أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - صالب ومصلوب














المزيد.....

صالب ومصلوب


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2948 - 2010 / 3 / 18 - 05:31
المحور: الادب والفن
    





كأحد أفراد الأسطورة الهومرية ، فضلت البقاء مع آكلي اللوتس ..
أمضغ اللوتس ، وأنسى الوطن ..
وطني السماوي .
وجدت نفسي حيث كرسي الشيطان ،
الذي أخذ يعرّيني من كل شيء :
يعرّيني من محبة الله ، ويربطني بمحبة العالم ، ويجلدني بالسقوط في الخطية !
يعرّيني من التواضع ، ويربطني بالكبرياء ، ويجلدني بحب الظهور والسيطرة !
يعريني من المحبة الإنسانية ، ويجلدني بجلدات الإساءة للآخرين !
كل جلدة من هذه الجلدات :
تترك في النفس جروحاً عميقة ،
وعبودية أكثر للخطية في خضوع لا ينتهي .
وبكل شيطانية ،
سلمني لأصلب على صليبه المؤرّخ للعار، والخزي ..
سَيّرني على درب بابل الملعونة ،
تصطدم قدمي باشواكها الحادة في كل خطوة من خطواتي البائسة ..
فإذا بشوك النجاسة يمزّق ثوب طهارتي .
وشوك الأماكن الشريرة يُجرّح رجلي ،
ويدميها .
وشوك أعمالي الرديئة يمزق يدي ، ويجعلها عاجزة عن فعل الخير .
وشوك المناظر النجسة ،
يُجرّح عيني ،
ويفقدها بصيرتها الروحية ؛
فلا ترى نور القداسة .
،...،...،...
وفي لفتة إلهية أعظم من أي حلم ..
هناك فوق رابية الموت ،
خارج أسوار الحياة ،
أُعطيت قلب ومشاعر ديماس ، الذي اشتهى الفردوس ..
فرأيت يسوع مثخناً بالجروح ،
نازفاً في حبه لي ..
اصغيت إلى روحه التي تكافح معي ؛
وتجاوبت مع ذراعيه الممتدان نحوي في ملء نعمته الفياضة الغنية ،
وصرخت بصوت عظيم :
كفاك أيها المصلوب جرحاً مني ..
أريد أن أتبعك ،
وأحمل صليبك كسمعان القيرواني .
ولكن هذه المرة بإرادتي النابعة من حبي .. لحبك .
معك أصعد جلجلتك بعزم وإيمان ،
مستجيباً ببسالة لهذه الدعوة إلى القداسة ،
محتملاً الألم بجد وإجتهاد حتى النهاية ،
من أجل الوقوف ضد العالم الشرير الذي يسبيني .
وبشجاعة المؤمنين بك ،
أطلب صارخاً :
سمّر خوفك في قلبي ؛ كي لا أخطيء إليك .
سمّر يديّ ؛ كي لا تصنعا الشر .
سمّر رجليّ ؛ كي لا تذهبا إلى مكان أنت لست فيه .
سمّر فكري ؛ كي لا يفكر إلا فيك .
سمّر حبك في قلبي ؛ كي لا يحب غيرك ..
ويحب كل الذين أحببتهم إلى المنتهى .
ثبت حبي فيك .
ثبت إيماني فيك .
ثبت نظري فيك .
ثبت آمالي فيك .
ثبت وداعتك واتضاعك في قلبي ؛
كي لا أرتفع من فرط الكبرياء ، والغرور ..
،...،...،...
في الأمس كان صليبك ثقيلاً ..
أنفر منه ، وأثور ..
واليوم ،
بقوة نعمتك ،
أنضم إلى أسرتك : راضياً ، مرضياً .
وأسير في قافلة المصلوبين ،
وقد أضحى لي صليبك :
منهل الرجاء ، والتعزية ، والسرور ...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد عائلة العالم !
- المحرّضون على الإلحاد
- الظن الصالح !..
- ثقافة التزاور والضيافة
- الخروج من الاسطورة !
- إنسيطانيون !...
- عندما يصبح الرمز : تحريماً !
- لماذا يكرهون فالنتين ؟!..
- رؤية الدم !
- لو ولدت ثانية !
- لماذا لا يصدقون ؟!..
- الكلمة الأخيرة على لسان النهاية !
- ربيع فى الخريف !
- أفراح وأحلام !
- خطر المشاهير !
- صوت الشيوخ !
- ثورة الشياطين !!
- صداقة الشياطين !!
- ثقافة رمضان !
- الهزيمة الحلوة !


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - صالب ومصلوب