أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟














المزيد.....

هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 02:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



تتعالى الأصوات في أوساط بعض الفلسطينيين بالدعوة لانتفاضة ثالثة ونزول الشعب الفلسطيني إلى الشارع للاحتجاج على المخططات دولة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية في القدس المحتلة وعموم فلسطين، والواضح أن المزاج الايدولوجي المعارض لنهج التسوية ينادي وبعشوائية واضحة باندلاع الانتفاضة الثالثة، والغريب أنهم يعرفون تمام المعرفة أن الحالة الفلسطينية السياسية والأمنية في الضفة الغربية لا تتلاقى مع طرحهم وكأنهم غريبون عن سياسة الممنوع والمسموح التي تلقي بظلالها على الشعب الفلسطيني.
ولو حاولنا المقارنة بين الأسباب التي أدت لاندلاع الانتفاضة الأولى والتفاعلات المرحلة الراهنة لوجدنا أن الظروف ناضجة للانتفاضة الثالثة، ولكن حركة الشعب لا تقاس بالظرف الموضوعي حيث للعامل الذاتي أهمية قصوى، وقد يكون العامل الذاتي هو المحرك الأساس للانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي مع الجزم بأهمية فصل الذاتي عن الموضوعي، غير أن الظروف الموضوعية لم تكن يوماً غير ناضجة لمقاومة الاحتلال لان مجرد وجود الاحتلال يعطي مبرراً لديمومة المقاومة الشعبية.
للانتفاضة أدبيات لا يمكن تجاوزها، وقد برزن هذه الأدبيات في المقارنة بين الانتفاضة الأولى والثانية، حيث استقطبت الانتفاضة الأولى كلفة شرائح الشعب الفلسطيني وفرضت نفسها حتى على بقايا روابط القرى والعملاء الذي أعلنوا التوبة في المساجد حتى ولو مجبرين، والانتفاضة الأولى كانت انتفاضة الشعب كل الشعب حيث شاركت كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الانتفاضة كل حسب إمكانياته، وهذا يؤكد نضوج العامل الذاتي الداعم للنخبة الفلسطينية التي قادت الانتفاضة ميدانياً وبرامجياً.
لا أريد أن أخوض في تفاصيل انتفاضة الأقصى لأنها ما زالت ماثلة في أذهاننا كفلسطينيين ولا زالت أثارها قائمة وقيد العلاج، إلا أن الظروف الراهنة التي نعيشها مختلفة تماما، وخاصة أن الشعب الفلسطيني يعيش الانقسام الداخلي الذي يعتبر عائق رئيس أمام التحرك الشعبي ناهيك عن غياب السلطة الشعبية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي ذابت في السلطة الفلسطينية التي تحكم قبضتها على الأوضاع الداخلية.
كل فلسطيني يعيش في الضفة الغربية يدرك أن التحرك الشعبي باتجاه مناطق التماس مع جيش الاحتلال ممنوع، وبالعادة يتدخل رجال الأمن الفلسطيني للحيلولة دون وصول الفلسطينيين إلى مناطق الاحتكاك، وبالعادة يتطور هذا التدخل إلى عملية اعتداء على المتظاهرين ما يؤدي إلى تحيد جيش الاحتلال وتحول الصراع إلى فلسطيني داخلي، وهذا يعطي إشارات مؤكدة يعدم السماح للفلسطينيين القاطنين في أراضي السلطة بالتحرك وبالتالي فان التحرك الشعبي مقتصر على القدس والمناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية ما يفقد الانتفاضة مرتكز رئيسي .
وبما أن الضفة الغربية محيده عن الانخراط في الانتفاضة التي ينادي بها بعض السياسيين الفلسطينيين نصرة للقدس فلا يصح الحديث عن انتفاضة شعبية، والأدق الحديث عن انتفاضة في مناطقC ما يفقد الانتفاضة صفتها الشعبية لعدم مشاركة شرائح المجتمع الفلسطيني المختلفة في فعالياتها إضافة إلى فقدان عامل الديمومة لاعتقاد الشعب وهذا حق انها انتفاضة تكتيكية لتحسين شروط التفاوض مع الإسرائيليين.
هذا يعني أن العامل الذي غير ناضج وشعبنا الفلسطيني بحاجة لوقت للتعامل مع المعيقات التي تحول دون إضفاء الطابع الشعبي الشمولي على الانتفاضة، ما يعني أن عوامل اندلاع الانتفاضة غير مكتملة وان الدعوات التي تنادي بانتفاضة غير ناضجة ولا تقرأ تفاعلات الواقع والتحليلات الصادرة عن الصحافة الإسرائيلية المعنية باستباق الانتفاضة القادمة بعملية تفريغ شعبي سرعان ما ينتهي وهذا يمهد لعملية الانقضاض على الشعب الفلسطيني ويحول دون الفعل القادم الذي يربك الإسرائيليين.
الخطير أن ينقسم الشعب إلى نصفين، نصفُ ينتفض على الاحتلال والنصف الأخر يأخذ موقف المتفرج، والأخطر من هذا وذاك حالة الانقسام التي تشكل مسماراً رئيسياً في نعش التحرك الحالي والقادم ودولة الاحتلال تدرك هذه الحقيقة وتسعى إلى استباق الأحداث وارتكاب المذبحة التي ستكون مقدمة للانقضاض على المستوى السياسي المكشوف الظهر ما يدفعنا للقول أن وراء الأكمة ما وراءها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟