|
هيت في سنة 1935
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 22:15
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عادات الهيتيين(1) يقول الكاتب عاداتهم حميدة ولا يوجد مثل عاداتهم يقدمون في أعيادهم الحلويات بعد أن يتعايدون ثم تنصب مائدة فيها أنواع من المأكولات ويلزمون كل من كان حاضرا بالأكل منها ولو قليل ويكون ذلك في صباح يوم العيد ومن عاداتهم أن يتصالح الجميع أيا كان الخلاف والخصام بينهم وفي العيدين يخرجون إلى خارج البلدة فرحين مسرورين وهناك تدق الطبول ويلعبون أنواع اللعب . لقد كان أبناء المدينة يكرهون أي شحاذ لذلك لا نجد فيها من يستعطي ولو هلك جوعا لان ذلك عيب في مدينتهم ومنقصة عليهم وإذا ما جاء شحاذ من خارج المدينة يجمعون له المال ويسفروه لاتهم يقدرون العمل والكدح من اجل الرزق .هم يدعون الموظفين إلى الولائم ويغمرونهم بعطفهم لذلك يشعر الموظف انه في بلده لهجتهم تشبه الموصل وتكريت. ذوو شيمة يساعدون الغير قي الحريق وفي دفن الموتى يتعاونون . في هيت (20) حانوتا للنجارة ثم الحدادة وهي اقل من النجارة وعددها( 5) محلات وفيها حياكة العبي ونسيج الشفوف والبسط وفيها نحو (20) حائكا ويعملون الجرار ويطلونها بالقير وهي تحفظ الماء ويسمى في هيت (بتي) ويعملون جرارا من التنك ،ومن الطين ولها محل خاص، ويصنعون أحذية وطنية تسمى كلاش تصنع من صوف أو قطن أو جلد البقر أو الإبل، ويعملون الحصران من سعف النخيل على أحسن نوع، ومنهم من يصنع القفف ويستعملها الملاكون لأجل عبورهم فيها من جهة إلى الضفة الأخرى من النهر . فن البناء متقدم أحسن من سائر النواحي ، ومما يثنى على أهل البلد روح الوطنية فيهم وخاصة التلاميذ، فهم يقاطعون البضائع الأجنبية منذ ست سنوات وكلهم يلبسون السدائر الوطنية والأقمشة الوطنية . مهن الهيتيين أكثرهم زراعيون وبعضهم فلاحون، وآخرون يشتغلون بالزفت والقار، وقسم قليل بالتجارة والصناعة، أما المكسب فيها في الوقت الحاضر ففي كساد .إن الزراعة متقدمة فيها، فيزرع فيها أنواعا من حبوب الحنطة والشعير والذرة والدخن والماش والعدس ومن الخضر اللوبيا والفول والباذنجان والطماطة. ويعتنون كثيرا في إنتاج الفواكة كالعنب والمشمش والتفاح وأنواع التمور. ومن أشهر ملاكيها حمزه كيلاني، ومحمد الردام وعبد الوهاب محمد ياسين، وإسماعيل كيلاني، والحاج مزبان، والحاج محمد عبيد ،عبد الرحمن الفليوي ،والحاج حسن رديعان، وعبد الرزاق حمد، وناصر الشوكة، والحاج ياسين الحاج محمد، ووهيب احمد ياسين، وسعيد عبد القادر، وقاسم الصعب. قرية التربة عبارة عن قرية صغيرة واقعة على الضفة الأخرى فيها كثير من النخيل والأشجار نفوسها (300 )نسمة وفيها (25)دارا وفيها أناس خصصوا دورهم للضيافة وعمل البن لأجل شرب المسافرين واجتماع الفلاحين.إن منظر هيت من "التربة " يشبه منظر القسطنطينية، وقد شاهدناه حقيقة ولو لم نر القسطنطينية لصدقنا هذا الخبر لأننا سمعناه من كثيرين، والحق يقال أن هذا المنظر أبدع ما رأيناه. الحالة الاجتماعية في المدينة بائع جرائد واحد، تأتيه الجرائد يوميا فيشتريها أكثر الأهليين ليطلعوا على الأخبار المحلية والأمور النافعة للبلاد، وهي في تقدم مستمر وأكثر الأهليين يحبون الاختلاط مع رجال المعارف والدليل على ذلك زياراتهم العديدة إلى المدرسة وكذلك الاشتراك في نادي الموظفين ومنهم من كان يريد الاطلاع على الحركة العلمية. وفيها دواوين مشهورة بإكرام الضيوف تقدم فيها القهوة والمبيت حسب العادة العربية القديمة ويكون الاجتماع فيها ليلا لكل واحد ويبقون أحيانا إلى ساعة متأخرة من الليل، ويذهب بعضهم إلى الدواوين لشرب القهوة هناك قبل مباشرة أشغالهم. ومن أشهر رجال الدواوين :عبد الوهاب محمد الياسين، ومحمد بريكع، و جمعة فتاح، وعبد الرزاق الحمد بن الشيخ ذياب الياسين، وإسماعيل محمد الكيلاني، وحبيب الرجب ،وعبد الرزاق مطلك رديعان، ومحمد الردام آل عبد الغني، وفي التربة يوجد ديوان الحاج حسن آل رديعان، وأخوه عبد الرزاق، وابن عمه فزع الياسين، وفي قرية الدرستانية يوجد الحاج صالح أمين سعودي. الحالة الصحية جيدة ما عدا مرض التراخوما فهو منتشر كثيرا وهناك مرض اللواث وهو معدي وسببه التلوث ويظهر في الشفتين وسمعنا من طبيب المركز أمين أفندي شكر الله يقول إن الرائحة المنبعثة من عيون القار والزفت تفتل كثيرا من الحشرات وأهل بصورة عامة صحيحو الأبدان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ميخائيل أفندي توماس ،هيت معلومات عمومية ، مجلة النجم الموصلية ، السنة السابعة،العدد السابع، ايلول 1935،ص311-315
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيت الحزب
-
البطاقة الثانية إلى هيت
-
-نصي ثلج- بنت الرجال
-
حب هيتي
-
عيناك مثل مدينتي
-
البصرية
-
تسمية هيت
-
العراق للعراقيين يا هاشمي
-
هيت والشعراء والصور
-
مدني صالح ...سيرة وذكريات
-
معارضة قصيدة ماذا أقول له للشاعر نزار قباني
-
الناعور
-
رحلة في تراث هيت
-
الغيرة
-
ايمان
-
ويكفينا الفرح بما تحقق
-
قراءة في قصص باب السنجة
-
نصاب المصلحة ونصاب السلوك
-
بطاقة الى العام 2010
-
أيها النواب افتحوا القائمة واجعلوا العراق دائرة واحدة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|