أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - من اجل استثمار هبة القدس














المزيد.....

من اجل استثمار هبة القدس


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 12:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد سارت حكومات إسرائيل المتعاقبة وخاصة في عهد شارون وما بعده من حكومات باتجاه حسم القضية الجغرافية الفلسطينية، فقد تم تنفيذ خطة الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة بهدف تحويله إلى معتقل كبير في إطار السياسة الاحتلالية الأشمل المبنية على إقامة نظام المعازل والكنتونات والمعتقلات الصغيرة بالضفة الغربية .
فقد تم بناء جدار الفصل العنصري وضم منطقة الأغوار واعتبار الكتل الاستيطانية الضخمة كجزء من إسرائيل وذلك بهدف زج التجمعات السكانية في مناطق جغرافية محددة، ومن اجل ضم أوسع مساحة ممكنة من الأرض، كما تم الإصرار على التمسك باللاءات ذات الإجماع الصهيوني برفض حق العودة او الانسحاب إلى حدود الرابع حزيران عام 67 واعتبار القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل إضافة إلى رفض تفكيك المستوطنات .
لقد اعتقدت حكومة إسرائيل ذات الوجهة اليمينية المتطرفة أنه آن الأوان للحسم الجغرافي لموضوعة الضفة الغربية بصورة نهائية والشروع في نفس الوقت بحسم البعد التاريخي ، وليس أدل على ذلك من إصرار نتنياهو على مبدأ يهودية دولة إسرائيل، والعمل على ضم المقدسات الإسلامية لقائمة التراث اليهودي والسعي المحموم لتهويد القدس الشرقية وطمس معالم المدينة وتغييب طابعها العربي عبر دعوة المستوطنين للاستيطان بأحيائها في نفس الوقت الذي يجرى هدم منازل العرب وسحب هويات المقدسيين .
إن تراجع الإدارة الأمريكية عن مطلبها بتجميد الاستيطان ، وصمت المجتمع الدولي على جرائم الحرب الممارسة من قبل الاحتلال وتسويف تقرير غولدستون بمجلس حقوق الإنسان واستمرار الانقسام الفلسطيني قد شجع حكومة الاحتلال على الاستمرار في خطواتها التصعيدية بحق الأرض والمقدسات ، والهوية الوطنية الفلسطينية .
تنظر إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية حتى لو تحولت إلى دولة معترف بها بالأمم المتحدة في إطار نظرتها الشمولية تجاه الصراع مع الفلسطينيين ، فهي تريدها أداة لإدارة شؤون السكان وعبر مساعدة الدول المانحة وبهدف تخلص الاحتلال من الأعباء القانونية والمادية، وفي نفس الوقت تريدها أداة لحفظ الأمن ، الأمر الذي يفرغ السلطة من أهدافها الرامية إلى التحول إلى دولة ذات سيادة عبر إصرار إسرائيل بوضعها في إطار وظيفي محدد ، لإدارة شؤون الكنتونات على المستوى الخدماتي وفي تجاوز لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني وفي المقدمة منه حق تقرير المصير وبما يشمل حق العودة .
لقد آن الأوان لمغادرة سياسة المفاوضات العبثية والضارة سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة فقد افتضح المخطط الاحتلالي وبات مكشوفاً ولا مبرر للاستمرار في استنساخ سياسة قديمة جربت وأثبتت فشلها ، كما أن النزاع الفئوي على سلطة لها دوراً وظيفياً محدوداً وفق منظومة الرؤية الإستراتيجية الاحتلالية أصبح غير مبرر هو الآخر ، فهي سلطة للحكم الإداري الذاتي ليس إلا، ومن أجل إدارة شؤون السكان في ظل ضم مساحات واسعة من الأرض لصالح الاحتلال .
إننا مطالبون وأمام الهبة الشعبية التي ما زالت تتفاعل بالقدس وفي مناطق مختلفة من الضفة الغربية بدعم أشكال المقاومة الشعبية وتحقيق الوحدة الميدانية والضغط باتجاه إنهاء الانقسام، واستعادة زمام المبادرة عبر استنهاض قوى التضامن الشعبي الدولي وتشديد حملة المقاطعة تجاه إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها ، إضافة إلى تعزيز آليات تساهم في ترسيخ مقومات الصمود الوطني .
إن التحركات الشعبية المتصاعدة بالضفة الغربية بالوقت الذي تشكل رداً على منهج المفاوضات حياة فهي رسالة لصناع القرار باتجاه إنهاء حالة الانقسام ومغادرة النهج الفئوي المبنى على الصراع على سلطة موهومة السيادة ، كما أنها تشكل رافعة لتفعيل الإرادة الدولية عبر أعمال القانون الدولي ومن أجل تكتيل الموقف العالمي لإنهاء الاحتلال وضمان حق شعبنا بالحرية والاستقلال .
الطريق يكمن بإغلاق فصل طال من مفاوضات لم تنجح وصراع على سلطة لم تجلب سوى الانقسام والتشرذم والدخول في طريق مجرب قائم على وحدة الشعب وتصعيد المقاومة الشعبية والمطالبة بتنفيذ القانون الدولي .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يتم اسر الخيار الديمقراطي للأبد
- فى انتخابات النقابة اليسار يضيع الفرصة مرة أخرى
- التضامن الدولي حكومة ام مجتمع مدني
- في 25/1 - هل من حيدر جديد ؟؟ -
- الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز
- برلمانيين بين السياسة والتموين
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - من اجل استثمار هبة القدس