهندس نصف صديق نصف مريض نصف ملاك نصف شيطان نصف حلم نصف حياة.....نصف حياتين
*
ماذا بعد
غير أكيد من وجودي. مع الكلمات تتلاقي أجزائي المبعثرة والضائعة. كلمات
غيوم تتشكّل ووتتلاشى بنفس اللحظة
في هذه الحالة من انعدام الوزن أنام وأستيقظ
صرت أرى نفسي كما يراني الآخرون,كهل بائس على باب الجنون, ولا أمل.
.
.
الشعر!
كيف أجرؤ على كتابة كلمة بعدما قرأت وأعيد:
ستأتي مملكة....إذن: سيمنحنا إياها ربيع الشعوب
وتدثرنا في سحابة ذهبية
وتحملنا فوق الموت والفناء
وسندهش ونصاب بالذهول,
وسنسأل نحن التعساء اللذين طالما اشتقنا للربيع:
أحقا صارت مملكة الله لنا!
اكتفيت. ارتويت. هدأت. حزنت. طارت أحلامي بعيدا. شبعت
هذا الشاعر هولدرلين.
كيفما تكون الترجمة,ستوصل الجذوة إلى العميق الغامض
وسيرتجف كياني كله مع القراءة وبعدها
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟