|
الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 18:14
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
هذه هي العملية الديموقراطية و مبادئها العامة و اهمها الانتخابات و ما يتمخض منها و ابعادها المتعددة و التغييرات التي تحملها من كافة النواحي، انها محطة هامة لبيان الحقائق و معيار حقيقي لمعرفة الذات كجهة او كتلة او حزب او شخصية مشتركة فيها، اينما اجريت و من كان المشترك فيها من حيث الشخصية المعنوية او المحتوى، فانها ستبين الحقائق و توضح امورا ربما تكون مغطاة و مبعدة عن العيون لاسباب و مصالح معينة طيل مدة ماقبل الانتخابات ، انها حقا و اضافة الى الاستناد على حكم الاكثرية و المستحقين بعد ظهور النتائج فانها عامل هام لكشف ماهو المستور مهما كان و من وقف خلفه. التجربة فتية في العراق، و تواجهها صعوبات شتى، موضوعية كانت ام ذاتية الاسباب ، الا انها حققت نسبة عالية من النجاح و يجب ان تقتدي بها المنطقة بكاملها، و هذا ما يحدث عاجلا كان ام اجلا، و ستتوجه بلدان الاقليم بنفس المسار اليوم كان ام غدا. اهم ما يمكن ان يؤخذ به خلال هذه الفترة القصيرة من عمر هذا المفهوم المطبق في العراق وهذه المنطقة و ما نحن سائرون به هو معرفة نظرة و اراء و توجهات الشعب و تقييمهم للجهات المشاركة وتصفيتهم بطريقة سلمية حضارية ، و التي تبعد الكثيرين ممن تعتمد على القوة و السلاح و ترغمهم على فض القضايا و المشاكل المعقدة عن طريق صناديق الاقتراع. لو القينا نظرة تقيمية سطحية على العملية الديموقراطية العراقية خلال هذه الفترة، و الانتخابات النيابية كاهم المباديء فيها، و تنوع المكونات الشعبية و التركيبات السياسية و المستجدات التي طرات عليها و المشاركات المتنوعة و ما استثمرت و النتائج الاولية التي تبين مدى التغيير في تعامل المواطن مع ما يجري و ما تترسب عليه الصراعات و اشكالها وما تستقر عليه الاوضاع فيما بعد. منذ سقوط الدكتاتورية و العراق يشهد قفزات و انتقالات متعددة من كافة النواحي و خاصة السياسية، و تبرز على الساحة قوى و تختفي اخرى و يستقوي البعض و يستخف الاخر. و نرى منحيات متموجة في الشكل و التركيب و الحجم على اختلاف انواعها، و هي في حركة مستمرة صعودا و نزولا. نرى العديد من التوجهات الاسلامية المعتدلة الى المذهبية الى القومية الى الليبرالية الحاملة لعدد غفير من التوجهات المتناقضة مع بعضها، نلاحظ تفككات و تحالفات اخرى مصلحية انية و نرى انشقاقات و من ثم الاتحادات و هلم جرى، فنعد و لم نقدر على الاحصاء فيما بعد. المهم هنا، من يعتبر من هذه التجارب و يعيد حساباته بدقة و علمية و يقيٌم نفسه و يبني برامجه و خططه على قدر امكانياته و ما يتمكن نفسه، و يعيد الى اذهاننا هذا ما يتطلبه الواقع و التاريخ و طبيعة المجتمع، و من يعتمد عليهم ينجح في النهاية مع التجديد و التغيير و الحداثة في العمل. الاهم، بعد اعادة النظر في العمل و الصفات و السمات و الطريقة المتبعة، كيف تتخذ هذه الجهات القرارات المصيرية الهامة التي تمس نفسه قبل اي احد اخر و من ثم حياة الشعب و مستقبله ، و التي تبدا من الجهات و الكتل و الاحزاب الى القادة و الشخصيات و الاسماء و الرموز و المواقع المتنفذة. على الرغم من التركيبة الاجتماعية المتنوعة للمجتمع العراقي الا اننا نلمس التوجهات والنقاط المشتركة بينها هذا ما يمكن ان نثبته بالادلة لو دققنا في نتائج الانتخابات العامة ،ونتاكد من ذلك مسقبلا و هذا ما تثبته الايام، و ان حسبنا لكل الخصوصيات و السمات المتميزة للشعب العراقي و نظرته العامة الى القضايا و المواضيع العامة يجب ان نفتخر بما قمنا به خلال هذه السنين القليلة و اهم ما في الامر هو كيفية تجاوزه الصعاب و المعوقات الداخلية و الخارجية التي واجهته. لا يمكن ان نحدد التشابه في اية صفة بين المناطق المختلفة على الخارطة السياسية الاجتماعية العامة للعراق ، الا اننا نرى ما يمكن ان نقول ان الانتخابات الحديثة ارغمت العديدين على التوجه نحو العراقية في العمل بعيدا عن الشعارات الخيالية التي حملها العديدون طوال العقود المنصرمة، و ما افرزته من المفاجئات التي طفت الى السطح من الافكار و العقائد و النظرات التي كانت غير متاصلة و ما تبجحت بها الجهات السياسية خلال هذه المدة انكشفت زيفها من خلال الانتخابات، فاننا نتلمس تاثيرات التاريخ المليء بالنتاجات الحضارية على العقلية العراقية و مدى ترسيخها كخلفية واضحة في عمله و مسيرته، و توارثها جيل بعد جيل، و استوضحت بشكل جلي ما كانت الاصيلة و فصلتها عن الزائفة خلال هذه الانتخابات . فاننا نرى من المعتدل و المتشدد ، التعصبي القومي الليبرالي و اليساري، الاسلامي و المذهبي ، الاممي و المحلي ، و لكن الخط العريض لجميع تلك الافكار و المعتقدات مبني على ارضية الحضارة العراقية العريقة لخصوصياتها، و بما تتضمنه من السمات و العادات و التقاليد و الصفات و ما استنتجته الطبيعة الجغرافية و الوضع الديموغرافي العام في العراق. ما تتطلبه الحداثة و ما تفرضه ظروف اي جهة او حزب هوالاسراع في اتخاذ القرارات المصيرية الجذرية الضرورية و اعادة تنظيم الذات و قراءة ما تدعوه معطيات نتائج الانتخابات و ما اصبحت واضحة للعيان ، ان الشعب العراقي بجميع فئاته تهمه الاعتدال و الوسطية في جميع النواحي الفكرية الفلسفية و الايديولوجية ، و انه شعب يحب الحياة، و من لم يبن قراراته على هذه القاعدة سيتراجع رصيده يوما بعد اخر، اي ان هذه المحطة برزت لنا المساحة الواسعة من تفكير الشعب و ما على الجهات ان تنعكف عليه فيما بعد من اجل مصلحته و ليس لشيء اخر، و ما على الجهات و الاحزاب ان يتخذوها من القرارات و ما يجب الاقدام عليه بعد هذه العملية الديموقراطية هو قراءة النتائج بعقلانية و علمية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
-
البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
-
لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت
...
-
لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
-
نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
-
من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
-
هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا
...
-
كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في
...
-
يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان
-
الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية
-
ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
-
لم تترسخ المهنية في عقليتنا و عملنا بعد
-
الوضع النفسي العام للفرد العراقي و تداعياته في المرحلة الراه
...
-
نجاح العملية الديموقراطية مسؤولية الجميع في العراق
-
موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه
-
دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي
-
لا لعودة البعث مهما فرضت المصالح و السياسة العالمية
-
سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلا
...
-
ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
-
يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
|