أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 7) _ فليدفعوا صاغرون .














المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 7) _ فليدفعوا صاغرون .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماهى الإشكالية التى تواجه الفكر الدينى .؟
إشكالية الفكر الدينى أنه لا يريد الإعتراف بتاريخية النص ..اى أن النص جاء ملائما ً ومنسجما ً مع عصره ..جاء تعبير عن فكر إنسان قديم محمل بأفكاره ورؤيته ووعيه ومصالحه الذاتية , ومعبراً فى الوقت ذاته عن درجة تطوره المعرفى والإنسانى .
أصحاب التراث الدينى يصرون ويلحون بأن النص قادر على التفاعل مع الواقع .. بل هو صالح للحضور فى كل زمان ومكان .!!

دعونا نتأمل هذه الأية من سورة التوبة لنبين كيف أن النص هو تاريخى بشرى ومن الصعوبة بمكان إسقاطه على الواقع

.{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} سورة التوبة: 29

نبدأ بالسؤال المبدئى : هل هذه الأية قابلة للتحقيق ومطالبة بالتطبيق بإعتبارها نصا ً إلهيا ً لا ينطق عن الهوى ..أم أنها مقصورة على زمانها ؟
إذا كانت خاصة بأصحاب زمانها ومكانها , فهنا لا يكون لهذا المقال أى معنى .!!

أما إذا كانت هذه الأية مطالب بتفعيلها وإعتبارها نموذج للإحتزاء مع أهل الذمة كما تنادى الجماعات الإسلامية وكل المنادين بتطبيق شرع الله ..فهنا لنا أسئلة ووقفات .

هل يمكن إعتماد قصة قتال اليهود والنصارى على خلفية الإيمان .؟
فهل لو إمتلك المسلمون فرضا ً القوة والعتاد فعليهم أن يجتاحوا البلاد أخرى ؟!!..وهل سيمارسون القتال حتى الإيمان بالإسلام أو دفع الجزية .؟!!
هل سيسمح العالم الحر أن تتم حروب وغزوات على هكذا أرضية ؟!
أستطيع القول بل الجزم بأن المسلمين أنفسهم بما تشبعوا من قيم حضارية وإنسانية سيرفضون الحرب على هذه الأرضية .

بعض العقلاء أو الذين يحاولون خروج النص من أزمته أن يلتفوا حول النص من بعيد بالإدعاء بأن العصر الحديث لا يستدعى مثل هكذا قتال بحكم أن وسائل الإتصال الحديثة من ستالايت وإنترنت كفيلة بأن تصل بالدعوة الإسلامية إلى أرجاء المعمورة .
ولكن هنا سيثار السؤال ..هل الله لم يكن يعلم بقصة الستالايت والإنترنت ؟ !!
هل كلام الله فى الأية السابقة صالحاً لكل زمان ومكان .؟! ..أم هوصالح فقط لعصور الجمال والسيوف .
أم أن الأمور الأكثر منطقية أنها لا تعدو سوى نصوص تاريخية تمت صياغتها وفقا ً لرؤية أصحابها لتمرير سياسة وأجندة خاصة .

* تعالوا نهتم بمساحة العلاقات الإنسانية التى يراد تكريسها .
نسأل ..
لماذا يتم إرهاق اليهودى والمسيحى بالجزية ليدفعها فتجعله يحتفظ بإيمانه ؟
ألا يعتبر هذا إكراه ومحاولة للمساومة والمقايضة ؟
وماذا لو لم يستطع اليهودى أو المسيحى الفقير تسديد الجزية ؟ ..هل سيكون بين خيار القتل أو الحبس أو الإيمان ؟
ألا تعتبر فرض الجزية إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان على أساس عنصرى ؟

يحاول المتأسلمون أن يجدوا مبررا ً لهذه الفجاجة بإدعائهم أن الجزية هى ضريبة الدفاع عن الأمة والتى سيتم إعفاء اليهودى والنصرانى منها .
ولكن هذا القول يطرح أسئلة وملاحظة .
لماذا يعفى اليهودى والنصرانى من الجندية ..أليسوا مواطنين فى بلادهم ..ألا يعتبر خدمة الوطن هو حق وشرف لهم قبل أن يكون واجبا ً عليهم .
أليس هذا الوطن وطنهم له الحق عليهم فى حمايته وسلامته ..أم أنهم تحولوا لكائنات من الدرجة الثانية أو خونة .

أما الملاحظة فنتحسس مفهوم يتم تصديره يحمل فى طياته مفاهيم قديمة شديدة التخلف والبداوة .
فالدفاع عن الوطن ليس حق وشرف كما يتغلغل فى مفهومنا الحالى وليس واجب يقدمه المواطن لبلده بفخر وبلا مقابل كما نرى فى جنودنا ..بل هى أعمال مرتزقة وإرتزاقية ..فمن لا يحارب ويقوم بخدمة الوطن عليه الدفع ..ومن يحارب سينال الكثير ..لتطل علينا مشاهد الغنائم والسبى من جديد .

ألا تعتبر الجزية والإعفاء من خدمة الوطن شكل من أشكال التمييز والعنصرية .

*** أأتى إلى النقطة التى طالما أصابتنى بالغيظ ..فأحس بالبشاعة عندما يتم ربط الجزية بكلمة " صاغرون "

فهل لا يتم دفع الجزية إلا فى الوضع صاغرا ً؟!! ..أى فى الوضع ذليلا ً محصورا ً ...شئ بشع بالفعل .!!
ماذا لو تم دفع الجزية مثلا ً فى وضعية غير ذليلة أو صاغرة ..ماذا لو تم دفعها من خلال كروت الإئتمان .؟!
ماذا لو تم دفعها بصورة غير ذليلة ومهينة..هل سيكون هنا إنتقاص وإهمال لتوجيهات الله .؟!!!
هل لو تم التغاضى عن دفع الجزية فى وضعية غير صاغرة ولا ذليلة يكون هناك تهمييش وإهمال لكلام الله الذى لا ينطق عن هوى .!!مما يستتبع مؤاخذة المسلم عليه فى يوم الحشر ؟ !!

نحن هنا أمام نظرة شديدة البداوة مشبعة بالفظاظة والفجاجة والسادية ..نحن أمام تفكير بدوى شديد القسوة ..لا يكتفى بممارسة البلطجة على الأخرين وإبتزازهم تحت حد السيف , ولكن هو يريد أن يستمتع بإذلالهم وتحقيرهم .
لم يتوانى هذا البدوى المشبع بالقسوة أن يجعل إلهه ساديا ً حريصا ً ومطالبا ً ببمارسة الإذلال على دافعى الجزية ...هنا هو يخلق إلهه كما يريده ..وياليته خلقه جميلا ً عازفا ً للموسيقى حسب أمنيات صديق لى ..بل جعله بشعا ً يعزف الكراهية والعنصرية والسادية .

هنا الإشكالية أن تقحم الماضى فى الحاضر ..أن تحشر قيم ورؤى قديمة فى واقع تجاوزها .
أن تحول التاريخ إلى مقدس له حضور ووطأة .

لا يا سادتى ..لن نسمح لكم أن تحكموننا بهكذا شرائع ..ولن نتفاوض فى هذه القضية ..ولن نقبل أن تصدروا شرائعكم البدوية إلينا .
لن نسمح أن تمارسوا هذا التمايز البغيض وتفرضوا إما القتل أو الجزية .
لن نسمح أن يداعب خيالكم البدوى الإستمتاع بساديتكم ومشاهدة دافعى الجزية وهم فى الوضع صاغرين .
لن نسمح لكم أن تخرجوا التاريخ من سباته وتسقطوه علينا لنغرق فى بحور العنصرية والكراهية والسادية .

هى نصوص تاريخية يا سادة لا يجب أن تخرج من تاريخها .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضيقوا عليهم الطرق .
- فلنناضل أن يظل حسن ومرقص فى المشهد دائماً .
- نحن نخلق ألهتنا (5) _ الله مالكا ً وسيدا ً .
- ثقافة الطاعة والإذعان .
- خواطر فى الوجود والإنسان والله _ ما الجدوى ؟!
- نحن نخلق ألهتنا (4) _ الله باعثا ً
- خواطر فى الوجود والإنسان والله _ الأرض حبة رمال تافهة .
- نحن نخلق ألهتنا (3) _ الله عادلا ً .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (6 ) _ أشلاء إنسان .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (5) _ إغتصاب الطفولة .
- نحن نخلق ألهتنا (2) _ الله رحيماً ومنتقماً .
- إنهم يروضون الإنسان كيف يكون منبطحاً .
- نحن نخلق ألهتنا (1) _ الله المقاتل .
- الأخلاق لا تأتى من السماء ..إنها تخرج من الأرض .
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ؟
- إله راصد ..أم إله نزيه ..أم فكرة مبدعة .
- - رشيد - وموقفه من الإعراب الإلهى .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (4) _ تكريس العنصرية والكراهية .
- الصراع العربى الإسرائيلى وإشكاليات الخطابات الإلهية .
- حاجات غريبة .!!


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 7) _ فليدفعوا صاغرون .