أمير بولص ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 19:47
المحور:
الادب والفن
ألقي بهواجسك ِ بعيدا ً
لِتنتحر َ على شواطئ ليلنا الصامت
أغمضي عينيك على مدى اشتياقي لك ٍ
وأحكي لي عن آدم وحواء وما كان بينهما
وكيف تشابكت انفاسهما
لتولد الارض
من الألف للياء
حدثيني عن المطر ِ في وطني
وعن رائحته ِ التي تعبث ُ بوجهي
وتحول ُ ملامحه ِ إلى لوحة سريالية
كثيفة الألوان ِ
حدثيني عن الشمس
التي تنفذ ُ عبر قطرات المطر
المعلقة بين السماء والأرض
مشكلَة ً قوس َ قزح ٍ
تَصنع ُ من ألوانه ِ أرجوحة ً لك ِ
حدثيني عن الحزن عندما يطفئ
ضياء الوجوه البريئة
فيحولها لقطع ٍ من السواد الممزق
حدثيني عن أجنة ٍ
يُكتَب ُ تأريخهم
قبل َ أن تطأ صرخاتهم الدنيا
حدثيني عن مدن ٍ
تترجى الجنون كي لا تغوص في الدم
وتستقبل الموت بلا أذونات دخول إليها
حدثيني ولا تسأليني عن مواليدي
فأنا مولود السرطان
بلا تأريخ يوم ٍ ولا عام
أجتَر ُ من ماضيَّ
ذكرياتٌ مع رجل أسمه ُ وطن
له نفس تأريخي
ولكنه ليس من برج السرطان
أشربي ما شئت من نبيذ الهوى
فأنا وأنت ِ في تأريخنا سيان
لننسى ما سمعناه ُ من حكايات الرحيل
نحو أفق اللاعودة
كفى .. فلن أعترف ُ بما هو أكثر
فأنا مللت الاعتراف
مذ كنت ُ طفلا ً
وأنا أعترف لأبي الراقد تحت رخامة ِ السماء
إني ما زلت أتعلم الحياة
رغم تستري بورقة خريفي المضطرب
هنا وعلى حافة الإعتراف الأخير لك ِ
أقف ُ أتأملك ِ ..أعترف ُ راكعا ً ..
أنت ِ من سيسجدُ لها برجي
متحولا ً من السرطان إلى برج أنثى
حلمت ُ بها ذات ليلة
تخيلت ُ نفسي فيها شهريارا ً
حدثيني وبدون خَجل
عن جسدك المشتاق ُ
لعبثَ قبلاتي القديمة عليه ِ
حدثيني عن كل شيء
وكوني شهرزادي كل َّ ليلة ٍ
وأوعدك بأن أكون شهريارا ً جديدا ً
و رجلا ً يعتق الأحاديث
في جرار الذاكرة
يَثمل ُ من الحكايات
تاركا ً كأسه ُ من تلك الحكايات
على قارعة النسيان
واعدا ً إياك
بأن لا أهوى غيرك ِ امرأة أخرى
ولا أعشق ٌ وطنا ً
غير وطن المطر والشمس
#أمير_بولص_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟