أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم














المزيد.....

واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 18:13
المحور: القضية الكردية
    


يبدو أن قتل الأكراد في سورية، وخاصة في احتفالات عيد النوروز، ورأس السنة الكردية، يأخذ منحى أن يكون مسلسلاً يومياً. الكرد في سورية باتوا يشكلون أعشاب مضرة في زرع الوطن، ويجب اقتلاعها، كائنات خطيرة يجب القضاء عليها، وإلا ما الذي يبرر قتل مدنين أكراد؟ لمجرد أنهم يحملون صوراً أو يرفعون أعلاماً.

هل بات رفع راية كردية، أو صورة رمز كردي كان بالأمس أكبر الحلفاء، بات يشكل اليوم تهديداً للوحدة الوطنية ويمس السيادة القومية للبلاد؟ الوطن المليء بصور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والفنزويلي هوغو شافيز، وصور قادة إسلاميين من أمثال حسن نصر الله وخالد مشعل، وغيرهم من حلفاء دمشق في المنطقة، إن الأكراد أيضاً أعداء للظلم والظالمين، وليس فقط هؤلاء الحلفاء.

بدم بارد، وفي مزاج أقله أن يكون فرحاً وتلذذاً، تفتح قوات من الشرطة ومكافحة الشغب، النار على محتفلين أكراد في مدينة الرقة، ويواجهوا مدنيين عزل كانت بين أيدهم آلات موسيقية، وقصائد تمجد النوروز وخلاص الشعوب من آزدهاك الظالم. شبان وشابات يواجهون بصدورهم العارية طلقات الغل والحقد الدفين.

ثلاثة؛ أقل أو أكثر استشهدوا، قرباناً للنوروز، والعشرات جرحوا، برصاص إخوانهم الذين أتوا لينظموا الاحتفالات ويباركون أخوة لهم في التراب، والسماء بقدوم عيدهم القومي ورأس سنتهم الجديدة، عيداً يبدأ فيه الربيع بالازدهار، أهكذا يكرم الضيف عندكم؟ إن كان كذلك، فنعم الكرم كرم ذوي القربى.

بات رخص الدم الكردي في سورية مضرباً للرخصة والاستهتار، في 2004 قتل أكثر من ثلاثين كردياً، وتبعها في ليلة النوروز عام 2008 مقتل ثلاثة شبان كرد، كان ذنبهم الوحيد أنهم يرقصون حول حلقة نار، ويدبكون رقصة كردية فلكلورية، التي من المفترض أن تكون إحدى الأزهار التي تكون المزهرية السورية.

واليوم في نوروز 2010 يتكرر تراجيديا قتل الأكراد، وكأن أسطورة آزدهاك تكرر نفسها، ويجب أن يكون شبان أكراد قرباناً للظلم والاضطهاد القومي، ذنب هؤلاء أنهم ولودوا مختلفين، أكراد هم وليسوا عرب، ولا انتقاص من العروبة، بل حباً وإيماناً بالكردايتي. إلى متى يستلذ حفنة من المسؤولين بقتل الكرد في يومهم الجديد؟ اليوم الذي كان من المفترض أن يشاركونهم في الفرحة والدبكة، لا أن يستقبلونهم بالدم والرصاص.

إن القيادة السياسية، مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما يحصل على أرض الوطن، وعليهم أن يتحققوا من تكرار حوادث قتل أحفاد صلاح الدين الأيوبي وأبناء يوسف العظمة، فإن كان التصرف فردياً من قيادة محلية، على السلطات المختصة التحقيق في ذلك، وتقديمهم للمحاكمة لكي لا يكون سهلاً على أحد قتل أي إنسان في وطننا الذي نتشرف بالانتماء إليه، بالرغم من لفظكم لنا، لكننا متمسكون بانتمائنا لترابه وماءه وسماءه، إما إن كان أمر القتل أكبر، ونأمل أن لا يكون كذلك، ففي ذلك شيء محزن وخطير، علينا جميعاً إعادة القراءة.

إلى متى يستباح الدم الكردي في هذا الوطن؟ الوطن الذي يجب أن يكون حاضناً لكل أبناءه، وحديقة لكل الورود، لا أن يكون مرتعاً لأن يلعب البعض بالنار والدم. إن الذين استشهدوا في يوم النوروز، كان من الممكن لهؤلاء الشبان أن يقدموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن وكرامته، وحرمة ترابه، أو أن يكونوا مشاريع شهادة في معركتنا لاستعادة أراضينا المغتصبة.

الجميع مسؤلون أمام تكرار حوادث قتل المدنيين، وعلى الحكومة أن تفتح تحقيقاً حول مسلسل القتل الكردي في سورية، إن الأكراد في هذا الوطن كانوا وما يزالون وسيظلون كذلك، جزءاً لا يتجزأ منه، وإن كانت هناك ثلة ممن يستبيحون قتلهم، ويقولون اقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم، نأمل أن لا يكون ذلك سياسة وطن بأكمله، حينها سيكون الوطن على شفير هاوية، سيدفع الوطن والشعب كله ضريبة ذلك.

الأكراد جزء من الشعب السوري، بل هو إحدى الشعوب السورية، وقدر لهذا الشعب أن يشارك غيره من الأقليات القومية والطوائف الدينية هذا الوطن، الوطن الذي عليه أن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، الوطن الذي دافعنا عنه وسجل الوطن حافل بشهداءنا في معاركنا مع الأعداء. إن كان هذا الوطن لنا جميعاً، بكرده وعربه وآشوريه، وبقية مكوناته، على الجميع أن يقفوا يداً واحدة في وجه من يحاول تمزيق الوطن وتفريق مكوناته.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آذار ديلان.. أعراس الربيع
- في يومك يا حواء.. أحلام وآلام ورسالة عشق وهيام
- آناهيتا.. رسالة المطر للعشاق
- الكلامُ في سُكرِ السرابِ
- ميلاد مجيد يا أنور البني
- في شأن محاكمة رجال القانون وحماة العدالة
- تركيا والمواجهة الكردية المفتوحة
- هل تتجه تركيا لحل القضية الكردية؟
- في شأن الحب والموسيقى وأحلام كثيرة
- عندما تبث سانا أخبارها بالتركية
- كم الأفواه.. تراجيديا يومية في سورية
- هل يطلق سراح رياض سيف لأسباب إنسانية؟
- عندما تودع أغنية.. إلى آرام تيكران
- الحب في زمن الأنفلونزا
- الرحيل إلى ضفة الألم ... إلى فارس مراد
- عندما تَعشق سلمى.. تُقتل
- النوفرة
- الثورة على الثورة
- الكرد في سوريا أزمة حاضر وغياب مستقبل
- مشروع قانون الأحوال الشخصية السورية..استمرار الانتهاكات في ظ ...


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم