|
لماذا يهينون المصريون تاريخهم ويكرهون حضارتهم ؟ 2-2
لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 21:46
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في مقال للدكتور احمد صبحي منصور في موقع الحوار المتمدن كتب:في تلك القرون الوسطى نظر الحكام والأجانب إلى الآثار على أنها أصنام لا مانع من إزالتها , وكان الذهب هو المقصود الأعظم من البحث والتدمير لتلك الآثار, وتلك مهمة تركها الحكام لكل من شاء وبدون رقيب , وصحيح أن المعابد الوثنية كانت تشكل الجزء الأكبر من الآثار الفرعونية إلا أنها أصبحت مهجورة وزالت عنها القداسة بعد أن انصرف عنها المصريون إلى المسيحية, والغريب أن العصور الوسطى كانت عصور تقديس الأضرحة والقبور المقدسة والأولياء الأحياء والأموات ومع ذلك احتقروا التماثيل والتصاوير الفرعونية التي لم تعد مقدسة ولم يعد أحد يحج إليها على سبيل التبرك , وفيما عدا عبد اللطيف البغدادي فإننا لا نشهد مؤرخاً اهتم بالآثار المصرية اهتماماً علمياً , والمقريزي – أعظم المؤرخين المصريين – تحدث عن الآثار المصرية بما يشبه قصص المصاطب وحكاوي القهاوي , مما يعكس إهمال المثقفين لتلك الحضارة الخالدة ويقول سيادته ان التدمير لحق بعشرات الأهرام الأخرى , إذ كانت هناك كثير من الأهرام تبدأ من الجيزة وتمتد مسافة يومين سيراً على الأقدام, وكان معظمها صغير الحجم , وقد هدمها قراقوش وبنى منها سور القاهرة والقلعة وقناطر الجيزة وقد بقى من أنقاضها ردم كثير وصفه عبد اللطيف البغدادي الذي وصف ايضاً أهراماً كثيرة في منطقة أبي صير, وبعضها كان انهدم وكانت بقاياه تؤكد أنه كان في حجم الهرم الأكبر في الجيزة, وما بقى من أهرام أبي صير كان مختلف الأحجام والأشكال منه المدرج ومنه المخروطي . يقول جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب ص 47: وكان من آثار هذا الجهل بأهمية الآثار إن أزيلت معالم ابنية وقصور،وحطمت تماثيل وكتابات،لغرض استعمالها في البناء، وقد كان على مقربة من "سدوس"، أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة،وأن من جملتها شاخص كالمنارة، وعليها كتابات.كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها، فهدمها أهل سدوس، لاختلاف بعض السياح من الإفرنج إليها ملاحظة التداخل معهم. ومثل ذلك.حدث في اليمن وفي مواضع أخرى من أمكنة الآثار. وقد هدمت قرى ومسن في الجاهلية وفي الإسلام من أجل استعمال أنقاضها في بناء أبنية جديدة. ذكر "الهمداني" حصن "ذي مرمر"، وهو من المواضع الجاهلية المهمة، وكذاك "شبام سخيم" "يسخم"، وبقيا معروفين زمناً طويلاً بعده، ثم جاء أحد الأتراك واسمه "حسن باشا" فهدم حصن "ذي مرمر" لينشئ في أسفله مدينة جديدة، أخذ معظم مواد بنائها من "شبام سخيم". وذكر إن حكومة اليمن قامت بعد سنة "1945 م" ببناء ثكنة لجنودها في المنطقة الشرقية من اليمن في "مأرب" على نمط الثكنة التي بناها الأتراك في صنعاء، فهدموا أبنية جاهلية كانت لا تزال ظاهرة قائمة، واستعملوا الحجارة الضخمة التي كانت مترامية على سطح الأرض، وأزالوا بعض الجدر والأسوار وحيطان البيوت عند بناء تلك الثكنة، فطمسوا بذلك بعض معالم تاريخ اليمن للقديم، وأساءوا بجهلهم هذا إلى قيم الآثار إساءة لا تقدر في نظر عشاق التاريخ والباحثين في تاريخ العرب قبل الإسلام. (انتهي) وقد دلت الأدلة الشرعية على وجوب هدم الأصنام ، ومن ذلك : 1- ما رواه مسلم (969) عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ، ولا قبراً مشرفا إلا سويته " . 2- وما رواه مسلم (832) عن عمرو بن عبسة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : وبأي شيء أرسلك ؟ قال : " أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ". ويتأكد وجوب هدمها إذا كانت تعبد من دون الله : قال النووي في "شرح مسلم" في كلام له على التصوير : وَأَجْمَعُوا عَلَى مَنْع مَا كَانَ لَهُ ظِلّ , وَوُجُوب تَغْيِيره اهـ . والذي له ظل من الصور هو الصور المجسمة كهذه التماثيل . وأما ما يقال في ترك الصحابة رضي الله عنهم للأصنام في البلاد المفتوحة ، فهذا من الظنون والأوهام ، فما كان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوا الأصنام والأوثان ، لاسيما مع كونها معبودة في ذلك الزمن . فإن قيل : فهذه الأصنام القديمة للفراعنة والفينيقيين وغيرهم ، كيف تركها الصحابة الفاتحون ؟ فالجواب : أن هذه الأصنام لا تخرج عن ثلاثة وجوه : الأول : أن تكون تلك الأصنام في أماكن نائية لم يصل إليها الصحابة ، فإن فتح الصحابة لمصر مثلاً لا يعني وصولهم إلى كل أرض فيها . الثاني : أن تكون تلك الأصنام غير ظاهرة ، بل داخل منازل الفراعنة وغيرهم ، وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم الإسراع عند المرور على ديار الظلمة والمعذبين ، بل جاء نهيه عن دخول تلك الأماكن . ففي الصحيحين : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، أن يصيبكم مثل ما أصابهم " قال ذلك صلى الله عليه وسلم عند مروره على أصحاب الحجر، في ديار ثمود قوم صالح عليه السلام . وفي رواية في الصحيحين أيضاً : " فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم ، أن يصيبكم مثل ما أصابهم ". والظن بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إن رأوا معبداً أو منزلاً لهؤلاء أن لا يدخلوه ، وأن لا يطلعوا على ما فيه . وهذا مما يزيل الإشكال حول عدم تعرض الصحابة للأهرام وما فيها ، مع احتمال كون أبوابها ومداخلها مطمورة بالرمال في ذلك الوقت . الثالث : أن كثيراً من هذه الأصنام الظاهرة اليوم كان مغموراً مطموراً ، أو اكتشف حديثاً ، أو جيء به من أماكن نائية لم يصل إليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . فقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول ونحوها : هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟ فقال : كان أكثرها مغموراً بالرمال ، ولاسيما أبا الهول . (ونحمد الله ان اعمي عيونهم) (شبه جزيرة العرب 4/1188). ثم يقال لو قدر وجود تمثال ظاهر غير مطمور ، فلا بد من ثبوت أن الصحابة رأوه، وأنهم كانوا قادرين على هدمه . والواقع يشهد أن بعض هذه التماثيل يعجز الصحابة رضي الله عنهم عن هدمه ، فقد استغرق هدم بعض هذه التماثيل عشرين يوماً ، مع وجود الآلات والأدوات والمتفجرات والإمكانيات التي لم تتوفر للصحابة قطعاً . ومما يدل على ذلك ما ذكره ابن خلدون في ( المقدمة ص 383) أن الخليفة الرشيد عزم على هدم إيوان كسرى ، فشرع في ذلك وجمع الأيدي ، واتخذ الفؤوس ، وحَمَّاه بالنار ، وصب عليه الخل ، حتى أدركه العجز وأن الخليفة المأمون أراد أن يهدم الأهرام في مصر فجمع الفعلة ولم يقدر . وأما التعلل بكون هذه التماثيل من التراث الإنساني ، فهذا كلام لا يلتفت إليه ، فإن اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام كانت تراثاً لمن يعبدها في قريش والجزيرة . وهو تراث ، لكنه تراث محرم يجب إزالته ، وإذا جاء أمر الله ورسوله فالمؤمن يبادر إلى الامتثال ولا يرد أمر الله ورسوله بمثل هذه الحجج الواهية ، قال تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور / 51 ونسأل الله أن يوفق جميع المسلمين لما يحبه ويرضاه . والله أعلم . ويقول المقريزي :ان العزيز عثمان بن يوسف الايوبي 1196م أمر رجاله وجنوده بهدم الهرم الأكبر وارسل حملة من رجال المحاجر والعمال والجنود تحت قيادة احد الامراء ليقوموا بهدمه واقاموا حوله معسكر واستحضروا له عمالا من جميع البلاد وأعدوا المعدات والروافع وعملوا ثمانية اشهر كاملة لم يتمكنوا خلالها من ازالة اكثر من حجرين في اليوم فتوقفوا عن العمل وقاموا بجمع الاحجار من المقابر المتداعية والاهرام الصغيرة...!!!!!!!!! هل رأيتم أغبي من هذا. ويقول د.سيد كريم :وفي كتاب القوة الخفية للاهرامات يقول المؤلف شول إن الهرم بقي سرا مغلقا لايعرف له أحد منفذا للعديد من القرون . وفي عام 820م وصل الي علم الخليفة المأمون نبأ وجود كنوز عظيمة ومحتوياته لاتقدر بثمن مدفونة داخل الهرم , فنظم المأمون حملة من المهندسين والمعماريين والبنائين ونحاتي الاحجارليستولي علي الكنوز . وقد قاموا بمحاولات عديدة لشق انفاق داخل الهرم بطريقة بدائية تخريبية لم يكن همهم سوي الوصول الي هدفهم فقط ولو علي حساب اكبر أثر واعظمه في العالم كله . وقد كرر هذا العمل احمد بن طولون 875م اخيرااختم المقال بهذه الفتوي :سأل احد القراء عبر مجلة عقيدتي التي تصدر في القاهرة العدد الصادر بتاريخ 20-6-2000 عن حكم الدين في زيارة الآثار الفرعونية وهل تعتبر من الاصنام وقد أجاب أحد رجال الدين بالقول : إن الناتج المعماري والفني لشعب مصر في الأزمنة القديمة هو تاريخ من تواريخ الأمم السابقة ولاعلاقة لها بنا , لقد ملأ المصريين والرومان الأرض صناعة وعمرانا ولكن ماذا كان مصيرهم لقد انقرضوا واصبحوا عبرة لمن يعتبر أما نحن كعرب فننظر اليهم من باب الاعتبار والعظة ونعرف كيف كانت عاقبة المجرمين .. ولي سؤال اخير هل المحتل العربي يستحق منا ان نبجله ونرفعه فوق رؤوسنا وان نتغني بامجاده وحضارته ويكون لنا شوفينية نحوه ام يجب منا ان نرفضه بل ونحتقره ؟؟؟؟ وهل في سبيله نكره اخوتنا الاقباط المشاركين لنا في الوطن ولا داعي ان اقول اصلاء الوطن حتي لايغضب منا زورا المتشددين والمتعصبين والمتأسلمين والوهابيين وكل الغرباء المحتلين .....وياليت شعري ..!! الكاتب والمُفكِر الليبرالي محمد البدري: يقول النظام الحاكم في مصر ما زال مُصِرًا على استحضار قيم العروبة من الخارج على حساب القيم المصرية الأصيلة، وهذه القيم العربية التي يستحضرها النظام ضد الأقباط وضد ما هو قبطي (مصري)، وبالتالي فالتوجه العروبي والإسلامي لمصر ينفي كل ما هو قبطي
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يهينون المصريون تاريخهم ويكرهون حضارتهم ؟ 1-2
-
قراءة في كتاب خلف الحجاب
-
سيد القمني وكعبة سيناء
-
النصرانية ليست مسيحية ياسادة
-
الاقباط في ظل الزمن الجميل(محطم السلاسل)
-
علي هامش التظاهرات
-
أوهام شوفينية للاحتلال العربي لمصر
-
رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 4/4
-
رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 3/4
-
رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 2/4
-
رؤية رجل عاقل في المسألة القبطية (1)
-
شهاب الدين اتعس من اخيه ......
-
الشيخ حسونة العاقل وقرضاوي الناقل
-
اشاعات عوائق بناء الكنائس
-
الكذب وموت الضمير
-
الرئيس القادم لحكم المحروسة
-
حتي انت ايها الوزيرالجليل
-
البابا ولجنة الحريات وصحفي مأجور
-
التدليس علي البرلمان الاوربي
-
الزمن الجميل هل يعود
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|