أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين













المزيد.....

لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو لم ينتصر الهاشميون على بني أمية لكانت مؤسسات المجتمع المدنية اليوم في كل شارع من شوارعنا وكذلك المنتزهات والملاعب والأحزاب السياسية , ولكن حلت أشياء كثيرة محل الأشياء التي نحبها وكل ذلك بسبب التنافس فهذا الدين الإسلامي الحنيف ظهر على أثر صراع كبير بين بني هاشم وهم أهل الرسول صلوات الله عليه وسلم , وبين بني أُمية , وكان بني أمية يستأثرون لأنفسهم بكل شيء حتى أصبحوا هم الحكام الطبيعيون والإداريون لمكة وما حولها , وفي مثل تلك الظروف تبدأ المنافسات الشديدة بين المتنافسين وتشير كل الدراسات والقراءات التاريخية من أن (بني ) هاشم وهم أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا على خلاف ما نسمعه ونقرأه في الكتب المدرسية , فلم يكن الهاشميون أيام الرسول أكثر الأفخاذ شرفاً في قريش , وكانوا شرفاء وهذا الكلام لا يعني أنهم ليسوا من أشراف مكة , بل على العكس كانوا شرفاء ولكن كانوا بني أمية أكثر منهم جاهاً وسلطاناً وعظمة وقيمة بين القبائل بدليل أن بني أمية استطاعوا تهجير بني هاشم من مكة باتجاه (أثيوبيا- الحبشة) أولاً ومن ثم استطاعوا محاصرة بني هاشم في شِعب أبي طالب فلا يبايعونهم ولا يشترون منهم ولا ينكحون من نسائهم ولا ينكحونهم أي لا يزاوجوهم ولا يتزوجون منهم ولو كان بنو هاشم أقوياء وأعزاء في قريش لَما استطاع بنو أمية حصارهم في شِعب أبي طالب , ولم يستطع بمقابل ذلك بني هاشم على توجيه ضربات مماثلة لبني أمية بل على العكس كان يستميل الإسلام رضاهم حتى حينما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة قال قولته الشهيرة(من أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن) وذلك من أجل رأب الصدع بين الهاشميين وبين بني أُمية , وحين مات الرسول وتولى خلافة المسلمين الخلفاء الثلاثة جاء معاوية واستطاع بقوته وقوة أقرباءه انتزاعها من علي بن أبي طالب وعدم السماح له بتولي الخلافة وانشقت الدولة الإسلامية إلى خلافتين أموية وعباسية أو سُنيّةً وشيعيّةً وما زالت تلك الانقسامات إلى اليوم ظاهرة بغض النظر عن كل تلك التفاصيل .

وحين لم يكن لبني هاشم مكانة كمكانة بني أمية , فكروا في أن تكون لهم تلك المكانة فتسابقوا على الشرف كما تتسابق العشائر اليوم على المجالس النيابية والمخترة وما شابه ذلك والعمودية والمشيخة لذلك أصبح لبني هاشم ردة فعل من ردات فعل (التحدي والاستجابة) أو (إثارة البلدان الباردة) فأصبح بنو هاشم يعدون أنفسهم للتسابق على أي الأفخاذ من قريش أشرف من الأخرى أو أكثر جاهة.

وآية الهاكم التكاثر واضحة , لقد تنافسوا في كل شيء حتى أنهم ذهبوا إلى المقابر لعد الموتى (الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون , كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ..).

حتى قيل أن بني هاشم فيهم شبق جنسي فرد بني هاشم وقالوا لبني أُمية : هو موجودٌ عندنا في الرجال وموجودٌ عندكم في النساء, وهذا الرد من باب السخرية والتهكم .

وكان التنافس شيء طبيعي بين بني هاشم وبين بني أمية ومن الأمور المذكورة في التاريخ قول قريش لبني هاشم: تنافسنا معكم في كل شيء وتنافستم معنا أطعمنا فأطعمتم وكسونا فكسوتم حتى قلتم منّا نبي آخر الزمان ماهذا؟.

لقد كان مبدأ التنافس على أشده بين بني هاشم وبين بني أمية حتى في النهاية قالوا منا رسول آخر الزمان , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعاظم قيمة التنافس وطرح الأفكار , ولو أن مثلاً انتصر بنو أمية على بني هاشم لَما عرفنا الإسلام نهائياً لن أضيف كثيراً على حياة أبي جهل وهو أبو الحكم قبل الإسلام وأبو جهل بعد الإسلام ويلفت انتباهي هذا الاسم كلما تذكرت شيخاً عملتُ معه سنة 1997م مسجداً من الحجر النظيف وهو اختصاصي في إحدى قرانا وكان كلما ناقشته في شيء يقول لي (أنت أبا جهل..انت جاهل) فكنت أقول فعلاً كل مخالف للنظام الإسلامي يدعى أبا جهل أو يُكنى بأبي جهل , ولكن نحن المتنورون لا نقول عن المسلم الذي يخالفنا من انه أبا جهل أو أبا لهب , نحن نقول : هو حر في رأيه وسندافع ليس عنه وإنما عن قضية حُرية الرأي ونحن أحرار بآرائنا ولا نصفه بمواصفات ليست منطقية أو تدعو للسخرية .

ولفت انتباهي فكرة عظيمة ورائعة وتخيلات فانتازية أهمها (ما هو شكل مدينة جده أو مكة لو انتصر حزب أبو جهل على الحزب الإسلامي أيام بداية الدعوة الإسلامية؟), من المؤكد أن الفنون ستنتشر وخصوصاً فنون النحت وسينتشر المثّالون في مكة وسيقام هذا العام حفل ومسابقة لأعظم فنان وسيبتز الفنانون والنحاتون الفن الايطالي الواقعي والكاثوليكي وسيرسم الرسامون أروع اللوحات الفنية لسارة وهاجر وهما في الكعبة يتطوفا فيها , وسينحت من جديد تمثال (أساف ونائلة) وسيعتبران رمزاً للحب وللصفاء وللرومانسية , وستصدر في السعودية جائزة سنوية باسم جائزة أساف ونائلة على غرار الأوسكار .

دعوني أجلس اليوم على شواطئ جده أيضاً وأتخيل مدينة جده التي تبعد أكثر من 80 كيلو متراً عن (مكة) ماذا سيكون شكلها لو أن الإسلام لم ينتشر في السعودية؟ولو أن بني أمية انتصروا في نهاية المطاف , ستكون جده عبارة عن باريس العرب , وستبنى فنادق الحرية في كل مكان وستزرع الصبايا أرجلها في الرمال ليلاً وسيقدنا سياراتهن بلا خوف ولا فزع ولا ممنوعات, وسينتشر الحب على الشواطئ كما تنتشر هيئات المحلفين والناهين عن المنكر وسيسمى الحب بأسماء جميلة جداً ولن يقال عن البنت العاشقة أنها زانية أو فاجرة بل رومانسية حالمة بأعز الرومانسيين على قلبها.

ومن المؤكد أن البنات يجلسن على الشواطئ والشبابُ من حولهن وكل رجلٍ ممسك بيد حبيبته ولا يوجد تعدد في الأزواج وإذا كان موجوداً فسيكون موجوداً بالتساوي ما بين الرجل والمرأة , ولو أن الإسلام لم ينتشر في مكة ولو أن حزب أبي جهل وأمية بن خلف انتصروا وعتبة بن أبي ربيعة ؟ فعلاً لو انتصر أولئك الأشخاص على الدعوة الإسلامية لكانت بلاد الحجاز كلها اليوم تتمتع بأعظم التقنيات الاجتماعية والمساواة وحقوق الإنسان ولكف بعض الدعاة عن قطع لأيدي الناس وأرزاقهم , ولكانت منطقتنا وهي بلاد الشام في أفضل تطور تكنولوجي واجتماعي , إن قطع يد السارق تشبه إلى حد قريب قطع يد المبدع أو قطع يد الكاتب أو قطع يد الشاعر والفنان والرسام الحر والكاتب الحر والنزيه , وقطع الرأس هو قطع الرزق أيضاً فهؤلاء كله عندهم في القطع وديننا الإسلامي الحنيف يجب أن نسميه (دين القطع) قطع يد السارق وقطع يد الكاتب ورزقه وطرده من عمله ومن وظيفته , بالرغم من أن هنالك كثيرٌ من العقوبات المنصوص عليها في الكتب والشرائع والقوانين الأخرى لا تستدعي القطع , فالذي يسرق هنالك عقوبة ما.. تردعه عن فعلته, وفي كمل الحالات لا يجوز فيها القطع .

وهنالك شيء آخر وهو أن مصر القبطية ستبقى قبطية وليست عربية , ولما حمل جمال عبد الناصر لواء العروبة وهو لا يدري عن العروبة شيئاً , ولبقيت فلسطين سريانية أو آرامية كما كانت دائماً , ولما وقع خلاف بين الناس على المسجد الأقصى اليوم , أنا لستُ عدواً لأحد ولكن هي تخيلات وأرجو أن أكون مخطئاً.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار
- المجتمع المدني الاسلامي
- بيته مقابل مسجد الأبرار
- الجيوش العربية1
- توقفوا عن بناء المساجد
- أنا غيور على الاسلام
- الطفل الذي ابتلع عشرة قروش
- الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه
- الاسلام ضد كل شيء
- امرأة وأربعة رجال
- الختيار والختياره
- النجاح في التعليم والفشل في التربية
- هذه كنيسة أم مركز مساواة أم صالون تجميل سيدات
- الاسلاميون يراقبون الإنترنت والشارع العام والفضائيات
- الاسلام دين العاطلين عن العمل
- الدين الإسلامي دين العاطلين عن العمل
- ليش يا ألله ما خلقتنيش مسيحي!
- سأثبت لكم شراسة المسلمين1


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين