أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بريهان الجاف - المرأة والمجتمع المدني














المزيد.....

المرأة والمجتمع المدني


بريهان الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 21:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يدرك الجميع دور وأهمية مؤسسات المجتمع في التنمية الشاملة لأي أمة تسعى للرقي والتكامل، إذ انها تمثل الحلقة الوسطى بين الدولة والفرد، فهي من جانب تعمل على مساندة الدولة لإكمال وظائفها التي يحتاج الفرد إليها، ومن جانب آخر تمثل شريكاً، له دور في تنمية المجتمع، وهنا يبرز التكامل في البناء وتحمل المسؤولية، وتتجلى في ذلك وحدة العمل، عبر توسيع مبدأ المشاركة الشعبية، وذلك من خلال إشراكها في إدارة المجتمع وتطويره، والاضطلاع بدور فاعل منتج في الحياة العامة، والدفع بمشروع النهضة بما يتلاءم مع روح العصر. وتواجد هذه المؤسسات في أي مجتمع حق من حقوق أبنائه المواطنين دون تمييز، إذ أن هدفها الرقي بالمجتمع، سواء من خلال المساهمة في الحفاظ على البيئة أو الدفاع عن حقوق الإنسان، أو تحسين الوضع الصحي، أو المشاركة في البرامج الاقتصادية، والأنشطة التعليمية، مما يستدعي عدم تجاهله من قبل الحكومات، فعائده هو ترسيخ مبادئ السلم الاجتماعي وتعزيز وحدة البلاد. ويجب على الدولة أن تعي أدوار هذه المؤسسات، وتعمل على تمكينها من القيام بواجباتها في تفعيل الحراك الفكري والثقافي والاجتماعي وحتى السياسي، بما ينسجم مع الثوابت الوطنية، من خلال تمكينها من المشاركة في صنع القرار، مما يسهم بالتالي في تعميق روح الولاء للوطن. كما يتوجب على الدولة أن تنفتح على متطلبات وحاجات العصر في هذا المجال، وان تعي وتتيقن أن هذه المؤسسات ليست خصماً، كما أنها ليست تابعاً لها، وإنما هي شريك حقيقي تنموي، يمثل محركاً فاعلاً للحياة اليومية في كل إيقاعاتها، وداعماً للجهود الرسمية التي تصب في مصلحة المواطن. ولكون المرأة إحدى مكونات المجتمع، وجزء أساسي في بناء النسيج العام له، وشريك في التنمية، لا مستهلك لها - كما يتصوره البعض -، كان لا بد أن تضطلع هذه المؤسسات بدور بارز في حماية المرأة، وضمان حقوقها كاملة غير منقوصة، والاهتمام ببرامجها التنموية، والاجتماعية، وتطوير مشاركتها في النشاط الاقتصادي، من خلال توفير فرص العمل لها. كما يجب أن يكون لها دور بارز في التعاون والتنسيق مع باقي سلطات الدولة، من أجل وضع إستراتيجية وطنية تمكن المرأة اقتصادياً، والذي هو من أحد أهم مستلزمات نهوضها، في سياق مفهوم التنمية الإنسانية الشاملة. ومن هنا يبرز الدور الإيجابي الذي يمكن أن تمارسه مؤسسات المجتمع المدني مع النصف المعطل من طاقات الوطن (المرأة)، حيث يتحقق حينها مفهوم التنمية الجديد، القائم على تقاسم الأدوار بينها وبين القطاعين الحكومي والخاص، ضمن إطار تشاركي تكاملي، وذلك بعد الوقوف على احتياجات المجتمع، ثم العمل نحو تحقيقها. لكن وبكل مصداقية أنى لنا ذلك وواقعنا يفتقد المناخ الطبيعي الحر في أن يكون له صوت يُسمع، ورأي ووجود عملي يُحترم، ومهيأ لمثل هذا التواجد المؤسساتي الذي يخدم مصالح الوطن عبر الرجل، ناهيكم عن المرأة؟ ولعل المشكلة تتجلى بدءاً في مدى القناعة بأهمية وجود مثل هذه المؤسسات، ففي الوقت الذي أصبح اليوم للمجتمع المدني (بمؤسساته) دور كبير في تدبير شؤون المجتمعات محلياً ودولياً، كذلك في التوجهات والقرارات التي تتخذها المنظمات والهيئات الدولية؛ يجب أن نعترف بان الوعي لدينا بأهميتها لا يزال قاصراً جداً، وضعيفاً عن أن يحقق ما نطمح إليه كمواطنين. كما يستلزم منا أن لا نتوارى خلف ادعاءات التقدم في هذا الجانب، إذ أن الباب لا زال موصداً أمام كل الطموحات. وهذا الوضع لا بد أن يُدرك مدى خطورته. فعلى الرغم مما شهدته مؤسسات المجتمع المدني على مستوى العالم ا، خاصة فيما يتعلق بقضايا تمكين المرأة، من نقلة نوعية متميزة في وتيرة أنشطتها ومجالاتها وتأثيراتها على مجتمعاتها، وإن كانت أقل من المأمول في بعض الدول؛ نرى مجتمعنا لا زال يراوح مكانه في ذلك، مع وجود بعض المؤسسات التي ساهمت إلى حدٍ ما في عطاء لهذا المجتمع من خلال بعض برامج التوظيف، التزويج، تدريب المرأة على المهارات، والدورات التأهيلية... كما تواجهها الكثير من العقبات كنقص الكفاءات المتخصصة، وعدم وضوح الرؤية والرسالة لديها، وتعدد الاهتمامات وعدم التخصص، مما يتطلب النظر لهذا الجانب بثقة وتفاعل ايجابي، بهدف التعرف على ما تملكه من عوامل النجاح والإخفاق، والاستفادة من تجاربها، ومدى تأثيرها على مجتمعاتها، لنقرر حينها أين يجدر بنا وضع أقدامنا.



#بريهان_الجاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشرات الثقافة العربية
- ثقافة حقوق الانسان
- لحظة البوح
- لجوء وطن
- رسائل من اللاذقية
- دفاعا عن الأصنام
- حوارات مع الذات
- المجتمع المدني والحقوق الطبيعية
- العرب والديمقراطية
- قراءة في تفكير الغرب
- المراهقة و أساليب علاجها
- 171 مراهق
- تجاوز ايها الرجل شرقيتك
- دور وواقع المجتمع المدني
- ثقافة بلا صخب ولا ضجيج
- الرجل الشرقي والنت
- إليك أيها الرجل
- ثقافة العنف الى أين؟؟


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بريهان الجاف - المرأة والمجتمع المدني