|
الروائي فارغاس يوسا في العراق
فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 898 - 2004 / 7 / 18 - 08:10
المحور:
الادب والفن
ماريو فارغاس يوسا ..الروائي البيروفي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2002والمرشح للرئاسة البيروفية عام 1990والمشغول دائما بدراسة التجارب الدكتاتورية والكتابة ..عنها زار العراق بعد السقوط ( أواخر حزيران .. وأوائل تموز 2003) ..وألتقى الناس العاديين ..واللصوص .. والنهابين ..والصحفيين والسياسيين وقادة من العرب والكورد ..في بغداد ومحطات اخرى ..كما التقى في كربلاء والنجف رجال دين معروفين وناقش واستعلم ثم سافر الى.. السليمانية وامضى وقتا في كردستان ..وقرا وثائق واطلع على شهادات مهمة ..رافقته ابنته المصورة الصحفية مورجانا ..التي وثقت رحلته بالصور..فلماذا يوسا في العراق في .. الوقت الصعب ؟.. يومها لم يكن يتسنّى لأي اديب عراقي ان يلتقيه رغم انه جلس في مقهى الشابندر، فقد كنا في دوامة القتل واللاجدوى ، كما انه لم يسأل اللقاء وسط حفاوة الأدارة المدنية وصديقه السفير كردوني منسق وزارة الثقافة مع الأدارة الأمريكية يومذاك..بل لم يكن يبحث سوى .. عن الدرس الذي يريد الخروج به وهو درس الدكتاتوريه ..همه الأول منذ طفولته . انه معروف بمواقفه الداعمة للوجود الأميريكي في اميريكا اللاتينية حتى لو تم ذلك على حساب الحضارات القديمة ..ودمارها ، مقابل رهانه على الدور الأميركي لتطوير مجتمعات الهنود والقدامة والتخلف في دول اميريكا اللاتينية..وللخروج من المعتقدات القائمة على الخوارق والمجهول.. كما انه خلاص من مقدسات مبهمة تقوم على الأيمان بالغيب واللاعقلانية ـ كما يقول ـ ويوسا مهتم بدراسة الدكتاتوريات ليس فقط لأنها دمّرت عائلته وافلستها في طفولته يوم كان الدكتاتور اودريا يحكم البيرو..بل لأنها مضمون المعانات التي يحملها ابطاله وتنم عنها تداعياتهم ومعاناتهم، كما انها نمط متنوع للكتابة عن الحكم الفردي كما فعل استورياس في ( السيد الرئيس) وماركيز في (خريف البطريرك) ويوسا في حفلة التيس وكتابات اخرى معروفة في ادب اميركا اللاتينية. وكان يوسا قد امضىفي عام 1975 .. ثمانية اشهر لدراسة تجربة الدكتاتور رافائيل تروجيللو الذي حكم الدومينيكان احدى وثلاثين عاما من 1930 ـ 1961م ..وخرج برواية مهمة حولت الى فيلم هي رواية ( حفلة التيس ) والتي يقول عنها الروائي في حديث لمحرر الأوبزرفرـ روبرت ماك روم: [ لقد كان الدكتاتور فرجيللو يملك كل شيء في الدومينيكان التجارة والطيران والبن والسكر وتربية الأبقار والكحول واحتكار الملح والخمور والتأمين والنفط والأسمنت والكبريت والدقيق والأحذية والمخدرات والخبز والفضائح.. ولقد كانت حياته اوبرا ساخرة من تأليفه واخراجه وتمثيله ..ولم يكن شعب الدومينيكان فيها غير دور المنشد والكومبارس] ..ويرى ان دراسة الدكتاتورية لاتعني دراسة مفردة لشخصية الدكتاتور في القهر والأذلال ..بقدر ماهي دراسة للأنهيار البطيء لمجتمع بأكمله. ولذلك فأنه خرج من بغداد بتجربة غنية تحولت في آب 2003 الى سلسلة مقالات في جريدة الباييز الأسبانية حيث يقيم متمتعا بالجنسية الأسبانية التي منحها له البرلمان الأسباني اعتزازا به وبمن يكتبون بألأسبانية..،يقول نيكولاس مافيكا ..صاحب الموقع المتخصص بأدب اميريكا اللاتينية : رغم انه حول تجربته الى مقالات متسلسلة ..وبطابع روائي الاّ انه يخطط لرواية . ومن خلال متابعة لقاءاته هنا فقد التقى المرحوم السيد باقر الحكيم واستمع الى شرح تفصيلي حول معاناة الأغلبية من ابناء الشعب العراقي من القتل والتشريد والأبادة ..كما استمع من السيد جلال الطالباني الى شروح تفصيلية عن الأنفال وحلبجة وما تعرض له الشعب الكوردي من حملات القتل والتهجير والعنصرية ..وهناك اشخاص عاديين التقاهم يوسا في بغداد والسليمانية والنجف ..استمع منهم الى تفصيلات وحكايا وقصص متنوعة مثلما اسعفه مرافقوه والسائق العراقي وبعض المرافقين بروايات عن الفردية والدكتاتورية . وقد نشر يوسا مقالاته تحت عناوين تحدث فيها عن الحرية والبربرية والناس في بغداد والمتدينين والنهابين والكتب والكرد وموضوعات اخرى القى فيها الضوء على ثقافة الشعب العراقي الأنهيار القيمي الذي عبر عنه المجتمع بعد السقوط من مظاهر السلب والنهب واالجريمة وهو مايسميه ( الأنهيار البطيء لمجتمع بأكمله )..ويعطي اهمية لألقاء الضوء على الفساد والشراسة والقهر التي تشكل عماد الدكتاتورية التي تدمر تاريخ البلدان وتدمي روح الشعوب ..وهو يعتقد رغم الخراب ان التجربة الأمريكية ستعين على خلق اتجاهات ثقافية وفكرية رغم ماتعرضت له الحضارة القديمة لبلاد وادي الرافدين من اخطار ونهب ..فهل سيكتب روايته عن الدكتاتورية في العراق بعد روايته ( حفلة التيس ) ..دكتاتورية رافاييل فرجيللو في الدومينيكان..
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجد البرجوازية وأحلام القاع
-
طاسة الحمام الأميريكي
-
عودة آور ..العودة للناصرية
-
AMERICANIZATION
-
التوافقية : حكمة الكورد السياسية
-
أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
-
يوم آخـــــــــر
-
قصائد لزمن واصدقاء
-
الحب والبلاد والأسى
-
اوهام
-
حماقة التغيير
-
صحفيون
-
الرسائل قداس ايامنا
-
وردة السايكوباث/ قصيدة
-
اميركـــــا..حبيبتي
-
جـحيم المدينة جحيم العربات
-
ألأمــــيركيّـــون
-
من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
-
علم وشعار..وعقلانية
-
مثقفون ..في مقهى ..
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|