أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء دلال ظاهر - هل تستطيع نساء العالم تغيير فوضوية الفكر الاجتماعي والقضاء على سياسة الموت والقهر وللفكر السياسي الذكوري















المزيد.....

هل تستطيع نساء العالم تغيير فوضوية الفكر الاجتماعي والقضاء على سياسة الموت والقهر وللفكر السياسي الذكوري


هيفاء دلال ظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 15:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في الذكرى المئوية لـ "يوم المرأة العالمي"
ألف تحية للنساء في جميع انحاء العالم بمناسبة الذكرى المئوية لـ "يوم المرأة العالمي". ألف تحية للمناضلات سواء كن في بيوتهن او في عملهن، او مناضلات بتحدّيهن للعادات الاجتماعية المتخلفة البالية، او مناضلات ضد سياسة الحكومات في استراتيجيتها العسكرية القاهرة ضدهن وضد عائلاتهن.
شهر آذار يحمل لنا عدة مناسبات: " يوم المرأة العالمي"، " يوم الأم"، و"يوم الارض"الخ.. فهو يحمل لنا الربيع والخصوبة والامل. لكن الظلم والغبن والمعاناة ضدالنساء ادى كلها الى انطلاق الشرارة الاولى لانتفاضتهن وللنضال في الثامن من آذار سنة 1808، عندما خرجت خمسة عشر ألف إمراة عاملة في نيويورك يطالبن برفع اجورهن وخفض ساعات العمل ووقف تشغيل الاطفال، وقد اُقر هذا اليوم كرمز لنضال النساء العالمي سنة 1910 في المؤتمر النسائي العالمي في كوبنهاغن عاصمة الدانمارك، وفي سنة 1977 تبنّت الجمعية العامة للامم المتحدة هذا اليوم ودعت جميع الدول الى تخصيصه للمطالبة بحقوق المرأة لما في ذلك من ظلم وقهر لنساء العالم.
وبما ان قهر النساء ما زال مستمرا ومستشريا في جميع انحاء العالم فقد دعا بان كي مون أمين عام الامم المتحدة في 12/2008 الى بذل المزيد من الجهود للحد من آفة العنف ضد النساء حيث قال "عبر العالم، وفي دول غنية وفقيرة تتعرض نساء للضرب وهن ضحية للاتجار وتتعرضن للاغتصاب والقتل ويجب ان نزيد من تمويل اجهزة المساعدة للضحايا " هل تحقق شيء حتى يومنا هذا لمن هن بأمس الحاجة لهذا التمويل؟ فمثلا توجد 53 دولة على الاقل ما زالت لا تحظر الاغتصاب داخل الزواج، وان النساء لا يملكن سوى 1% فقط من الاراضي التي يملكها الافراد الخ...، وفي المجتمعات العربية يبدو الامر مرعبا اكثر. كذلك التقرير الذي اعدته "شدولات هنشيم" في اسرائيل هذه السنة لكي تقدمه الى الامم المتحدة بمناسبة يوم المرأة العالمي فقد جاء فيه:" خلال عشر سنوات، بالرغم من ان النساء ازدادت نسبة تعليمهن، تثقفن اكثر وانخرطن اكثر في مجال العمل، الا ان وضعهن ومكانتهن لم يتحسنا. ان 60% منهن يحملن شهادات البجروت مقابل 50% من الرجال. وان 55% من حاملي اللقب الجامعي الاول هم نساء. لكن في سنوات 2005 و 2007 5/1 النساء فوق جيل الـ 15 يعشن تحت خط الفقر، وفي سنة 2007 هناك 3843 فتاة في اسرائيل تزوجن تحت جيل الـ 18 سنة، وفي سنة 2008 هناك 1655 فتاة تحت جيل الـ 18 سنة انجبن ومنهن 74،7% مسلمات. كذلك هناك 36 إمرأة قتلت سنة 2008 لانهن نساء حسب معلومات الشرطة. ابحاث اخرى تتحدث عن ظاهرة تعدد الزوجات في بعض المناطق في البلاد ونسبتهم هناك 25%، بالرغم من وجود قانون في اسرائيل يمنع تعدد الزوجات، لكنه يبقى حبرا على الورق ويبقى المجتمع غارقا في هذه الآفة. أليس ذلك نتيجة الفقر وعدم التوعية والجهل المطبق في رفع مستوى العائلة واستقرارها. اين هو التمويل والميزانيات التي تحدث عنها بان كي مون واين تُصرف؟ فاغلبية دول العالم تعاني اقتصاديا وجرت اذيالها نحو العولمة مما زاد اقتصادها سوءًا واتجهت نحو الخصخصة التي من خلالها يستشري التمييز والعنف ضد الفئات الضعيفة وخاصة النساء، وهذه الدول اصلا لم تعترف بوثيقة حقوق الانسان حتى اليوم، التي تتخللها حقوق المرأة وحقوق الطفل، وبدلا من ضخ الميزانيات لمعالجة الآفات التي تنخر المجتمع، تكرس للتسلح والحروب وعسكرة الاستراتيجيات التي هي من اولويات حكومات العالم، هذا بدلا من ان تكون الاولويات للاستراتيجيات السلمية والعمل على خطط لدرء المخاطر التي تؤدي الى تدهور المجتمعات.
أما في اسرائيل فالامر أشد حدة اذ لم يتقدم مجتمعها ولم يتحسن وضع المرأة ايضا، بل ازدادت فيه الآفات الاجتماعية وزادت اكثر فيه تجارة النساء وقتلهن، وتجارة الاطفال والتجارة بالاعضاء وتجارة المخدرات، والاسلحة غير المرخصة اصبحت منتشرة بايدي العامة الجهلة الخ...
كل ذلك لانه ليس في اولوياتها رفع مستوى المجتمع ومعالجة الآفات التي تنخر فيه، بل من اولويات الحكومات المتعاقبة تكريس الميزانيات للحروب، واكبر دليل على ذلك ما حدث في العشر سنين الاخيرة، حيث أدى استفزازها للمجتمع الفلسطيني لانطلاق الانتفاضة في فلسطين المحتلة والحرب ضد لبنان وغزة، ففي فلسطين تعرقل دائما حل الدولتين للشعبين وما زالت مستمرة في القتل والدمار وقهر المجتمع الفلسطيني الذي ما زال يعاني من مضاعفات الحصار واكثر من تعاني فيه النساء فأصبحن يزوجن مبكرا في سن الـ 15 سنة ويحرمن من جميع حقوقهن. وحرب لبنان التي استعمل فيها 4 ملايين قنبلة عنقودية، والحرب ضد غزة التي استعمل فيها الرصاص المصبوب المحرم دوليا وحرق اطفال وشيوخ ونساء بل عائلات باكملها. وما زال التسلح مستمرا وما زال حكام اسرائيل يتبجحون بعنهجية لا حدود لها، فهم يملكون اكبر واخطر "ترسانة نووية" في الشرق الاوسط وآخرها شراء السفينتين اللتين تحملان رؤوسا نووية المانية الصنع لتهدد بها دول الشرق الاوسط وأمنها واستقرارها. حتى إن دولا اوروبية ضاقت ذرعا بها وتطالب ادارة الرئيس الامريكي اوباما بكبح جماح اسرائيل لانها ليست خطرا على الشرق الاوسط فحسب بل خطرا عليه وعلى ادارته ايضا. فعندما يتبجح ليبرمان ويقول:" ان الادارة الامريكية ستتبع أي سياسة تمليها اسرائيل عليها، غير ان الاسرائيليين يجب ان يدركوا بان الرئيس الامريكي لا يستطيع ان يتحول الى مجرد دمية في ايديهم". اما براك فحدث ولا حرج حين يتبجح في محاضراته بواشنطن ويصرخ: بانه " سيوجه ضربة عسكرية لايران لانه لا يتصور نظاما عالميا مستقرا في ظل وجود قدرات نووية ايرانية". لقد نسي الترسانة النووية الاسرائيلية الاكبر بأنها هي التي تهدد المنطقة. كذلك نتنياهو وحاشيته فهو يصرح بأنه سيعود لطاولة المفاوضات مع الفلسطينيين حسب شروطه هو وحاشيته تصرح بانه غبي كل من ظن باننا سنقبل بحل الدولتين فهو محاولة "غبية وطفولية" الخ...
أليس كل ما جاء هو من اهم أسباب الفقر في اسرائيل والعالم ايضا وتخلف المرأة فيه. كثيرا ما تتساءل النساء من المسؤول عن وضعهن المتدني وعدم تقدمهن بل عدم وصولهن لمواقع اتخاذ القرار. هل هي سياسة الحكومة، ام المجتمع وذكوريته؟
إن سياسة الحكومة المبنية على افقار المجتمع الذي فيه المرأة هي المتضررة الاولى، هذا لا يلغي عقلية المجتمع الذكورية المبنية على العنف المتأصل منذ زمن طويل وما زال، لقد جاء على لسان الفيلسوف ألبرت فور:" اذا غرست التقاليد اصول فكرة من الافكار، سواء كانت عقلية ام فنية ام اخلاقية، ام أي ضرب آخر من ضروب الثقافة والمعرفة، تم درجت عليها الاجيال المتعاقبة، فانها لا تمحّص ولا تختبر، بل لا تعرض على محك النقد لتبلغ نصيبها من الصحة والخطأ. ذلك بان تقريرها في الاذهان يدخلها حظيرة النحل المقدسة ويرفعها الى مرتبة العقيدة الثابتة والتي يعد بحثها تدنيسا لقداستها وتهجما على حرمتها". الا يعني ذلك ما يسود المجتمع من عقلية متخلفة وبالية والتي ابتليت بها النساء والمجتمع هي في نظر الاغلبية مقدسة ومحرم النقاش فيها. هناك عاملان اساسيان ما زالا يعيقان المساواة التامة للمرأة: ان تكون ناتجة عن مخلفات الاحكام المسبقة تجاهها،وثانيا من الرغبة الخاطئة في حمايتها، أي عدم تكليفها باعمال يمكن ان يؤديها غيرها، الا يقول ذلك بان من يحمل مثل هذا الفكر المجحف عن المرأة انما هو ينطلق من ان المرأة خلقت للبيت ولتربية الاطفال ورعاية افراد العائلة، وانه اسرها في عقلية الرجل على انها عورة. أليست هذه هي الحظيرة المقدسة والنقاش فيها تهجم وتدنيس ومحرم؟
لا ننكر بان الكثير من النساء ذات العقل التقليدي استسلمن لهذا الاسر برضا تام، اذ ما زلن يتشبّثن بعادات قديمة بالية في سلوكهن حتى وان تنافت مع مصالحهن الذاتية ومصالح الاسرة والبلاد. لانها بالنسبة لهن أيضا مقدسة ومحرم النقاش فيها. اننا نعلم بان التقاليد الاجتماعية لها جذور عميقة، انها تشبه الشجرة، فالمرء يستطيع ابعاد بعض الفروع، لكنه يتعذر استبعاد الجذور، فبعض الجمعيات النسائية تحاول ان تعمل على حلول بعض المشاكل النسائية، الا انه لم يُسمع صوتها ولم تؤثر على تطوير مكانة المرأة في المجتمع. فاذا تساءلت اين هي المرأة من كل ما يجري؟ صحيح ان تواجدها الشحيح في النضال السياسي فقط لا غير. هل هو كما يحدث في فلسطين المحتلة التي برزت فيه نضالات نسائية سياسية على المستوى الجيد هناك، واهملت في النضالات الاجتماعية.
فعلى المرأة ان تطالب بحقوقها بنفسها. لان تحقيق المساواة لا يتحقق عبر المراسيم. فمثلا حقوقهن الاقتصادية ونضالهن من اجل الاجور ما هما الا لرفاهية العائلة. ولكن حتى وان حصلت على هذا فيبقى التمييز والقهر داخل البيت لما فيه من اعمال ذات اعباء جسيمة تقع على كتفيها ومسؤوليات كبيرة تحبطها وتدخلها مرة اخرى في حظيرة النحل المقدسة ويعد فيها النقاش تهجما. وبدلا من تعاون العائلة يكون اجهادها مضاعفا جسديا ومعنويا، خاصة اذا ما قصرت في خدمة " رب العائلة" هذا عدا انه في احيان كثيرة يستولي على اجرها، واذا اثارت النقاش الذي يعد تهجما وتدنيسا للمحرمات فتقتل. اما في المجالات الاخرى فحدث ولا حرج الخ...
لذلك طالما الحال على ما هو عليه فلن يحدث أي تقدم او تطور على وضع المرأة، الا اذا خرجت من الدائرة المقدسة والمحرم النقاش فيها واستأصلت بذور العنف السياسي وشاركت في النضال ضد سياسات الحكومات والايديولوجيات الحربجية وحولتها الى سياسات وأيديولوجيات سلمية، فالنساء هن نصف المجتمع ان لم يكن اكثر، وهذا النصف معطل نوعا ما حتى الآن. لذلك توجد اهمية كبرى في اشتراكها في تحول الموازين نحو المساواة والسلام.



#هيفاء_دلال_ظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء دلال ظاهر - هل تستطيع نساء العالم تغيير فوضوية الفكر الاجتماعي والقضاء على سياسة الموت والقهر وللفكر السياسي الذكوري