نوروز...بين بطولة كاوا الحداد...وعودة الأله (تموز)من عالمه السُفلي0

عارف الماضي

الحوار المتمدن-العدد: 2950 - 2010 / 3 / 20 - 23:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ها.. قد نشر فجر الربيع..ثوبا طواه ليل الشتاء فاكتست..به شاهقات الجوز, والبندق..وتلك في طريق الوادي..الذي مالبث ..الاان يرتدي.. ثياب الربيع الزاهيه..فان اشجار التفاح والكروم.. هي الاخرى.. تستيقض لمعاشرة العشاق0لقد ذابت الثلوج.. ودبت الحياة من جديد.. لتلحق ببراعم الرمان المُبكره.. في حبها للحياة 0
ولكننا لانعرف بالضبط.. من ساهم في اذابة تلك. الثلوج..فهل اذابتها... نياران (كاوا الحداد)
والذي أُحتفل بها.. وتم أطلاقها ..لتتلضئ بها.. تلك الجبال.. قبل الميلاد ب612 عام عندما انقض البطل(كاوا) وهو يجهز على الدكتاتور الظالم(أزهداك) والذي ملئ الارض فساداً وسواداً ..ليعلن من اعالي الجبال عيد للخلاص من الظلم والاستبداد.. ويطلق عليه (نوروز) وتعني باللغه الكرديه..اليوم الجديد ... وهذه الروايه الكرديه..تُبرر الاحتفال.. بهذا
اليوم السعيد لعدد من الشعوب الاّريه..ومنها الفرس ..والاكراد..والطاجيك.. وغيرهم0
ولن يغفلوا.. العرب هذا اليوم وخاصه من قَطن منهم في وسط العراق وجنوبه.. فقد تَعود روايتهم .. الى اساطير سومريه .. وبابليه.. عندما أغترت(اناننا) الهة الجمال السومريه. بنفسها وهي المُقابله الى ( الهة الشهوه والحب) عشتار البابليه
وطلبت الذهاب الى العالم السُفلي.. والذي تحكمها اختها(اوتونيحال) للتغلب على الموت حيث تغلبت عليها .. اختها وفقدت الاولى كل اسلحتها.. فانعدمت الشهوه لدى الانسان والحيوان ووقف التناسل(حسب الاسطوره البابليه.. ) او فقدان الشباب والجمال وحسب( الاسطوره السومريه).. فابتهل الناس في مدينة الوركاء بالذات.. الى الاله(انكي) السومري متوسلين منه اعادتها لعالمهم العلوي !..
ولكن عشتار ..حسب السرد البابلي0.. مخطوبه لتموز(الهة الخضره).. بعدها قبل انكي دعوات الناس.. وقرروا ان تُعاد عشتار...(او اناننا) من العالم السفلي.. ولكن ببديل!! فاختارت (تموز ) ليموت بديلا لها.. وعند موته ماتت ( الخضره) على وجه الارض.. فاستاء الناس مره اخرى وطلبوا من..(انكي) ان يستبدل تموز... بامه او اخته... فتحقق لهم ذلك
وعند عودة تموز.. عادت الخضره والحياة من جديد.. فاحتفل الناس احتفالا كبيرا .. لعودة الحياة..وقد اخذ الناس...تلك الاساطير والروايات.. عبر تلك العصور.
وقد ساد اسم(الدخول) لدى العرب في جنوب العراق ووسطه..وهم يحضّرون (صينيه )الدخول والتي يجب ان تملك سبعة مواد حيه من خضره وغيرها... تبدأ بحرف(السين)
كالسبانغ. والسمسم والسلق. والسمك وغيرها0 وتلك مُستقات..من أرث عادات فارسيه(او مايعرف)ب(هفت سين) أي سبعة اشياء, وقبل ان اشرع بكتابة هذا المقال.. فقد اكدت(ام علي) وهي تحاول بعد الغروب..بالبحث عن سمكه.. عندما قابلها (سلام)بائع اللحوم في مدينتي العتيقه..قائلا لها
(ياخاله) ليس عندنا الا سمك بحري مُجمد: فاجابته دون تردد لايهم ذلك اريد(سمكه)
لكي نحتفظ به في دارنا لغاية صباح الغد.. حيث الدخول..ولكي يتدفق الرزق علينا , وعليكم0
وفي كل التفسيرات..ومن حاولوا..ان يضعوا.. تاريخ او بداية لذلك اليوم الاكثر اعتدالا
في ايام السنه.. وشروع فصل الربيع.. الدافئ..فان
للفرس رواياتهم.. الخاصه..والتي يكون 21اذار عيد رأس سنتهم الفارسيه.. والذي يعود
الى عمق التاريخ..فهو يعتبر.. يوما معبرا عن هويتهم الفارسيه محتفلين باعياد نوروز..اكثر من احتفالهم باعيادهم الدينيه الاسلاميه,كعيد الفطر, والاضحى والذي يحتفلون
بهما ليوم واحد فقط..وهذا صراع مرير بين التصاق الهويه القوميه.. والتجديد في اكتساب هويات..دينيه0
ومهما يكن الامر.. واين البدايه فان درسين.. هامين لانختلف عليهما.. اولهما ضرورة التصدي..للطغاة والمستبدين..وكسر شوكتهم ..وتقليم اظافرهم ,او قلع انيابهم.. في كل العصور والازمنه.. هو واجب انساني خلاق..وان التهاون مع سلاطين .. الظلم ..والطغيان
هو استكانه..لامُبرر لها0يُدفع ثمنها في وقت لاحق
وثانيهما..فأن يوم مثل نوروز او عيد الشجره او اعياد الربيع..ضرورة..لابديل
لها في هذا العالم , والذي لايمكن..ان يستمر دون بارقة امل.. وصبوا لعام جديد
وان تكاثرت.. وازدحمت..كل المنُقصات.. والهموم, وهو فلسفة وسر يحمل في طياته
حب الاسوياء.. للحياة ..والوانها الزاهيه..وكبح لجنوح الظلام.. ومتاهاته0
فمن ثياب .. المرأه الكرديه.. الزاهية بالوانها الصارخه.. وهي تدك الارض.. باقدامها
الواثقه.. الى ( عُصابة) الفلاحه المكافحه..وهي تتحدى ..مايخفيه قصب البردي في اهوار العراق..من نكد وحرمان جديدان... سوف تبدأ لامحال..سفن التغيير... والتي لابديل
لها في بزوغ شمس الحريه.. القادمه 000
عارف الماضي

#عارف_الماضي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات