|
الإسلاميون ...... ونتائج الانتخابات
نهاد الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 20:12
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
لا أريد اصف الانتخابات البرلمانية بحرب ما بين الإسلاميين واليبرالين أوالعلمانيين و نجعلها حرب بين الله والشيطان أو السماء والأرض وإنما هي نتائج التوجه العام في الشارع العراقي حول ممارسات الاسلامين والقوى الليبرالية وهذه هي العملية الديمقراطية بالعراق الجديد
ولا نريد نحضر شواهد من التاريخ على الرغم ما فيه من دروس وعبر حول الوضع الاجتماعي والسياسي بالتاريخ العراقي القديم والحديث ولكن هي نظرة تحليلية أو وجهة نظر قابلة للنقاش والتدقيق من قبل أهل الاختصاص
وبعد بيان معالم القوائم الفائزة التي لا تختلف في برنامجها الانتخابي من الناحية الشكلية أو المضمون وتحمل عنوان واحد لا يختلف فيه اثنان (خدمة المواطن العراقي ) كما يدعون؟؟ ولا يتبادر إلى ذهن السياسيين أن النتائج جاءت على ضوء البرنامج أو الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ونعتقد أن السياسي الذي يريد أن يتعامل مع الواقع لابد له من أن يفهم الواقع من خلال المعرفة به والإحساس بظروفه لينطلق من الواقع في تفكيره وفي حركاته وفي أهدافه لان الجهل به أو فقدان الإحساس بأوضاعه يبعده عنه
ولان المستوى الثقافي والفكري والسياسي عند المواطن العراقي الذي يبحث عن قوت يومه لم يصل إلى هذا المستوى بحيث يبحث عن البرنامج المناسب ويطالب فيه بالمستقبل من القائمة التي انتخبها ولكن نحن مجتمع يتأثر بالمسموعات والمرئيات هذه من طيبة قلب الشعب العراقي
وان القوائم التي فازت بالانتخابات علينا أن ندرس خلفياتها بشكل تحليلي ودقيق وهي ( الائتلاف الوطني و العراقية ودولة القانون )
نجد أن ( العراقية ودولة القانون ) ذو بعد و طابع علماني وليبرالي لو صحة التسمية أن يطلق عليها مع وجود حزب أسلامي في قمة الهرم بالقائمة ( دولة القانون ) الفارغة من المحتوى الإسلامي بتوجهاتها وحركتها بالشارع العراقي بشكل مختصر
وأما ( الائتلاف الوطني ) يرتكز على ( الصدريين والمجلس والفضيلة وتيار الإصلاح ) وكلها ذو بعد وطابع أسلامي ولها قواعد جماهيرية مع وجود بعض الشخصيات الليبرالية وليس له اثر في الشارع العراقي
وعلى ما تقدم أن المجتمع العراقي ينظر إلى القوائم على صنفان الأول يمثل الحركات والأحزاب الإسلامية متمثل ( بالائتلاف الوطني )
والصنف الثاني الحركات والأحزاب العلمانية أو الليبرالية بشكل عام ومتمثلة ( دولة القانون والعراقية )
ولقد انقسم المجتمع العراقي إلى فريقين موالين الإسلاميين و مناوئين لها وخصوصا في الجنوب والفرات الأوسط وبغداد ومناوئين الإسلاميين لم يعلنوا بذلك خشية سوء السمعة أو خوفا منهم وهنا فرق شاسع مابين أن تخاف من جهة وتحترم جهة لان الاحترام تحترم شخص يكون في حضوره وغيابه وأما الخوف تقدم الاحترام فقط في وجوده ؟ ولقد كشفت الانتخابات ذلك لان في لحظة التصويت يقف المواطن مع نفسه ويحسم أمره ولا يعيش الازدواجيه مع نفسه ولا يتظاهر بغير ما يشعر به ويحس به اتجاه الآخرين من خوف أو احترام
وعلينا أن لا ننسى الدور مهم للمرجعية في تحفيز الشارع العراقي على المشاركة في الانتخابات وتحديد الخارطة السياسية من خلال دعم نعبر عنه مبطن إلى الائتلاف الوطني (وذلك لعدة اعتبارات )ولا نتصور كما يعبر بعض السياسيين ( أن المرجعية تقف على مسافة واحد من كل القوائم والمرشحين ) لان ليس من المنطقي أن تقف المرجعية على مسافة واحدة مابين المفسدين والفاشلين والذين يحاربوا الفساد والذين يريد أن يبني دولة المؤسسة لأنه سوف تخدش بعدالة المرجعية وهناك شاهد على ذلك عندما سحبت المرجعية الوكالة من احد المعتمدين في الناصرية لأنه رشح نفسه في قائمة دولة القانون ولا يحتاج إلى تأويل وتكهنات من قبل البعض السياسيين الذين لا يفقه شي عن السياسة على الرغم كانت المرجعية غير واضحة بموقفها بالنسبة إلى الإنسان البسيط
مجتمعنا
الذي كان يقدس ويطيع المرجعية بات لا يفهم ماذا تريد منه وما هي موقفها اتجاه ما يجري على الساحة العراقية وهنا خلل واضح إلى العيان من خلال نتائج لان الانتخابات التي أظهرت فصل واضح مابين المجتمع والمرجعية
وعلى الائتلاف الوطني لا يفرح كثيرا لان دق ناقوس الخطر في الشارع العرقي من التوجهات الإسلامية عليه أن يراجع نفسه كثيرا ويضع ألف استفهام على نتائج الانتخابات .
#نهاد_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحزاب أسلامية فاقدة للشرعية
-
انتخب أو لا انتخب
-
شاهد بلا أخلاق ......
-
صنمية الفكر.....بجاهلية الحاضر
-
العراقيات... الأعلام العربي... وعكس الصورة
-
مشكلتنا هي في تربيتنا
-
ايجابيات الفساد الإداري والمالي!!!
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
|