أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي جاسم آل خليفة - الكراتين العربية














المزيد.....

الكراتين العربية


سامي جاسم آل خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 17:10
المحور: كتابات ساخرة
    


ما من شك أن الدول العربية تحفل بكثير من الكراتين الورقية التي ملأت ساحة العالم العربي ضعفا وزادت من فضلاته العفنة التي نشتم رائحتها في السياسة والاقتصاد والفكر حتى غدت مزابل العرب أكثر تخمة وأضخم شأنا تجوب البلدان وهي تقطر جهلا وتعلك رجعية وتعيش ظلاما تستمرئ العفن وتشرب البول مع اللبن متضرعين بالناقة تارة وبالبعير تارة أخرى تعشق نعاجهم النفطية التيوس الغريبة وتدر باللبن الأسود عليهم عبر الأنابيب وتصرف ثمن ما ابتاعته من شرف على مكياجها وتلميع صورتها وتنظيف أولادها ومصاريفهم في سهرات النوادي الليلية والسيارات الفخمة والمنتجعات السياحية و وجباتهم المتنوعة من مختلف المطاعم الفرنسية والأمريكية والإيطالية وعلى موائد المندي والحنيذ والمظبي والمثلوثة أما شعوب الكراتين العربية فهم عبيد والعصا فوق رؤوسهم والسيف حول أعناقهم والجوع يملأ بطونهم والفقر أنيسهم والحاجة دينهم الذي يتقربون به إلى تلك الكراتين .

شعوب تلك الكراتين يقتاتون على جريد النخل وعيدان القصب والبترول يمر تحت أقدامهم لكنهم لا يأخذون منه غير الروائح والسموم الذي ملأ صدورهم ضيقا بنوبات الربو والتهاب الشعب الهوائية ولا يجدون غير لسان الثور و الزعتر واليانسون فالمستشفيات الكبرى لأصحاب المعالي والجاه أما هم فلهم المراكز الصحية التي لا يتوافر فيها حتى جهاز أشعة وليس لهم غير البنادول والفيفادول وإن ضحكت لهم الأقدار وحولوا لإحدى المستشفيات – آسف – أقصد إحدى المجازر فليس لهم غير مشرط دكتور يجرب فيهم سنة أولى طب أو مواعيد لسنين طويلة يأتي ملك الموت لهم قبل أن يدخلوا غرف العمليات .

الكراتين العربية يا قوم لا يفقهون غير البطولات على شعوبهم يشنون الحروب باسم الدين ومقاتلة الخوارج وقتل الروافض والمبتدعة وأصحاب الرأي يشترون السلاح لحماية الممالك والإمارات والجمهوريات الكرتونية من طالبي الاستقلال وتغيير النظام ومنتقدي السياسة الكرتونية .

كراتيننا العربية تعيش في قصورها العاجية المحمية بكلاب الحراسات ليل نهار ويمرحون في جنات عدن يصطادون الحباري والغزلان والأرانب ويسرحون في مزارعهم وروضاتهم الغناء المزروعة بالتين والزيتون في طور سنين والبلد الأمين وينامون على سرر متقابلين في غرف تجري من تحتها الأنهار ويطوف عليهم ولدان مخلدون بالقهوة والشاي والخمر والعصير أما شعوبهم فليسوا غير مجموعة من الصراصير تعيش في بيوت تطفح بالمجاري وطرق تعج بالحفر والرمل والقاذورات يصطادون الفئران والزواحف و يأكلون ما يشاركهم فيه الذباب والنمل وينامون بعدها في دهاليز مظلمة يفكرون في يوم تعيس آخر من أيام الكراتين العربية .



#سامي_جاسم_آل_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحيو العراق دماء تسيل وعيون تتفرج
- سعوديات تحت مبال الإبل
- وع ..... إنهم يتقيؤن ..... قذارة
- في السعودية ماذا ننتظر؟!
- سعودية في معتقل القصيم
- مسيحي أنا ..... أنا مسيحي
- ممنون ..... سويسرا..... تشكرات ..... ليحفظك الرب


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سامي جاسم آل خليفة - الكراتين العربية