شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 18:48
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
كان للنظام السابق الكثير من الممنوعات، حتى ضاع على الناس ماأهمية هذا الممنوع او ذاك!!! ومن بين تلك الممنوعات كانت اغنية البنفسج للمطرب ياس خضر، تذكرت هذا وانا اسمع كثرة ترديد كلمة (البنفسج) ،فأعطيت للنظام المباد الحق في منع هذه الاغنية،لخطورة هذا اللون على الانظمة الاستبدادية والشمولية.
كان اليوم البنفسجي العراقي ومنذ ان مارسه العراقيون بعد 2003 قطيعة مع كل الموروث السابق، كان انطلاقا نحو فضاء الحرية، وممارسة لحق وواجب أداه كل مكلف بلغ الثامنة عشرة من عمره ذكرا كان او انثى، من هذا الدين او ذاك ومن هذه القومية او الطائفة او تلك، بلا تمييز ، لانه حق المشاركة السياسية ، وهو حق دستورية كفلته الدساتير والشرائع الدولية .
يوم البنفسج عبر فيه الشعب عن حيويته وفاعليته ،فمارس دوره في اختيار ممثليه الذين سينوبون عنه ،وهم بالتأكيد وكلاءه.وابن الشعب بكل مايملكمن جدية وتفحص استطاع ان يثيب من يستحق الثواب ويعاقب من استحقاقه العقاب.
مؤشرات كثيرا تجعل اي مراقب يتأكد من حيوية هذا الشعب، وهو يتحدى كل هذا الخوف ويتوجه الى صناديق الاقتراع،عبر الشعب عن حيويته وعشقه للبنفسج رغم انف من حاول منعه من القيام بواجبه واداء دوره.شيخ يحمل ثمانينه ، او أمرأة عجوز حملها عكازها الى صناديق الاقتراع، او مقعد قطع مسافات طويلة ليصل الى صندوق الاقتراع ،او طفل اصر على ان يرافق والديه ،او فنان اسهم بفنه لدعم هذا اليوم ، او شرطي او جندي عرض نفسه للمخاطر من اجل توفير الامن والامن للسائرين نحو البنفسج ، كل هذا وغيره الكثير عبر وبصدق عن حيوية هذا الشعب.
راهن الكثيرون على العزوف المشاركة في الانتخابات ، لكن الشعب فهم ان العزوف هو موقف سلبي لايغير من الامر شيء، وان كانت هناك ثمة اخطاء فأن العزوف لايزيلها بل يؤكدها ويثبتها وسوف تتكرر، فكانت المشاركة ،وكان الموعد مع صندوق الاقتراع والحبر البنفسجي، اذ كان لهذا الحبر ولونه سحر خاص،هو سحر الحرية التي حطمت كل القيود ،فعبر الشعب عن صدقه ،فلم تعد اغنية البنفسج ممنوعة بعد الان ولا اية اغنية اخرى.
في هذا اليوم هزم اعداء الحب والموسيقى والسلام، هزم الظلاميون ، وفازت الحرية.
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟