زياد كسَّاب
الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 14:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
افتتحت مساء أمس جماعات يهودية متشددة «كنيس الخراب» وسط انتشار أمني إسرائيلى مكثف وذلك بمشاركة رئيس الكنيست روفن ريفلين وعدد من الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو وكبار حاخامات إسرائيل. ويقع المعبد على بعد أمتار إلى الغرب من حائط البراق والحرم القدسي. تقول هيئة «المشروع الإسرائيلي» الحكومية إن الكنيس بني في العام 1864 واسمه في الأصل «بيت ياكوف» ودمر في العام 1948 من قبل القوات الأردنية, بينما ذكرت مصادر فلسطينية أنّ هذا الكنيس بني على أنقاض مسجد يعود إلى الحقبة العثمانية. أيضاً فهذا الكنيس يعد وفقا للمعلومات الصادرة عن «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أكبر وأعلى كنيس يهودى يبنى بالقرب من المسجد الأقصى، وأقيم على حساب المسجد العمرى وعلى أرض وقفية إسلامية فى حارة الشريف، وهو الحى الذى احتلته إسرائيل عام 1967، ويقول اليهود إنهم فقط قد أعادوا ترميمه.
و الجدير بالذكر أن لبناء هذا الكنيس علاقة -وفقا للمعتقدات والنبوءات اليهودية- بقرب إعادة بناء هيكل سليمان فوق أنقاض المسجد الأقصى, فهناك نبوءة صدرت عن حاخام شهير تقول بأن يوم البدء فى بناء الهيكل الثالث (هيكل سليمان) سيكون هو اليوم الذى يلى إعادة افتتاح كنيس الخراب، أى أن الشروع فى بناء هيكل سليمان سيبدأ من اليوم الثلاثاء .
ساهم الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسف في عظته الدينية في تفسير السياسة التي ينبغي أن تدأب عليها حكومة اليمين الاسرائيلى, وقال إنه في القدس لا يسكن سوى شعب إسرائيل, فالسور يكرس قداسة المكان, و أضاف بأن كل الأغيار (غير اليهود) سيأتي المسيح ويحرقهم كلهم دفعة واحدة ويلعن أباهم !!.
أما على المستوى السياسى , فإن حكومات اسرائيل كانت و لا زالت تصر على أن القدس (شرقيه و غربيه) هى عاصمه موحده لدولة اسرائيل و بالتالى فهى تكرس لاستبعاد القدس الشرقية تماما من أى عملية تفاوضية، خاصة القدس القديمة والمسجد الأقصى تحديدا والذى تنتهز جماعات يهودية عديدة اللحظة المناسبة لهدمه وبناء هيكل سليمان فوق أنقاضه.
و لنا أن نتصور اذا وضعنا فى الاعتبار ما عُرف عن العرب من أنهم مجرد ظاهره صوتيه لا يجيدون سوى الكلام و الضجيج بلا طحن , فان اسرائيل سوف تحصل على ما تريد و تنجز ما خططت له , و سوف لا يتعدى رد الفعل العربى و الاسلامى لطم الخدود و شق الجيوب و جهاد الميكروفونات . و سوف يصبح المسجد الأقصى قبلة المسلمين أثراً بعد عين . فإلى أين سوف يولوا وجوههم عند صلاتهم ؟ , لست أدرى !.
#زياد_كسَّاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟