سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 897 - 2004 / 7 / 17 - 08:40
المحور:
الادب والفن
أنا منتظِــرٌ ما يمحوه الليلُ ؛
اختفت الزّرقةُ منذ الآن
ولستُ أرى إلاّ طيراً مَـسْــكنُــهُ ســقفي القرميــدُ ،
سـتُمسي كلُ سقوفِ القرميدِ رماداً
وستلبسُ حتى ساحةُ سياراتِ الحيِّ حِــداداً
تلبسُ حتى الأشجارُ ســواداً مُـلْـتبساً …
مَــنْ ستُـغَــنِّــي ؟
هل أُرهِفُ ســمعي للرعدِ بأرضٍ أخرى؟
هل ألجأُ للهاتفِ :
غَــنِّــي لي يا ساقيةَ المقهى البحريّ !
وغَـنِّــي لي يا صاحبةَ المطعمِ …
غَــنِّـي لي يا دُمْـيةَ محرابٍ زمنَ العبّـاسيينَ ؛
البصرةُ ما صلّتْ لأذانٍ يرفـعُـه بشّــار
البصرةُ لم يُرعِــشْها مقتلُ بشّــار
لكنَّ الأَمَـةَ السوداءَ – فريدةَ أُمَّـتِـها – سارت تبكي بشّــار …
………........
…………….
…………….
اختفت الزُّرقةُ ؛
ها هوذا الليلُ الـماحي كلَّ الأفوافِ
الـمُـغْـلِـقُ كلَّ الأفواهِ
الهابطُ ، كالرمل البركانيّ على الأمواهِ …
الليلُ الـمُـعْـلَنُ ، هذا الليلُ
المُـعلَـنُ ، والملعونُ
القاتلُ
والمجنونُ ؛
الليلُ الســيِّــدُ هذا الليل
الليلُ الأبيضُ هذا الليل …
الليلُ الـنّصلُ
الصِّــلُّ
الصافرُ …
ليلُ قطاراتِ القتلى المشحونينَ إلى قـمـرِ الكثبانِ
……………
……………
……… …..
اختفت الزرقةُ ؛
والليلُ يغور
أعمقَ حتى من تهجئة الدَّيجـــــور .
لندن 6/7/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟