أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سناء طباني - امهات بلا اطفال















المزيد.....


امهات بلا اطفال


سناء طباني

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 15:03
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    





* المراة سواء انجبت او لم تنجب تبقى مراة متكاملة..
* عيد الام هو اصعب يوم دائما في حياتي
* زوجي تزوّج باخرى وهو يعرف ان الخلل فيه..!!
* اذا رغب زوجي بزوجة ثانية فسازوجه بنفسي..!

الاسرة مؤسسة مشتركة تضم الرجل والمرأة وما ينتج عن هذه العلاقة من الابناء، والعجز عند أي من الطرفين يحرم الاسرة من الابناء. وتشير الدراسات الى ان نسبة عقم االرجال 40% و 40% من النساء و20% مشترك بين الاثنين، وهذا يبيّن ان النسب مشتركة للذكر والانثى، ولا علاقة لاي طرف بعدم القدرة على الانجاب, وللاسف توجد مفردات نتداولها فيما بيننا ونخص بها المراة اذا لم تنجب طفلا، مثل (العاقر، الارض البور، الشجرة غير المثمرة) وغيرها من الصفات التي تلصق بالمراة، ولكن، هل الانجاب فقط يعطي الخير للارض؟
قد توجد امهات لم يلدن اطفالا لاسباب قد تكون اجتماعية او بايولوجية، او نساء لم تسنح لهن ظروف الحياة والاستقرار والزواج امكانية الانجاب قبل ان تبدا دورة الجسد بالذبول، وقد قامت تلك النساء باداء رسالة جميلة في الحياة من خلال ممارستهم لدور امهات لاطفال فقدوا امهاتهم، كما لا ننسى زوجة الاب هي الام الثانية التي ترعى الاطفال اليتامى، وتتابع دراستهم وتقف معهم الى نهاية المشوار..
من اجل الوقوف على معاناة الزوجة التي بدون اطفال فقد التقينا بعدد من سيدات متزوجات ممن لم تسنح لهن فرصة الحياة بالانجاب والاحساس بمشاعر الامومة الحقيقية، وطرحت اسئلة عديدة عليهن، وكانت الاجابات متنوعة ومتباينة بسبب تباين تحصيلهن العلمي والثقافي، وفي نفس الوقت فان اجاباتهن تعبر عن ارآءهن الشخصية بطبيعة الحال.. والسيدات اللواتي شاركن معنا في هذا التحقيق هن (ن . ح ـ 47 سنة ومتزوجة منذ 28 عاما وربة بيت) (م. س 30 سنة، متزوجة منذ 10 اعوام خريجة ابتدائية) (و.ج ـ 34 سنة متزوجة منذ 17عاما، خريجة متوسطة) (ن . د ـ 42 سنة ومتزوجة منذ 14 عاما تحصيلها الدراسي بكلوريوس)

المراة المتكاملة..
* كان سؤالنا الاول، هل تعتقدين ان المرأة بلا اطفال هي امرأة غير كاملة؟
ـ (ن .ح) قالت: اعتيادي غير متكاملة، لانها انسانة ليس لها شيء بالحياة، وذلك لان الاطفال هم زينة الحياة، والحياة بلا اطفال حياة بلا سعادة، نحن نعمل ونتعب كل العمر بلا نتيجة، ولا يوجد انسان من لحمي ودمي اتعب لاجله واعيش لاجله ويرعاني عند تقدمي بالعمر، ولكن في الحقيقة اننا لا نظهر هذا الشعور للناس دائما، انها اصعب حالة يمر بها الانسان حيث لا مستقبل ولا طفل نضمه الينا..
اما ( م . س) قالت: نعم.. حياتها غير كاملة، لانها تحس بنقص من ناحية الاحساس بالامومة، وشعورها بوجود نقص في حياتها، حيث لا يوجد فيها طفل يسعدها، وتسال نفسها، لماذا انا ويسا غيري من النساء؟ كما تقول لنفسها بحسرة، الكل لهم اطفال الاّ انا.. وعليه اقول.. نعم.. حياتي غير كاملة..
ـ (و . ج) قالت: نعم، بالتاكيد ان المراة بلا اطفال هي لا شيء، وهي امراة ناقصة و حياتها ناقصة، ولكن يبقى الزوج الجيد هو الذي يعوضني عن شعوري بالنقص، ورغم ذلك تبقى الزوجة محتاجة لاشياء كثيرة، لا تستطيع ان تحصل عليها.. و تبقى القناعة بالقسمة والنصيب ومشيئة الله احدى المهدئات للمصابات بهذه العلة.
اما (ن . د) فقد كان يختلف حيث قالت: لا.. المراة سواء انجبت او لم تنجب تبقى مراة متكاملة، والمهم هنا هو تعاملها مع المشكلة، اضافة الى شخصيتها واخلاقها وعطاءها في المجتمع، ورغم انني لم انجب ولكن اعتبر نفسي اما لكل الاطفال، مع اعترافي بان المراة التي لم تنجب تنقصها اشياء كثيرة، ولكن يجب على المرء ان يعيش حياته كامل،ا لا ان يجعل هذه المشكلة اساسا لحياته، ويبقى يردد مع نفسه: عدم وجود طفل في البيت يعني عدم وجود فرح في البيت، فلابد من الايمان بالقسمة والنصيب..

لاشيء يعوّض عن شعور الامومة الحقيقي..!
* سؤالنا الثاني كان: هل تبّني طفلا يمكن أن يعوضكن عن شعور الامومة الحقيقي؟؟
ـ (ن . ح): لا يوجد شيء يمكن ان يعوض مشاعر الامومة..بل انه مستحيل.. كل الحب والحنان الذي اعطيته للطفل الذي تبنيته لا يعادل جزءا صغيرا من الحنان الحقيقي الذي بامكاني ان اعطيه لطفل من لحمي ودمي.. ومهما كان الحب الذي نعطيه للطكفل المتبنى، سنبقى نحس بفراغ روحي، وكذلك سنشعر بالحاجة الملحة لطفل لنا وحدنا، وليس من ام واب اخرين هم شراكئنا به.

ـ (م . س) قالت: بالطبع ان عملية التبني ستملاء فراغاً في حياتي، ولكن ليس مثل الطفل الذي الده انا من بطني واعطيه الحنان واحس باوجاعه، وهذا الشعور الحقيقي لا يمكن تعويضه باي حال من الاحوال..
ـ اما (و . ج) فقد كانت اجابتها: عملية تبنيّ طفل عوضتني فعلاً، وذلك لانني امنح مشاعري واحساسي للطفل المتبني، واحبهم لدرجة العبادة، ويملاءون وقت فراغي.. مع التذكير انه ربما قد لا استطيع ان امنح طفلي الحقيقي ـ إن وجد ـ نفس المشاعر، لانه قد اتصرف معه بقسوة احيانا، بينما الطفل المتبني فاني احس بفضله عليّ واعامله بكل حب وحنان..

اما (ن . د) قالت: لا.. لم اقتنع بفكرة التبني، ولم افكر بذلك، لاني بذلك احرم ام اخرى من طفلها الذي هو جزء منها، و لا اريد ان احرمها من جزء من جسدها، ولا ان ابني جزء من سعادتي على حساب سعادتها، وبرايي ان هذا العمل فيه انانية، وينبغي عليّ ان اكون مقتنعة بما انا عليه، وأن لا اسعى لتعويض معاناتي بعذاب امراة اخرى..!

عيد الام.. مناسبة للالم..!
* السؤال الثالث كان: عيد الام مناسبة نحتفل بها جميعا، ماذا تعني لكنّ هذه المناسبة؟
ـ (ن . ح) في الاعياد تكثر الاحزان، أما (عيد الام) فهو يوم ماساوي لي، لانه لا يوجد طفل يفكر بي.. بل انني من يقوم بهذا الدور من خلال تقديم الهدية الى امي.. ولكن حتى تصرفي هذا لا يعوضني عن فقدان صوت طفل من البيت.. لا المال ولا الجاه ولا الحياة نفسها ولا أي شيء يمكن ان يعوض عن هذه الخسارة.. كنت اتمنى من كل قلبي ان يكون لي طفل يلعب بين الاطفال، ووفي عيد الام دائما اسأل نفسي: لماذا انا لا املك هذا الطفل من دون كل الناس..؟
ـ (م . س) قالت بدورها: يصراحة انا اتحسس من مناسبة عيد الام، واشعر بضجر كبير ويتعمق الاحساس بالنقص، لانني ارى بقية النساء الذين يقاربنني في العمر مهتمات بهذه المناسبة اما انا فلا عمل لدي وليس هناك من احد يهتم بي.. انه شعور بالوحدة والالم..
ـ اما ( و . ج) فقالت: يمثل عيد الام بالنسبة لي مناسبة للفرح وللحزن في آن واحد، والفرح سببه وجود الطفل الذي تبنيته، اما الحزن فمرده لشعوري بالنقص، وحاجتي لطفل حقيقي من لحمي ودمي ويشاركني هذه المناسبة..
ـ اما ( ن . د) قالت: عيد الام هو اصعب يوم دائما في حياتي، وهو اتعس يوم يمرّ في حياتي، وذلك لانني اتمنى وبألم ان يتقدم طفل ويقدم هدية لي، كما ان شعوري في هذا اليوم بالذات يتعاظم اكثر من غيره من الايام بعدم وجود طفل في حياتي..

ايقاع ممل للحياة بدون اطفال..
* وعن الحياة بلا اطفال وكيف تسير معهن.. فقد كانت الاجابات:
ـ (ن . ح) قالت: الحياة تسيربصورة طبيعية ولكن بلا سعادة، فنحن ناكل ونشرب ونضحك ولكن يبقى هناك غصة في قلوبنا، والحياة بلا اطفال، هي حياة بلا هدف وبلا مستقبل ولا سعادة فيها.. ويبقى الروتين اليومي يفرض نفسه بايقاع ممل بسبب عدم وجود اطفال..
ـ (م . س) قالت: الحياة بلا اطفال لا تطاق، والحياة بلا اطفال هي شعور في قمة الحزن وقمة اليأس، انا احب الاطفال لدرجة كبيرة ولا اجد من يملأ حياتي من الاطفال، حيث الزوج يخرج صباحا للعمل، وابقى لوحدي فقط، واحاول ان املأ فراغي بالعمل المنزلي واتهرب من التفكير باني بلا اطفال..
ـ (و.ج) قالت: الحياة بلا اطفال صعبة جدا جدا، فلا يوجد تغيير ما في النمط اليومي للحياة، مثلما لا يوجد شيء مفرح او مناسبة سعيدة نتذكرها.. ولكن ايضا اعود واقول اذا كان موقف الزوج ايجابي وكذلك اهل الزوج من الزوجة التي لا تنجب اطفالا، فهذا ما يخفف من وقع المشكلة..
ـ اما (ن . د) قالت: بالتاكيد تسير الحياة مثلما بالقناعة تسير، ولكن بفقدان جزء من حياتي او وجود جرح في القلب، ولكن يجب ان نعوض هذا الخلل من خلال عمل اشياء اخرى مفيدة ضمن نطاق الاسرة التي نعيش معها، و كي اقضي على وقت الفراغ والروتين الذي لا يتغيّر.. ورغم هذا فان اشد ما يؤلمني ويزيد من شعوري بالياس هو الناس وطريقة تعاملهم مع هذه الحالة وكاننا إناس لا نستحق ان نعمل ونكوّن عائلة او نبتاع شيئا لراحتنا، حيث دائما ما نسمع: لمن هذا الشيء؟ لمن تشترون وتجمعون ولا يوجد طفل يرث هذا الشيء؟؟ هل يريدون منا ان نبقى ناكل ونشرب؟؟ اتمنى ان يتم التعامل معنا كأناس اسوياء..

رضيع في حضن امه.. يا للسعادة..!!
* سؤالنا الخامس كان: كيف تنظرن للام التي لديها رضيع في احضانها؟؟
ـ (ن . ح): انظر لها بشكل اعتيادي، ورغم انني اتمنى ان يكون لي اطفال، ولكنني لا احسد الغير، مع العلم كنت في بداية حياتي لا اهتم ابدا للموضوع، اما الان وبعد هذا المشوار الطويل مع الحالة فقد اصبحت اشعر بحزن اكبر.. اعتقد ان اهم شيء في الحياة هو الاطفال ولا يعوض عنهم أي شيء، لقد خسرنا اموال طائلة على الاطباء طوال فترة زواجي، ولم نحصل على نتيجة، وكنت فقط اتمنى ان ارزق بطفل واحد فتاة او ولد لا يهم، المهم طفلا من لحمي ودمي ولكن بلا جدوى..!
ـ اما (م . س) قالت: عندما ارى هكذا منظر، ينتابني شعور بالتمنى بان يكون لي طفلا رضيعا ايضا، واسل نفسي حينها: لماذا انا من لا تمتلك الطفل وليس أخر؟ رغم قناعتي بانني لم اقترف ما يغضب الله سبحانه وتعالى.. واسال نفسي ايضا: لماذا هذا العقاب القاسي؟ واحيانا افكر واقول انها القسمة والنصيب وقد تكون تجربة من الله وبعدها ستفرج، لانني احب جميع الاطفال ولا استطيع العيش بلا اطفال.. وعندما حدثت مجزرة سنجار وسمعنا بوجود اطفال فقدوا عوائلهم ولكون احساسي بالامومة هو احساس طاغي، فكرت بتبني طفلا من ايتام سنجار والقيام بتربيته وكانت هذه الفكرة تعيش معي ليل نهار، ولكن تبقى هذه الاشياء احلام تراودنا ونملأ بها احساسنا..!
ـ اما (و . ج) قالت: اتمنى ان اكون مثلها واحتضن طفلي واعطيه احساسي وحناني، ولكن نصف المصيبة احسن من المصيبة كاملة، فالطفل المتبني يعوضني عن احاسيس كثيرة ويشغلني ويعوضني عن الامومة الحقيقية..
ـ واجابة (ن . د) كانت: أحس بانها انسانة سعيدة بالتاكيد، واتمنى ذلك لي ايضا.. واعود وادعو لها ولوليدها بالصحة والعافية وادعو ربي بأن اكون انا آخر زوجة ليس لها القدرة على الانجاب، لانها اصعب تجربة يمرّ بها الانسان وهي تجربة قاسية ولا تحتمل..

زوجي تزوّج باخرى وهو يعرف ان الخلل فيه..!!
* السؤال ما قبل الاخير كان: في مجتمعاتنا، واذا كانت الزوجة عاقر، فإن قسما من الازواج يتزوجون بنساء اخريات، ولكن الزوجة تتحمل الرجل العقيم..! كيف تفسرون ذلك؟؟
ـ (ن . ح) قالت: زوجي تزوج عليّ وهو يعرف ان السبب منه وليس مني..! ورغم هذا فانا هي التي ذهبت لخطبتها وتجهيزها، ولكن بلا نتيجة ايضا.. وبعدها تاكد ان السبب منه هو وليس مني، و لم يتغيّر شعوري تجاهه لانه من اقاربي، وثانيا انا لست احسن منه وينبغي انا اشاركه في الحلوة والمرّة، كما انني لا اريد ان يؤثر هذا الامر على نفسيته، ولذلك فأنا من يقوم بتطييب خاطره، لان اهم شيء هو وجوده بيننا، ويبقى شجرة تظلل بيتنا..
ـ (م . س) قالت: في مجتمعاتنا لا يصح ان تترك المراة زوجها اذا كان عقيما، اما هو فيجوز ان يتركها او يتزوج عليها، هذا هو المجتمع، انا اضحي براحتي واحساسي بالامومة لاجله عندما اقوم بمراجعة الاطباء ومعرفة نتيجة الفحوصات الطبية، حيث انني اعلم بان السبب من زوجي وليس مني، اعود للبيت واضع السبب الاكبر واللائمة على كاهلي، واقول له انت ايضا تعاني ولكن السبب الاكبر مني انا ولست انت وحدك، اقول له هذا كي لا يشعر بالعجز، وعندما يولد طفل جديد في العائلة (لاشقائه مثلا) اتعمد باظهر فرحي الشديد امام زوجي، كي لا اجعله يحس بالحزن، لانني أولاً واخيرا احبه ولا اريد ان اجرحه واؤثر على مشاعره..
ـ اما (و . ج) قالت: رغم ان الحياة بلا اطفال صعبة جدا، ولكن تبقى اشياء بين الزوج والزوجة كالحب الاحترام الذي يخفف من هذا الحرمان، وبالنسبة لنا توجد عدة عروض قدمت لزوجي من قبل الاصدقاء احيانا لتلافي المشكلة، ولكنه لا يقبل، ويقول: هذه قسمتنا نحن الاثنين..و لست انا فقط من تقف مع زوجها في محنته، لانني متاكدة بانه لو اجتمعت له نساء العالم لن يبدلني حتى لو كنت عاقر..
ـ (ن . د) قالت: لان هذا من اصالة المراة، وهذه التصرف او هذه التضحية تكرر نفسها او تتشابه مع ما يحدث عندما يتوفى احد الزوجين، حيث يتزوج الرجل وتبقى المراة تعيش على الذكريات..! وايضا يوجد شيء اخر وهي الرابطة التي تجمع الزوجين، انا دائما اراعي زوجي في هذا الجانب واخاف على مشاعره واحاسيسه، وأضع اكبر قسط من السبب عليّ، و يكفيني ان اعيش على اسم زوجي وسمعته واخلاقه.. ان حياتي مع زوجي تعتبر تجربة جميلة وناجحة ومميزة جدا، ولو رزقنا الله بطفل لكانت حياتنا رجلة جميلة..!

زرعنا الاجنة بعملية.. وبلا فائدة..!
* قلنا لهن: المراة ومنذ بداية طفولتها تلعب وتمارس دور الام في العابها.. كيف كان استقبالكن لخبر عدم قدرتكما على الانجاب..؟
ـ (ن . ح): في البداية استقبلت الخبر بشكل عادي.. مع الاعتراف بانني في البداية لم اتاثر بالموضوع ولكن بمرور السنين تزداد المعاناة وتقل فرص الانجاب.. وهذا ما يزيد الحزن..
ـ اما (م . س) قالت: في البداية احسست بحزن شديد جدا جدا، فقد صدمني كلام الطبيبة بعدم قدرتنا على الانجاب، وقطعت الامل، وبعد علمي بأن علاج الرجل يحتاج الى وقت طويل فقد زاد حزني، ولكن بمرور الايام اقتنعت بان ارادة الله فوق كل شيء..
ـ (و . ج) قالت وهي تضحك: لقد نسيت رد فعلي الاولي لان هذا حدث منذ حوالي 17 سنة، في حينها كنت صغيرة جدا ولم احس بثقل الخبر.. اما الان فهو الم وحسرة ومكابدة، لاني بدات بمرور الايام افهم ماذا يعني ان لا اكون ام.. لم يبقى باب لم نطرقه في سبيل نجاحنا في انجاب طفل، ولكن بقيت مجرد امنية لم تتحقق لحد الان، قمنا بعملية زرع الاجنة وبلا فائدة.. هل تعلمين صعوبة الاحساس بانك على وشك ان تصبحي أماً، وفي لحظات تفقدين هذا الاحساس وتعودين ثانية لدوامة العلاج والاطباء والعقم؟؟!! لقد مررنا بهذه الحالة وكانت صعبة جدا جدا..
ـ اما (ن . د) قالت: في البداية كانت صعبة جدا، كان لدي شعور قوي بالياس والقهر، وكأنها نهاية العالم، وكنت واثقة من مرور هذه المرحلة، ولا يمكن ان ابقى اعيش باحباط اللحظات الاولى، لانها مدمرة.. كنا نشغل نفسينا بمراجعة الاطباء ولكن بدون جدوى..

مستعدون لخسارة كل شيء مقابل الحصول على طفل..!
* سؤالنا لاخر كان: كم انتي مستعدة ان تخسري من عمركي مقابل انجاب طفل او طفلة؟؟
ـ (ن . ح) قالت: كنت اتمنى ان اخسر ما املك من عمري ومالي واي شيء في سبيل ان يوجد طفل، اغلى املاك الانسان لا تساوي شيئا أمام عدم وجود طفل..
ـ (م . س) قالت بحسرة: اوه.. اشياء كثيرة، انا مستعدة ان اخسر كل شيء و أي شيء مقابل ان يكون لي طفلة او طفل من لحمي ودمي.. لا يوجد ما يعوض عن ولادة طفل في البيت، ان وجوده يبتر مشاكل كثيرة مع اهل الزوج وكذلك مع الزوج..
ـ (و . ج) قالت: مستعدة للتضحية بعمري و حياتي وكل ما املك لكي ارزق بطفل لزوجي، وكذلك هو يتمنى ان يخسر كل شيء مقابل ان يعطيني الاحساس بالامومة..
ـ اما (ن . د) قالت: اتمنى ان لا املك بيتي، ولا أي شيء اخر، ومستعدة للعمل كل حياتي في الخدمة بالبيوت في سبيل ان احصل على طفل من زوجي لتكملة سعادتنا، لقد خسرت اشياء كثيرة وكثيرة جدا وعزيزة ولم تتحقق الامنية..

اذا رغب زوجي بزوجة ثانية فسازوجه بنفسي..!
* سوالنا ما قبل الاخير كان: هل تمانعين بزواج زوجكِ باخرى مقابل تحقيق هذه الامنية؟
ـ (ن . ح) قالت: للعلم، انا من طلبت منه الزواج بزوجة ثانية لحل المشكلة، وقد كان هذا الامر بعد اكتشاف ان الضعف منه، وبدوره اصرّ على الزواج، وانا من سعى الى زواجه وجلبت تقارير طبية تؤيد عجزي على الانجاب في سبيل تحقيق مسعاه وامنيتي ايضا بانجاب طفل لي ولزوجي، حتى لو كان من زوجة ثانية..
ـ (م . س) قالت: اذا وافق زوجى، وكان سعيدا بذلك، نعم ساقبل في سبيل تحقيق امنيته ولو كان الطفل من زوجة اخرى، المهم ان تنتهي هذه المشكلة التي لا حل لها، وطبعاً ستنتهي بالنسبة له، اما انا فلن تنتهي..
ـ (و . ج) قالت: نعم كنت اتمنى ان اربي طفل من زوجي، وهذا افضل من ان تربية طفل غريب، أما اذا رغب زوجي بذلك فسازوجه بنفسي..
ـ (ن . د) قالت: الحالة لم امر بها لانني (زوجة الثانية) وانا لا اؤيد المراة التي تمنع زوجها من الزواج مرة ثانية لحل المشكلة، حيث انني لا اوافق المراة التي تسعى لايقاف نسل زوجها مقابل اقترانه بزوجة ثانية..

نفرح للاخرين ونتمنى لانفسنا الفرحة..
* سؤالنا الاخير كان: كيف تستقبلين خبر انجاب احدى صديقاتكِ لطفل؟؟
ـ السيدة (ن . ح) اعتذرت عن الاجابة، وقالت: لقد تعبت بما فيه الكفاية ولا استطيع تكملة الموضوع..
ـ (م . س) قالت: رغم شعوري بالنقص كوني لا انجب، ولكن افرح لولادة أي طفل في اي عائلة، فانا احب الاطفال بصورة عامة، وان كان الطفل لي فسافرح اكثر..
ـ (و . ج) قالت: سافرح بذلك، لاني احب الاطفال واتمنى على كل من انعم الله عليها بنعمة الانجاب ان تستمر ولا تتوقف، وان تقدر قيمة هذه النعمة..
ـ (ن . د) قالت: هنيئا لها بهذا الفرح، وكنت اتمنى ان أمرّ انا ايضا بهذه التجربة، اقول هذا بلا حسد لاحد..
بعد اجراء المقابلة مع هولاء النسوة تعجبت ان تنعى المراة غير المنجبة للاطفال (بالمراءة الناقصة) بل انهن غير ناقصات، وهن ربما افضل من بعض الامهات، بقدرتهن على الصبر والتحمل.. ولا اعتقد ان هذه التجربة تمر بحياة الانسان مرور الكرام، لانها تحفر في اعماق الانسان من الحزن والحسرة والالم ما لا يوصف..
فقط اتمنى ان نتعامل معهن بالاحترام والتقدير لا بالعطف، وان لا تقال لهن أي كلمة بدون التفكير بمشاعرهن، و ان الله سبحانه وتعالى يعطي وياخذ، ولا احد يستطيع ان يكتب قسمته، ولكن يستطيع يصقل كلامه ويعرف كيف يتعامل مع كل حالة انسانية.. ف كلنا بحاجة الى الاحترام والكلمة الطيبة والى البهذه التجربة احيانا اكتم مشاعري واحاسيسي خوفا من ان تفسر بطريقة غير صحيحة ولكن..
واختم موضوعي بالقول: يبقى الامل بالعلم والتطور العلمي لحل مثل هذه المشاكل وزرع الفرحة المفقودة في الاف العوائل..



#سناء_طباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع ثلاث ناجيات من الانتحار
- عصفور في قفص
- امي لا تتركيني بيد الغرباء
- لا احد يشعر بهن
- ارامل في سن العشرين
- ضياء نجمة
- أمهات مفجوعات بقتل بناتهن تحت مسمى (غسل العار):
- الزوجة الثانية.. و كيف تعيش حياتها؟؟


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سناء طباني - امهات بلا اطفال