شارون يستكمل خطاب بوش

حنا عميرة

الحوار المتمدن-العدد: 185 - 2002 / 7 / 10 - 06:52
المحور: القضية الفلسطينية
    

          من الواضح أن ما أسماه شارون، في خطابه أمام المنتدى الإقتصادي الإسرائيلي، بخطته غير المعلنة والتي صاغها بالتفاهم مع الإدارة الأميكرية هي نفس ما ورد تقريباً في خطاب الرئيس بوش عن تغيير القيادة الفلسطينية وهذا هو المقصود بالإصلاح وفق المفهومين الأميركي والإسرائيلي إضافة الى وضع السلطة الوطنية الفلسطينية تحت الوصاية الأمنية والإقتصادية الدولية والى اجراءات لتحسين شروط المعيشة وتقديم مساعدات انسانية عسى أن يؤدي ذلك إلى اقامة دولة فلسطينية مؤقتة على حوالي 42% من مساحة الضفة.
          وبالتالي فقد تحدث شارون عن احتلال طويل للمناطق الفلسطينية بهدف تغيير قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وعن تنفيذ "خطة الفصل" التي تستهدف رسم حدود الدولة المؤقتة القادمة، أي فرض حدود سياسية من طرف واحد  داخل الضفة الغربية وقبل الوصول لأي مفاوضات، حيث سيكون دور المفاوضات القادمة إذا ما جاءت، تكريس ما كانت اسرائيل قد فرضته من وقائع إحتلالية على الأرض.
          وحسب هذا الإطار الزمني الأميركي .. الإسرائيلي فإن الدولة الفلسطينية الدائمة قد تقوم في يوم القيامة في أحسن الأحوال.
          ويبدو في نفس الوقت بأن زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول المتوقعة إلى المنطقة وما أعلن من استدعاءات واستمزاجات أميركية لشخصيات فلسطينية تأتي لتسويق هذه الأفكار.وهذا هو أيضاً هدف الإتصالات الإسرائيليةز ان مواجهة مخطط عزل القيادة الفلسطينية يعني وعلى نفس المستوى مواجهة وإحباط المخطط السياسي المجتزأ والمجحف والمنقوص الذي تحاول واشنطن وتل أبيب تمريره عبر ما يسمى بالقيادة البديلة، وعلى أساس حل مرحلي قد يستمر 15 عاماً.
          لهذا فإن المهمة المباشرة حالياً هي تأكيد الإلتفاف الشعبي حول البرنامج الوطني الفلسطيني وحول القيادة الفلسطينية التي تمثل هذا البرنامج الأمر الذي يتطلب اعلاناً شعبياً واضحاً وصريحاً يرفض أي اتصالات واستدعاءات أميركية  أو غيرها خارج القنوات الشرعية ويؤكد ان العنوان الوحيد لأي مفاوضات او اتصالات سياسية مع أي جهة كانت هي القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس ياسر عرفات وأن لا مفاوضات خارج هذا الإطار، وكذلك فإن أي مفاوضات تتطلب حل جميع القضايا على أن يكون التنفيذ مرحلياً وبضمانات دولية ملزمة لا أن يكون الإتفاق مرحلياً كما يريد شارون.
          وكذلك فإن مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل من أجل إجبار إسرائيل على الإنسحاب من المناطق الفلسطينية وخلق البيئة والظروف الملائمة من أجل الإستمرار في عملية الإصلاح الداخلي وإجراء الإنتخابات الفلسطينية المحلية والعامة في موعدها المعلن مطلع العام القادم، تعتبر خطوات أساسية لإحباط مخطط عزل القيادة الفلسطينية.
          ويمكن للدول العربية في هذا السياق أن تعيد تأكيد تمسكها بالمبادرة الصادرة عن قمة بيروت والقائمة على الإنسحاب الشامل مقابل العلاقات الطبيعية الشاملة وليس نصف انسحاب أو ربع إنسحاب مقابل التطبيع الشامل .
          وسيترتب الكثير على مواقف الدول العربية وعلى طريقة تعاملها مع خطة تنفيذ خطاب الرئيس بوش التي سيحملها وزير الخارجية الأميركي كولن باول خلال جولته المقبلة ولن تكون هناك أية فائدة مما بات يشاع عن موقف عربي جديد سيطالب بجدول زمني تبادلي لتنفيذ خطاب الرئيس بوش، لأن القضية الأساسية والجدول الزمني يجب أن يبدأ من إنهاء الإحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وليس من تغيير القيادة الفلسطينية وما يسمى بالحرب ضد الإرهاب!

 

#حنا_عميرة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات