|
العنجهية الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين من مظاهر احتضار العولمة الراسمالية وادواتها
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 11:45
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
العنجهية الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين من مظاهر احتضار العولمة الراسمالية وادواتها لجأ اقطاب النظام الراسمالي لحل اعقد نتائج اكبر ازماته في الثلاثينات من القرن الماضي الناجمة عن التطور غير المتناظر لاقطابه ، الى الحروب. فلم تقض الحرب العالمية الثانية على طموحات المنافس الاوحش المانيا الهتلرية في الهيمنة على العالم بل وقضت ايضا على هيمنة الامبريالية البريطانية المنقوصة على العالم نتيجة تواجد وتوسع المنظومة الاشتراكية المنافس، والمتهاوية . وتبوأت الولايات المتحدة الامريكية موقع القطب الاكبر وباشرت في مد هيمنتها على العالم والحد من توسع المنظومة الاشتراكية، عن طريق الحروب كما جرى في كوريا والفيتنام او عن طريق بث العملاء وتنظيم اشكال المقاومة فضلا عن ارهاقها بسباق التسلح . كما لجأت للهيمنة على البلدان التابعة والمتحررة من الهيمنة البريطانية عن طريق الاغراق بالديون والمساعدات وشراء الانظمة والحكومات واثارة الحروب الاقليمية والانقلابات العسكرية .واسهم انهيار التجارب الاشتراكية نتيجة عدم نضوج ظروفها الموضوعية والذاتية ، في استكمال العولمة الراسمالية، وهيمنة قطبها الاكبر الولايات المتحدة الامريكية . فلم يبلغ تطور قوى الانتاج آنذاك الى المستوى الذي يضمن تحرر البشرية من جميع اشكال الاستغلال، بتوفير من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته. ولم يبلغ تطور الفكر الانساني واساليب ووسائل تنظيم حياته وتعبئة قواه لادارة شؤون البشرية عموما. ولكن التجارب الاشتراكية عززت بنجاحاتها واخفاقاتها ثقة البشرية بقدراتها على التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الخالي من جميع اشكال الاستغلال. وبدأت البشرية تجد في تطوير افكارها وسبل ووسائل كفاحها لاسيما وقد ادت الثورة العلمية التكنولوجية الى تطوير القوى المنتجة الى المستوى الذي يضمن تحرير الانسان من استغلال اخيه الانسان على الرغم من كل وسائل واساليب مؤدلجو واداريو العولمة الراسمالية لعرقلة تطورها بل وتوجيه الثورة العلمية التكنولوجية لادامة هيمنتها عن طريق ابتكار افضع وسائل القتل والابادة و لاخطر وسائل واساليب تشويه سايكولوجية البشر وافكارهم بل وحتى تكوينهم البايولوجي . فالازمة العامة التي تمر بها العولمة الراسمالية اليوم ليست كالازمات التي مرت بها عبر تاريخها ، أي نتيجة فعل قوانينها الخاصة كقانون التنافس الحر والاحتكار والتطور غير المتناظر لاقطابها، والتي يمكن حلها عن طريق الحروب كما جرى في الحرب العالمية الاولى والثانية . فالاقطاب الراسمالية مع تعددها اليوم تتنافس ولكنها وبنفس الوقت تتلاحم مصالحهاعبر الشركات عابرة القارات فضلا عن توحدها في مجابهة طموحات البشرية للتحرر، الخطر المشترك. فضلا عن شمول الازمة لجميع الاقطاب وان بشكل متفاوت وعدم قدرة أي منها على خوض الحرب فيما بينها. وايقظ هذا الضعف طموحات انظمة وحركات سلفية في الهيمنة على العالم كالنظام الايراني والاسرائيلي والسعودي ، رغم تبعيتهم المتفاوتة للقطب الاكبر واحتمائهم بجبروته من بعضهم ومن شعوبهم. وفي نفس الوقت تصاعد الصراع بينهم من اجل الهيمنة على العالم بدءا بمنطقة الشرق الاوسط المشتركة بينهم جغرافيا. و تشترك هذه الانظمة الثلاثة باسلحتها الايديولوجية المغرقة بالسلفية فاسرائيل تخبل اليهود بشعار شعب الله المختار وايران والسعودية يخبلون شعوبهم بانهم خير امة اخرجت للناس، واقتسام استعبادهم وشق وحدتهم طائفيا . لقد اقيمت اسرائيل عام 1948 كاداة لهيمنة القطب الاقدم للراسمالية بريطانية على الشرق الاوسط. ومن ثم طورت كقاعدة للقطب الاكبر الحالي الولايات المتحدة على الشرق الاوسط وسلحت باحدث اسلحة الدمار الشامل ولاسيما السلاح النووي. ودعمت كل سياساتها العدوانية ضد الدول العربية وكل حروبها التوسعية ومررت كل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني بما فيها استخدام الاسلحة المحرمة دوليا كاليورانيوم المنضب والفسفور الابيض والحصار الاقتصادي الظالم. في حين نشأ النظام الايراني السلفي عام 1979 وتطور على حساب دماء وتضحيات الشعب الايراني، بدعم العولمة الراسمالية ولاسيما قطبها الاكبر امريكا. واستغل النظام الايراني تضعضع مواقع القطب الاكبر وحاجته لفرض الهيمنة على الشرق الاوسط في التوسع واقتسام الهيمنة في كل من لبنان والعراق. واتصاعدت طموحات النظام الايراني لمد نفوذه الى اليمن وصولا الى افريقيا. فلم يعد بقدرة الولايات المتحدة تحمل هذه الطموحات الايرانية. واخذت تهدد ايران بالحرب بحجة امتلاكها للسلاح النووي . ولكن الواقع اقوى من الطموحات فليس بمقدور الادارة الامريكية شن الحرب على ايران لان الحرب في عصرنا لايمكن حصر مواقعها ومداها واقل مدى لها هو منطقة الخليج اهم مناطق النفوذ الامريكي واغناها بالنفط. فانبرت اسرائيل بعنجهيتها الفارغة للتغطية على التردد والضعف الامريكي، تهدد بتوجيه الضربة الى المراكز النووية الايرانية وهي تدرك حجمها هي بالذات وبالتالي مصيرها . فقنبلة نووية واحدة قادرة على محوها من الوجود. ولتغطية تراجعها عن عنجهيتها بشن الحرب على ايران اشغلت العالم بافضع جريمة بحق الشعب الفلسطيني عن طريق اهانة كرامته بفرض تهويد القدس وفرض الاستيطان وتحويل جميع التراث الفلسطيني الى تراث اسرائيلي. فانطلق للشعب الفلسطيني للدفاع عن كرامته وحقوقه واراضيه وتراثه رغم كل ما يعانيه من انقسامات في قواه السياسية وكل عهر الانظمة العربية ، مسلحا بسليقته الثورية التي عجزت كل وسائل واساليب اعاداء البشرية في قتلها فهو الشعب الذي علم البشرية طيلة ما يقرب من قرن منذ بدء نشوء فكرة اقامة دولة اسرائيل عام 1917 في وعد بلفور، مقاومة الظلم والاستعباد، فنال تقديرها ودعمها. في حين تتردد اسرائيل في استخدام اساليبها الاجرامية لقتل مقاومته علنا وهي مثقلة بتجريم البشرية لها على ما اقترفته عبر تاريخها من جرائم ولاسيما في حربها ضد الشعب الفلسطيني في غزة . نعم فالعنجهية الاسرائيلية الاخيرة في فلسطين والعنجهية الايرانية في العراق واليمن هي من مظاهر ازمة احتظار الراسمالية وادواتها اسرائيل والانظمة السلفية الاخرى . سعاد خيري في 17/10/2010
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركت الانتخابات الشعب العراقي واطلقت طموحاته للتغيير بغض الن
...
-
عاد الشعب العراقي يدهش العالم بتحديه لاعتى اعداء البشرية واخ
...
-
شوهت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سايكولوجيا البشر والثورة
...
-
الاحتفاء بيوم المرأة العالمي تعزيز للكفاح الوطني والعالمي لت
...
-
الشيوعيون العراقيون الاجدر بثقة الجماهير الطامحة للتحرر والد
...
-
ارجاع العراق قرن الى الوراء ليس خروجا عن المادية الديالكتيكي
...
-
الانتخابات البرلمانية العراقية في ظل الاحتلال اخر فصول ابادة
...
-
تصعيد التهديد الامريكي لايران بالحرب بحجة امتلاكها السلاح ال
...
-
جامعة الصداقة بين الشعوب احد اعظم منجزات الحركة الشيوعية في
...
-
محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكم
...
-
عقود من الدكتاتورية وسبع سنوات من الابادة والترويع تعجز عن ش
...
-
الفوضى المدمرة للانتخابات العراقية في ظل الهيمنة الامريكية ا
...
-
الراسمال الارهابي اخطر مراحل الراسمالية وعشية تحرر البشرية ا
...
-
توارد قرارات وزير الداخلية بتقييد حرية سفر المرأة العراقية م
...
-
خصخصة الحرب والاحتلال بواسطة الشركات الامنية آخر ادوات الراس
...
-
سجل احتلال ايران بئر فكة تصاعد الصراع الايراني الامريكي وكفا
...
-
الشعب العراقي يحدد -الامن- امنية البشرية الرئيسية في عصرنا،
...
-
تحتفل البشرية بانجازات عام استكملت القاعدة المادية لتحررها ر
...
-
الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى
...
-
قمة المناخ في كوبنهاكن نقاشات وصرعات لتضليل البشرية والهائها
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|